كيف تبدأ يومك بنشاط وحيوية؟

يبدأ بعض الناس نهارهم بالقفز مباشرة من السرير مستعدين لبدءِ نهارٍ حافل، بينما يكافح آخرون للهرب من جاذبية العودة إلى السرير في الصباح، وفي كلتا الحالتين فإنَّ البدء بعادات صباحية جيدة سيضعك على المسار الصحيح لتحقيق يوم مثمر ومفيد.



ولتحقيق هذا الهدف، إليك بعض الأشياء التي يمكنك فعلها لمساعدتك على بدء عمل الصباح بشكل صحيح:

1. تجنُّب زر الغفوة:

إذا كنتَ واحداً من ملايين الأشخاص الذين يعتقدون أنَّ الـ 15 دقيقة الإضافية ستوفِّر لك طاقة إضافية وراحة وقوة ذهنية، فأنت مُخطِئ؛ حيث تُظهِر الأبحاث أنَّ الاستيقاظ والنوم في الوقت نفسه كل يوم سيحسن أنماط النوم والطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، عندما تستيقظ بعد تلك الغفوة القصيرة فمن المحتمل أن تكون مترنِّحاً وأكثر تشويشاً خلال النهار، فتجنَّب الغفوة وابدأ يومك بالنهوض من السرير وارتداء ملابس التمرين لتبدأ يومك بنشاط.

2. ممارسة بعض التمرينات الصباحية لتنشيط الجسم:

لا تستبدل النشاط الصباحي بتصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، ويجب التخلص من هذا العذر اليومي بأنَّه ليس لديك وقت لممارسة الرياضة؛ حيث تشير الدراسات إلى أنَّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة في الصباح هم أكثر ميلاً إلى الالتزام ببرنامجهم اليومي.

وقد يؤدي الاستيقاظ وبدء يومك بتصفح أحدث الأخبار على هاتفك إلى إهمال وقت التمرين؛ إذ تساعد التمرينات الرياضية في الصباح على تحفيزك وتحسين مزاجك، وتقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام، واستهلاك أقل للسعرات الحرارية عموماً.

3. إيقاف تشغيل رسائل البريد الإلكتروني الصباحية:

إذا كنتَ تبدأ يومك بالرد على رسائل البريد الإلكتروني وتفحُّص جهازك قبل أن تصل إلى العمل، فأنت في هذه الحالة تبدأ يومك بضغطٍ إضافي؛ حيث يمكن أن يدفعك هذا الضغط إلى العمل في وقت مبكر والتضحية بوقت الصباح الضروري من أجل التأمُّل أو ممارسة الرياضة أو قضائه مع العائلة؛ إذ إنَّ قضاء بعض الوقت في الصباح والمساء بعيداً عن أجهزتك الإلكترونية، سيُحقِّق لك نتيجة مذهلة بجعلك أكثر سعادة وصحة.

شاهد بالفديو: 25 نصيحة بسيطة لتعيش حياتك بشكل مذهل

4. التخلُّص من الأفكار السلبية:

إذا كنتَ تبدأ يومك بالتفكير في المشكلات والمهام الصعبة، فإنَّك بذلك تخلق شعوراً بالسلبية الداخلية التي تُحدِّد كيفية سير يومك؛ حيث تؤدي هذه العادة إلى زيادة الضغط الذي يستنزف الجهاز العصبي ويضعك في حالة عاطفية سيئة إذا ركزتَ في أشياء لا يمكنك تغييرها؛ بسهولة، لا فائدة من التفكير في الأشياء بشكل سلبي، وحاول بدلاً من ذلك وضع خطة عمل للمشكلات المتوقعة، ثم حضِّر نفسك ومزاجك للتعامل معها بنظرة مفعمة بالحيوية والتفاؤل.

5. التخلص من الرغبة في تناول السكريات:

لا تخدع نفسك بأنَّ تناول الكعك اللذيذ أو الخبز أو القهوة اللذيذة المحلاة في الصباح سيعطيك دفعة من الطاقة؛ فذلك لا يجدي نفعاً؛ وإنَّما على العكس، فتلك الطاقة قصيرة الأمد سيتبعها انهيار مُفاجِئ وشهية تؤدي إلى تخريب نظامك الغذائي وأدائك الذهني ومزاجك، وحتى لياقتك البدنية.

فكِّر بدلاً من ذلك في وجبة إفطار عالية البروتين وغنية بالألياف تسندك لساعات؛ حيث يمكنك تجربة بديل آخر وهو الصيام المتقطع وبدء وجبة الإفطار في وقت لاحق للحفاظ على الطاقة وحرق دهون الجسم.

أفادت دراسة للأداء العقلي في مجلة "جورنال أوف سايكولوجي" (Journal of Physiology) أنَّ تناول كميات كبيرة من السكر يمكن في الواقع أن يقيد مستقبلات الذاكرة في الدماغ.

ووجدت دراسة أخرى في "التمثيل الغذائي" (Metabolic Biology) أنَّ هناك علاقة بين الخرف وتناول كميات كبيرة من السكر، بما في ذلك الكربوهيدرات المصنعة، تخيَّل أنَّك بحاجة إلى أداء ذهني عالٍ في العمل أو المدرسة، وأنَّ لديك مستقبلات تسمح لك عادةً بتلقِّي معلومات جديدة يتم تعطيلها بسبب تلك الكميات من السكريات؛ فلن يكون ذلك موقفاً مثالياً بالنسبة إليك أو مُرضِياً لمديرك في العمل.

إقرأ أيضاً: الإقلاع عن السُكر: 12 خطوة للتخلص من إدمان السُكَّر

مواجهة القلق والارتباك بممارسة بعض التأمُّل السريع:

يمنحك تطبيق روتين صباحي سهل ويسير مع بعض الهدوء والتأمل فوائد عدَّة، إليك بعضها:

1. ضبط إيقاع اليوم:

تساعدك 10 دقائق فقط من المشي أو الجلوس أو التمرين أو التأمل، مع سماع بعض الموسيقا الهادئة على ضبط إيقاع يومك بالكامل، فإذا كنت لا تصدق هذا، فقط جرِّبه في كلا الاتجاهين.

تخيَّل فقط إذا لم تَكُن قد جرَّبت ذلك بالفعل، فكيف سيكون حالك عندما تخرج من منزلك مع تراكم مئات الأشياء في ذهنك وشعورك باضطراب عاطفي؟ من المحتمل أن تشعر بالارتباك والسلبية والجوع والفوضى وعدم التنظيم.

تخيَّل الآن قضاء 10 دقائق في شعور الامتنان أو الصمت أو تصفية ذهنك أو الاستماع لموسيقا جميلة؛ إذ إنَّه يمكنك أن تتوقع كيف سيساعدك هذا الشعور على الحفاظ على التوازن الداخلي وسط وابل العالم الخارجي ورؤية الأشياء بهدوءٍ أكبر؛ حيث سيغير هذا ما تفكر فيه وما تقوله وما تفعله بعد ذلك، ناهيك عن كيفية أدائك.

2. تعزيز الطاقة:

يعزز "الإندورفين" (Endorphin) الناتج عن ممارسة التأمل طاقتك العقلية والجسدية، فالإجهاد مرهق لجسم الإنسان للغاية؛ مما يؤدي إلى تفاعل هرموني رائع يساعدك على الهرب من حيوان مفترس، ولكنَّه لا يساعدك على تحمُّل الإرهاق الناتج عن مشكلات وأعباء العمل، والتأمل يمكن أن يحل هذه المشكلة مسبقاً ويساعد أيضاً على التخلص من إرهاق بعد الظهر.

إقرأ أيضاً: 9 طرق طبيعية لتعزيز الطاقة

3. تعزيز إفراز هرمونات السعادة:

يُعزِّز التأمل إفراز هرموني "السيروتونين" (serotonin) و"الدوبامين" (dopamine)، واللَّذان يعززان بدورهما شعورك العام بالسعادة والصحة والتركيز، وهذا سوف يساعدك على أن تبقى واضحاً ومنتجاً في الأمور الهامة والضرورية.

استثمار 10 دقائق يومياً من وقتك تتوقف فيها عن التفكير وتسترخي بسلام، وتكون فيها شاكراً لما لديك، كافية لمساعدتك على أن تحيا حياة طويلة وذات مغزى.

البدء بروتين صباحي جديد من شأنه أن يجعل الدماغ والجسم والروح في حالة حماسة لبدء يوم جديد في وقت قياسي.

المصدر




مقالات مرتبطة