كيف تتصرف إزاء الخيانة الزوجية؟

يحلم الأشخاص المقبلون على الزواج بأن تكون حياتهم الزوجية مملوءة بالحب والسعادة كما لو كانوا أبطال رواية أو فيلم رومنسي؛ لكن للأسف، تفشل كثير من الزيجات في أن تعكس تلك الصورة المنمقة التي أعطوها للزواج.



غالباً ما تكون علاقات الحب سعيدة في بداياتها، وقد نعتقد أنَّ هذه البهجة ستدوم إلى الأبد؛ وحتى لو علمنا أنَّ هذه المشاعر قد تخمد، نتوقع أن يكون الشريك وفياً لنا حتى يفرقنا الموت.

لا ننكر أنَّ بعض الأزواج يعيشون علاقة زوجية جميلة تدوم طوال العمر، وقد نرى الكثير من الأزواج العجائز الذين يظهرون اهتماماً ببعضهم بعضاً وكأنَّ شعلة الحب فيما بينهم تزداد اتقاداً وألقاً، لكن ليتها كانت هكذا بالنسبة إلى الجميع.

يمكن للزواج أن يتداعى على مدار السنين لأسباب عدة، منها:

  • حدوث شرخ بين الزوجين.
  • تكريس حياتيهما للأطفال وأغفلا الاهتمام ببعضهما.
  • الخيانة.

ما هي الخيانة؟

قد يبدو هذا السؤال سهلاً للوهلة الأولى، لكنَّ الخيانة في عصرنا هذا قد أصبحت مفهوماً مشوشاً؛ ففي حين نعتقد أنَّ الخيانة تتعلق فقط بالعلاقة "الجسدية" خارج إطار الزواج، إلَّا أنَّها تتدرج من الإعجاب في السر وتبادل أطراف الحديث إلى بناء علاقة متكاملة مع شخص آخر؛ وهذا أوضح وصف للخيانة.

لكن يوجد صنف آخر للخيانة يقبع في منطقة رمادية ما بين بين، وهو ما يُسمَّى الخيانة العاطفية؛ حيث تكمن المشكلة في الخيانة العاطفية في اختلاف معاييرها بين شخص وآخر، وسنناقش هذه النقطة في مقالنا هذا.

بغض النظر عن ذلك، يأمل معظم الأشخاص أن يبقى شركاؤهم أوفياء لهم، وألَّا يقربوا أحداً آخر.

المنطقة الرمادية:

إليك بعض الأمثلة عن السلوكات التي تندرج تحت "المنطقة الرمادية" بالنسبة إلى بعض الأزواج، والتي قد تكون بمثابة خيانة عظمى بنظر بعض الأشخاص دون غيرهم:

  1. مغازلة شخص ما أو التودد إليه.
  2. محادثة الحبيب أو الأحباء السابقين أو لقائهم.
  3. إرسال الكثير من الرسائل إلى الآخرين.
  4. معانقة الآخرين.
  5. تقديم الهدايا للآخرين.
  6. قضاء وقت طويل مع الآخرين.
  7. التحدث إلى شخص أو مجموعة أشخاص على الإنترنت في أحيان كثيرة.
  8. مشاهدة المواقع الإباحية.
  9. الخروج بموعد (أو نشاط يشابه الموعد) مع شخص آخر.
  10. طلب أرقام هواتف الآخرين للتحدث معهم.

كما نرى، تعدُّ بعض التصرفات أشنع من غيرها؛ فقد لا يأبه بعض الأشخاص بها أو حتى لا يلاحظونها، في حين يصنفها آخرون تحت مفهوم الخيانة الكاملة؛ فلكل شخص مفاهيمه ومبادئه.

حتى إن لم تتضمن تلك التصرفات ملامسة جسدية، يعدُّها الكثيرون خداعاً في العلاقة، وخيانة صريحة لهم.

علامات الخيانة:

إن شككت بخيانة الشريك، فكيف لك أن تضبطه بالجرم المشهود؟ وكيف تتحقق أنَّ ذلك لا يتهيأ لك فحسب؟

يجد كثيرون صعوبةً في معرفة ذلك، ويحاولون بشتى الوسائل الوصول إلى الحقيقة، حتى أنَّهم قد يظنون أنَّ عقولهم تخدعهم، ويكونون واثقين في أحيان أخرى أنَّ شريكهم يخونهم.

يكمن الحل في وضع سجل لسلوك الشريك تسجل فيه المواعيد والأوقات وأي معلومات مرتبطة بالموضوع، ويخدم هذا غرضين:

  • أولاً: يساعدك على رؤية الأمور على حقيقتها بوضوح، ويؤكد لك أنَّ ما تظنُّه ليس محض أوهام.
  • ثانياً: يكون هو الدليل بين يديك عندما تواجه شريكك الخائن بالحقيقة.

في حال لم تقم بذلك، فقد يحاول الشريك خداعك والاحتيال عليك وينكر سلوكه، ويتهمك باختلاق الأمر برمته.

سنورد فيما يأتي بعض العلامات الشائعة التي تدل على خيانة الشريك:

  1. يخبئ هاتفه المحمول عنك أو يحرص عليه أشد الحرص؛ خصوصاً إن كان هذا السلوك جديداً عليه.
  2. يتأنق في ملابسه أو يسعى إلى اكتساب الرشاقة؛ فالمفترض في هذه الحالة أنَّه يحاول نيل إعجاب أحدهم.
  3. تتكرر الفترات التي يكون فيها خارج نطاق التغطية ولا تستطيع الاتصال به.
  4. تفقدان الحميمية في علاقتكما، أو تتراجع فجأة.
  5. عندما تسأل الشريك إن كان يخونك، يتأثر بشدة ويتهمك بالجنون.
  6. يشاركك أدق التفاصيل عن الأماكن التي يذهب إليها أو ماذا يفعل؛ حيث يميل الكاذبون إلى تقديم معلومات إضافية.
  7. يقضي الوقت مع أصدقائه أكثر من المعتاد.
  8. يعمل لساعات متأخرة أكثر من الحد الطبيعي.

هذا غيض من فيض، فلا يزال هناك الكثير من العلامات التي تدل على الخيانة، لكنَّها تختلف من شخص إلى آخر؛ لذا إن أخبرك حدسك بوجود خطب ما، لكنَّك لم تجده مذكوراً ضمن العلامات أعلاه، فاتبع حدسك لأنَّه كثيراً ما يصدق.

إقرأ أيضاً: 4 صفات موجودة في الرجل الخائن

هل يمكن للزواج أن يستمر بعد حصول خيانة؟

لنفترض أنَّك ضبطت شريكك يخونك، ربَّما سيعترف بذلك أو يصر على إنكاره؛ لكن بغض النظر عن ذلك، يتساءل معظم الناس إن كان مقدراً للزواج أن ينتهي بعد حدوث الخيانة، إلَّا أنَّ الإجابة عن هذا السؤال صعبة بسبب اختلاف حدود ومعايير كل شخص أو زوجين عن الآخرين.

مثلاً: لا يسمح بعض الأشخاص بأي فعل من هذا القبيل ويطلبون الطلاق مباشرة، بينما يتحَّمل آخرون أكثر مما ينبغي لهم، ويرجع هذا كله إلى المعايير والحدود التي يضعونها للعلاقة.

نظرية التبادل الاجتماعي:

وهي النظرية التي تبحث في التواصل بين الأفراد، والتي تنص على أنَّنا نوازن بين المكافآت مقارنة بالتكاليف في العلاقة، ونستمر في العلاقة طالما أنَّ كفة المكافآت هي الراجحة؛ لكن متى ما رجحت كفة التكاليف، قطعنا العلاقة دون تردد؛ والجدير بالذكر أنَّ ما يعد مكافأة أو تكلفة يختلف من شخص إلى آخر اختلافاً كبيراً.

استرجاع السعادة:

ليس من المستغرب أن يحافظ الشريكان على استقرار زواجهما بعد حدوث الخيانة، سواء كانت من طرف واحد أم من الطرفين؛ لكنَّ ذلك لا يعني دوماً أنَّ السعادة ستملأ بيت الزوجية من جديد وأنَّ الخيانة لن تتكرر.

عندما يطرح الأزواج السؤال حول احتمالية استمرار الزواج بعد الخيانة، فهم على الأغلب يستفسرون عمَّا إذا كان يمكن للسعادة التي سبقت الخيانة أن تطرق باب بيت الزوجية من جديد؟

يمكن لهذا أن يحدث، مع أنَّه نادر نسبياً؛ ولكي تسترجع السعادة الحقيقة وأواصر الحب والعلاقة السليمة للزوجين، لا بد من مراعاة بعض الأمور:

  • أولاً: يتعين على الشريك الخائن أن يتفهم بكل جوارحه الجرح الكبير الذي سببه لشريكه؛ وعلى الطرف الثاني أن يدرك أنَّ شريكه الخائن يسحقه الندم في الصميم، لدرجة أنَّه لن يُقدِم على الخيانة مجدداً.
  • ثانياً: يجب على الشريك الخائن أن يصبر على شريكه؛ إذ لا يُمكن للخيانة أن تُمحَى بسهولة، بل تتطلب وقتاً طويلاً.
  • ثالثاً: يجب على الشريك الخائن أن يثبت نفسه كزوج مخلص مجدداً؛ حيث على سلوكه أن يكون ثابتاً وجديراً بالثقة على مدى فترة طويلة من الزمن حتى يكتسب ثقة شريكه مجدداً.
  • أخيراً: يمكن للعلاج النفسي الخاص بالأزواج أن يساعد الزوجين على المضي قدماً؛ إذ قد يتحتم على بعضهم طلب مساعدة خارجية، ولا عيب في ذلك.

بناء ما تهدَّم من ثقة:

تساعد الاستعانة بمعالج نفسي كثيراً في خضم مرحلة استعادة الثقة؛ وإضافة إلى ذلك، عليك بالقيام بخطوات معينة لإعادة بناء جسور الثقة مع شريكك، وهي:

  1. الإبقاء على جسور التواصل طوال الوقت.
  2. إعطاء الشريك كلمات السر للهاتف المحمول والحاسوب والبريد الإلكتروني وحسابات منصات التواصل الاجتماعي كعربون للثقة.
  3. أن يكون الشريك الخائن متوفراً دوماً للرد على اتصالات ورسائل الشريك.
  4. قضاء وقت مثمر معاً، كأن تخرجا في مواعيد و"تتعارفا" من جديد.
  5. ضرورة إقرار الشريك الخائن بتصرفه الطائش وتحمل المسؤولية على الدوام.
  6. ضرورة صدق الشريك الخائن في كلامه والوفاء بوعوده.
  7. تفضيل حاجات الشريك المخدوع على حاجات الشريك الخائن.
  8. على كلا الطرفين أن يكونا منفتحين لمشاركة مشاعرهما وأفكارهما مع بعضهما بعضاً.
إقرأ أيضاً: بناء الثّقة في العلاقات الزوجية الناجحة

الخلاصة:

إنَّ التعامل مع الشريك الخائن من أصعب الأمور التي يخشى المتزوجون خوضها؛ ومع ذلك، إن وقعت ضحية الخيانة، فلا بد لك أن تعرف كيف تمضي قدماً. تكمن الخلاصة هنا في استعدادك لإنقاذ الزواج أم لا، فأحياناً يكون الانفصال ومتابعة حياتك هو الحل الأنجع؛ لكن يُقدَّر للعلاقة في ظروف أخرى أن تتعافى، وقد تكون تلك التجربة أمراً يقوي أواصر العلاقة بين الشريكين على درب الزواج.

 

المصدر




مقالات مرتبطة