كيف تبرمج نفسك لخوض علاقة مذهلة؟

يريد الجميع الحصول على علاقة هادفة ودائمة، إذاً لماذا يبدو أنَّ العلاقات الرائعة نادرة هذه الأيام؟ هل توجد طريقة يمكننا بواسطتها أن نستعد استعداداً أفضل قبل أن ندخل في أيَّة علاقة؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون جيسون كلارك (Jason Clark)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية برمجة أنفسنا لنحصل على علاقة عاطفية مذهلة.

في حين أنَّ كلَّ علاقة لها تعقيداتها الفريدة، أظنُّ أنَّ البعد العاطفي الذي نضيفه إلى العلاقة أمرٌ حاسمٌ لنجاحها، فمعظم الناس يلتزمون بعلاقة مع الطرف الآخر من دون أخذ البعد العاطفي في الحسبان، ويفكرون من منطلق الفرد بدلاً من منطلق التشاركية.

يحين وقت التحسين عندما يرتبط الشخص بشخص آخر:

عندما نقرر الاستقرار في علاقة ما، نحتاج إلى تغيير طريقة تفكيرنا، وإذا أردنا الاستمتاع بجميع مزايا العلاقة التي يمكن أن تستمر لمدة طويلة، نحتاج إلى برمجة أنفسنا من الداخل، فعندما يكون الشخص أعزباً من السهل أن يركِّز على نفسه؛ لأنَّه يعيش حياة بسيطة، وأقل تعقيداً.

ولكي نكون جزءاً من علاقة دائمة وداعمة نحتاج إلى توسيع نطاق تفكيرنا؛ لأنَّ الحياة تصبح أكثر تعقيداً، وتتطلب برنامجاً متطوراً أكثر؛ وهذا يعني أنَّ الوقت قد حان للتحسين، فمن أجل نجاح علاقةٍ ما، نحتاج إلى إعادة برمجة الطريقة التي نفكِّر بها في الحياة، وإذا فعلنا ذلك فعلاً صحيحاً ستصبح الحياة أفضل وأكثر جدوى.

إليك 6 خطوات لإقامة علاقة ناجحة:

1. التخلص من طريقة التفكير القديمة:

نحن عندما نرفع مستوى توقعاتنا في أيِّ مجال من مجالات حياتنا، نحتاج إلى ترقية برامجنا الداخلية، وأولئك الذين يختارون التمسك بطريقتهم القديمة في التفكير لا يمكنهم أن يحققوا نمواً ذا مغزى.

إذا أردنا تحقيق أمر رائع، مثل علاقة ناجحة؛ فإنَّنا يجب أن نبدأ من داخلنا؛ وذلك لأنَّ طريقتنا القديمة في التفكير هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن، ولكنَّنا الآن على استعداد للمُضي قُدماً والنمو والتوسع في عالمنا والوصول إلى المزيد.

شاهد بالفيديو: بناء العلاقات: 8 قواعد للترويج الذاتي

 

2. معرفة ما تريد:

على سبيل المثال: عندما يقرر مُبرمِج الحاسوب إنشاء برنامج جديد، فدائماً ما يكون لديه سبب وهدف لذلك، فالبرامج تُصمَّم لأغراض محددة للغاية، وإذا كان المُبرمِج لا يفهم ما يحاول تحقيقه، فكيف يمكنه تصميم البرنامج الصحيح؟ والأمر مشابه لطريقة تفكيرنا، فقبل أن نتمكن من تغيير طريقة تفكيرنا نحتاج إلى أن نفهم فهماً واضحاً ما نعتزم تحقيقه ولماذا.

دعنا نعود إلى الشخص الأعزب الذي يريد الدخول في علاقة عاطفية، على سبيل المناقشة، دعنا نقول: إنَّه رجل أعزب استمتع بالعيش وحده في السنوات الخمس الماضية، والآن قد التقى بشخص مميز حقاً، ومع نمو العلاقة أصبح يريد تطوير هذه العلاقة أكثر.

3. التحوُّل في العلاقة:

بعد أن تحوَّل التركيز الداخلي لهذا الشخص ليشمل شخصاً آخر، وتغيرت نقطته المرجعية العقلية من "أنا" إلى "نحن"، في هذه المرحلة يجب أن تتغير حياته كلياً، وأن يصبح فيها مجموعة مختلفة تماماً من القواعد؛ لأنَّ لديه نقطة مرجعية جديدة تماماً.

إنَّ وجود شخص آخر في حياتك يعني تغيير طريقة تفكيرك في كلِّ شيء؛ إذ إنَّ حياتك تصبح شاملة لشخصين، وليس واحداً؛ ممَّا يعني أنَّها ستصبح معقدة أكثر بمرتين على الأقل، ناهيك عن الأطفال الذين سيكونون جزءاً من هذه العلاقة لاحقاً، إذاً، لماذا تفعل ذلك؟ لماذا تُعقِّد حياتك عمداً؟ ربما لأنَّك تعلم أنَّه من المحتمل أن تصبح حياتك مجزية وممتعة أكثر بمرتين على الأقل، وأنت تريد هذا الأمر.

4. الالتزام بالعلاقة التزاماً جاداً:

سأتحدث عن فصل من حياتي الخاصة، فأنا لم أتزوج حتى بلغت الثلاثينيات من عمري، والسبب في ذلك هو أنَّني أردت أن أتزوج مرة واحدة فقط، وأردت التأكُّد من أنَّني أفعل ذلك فعلاً صحيحاً، فعندما كنت صغيراً، زرع والدي في رأسي هذا الكلام: "لا تُقدِّم وعوداً لا يمكنك الوفاء بها"، كنت أعلم أنَّ الزواج سيكون أحد أخطر الوعود التي سأقطعها على الإطلاق، وأردت أن أتأكد من أنَّني سأفي بوعدي تماماً.

لذلك انتظرت حتى التقيت بشخص كنت أعرف أنَّني لا أستطيع العيش من دونه، ومن الواضح أنَّني كنت أريد أن تنجح هذه العلاقة، ولكنَّني أدركت وجود بعض الأشياء التي يمكن أن تقوِّض زواجنا؛ لذلك أردت التأكُّد من التعامل مع هذه الأشياء قبل أن ألتزم بجديَّة بعلاقتنا.

5. نسيان العلاقات السابقة:

أحد التفاصيل الدقيقة التي تدمر نسيج العلاقة هو عندما يحمل أحد الأطراف معه حبَّه القديم، ولقد رأيت ذلك يحدث لزيجات أخرى، ولم أكن أسمح بحدوث هذا الأمر في علاقتي؛ لذلك قمت ببعض الفحص الذاتي لمعرفة ما إذا كان لديَّ أيُّ تصورات من هذا النوع، وتأكَّدتُ من أنَّ كلَّ ذكرى من علاقاتي السابقة قد نسيتها تماماً.

بالنسبة إلى شخص أعزب، ربما لا تُعدُّ مثل هذه التصورات ضارة، ولكنَّها كارثية بالنسبة إلى المتزوجين؛ لأنَّه في كلِّ مرة ينشب فيها خلاف، سيسرح عقلك في علاقاتك السابقة، وقد يبدو هذا الأمر كأنَّه تغيير ساذج، لكن يوجد تغييرات أخرى يجب القيام بها أيضاً، فبعد 27 عاماً، ها أنا، ما زلت متزوجاً من المرأة الرائعة نفسها.

إقرأ أيضاً: 12 نصيحة لنسيان ذكريات الماضي الحزين

6. توجيه القوة العاطفية:

لقد كنت متحمساً للقيام بهذا الفحص الذاتي، واستئصال أيَّة مشكلات صغيرة أجدها في طريقي، لأنَّ مشاعري كانت حاضرة، وكنت متحمساً للغاية لإجراء أيِّ تغييرات ضرورية، فقد كنت أعلم أنَّني أردت بناء علاقة يمكن أن تبقى لمدة طويلة، ولم أكن لأترك أيَّ شيء يقف في طريقي.

إقرأ أيضاً: العدوى العاطفية: القوة الاجتماعية للعواطف

في الختام:

في هذا العالم المجنون، تُعدُّ العلاقة الهادفة أمراً غير عادي حقاً، فإذا كان هذا هو نوع العلاقة التي تريدها، فأنت بحاجة إلى أن تكون على استعداد لتحسين التفكير الذي يقود سلوكك، وتحتاج إلى برمجة نفسك لعلاقة من شأنها أن تجلب الفرح الحقيقي والمعنى لحياتك.

المصدر




مقالات مرتبطة