كيف تبني رؤية قيادية؟

يمتلك القادة العظماء رؤية محدَّدة، ويعبِّرون عن الأهداف والتوجيهات التي يجب على الآخرين اتِّباعها، كما تتجاوز رؤية القيادة بيان رسالة المنظمة وبيان الرؤية؛ إذ تتغلغل في مكان العمل، وتتجلى في أفعال قادة المؤسسة، ومعتقداتهم، وقِيمهم، وأهدافهم، وتجذب كل موظف مشارك في هذه الإجراءات، والمعتقدات، والقِيم، والأهداف، وتؤثِّر فيه، وتجعله يريد مشاركة رؤيتك.



رؤية القيادة لشركة "ريسيليولار" (ReCellular): 

لقد كانت شركة "ريسيليولار" (ReCellular) في السابق شركة متوسطة الحجم تعمل على تجديد وإصلاح وإعادة بيع الهواتف اللاسلكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الأخرى، ثم استطاعَت أن تجني الملايين من خلال إعادة تدوير الأجهزة، وقد أتاحت أيضاً آلاف المنتجات لإعادة استخدامها. بعد ذلك، تبرعَت الشركة بآلاف الدولارات للأعمال الخيرية من الأرباح التي حققَتها من إعادة التدوير.

إذا كنتَ شخصاً يهتم بالحفاظ على البيئة؛ فقد تهتم بإعادة تدوير ملايين الأجهزة الإلكترونية المُلقى بها في النفايات؛ وبالتالي، تكون رؤية القيادة هذه أكثر جاذبية بالنسبةِ إليك مثلما انجذب عديدٌ من الموظفين إلى العمل بسبب هذه المهمة الخضراء التي تحافظ على البيئة، وأرادوا استثمار الفرصة للخدمة في قضية يرون أنَّها هامَّة للغاية.

بالإضافة إلى ذلك، جذبَت فرصة الخدمة في عديدٍ من القضايا الخيرية والبيئية من خلال الأرباح التي جنَتها الشركة من بيع الهواتف مجموعةً من الأشخاص الذين يمتلكون رؤيةً ومَهمَّةً فاعلة؛ إذ كان انضمامهم نتيجة لرؤية قادة شركة "ريسيليولار" (ReCellular)، والتي كانت مؤثِّرة وفاعلة حقاً.

شاهد بالفيديو: الفرق بين بياني الرسالة والرؤيا

لماذا تُعدُّ الرؤية القيادية هذه فاعلة؟

لقد كانت الرؤية القيادية فاعلة؛ لأنَّ القادة وكبار المديرين كانوا يؤمنون بها، أي لم تكن مجرد بيان معلق على الحائط؛ بل كانت واقعاً يعيشه الناس في العمل يومياً.

عندما يشارك القادة رؤية جيدة وينظمون مكان العمل ويوظفونه لتحقيقها، يصبح هناك أهداف حيوية تدفع الموظفين لتحقيق أداءٍ أفضل، وعندما ينفِّذ القادة ما يقولونه، يتعزَّز حافز الموظفين بوضوح، وعندما يشترك القادة في رؤية فاعلة؛ ينجذب الموظفون إلى العمل لدرجة أنَّهم قد يختارون هذه الوظيفة ويفضِّلونها على خيارات أخرى؛ وبالتالي، تتجلَّى الرؤية في عمل الموظفين، وتصبح عاملاً للحفاظ عليهم.

وقد نرى ذلك عندما نعرف أنَّ الموظفين لم يصلِّحوا الأجهزة اللاسلكية لجني المال لأرباب الشركة فحسب؛ بل كانوا ينقذون الأطفال الصغار أو يوفرون ملاذاً آمناً للنساء المعنَّفات، وكانوا يخرجون الأجهزة الإلكترونية من مقالب النفايات، فهل يمكِن أن تصبح رؤية القيادة المشتركة أكثر فاعلية من ذلك؟

إقرأ أيضاً: الرؤية: العنصر الأساسي للقيادة الناجحة

أساسيات رؤية القيادة:

قد لا تمتلك منظمتك رؤيةً مؤثِّرة جوهرياً مثل شركة "ريسيليولار" (ReCellular)، بينما قد يمتلك قادتك رؤيتهم الملهمة أيضاً، وفي الواقع، لقد بدأَت معظم الشركات لأنَّ المؤسس كان يمتلك رؤية لما يمكِن أن يفعله، بالإضافة إلى ذلك، ينضم الموظفون غالباً إلى المنظمات بسبب الرؤية والتوجيه المشترَكين اللذين يجدونهما عند حضور مقابلات التوظيف، ويُعدُّ إظهار ذلك بمثابة جزء من وظيفة المنظمة عند إجراء المقابلات مع المرشحين المتميزين؛ إذ يتعيَّن على المنظمَّة منح أفضل المرشحين أسباب مقنعة لاختيار العمل في هذه الشركة على وجه الخصوص، وتزداد أهمية الأمر مع زيادة المنافسة على الموظفين المتميِّزين.

حتى إذا تغيَّرت الرؤية بمرور الوقت، يمكِن للموظفين التكيف معها ما دام القائد يوضحها باستمرار ويشاركها معهم؛ لأنَّ مشاركة الرؤية مع الآخرين بطريقة تلزِمهم على العمل وفقاً لها هو سر الرؤية القيادية الناجحة.

لذا نقدِّم إليك الأساسيات الضرورية لرؤية تثير الموظفين وتحفزهم على اتِّباع القائد:

  • تحديد توجُّه المنظمة والأهداف المنشودة بوضوح.
  • إلهام الولاء والاهتمام من خلال إشراك جميع الموظفين في الأهداف والتوجُّه.
  • عرض نقاط قوة المنظمة، وثقافتها، وقيَمهاؤ ومعتقداتها، وتوجُّهها، وتطبيق ذلك.
  • بث روح الحماس، والإيمان، والالتزام في نفوس الموظفين.
  • مساعدة الموظفين على الثقة بأنَّهم جزء من شيء أكبر من مجرَّد عملهم اليومي.
  • الحرص على التواصل مع جميع الموظفين بانتظام من خلال التصريحات والرسائل التذكيرية الشهرية في اجتماعات الشركة، والتواصل أيضاً على كل مستوى من مستويات المنظمة يومياً.
  • إيضاح أسباب اختيار مسارات العمل، وتوظيف الناس، واختيار الأسواق، وتطوير المنتجات.
  • تشجيع الموظفين على التفوق والتطوُّر وبلوغ الأهداف.
إقرأ أيضاً: كيف تكون قائداً يلهم الآخرين ويجعلهم يتبعونه بإخلاص؟

خصائص أسلوب القيادة الناجح:

لقد كُتبت كثيرٌ من الكتب والمقالات حول ما يجعل القادة ناجحين؛ لذا سنقدِّم إليك باختصار هذه الخصائص، والسمات، والإجراءات التي يعتقد عديدٌ من القادة أنَّها أساسية:

  • ممارسة القيادة التكيفية.
  • التحلِّي بصفات تجعل الآخرين يريدون اتِّباعك.
  • تقديم رؤية مستقبلية.
  • توفير الإلهام.
  • تقدير الآخرين وجعلهم يشعرون بأهميتهم.
  • التصرُّف وفقاً للقيم الأخلاقية.
  • تحديد إيقاع العمل من خلال توضيح التوقعات والتصرُّف كمثل أعلى.
  • خلق بيئة تساعد في التحسين المستمر.
  • إتاحة فرص للموظفين للتقدُّم على الصعيدين الشخصي والمهني.
  • الاهتمام بالموظفين والتحلِّي بالتعاطف والحفاظ على صحتهم النفسية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة