كيف تؤمن بنفسك؟ (الجزء الأول)

قدرتُك على الإيمان بنفسك يمكن أن تغير حياتك، وعملية التفكير والتحدث عما تريده وكيفية الحصول عليه تجعلك تشعر بسعادة أكبر وتحكُّم أكبر بحياتك، وعندما تشعر بالتحكُّم بحياتك تبدأ في الإيمان بنفسك أكثر وتعزز ثقتك بنفسك.



لماذا تؤمن بنفسك؟

هل سبق لك أن سمعت: "إذا كنت تؤمن بشيء ما فيمكن للعقل تحقيقه"، أو "سواء كنت تعتقد أنَّك تستطيع أم تعتقد أنَّك لا تستطيع، فأنت على حق"؟

هذه الاقتباسات موجودة لأنَّ العقل قوي بشكل لا يُصدَّق، ومعتقداتك الذاتية تمتلك المقدرة على منعك من الوصول إلى إمكاناتك الكاملة أو دفعك للقيام بأشياء عظيمة، وثقتك بنفسك تؤهلك للقيام بأفعال على أرض الواقع كما تساعدك أيضاً على تحمُّل مخاطر أكبر، مما قد يؤدي إلى مكافآت أكبر.

تعمل الإيجابية بالمثل، فقد أثبتت الدراسات العلمية أنَّك عندما تعيش مشاعر إيجابية مثل الحب أو الفرح أو الرضى، سترى المزيد من الفرص في الحياة، ويمكن للأفكار الإيجابية أن تبني مجموعة مهاراتك، ونظراً لأنَّ المشاعر الإيجابية تزيد من إحساسك بالفرص والاحتمالات؛ فإنَّها تساعدك أيضاً على بناء مهارات وموارد جديدة بينما المشاعر السلبية تفعل نقيض ذلك.

الخلاصة أنَّك إذا كنت تؤمن بنفسك فمن المرجح أن تنجح وأن تكون أكثر سعادة في جميع مجالات الحياة.

ماذا يعني أن تؤمن بنفسك؟

الآن بعد أن عرفت سبب أهمية الإيمان بنفسك، حان الوقت لتحديد ما يعنيه ذلك في الواقع وكيف يتم تجسيده، فيمكن أن يكون الأمر مختلفاً بعض الشيء بالنسبة إلى كل شخص.

أحد المؤشرات الفعالة لتحديد مدى إيمانك بنفسك هو تحديد هدف والنظر في درجة إيمانك بقدرتك على تحقيقه، وإذا كنت لا تعتقد أنَّك ستحقق هذا الهدف، فقد حان الوقت لبدء رفع مستوى إيمانك بنفسك أكثر.

الإيمان بالنفس يتعلق أيضاً بالإيجابية، فالتفكير الإيجابي والإيمان بالنفس متلازمان؛ أي إذا كانت لديك نظرة إيجابية للحياة، فمن المرجح أنَّك تؤمن بنفسك.

يشرح علم النفس اليوم هذا ويؤكد أنَّك إذا كنت تؤمن بنفسك، فلديك:

  • تقدير للذات (بمعنى أنَّ لديك قيمة بصفتك إنساناً).
  • ثقة بالنفس (موقف إيجابي تجاه قدراتك وصفاتك وتقديرك للأمور).
  • تصديق للذات (الإيمان بأنَّك تستطيع الاعتماد على نفسك).
  • الاستقلالية (الشعور بالقدرة على اختيار وتوجيه سلوكك الخاص).
  • القدرة على التحكم بمسار حياتك (إيمانك بأنَّ جهودك ستؤدي إلى التغييرات التي تريدها).

إذا كنت تشعر أنَّك لا تؤمن بنفسك، فلا داعي للذعر، فتوجد نصائح قابلة للتنفيذ يمكنك اتخاذها للحصول على مزيد من الثقة والتصديق والإيجابية، وكلها ستؤدي إلى إحساس أقوى وأفضل بالإيمان بالنفس.

شاهد بالفديو: 10 أسباب تشرح لمَ تقود الثقة بالنفس إلى تحقيق النجاح

كيف تؤمن بنفسك؟

يبدأ تعلُّم كيفية الإيمان بنفسك بالتفكير الإيجابي وتوجيه العبارات الإيجابية لنفسك لبناء احترامك لذاتك، ويتضمن أيضاً تحديد أعلى قيمك وتطلعاتك في الحياة، وتعيين التوقعات حتى تكون صادقاً مع نفسك، مما سيتيح لك عيش حياتك بشكل أفضل، وفي النهاية لا يجب أن يكون الإيمان بنفسك عملية معقدة.

جرِّب بعض هذه النصائح التي أثبتت جدواها لمساعدتك على الإيمان بنفسك وحتى تعزيز الثقة بالنفس:

1. صدِّق أنَّ لديك ثقة بالنفس:

ربما يكون من أصعب الأشياء التي يجب القيام بها في الحياة هو قبول مدى تميزك حقاً والإيمان بنفسك ثم دمج هذا الوعي في سلوكك وشخصيتك، لكن لا أحد مثلك، فلديك بصمة فريدة لتتركها في العالم ولا يمكن لأحد سواك أن يقدمها.

لدينا جميعاً مواهبنا ومهاراتنا وقدراتنا التي تجعلنا استثنائيين؛ لذا فإنَّ أحد مفاتيح الثقة بالنفس هو الاعتراف بذلك، فأخبر نفسك أنَّ لديك ثقة بالنفس ثم صدِّق ذلك، فأفكارك تصبح كلماتك وكلماتك تصبح أفعالك لذلك إذا واصلت إخبار نفسك أنَّك تؤمن بنفسك، فستؤمن بنفسك حقاً في النهاية.

ابدأ بتكرار عبارات تحفيزية مثل: "أنا أؤمن بنفسي" كل يوم، الأمر بهذه البساطة، وامتلك الشجاعة لتقبُّل نفسك كما أنت حقاً ليس كما قد تكون، أو كما يعتقد شخص آخر أنَّك يجب أن تكون، فأنت حقاً تستحق أن تتمتع بنوع الحياة الذي تريده لأنَّك شخص مميز.

2. حدِّد قيمك ومعتقداتك:

معتقداتك تحدد توقعاتك، إذا كانت لديك قيم إيجابية فستعتقد أنَّك شخص جيد، وإذا كنت تؤمن بأنَّك شخص جيد فستحدث لك أشياء جيدة، عندما تتوقع حدوث أشياء جيدة لك ستكون أكثر إيجابية وبهجة وتوجهاً نحو المستقبل، وسوف تنظر بعين إيجابية إلى الناس والمواقف الأخرى.

على سبيل المثال، إذا كان أحد قيمك هو أنَّ هذا العالم مكان جميل للعيش فيه وأحد معتقداتك أنَّك ستنجح جداً في الحياة، فستتوقع أنَّ كل ما يحدث لك يساعدك بطريقة ما، ونتيجةً لذلك سيكون لديك موقف عقلي إيجابي تجاه الآخرين وسوف يستجيبون لك بشكل إيجابي، مما يساعدك على أن تكون شخصاً أكثر بهجة وتفاؤلاً، وسيرغب الآخرون في العمل معك ولمصلحتك وتبادل المنفعة معك أي بشكل عام يساعدونك على أن تكون أكثر نجاحاً.

3. ابنِ احترامك لذاتك:

عندما تتخذ خطوات نحو بناء احترامك لذاتك، تزداد ثقتك بنفسك وتكون النتيجة الطبيعية أن تبدأ في الإيمان بنفسك؛ لذا استخدم هذه العناصر الستة لبناء احترام الذات لمساعدتك على تعلُّم كيفية الإيمان بنفسك:

1. الأهداف:

يمنحك تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق غاية، ويجعلك تشعر بالرضى عن نفسك، وكل خطوة تخطوها نحو تحقيق أهدافك تبني تقديرك لذاتك.

2. المعايير:

يتمتع الأشخاص الذين لديهم تقدير عالٍ لذواتهم بمعايير عالية، ويقومون باختيارات تتماشى مع معاييرهم؛ لذلك حاول تعزيز القيم والمثل التي يمكنك أن تفتخر بها، وتأكد من أنَّ أهدافك تتماشى معها.

3. تجارب النجاح:

عندما تحدد أهدافك، اكتب الأهداف المرحلية الأصغر التي يجب تحقيقها للوصول للأهداف النهائية، وكل تجربة إيجابية لديك مع النجاح - كبيرة كانت أم صغيرة - ستعزز إيمانك بنفسك.

4. المقارنة مع الآخرين:

حدد الأشخاص الذين تحترمهم وتتطلع لتكون مثلهم، والذين تتوافق معاييرهم مع المعايير التي تريدها، وفي أثناء تقدُّمك قارن نفسك معهم لترى كيف تتطور ولتحصل على لمحة عن كيفية تحسين تقدُّمك.

5. التقدير:

إنَّ التقدير من الأشخاص الهامين بالنسبة إليك - مثل أفراد عائلتك أو رئيسك أو منتورك - يبني احترامك لذاتك، والسعي إلى تحقيق أهدافك سوف يجلب لك هذا التقدير.

6. المكافآت:

المكافآت الملموسة تأتي مع اعتراف الآخرين بك، وينمو تقديرك لذاتك بينما تعمل من أجل الحصول على مكافأة في العمل أو شهادة أو ترقية أو تعزيز مستوى الثقة بك أو أي من الأهداف الأخرى.

إقرأ أيضاً: 11 طريقة بسيطة لاكتساب تقدير الذات

4. تعامَل مع مشاعر الشك الذاتي:

إذا كنت تحاول التركيز على تحسين ذاتك، فيجب بالتأكيد معالجة أي شكوك تراودك عن نفسك، فيمكن أن يكون للشك الذاتي تأثير كبير في حياتنا وما إذا كنا سنصل إلى أهدافنا.

الشك الذاتي هو شعور بعدم اليقين بشأن الحقيقة، والأشخاص الذين يعانون من الشك الذاتي غير قادرين على الحكم بدقة على قدراتهم الخاصة، فإنَّ أحد الدلائل على الشك الذاتي هو الإحساس بعدم اليقين بخصوص القدرات الشخصية.

يمكنك محاربة الشك من خلال العمل على تنمية حب الذات وإظهار المزيد من التعاطف مع نفسك، فاغفر لنفسك عندما تفشل فكلنا نفشل من وقت لآخر، وفكر في نقاط قوتك وركز عليها أكثر من نقاط ضعفك، فالحديث الذاتي الإيجابي وعبارات التحفيز اليومية هي أيضاً طرائق يمكن أن تساعدك على البدء في الإيمان بنفسك.

شاهد بالفديو: 7 أمور بسيطة يمكنك القيام بها للتغلب على الشكِّ بالذات

5. استخدم خيالك:

طريقة أخيرة لتؤمن بنفسك بشكل أفضل هي التخيل، وهو ممارسة تتمثل بتخيل أنَّ أهدافك تتحقق تخيل الخطوات التي ستتخذها للوصول إلى تلك الأهداف وكيف ستشعر عندما تتحقق، ويحفزك التخيل على البدء في العمل، كما أنَّه يساعد على تقليل القلق وبناء ثقتك بنفسك.

لبدء تجربة التخيل، اجلس بهدوء وخذ نفساً عميقاً، قد ترغب في تخيل كيف ستبدو حياتك بشكل مثالي بعد عام من الآن، وحاول تضمين أكبر قدر من التفاصيل في تخيلاتك – الشبيهة بأحلام اليقظة - مثل حصولك على عمل جديد أو قضائك لوقت أطول مع عائلتك أو وصولك لهدف معين أو غيرها.

يمكنك أيضاً أن تكون دقيقاً وتتخيل أهدافاً معينة تتحقق، إذا كنت ترغب في كتابة كتاب مثلاً، فيمكنك تخيل نفسك جالساً على مكتبك تخطط ثم تبدأ في الكتابة، ثم تخيل كيف سيكون شعورك عندما توقِّع مع ناشر وتحضر أول حفل توقيع لكتابك، فيمكن أن تساعدنا قوة التخيل على القيام بأشياء مذهلة.

إقرأ أيضاً: نصائح بسيطة تساعدك على توسيع خيالك

في الختام:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن أهمية الإيمان بالنفس بدايةً، وكيف يساعد الفرد على رفع جودة وسوية حياته، ثم تطرقنا إلى شرح مفهوم الإيمان بالنفس ومعناه وأخيراً ذكرنا 5 نصائح هامة تساعد الإنسان على تعزيز إيمانه بنفسه، وفي الجزء الثاني والأخير من المقال سنتحدَّث عن نصائح هامة لزيادة الإيجابية والثقة بالنفس في حياة الفرد والتي تنعكس مباشرة على إيمانه بنفسه.




مقالات مرتبطة