كيف تبني فريقاً سعيداً؟

يُعَدُّ وجود البيئة المريحة والسعيدة مفتاحاً لإنجاز أي عملٍ شاق وسبباً لسعادة القوة العاملة في الشركة، ولا يُقصَد بذلك توفير مستلزمات العمل من أقلامٍ وأوراق ملاحظات، فمن البديهي حصول الجميع على مستلزماتهم؛ حيث سيجد كلُّ من عملَ في شركة خاصة أنَّ عدم وجود انسجام بينه وبين الموظفين الآخرين أو أرباب العمل سيحوِّل أيام العمل إلى معاناةٍ يومية، وقد تجد أنَّه من الصعب أيضاً الاستيقاظ صباحاً وإيجاد الدافع للذهاب إلى العمل، ولكنَّنا نعتاد على ذلك في سبيل الحصول على الراتب بنهاية الشهر.



هل هناك شيء يمكن للمديرين القيام به للمساعدة على إصلاح الصدع أو بناء جسور العلاقات؟

سيكون تنظيم دورة تدريبية ليومٍ واحد فقط طريقة تحفيز فعالة وغير مكلفة للشركة؛ إذ لا تضيع الكثير من أيام العمل ضمن هذا النشاط، كما توجد العديد من النشاطات لبناء الفريق، كالخروج في رحلة لمدة أسبوع والذي سيؤثر تأثيراً كبيراً في إنتاجية الشركة، كما سيثمر عن نتائج إيجابية أخرى على الأمد البعيد، بالإضافة إلى ممارسة بعض النشاطات الترفيهية المنتشرة، كرمي القرص والصيد والبولينغ والمسابقات.

وسيفي أيُّ نشاطٍ حركيٍ يشجع الفريق على التعاون والعمل معاً بالغرض، وستكون فِرقك هي الفائزة، كما أنَّ نصب هدفٍ رئيسٍ للنشاطات كبناء روح الفريق بين الموظفين لا يغني عن الاستمتاع بالنشاط، ولكن كن حذراً: عند اختيار أعضاء الفريق المعروفين بكراهية بعضهم بعضاً، فلا تتوقع منهم دفن الكراهية ليومٍ واحد وممارسة اللعب؛ وذلك لأنَّه مجرد نشاط لبناء الفريق لفترةٍ قصيرةٍ من الزمن، وليس حلاً سحرياً للتغيير الجذري.

كما أنَّ هناك الكثير من الموظفين الذين يمتعضون عندما يقترح مديرهم في صباح أحد الأيام التزام الحضور لممارسة بعض النشاطات لبناء الفريق، والتي رُتِّبَت آنفاً، فما الذي ستفعله لتتأكد أنَّك ستقضي الوقت مع فريقٍ متحمسٍ جاهز وليس مع مجموعة أطفال عابسين؟

  • تفضيل المتعة على الكآبة: من الطبيعي أن يستمتع بعض الأشخاص بنشاطٍ ما دوناً عن الآخرين؛ إذ لا يمكن إرضاء الجميع في جميع الأوقات؛ لهذا عليك تجنب أي نشاط حركي أو رياضي مبالغ فيه، إلَّا إذا كانت النشاطات ذات صلة بطبيعة العمل.
  • اختيار نشاطات متوافقة مع الأهداف: اختر نشاطاً مرتبطاً بما تريد تحقيقه مع موظفيك في عملهم اليومي.
  • اختيار النشاطات غير المتطفلة: تجنَّب تمرينات بناء الفريق التي قد تتعدى على حدود الناس والمساحة الشخصية بهم، إلَّا في حال كنتَ تُدرِّب فريقاً شاباً واعياً ويتقبل المزاح، ولكن انتبه حتى لا يكون المزاح مهيناً إلى حدٍ ما.

يجب ألا تستهدف استراتيجيات بناء الفريق تطوير المهارات الشخصية ضمن نطاق العمل فحسب؛ بل يجب استهداف المهارات الحياتية الأخرى، كما أنَّ تمرينات بناء الفريق ستعزِّز قيم وأخلاقيات الشركة وتقوي علاقات الموظفين، أيبدو ذلك سهلاً؟ للأسف سيبدو الأمر كحقل ألغامٍ على وشك الانفجار إذا ما تم الأمر بشكلٍ غير صحيح.

إقرأ أيضاً: 10 طرق لبناء علاقات عمل إيجابية وفعالة

تطبيق استراتيجيات بناء الفريق بشكل صحيح:

ليس من السهل تطبيق استراتيجيات بناء فريق العمل، وبغض النظر عن القيام بالدورة التدريبية القصيرة المذكورة أعلاه، تستمر بعض الشركات في التدريب لمدة 2-3 أيام في كل مرة، وأحياناً لمدة أسبوع كامل، وهنا يزداد التعقيد، ويجب على المدير ربط جميع التدريبات والاستراتيجيات بالهدف الأسمى والتأكد من عدم إثارة العدوانية بين الموظفين، كما يرجَّح ارتفاع التوتر في العمل وانتشاره في الشركة.

إقرأ أيضاً: 6 طرائق مثبتة لتشجيع التعاون بين أعضاء الفريق

فيما يلي مثال على ممارسة جيدة لجلسة بناء فريق قصيرة:

لنفترض أنَّ المؤسسة تتعرض لمحاولة تسلل خارجية، سيعمل رئيس العمل كمحقق ليسابق الوقت في إنقاذ الشركة من السرقة، ففي البداية، يجب عليه التأكد من جاهزية كل شيء، ثمَّ سيحدد المهام ويقوم بتوزيعها.

المهام المطلوبة:

  • سيتم البحث والعثور على موقع العصابة السرية باستخدام نظام "تحديد المواقع" (GPS).
  • التسلل إلى مقر العصابة.
  • التخلص من أفراد العصابة.

سيبدو من السهل تنظيم الأمر بنفسك أو استئجار شركة للقيام بذلك، لكنَّك بدلاً من ذلك، ستحدد دور كل شخص مع التفاصيل قبل التحدي، ويجب أن يحقق الجميع "المهام" الموكلة إليهم؛ إذ إنَّه ليس على الرئيس القيام بالأعمال الشاقة فقد حان الوقت ليشارك الموظفون في القيام ببعضها.

ستكون نتيجة ممارسة هذا النشاط على الموظفين كالتالي: العمل كفريق واحد، والتفكير في أدق التفاصيل، والتفكير في تكتيكات ماكرة وذكية، والابتكار، وتنظيم نفسك والآخرين، وإنَّها طريقة ممتعة لتحقيق ما يمكن تحقيقه من خلال الحصص التعليمية القصيرة، في حين قد لا يدرك موظفوك أنَّهم يتلقون التدريب.

تطبيق استراتيجيات بناء الفريق بشكل خاطئ:

من السهل أن يُفهَم الأمر بصورة خاطئة أكثر، مع الأخذ في الحسبان أنَّ المديرين لا يرغبون في خلق بيئةٍ مربكةٍ أو إشعار الموظفين بعدم الراحة، كما يرغبون في أن يُظهِر الموظفون أفضل ما لديهم في العمل، دون أن يضطروا إلى تقديم الاستقالة أو أخذ إجازة ومعاودة العمل بعد أسبوع، فقد تحصل بعض الأخطاء في أثناء تنفيذ التمرينات وتسوء الأمور.

على سبيل المثال: تمَّت ممارسة تمرين مع فريق عملٍ غير منسجم، والذي ينصُّ على مصارحة الزملاء بالصفات السلبية ثم الإيجابية، فتم بدء التمرين وأخذَ الزملاء يخبرون بعضهم بالجزئية الأولى "النقاط السلبية"، ثم كان عليهم الانتقال إلى الجزئية الثانية "النقاط الإيجابية"، ولكن في تلك المرحلة كانت معظم الغرفة غارقة في البكاء إثر الكلام السلبي، ولم يَعُد أحدٌ قادراً على العمل مع الآخر؛ فكانت النتيجة من هذا التمرين هي الكراهية الفورية، وعدم القدرة على العمل معاً على الإطلاق، والاكتئاب، والمواقف السلبية.ِ

شاهد بالفيديو: 6 أسباب وراء فشل فريق العمل

استراتيجيات بناء الفريق، بعض الحلول السهلة التي يمكن تنفيذها في المكتب بعد القيام بنشاطات بناء فريق العمل:

  • تصميم مكاتب مفتوحة؛ بحيث تُزال الجدران والحدود الفاصلة؛ مما يجعل الموظفين في المكتب قادرين على التواصل بشكل علني وفعال.
  • تطبيق سياسات الباب المفتوح كمدير، فقد يرسل "إغلاق باب غرفة المكتب" رسالة ضمنية للموظفين مفادها أنَّ أمراً سلبياً يحدث في الداخل؛ لذا أبقِه مفتوحاً متى ما أمكنك ذلك؛ لأنَّه سيرسل دعوة ضمنية للناس للدردشة حول العمل أو تخفيف ما في صدورهم من الضغوطات.
  • توفير فرص إبداء الآراء، وإعطاء الجميع الفرصة ليكونوا منفتحين حول أفكارهم ومشاعرهم تجاه الشركة ومخططاتها المستقبلية؛ مما قد يكشف عن إمكانات كامنة لم تتوقع وجودها.

تأكَّد من طرح هذا السؤال على نفسك مرة واحدة على الأقل في الأسبوع: "ماذا فعلتُ هذا الأسبوع لتشجيع فريقي على النمو؟" لكي تواصل دعم مشروعك للنمو.

المصدر




مقالات مرتبطة