كيف أُعلم ابني أن يدافع عن نفسه؟

تعليم الطفل الدفاع عن النفس من الأمور الهامة التي يجب على الآباء القيام بها لضمان سلامته وحماية نفسه من أي خطر قد يتعرض له، ولتعليم الطفل الدفاع عن النفس فوائد عدة أهمها تعزيز ثقته بنفسه وقدرته على حماية ذاته وتطوير مهاراته الحركية والاجتماعية، ولتحقيق هذه الغاية توجد طرائق مختلفة لتعليم الطفل الدفاع عن النفس؛ إذ يمكن للوالدين تعليم أطفالهم الأساسيات في المنزل، أو يمكنهم تسجيلهم في دروس الدفاع عن النفس.



مقالنا اليوم إجابة عن سؤال الآباء والأمهات "كيف أُعلم ابني أن يدافع عن نفسه؟"، وقبل الخوض في تفاصيله لا بد من التنويه إلى أنَّ تعليم الطفل الدفاع عن النفس لا يعني تعليمه العنف، لكن من الضروري أن يتعلم الطفل كيف يدافع عن نفسه بطريقة آمنة وفعالة.

ابني لا يدافع عن نفسه:

لا تقل في نفسك ابني لا يدافع عن نفسه وتقلق؛ إذ توجد أشياء عدة يمكنك القيام بها لمساعدة ابنك على الدفاع عن نفسه، وفيما يأتي بعض النصائح التي قدمتها المستشارة التربوية "غزل بغدادي" لكل أم تشتكي وتقول ابني لا يدافع عن نفسه.

فلنفترض أنَّ لديَّ طفلاً اسمه "يزن"، وقد جاء إليَّ باكياً يشتكي صديقه "وليد" الذي أخذ منه لعبته، فالمطلوب من الأم هو الذهاب برفقة ابنها "يزن" إلى "وليد" وتقول له بنبرة حازمة ونظر مباشر في عينيه: "وليد من فضلك أعد ليزن لعبته"، في هذه الحالة قد تقولين في نفسك: "أنا أدافع عن طفلي، ولكنَّ ابني لا يدافع عن نفسه"، فهذا صحيح، ولكنَّه هنا يتعلم منك هذه المهارة.

في المرات التالية إذا تكرر الموقف، وإذا جاءني "يزن" يشتكي من صديقه، فسأذهب برفقته إلى "وليد" وأطلب من "يزن" أن يقول لـ "وليد": "أعد لي لعبتي"، فقد يتعثر الطفل في الكلام، وقد لا يلفظ الجملة كاملة، ولكنَّني بتُّ أستطيع القول: "ابني يحاول أن يدافع عن نفسه" بدلاً من "ابني لا يدافع عن نفسه".

في المرة القادمة إذا تكرر الموقف، أستطيع أن أطلب من ابني أن يذهب وحده إلى صديقه ويطلب منه إعادة اللعبة إليه، وفي مراحل متقدمة لن يعود إليَّ طفلي ليسألني ماذا يجب أن يفعل، وأكون بذلك قد حللت مشكلة "ابني لا يدافع عن نفسه".

تتابع "بغدادي" القول فتوضح أنَّه في حالات معينة يتعدى طفل على ابني في الضرب، من الضروري تنفيذ الخطوات السابقة وتعليم الطفل أنَّه من غير المسموح لأي شخص أن يلمس جسمه دون إذنه، ويجب أيضاً أن أعلِّم ابني أن يحاول إمساك يد الطفل الذي يهم بضربه أو يدفعه ويمنعه من ذلك، ويقول له بصوت حازم: "ممنوع أن تلمس جسمي"، مع نظرة مباشرة في عينيه وصوت مسموع، وبعد ذلك يتوجه إلى أقرب سلطة مثل المعلمة أو الأم.

إنَّ رد الضرب بالضرب ينشئ حلقة لا نهائية من العنف، وعبارة "اضرب من ضربك" لا تعلم الطفل الدفاع عن نفسه بحسب قولها، وإنَّ أهم خطوة في الإجابة عن سؤال "كيف أجعل ابني شجاعاً ويدافع عن نفسه؟" هي تنمية ثقته بنفسه أولاً وعدم ضربه من قِبل أبويه ليعتاد على احترام جسده.

لماذا ابني لا يدافع عن نفسه؟

توجد أسباب عدة محتملة لعدم دفاع ابنك عن نفسه، ومنها:

1. الخوف:

قد يكون ابنك خائفاً من التعرض للأذى أو الرفض إذا دافع عن نفسه.

2. قلة الثقة بالنفس:

قد يشعر ابنك بعدم الثقة بنفسه أو بقدرته على الدفاع عن نفسه.

3. التنشئة:

قد يكون ابنك قد تعلَّم من والديه أو من الآخرين أنَّه من غير اللائق الدفاع عن النفس.

4. العوامل البيئية:

قد يكون ابنك يعيش في بيئة لا يشعر فيها بالأمان، وهذا يجعله أقل استعداداً للدفاع عن نفسه.

إذا كنت قلقاً بشأن عدم دفاع ابنك عن نفسه، فيمكنك التحدث معه عن مخاوفك، فاشرح له أهمية الدفاع عن نفسه وأنَّك تدعمه، ويمكنك أيضاً مساعدته على تطوير مهاراته في الدفاع عن النفس من خلال تعليمه التقنيات الأساسية أو تسجيله في دروس الدفاع عن النفس.

شاهد بالفديو: 3 نصائح من براين تريسي لزيادة الثقة بالنفس عند أطفالك

كيف أعلم وأجعل ابني شجاعاً ويدافع عن نفسه؟

أن أُعلم ابني وأن أجعله شجاعاً ويدافع عن نفسه هو عملية تدريجية يجب أن تبدأ بسن مبكرة، بالإضافة إلى أنَّ الشجاعة هي سمة شخصية إيجابية يمكن تعليمها وتعزيزها، وفيما يأتي بعض النصائح للقيام بذلك بالتفصيل:

1. ابدأ بسن مبكرة:

من أجل أُعلم ابني أن يدافع عن نفسه، من الأفضل البدء بتعليمه الدفاع عن النفس في سن مبكرة؛ إذ يكون أكثر قابلية للتعلم وأكثر مرونة، فيمكن للأطفال الصغار تعلُّم المهارات الأساسية للدفاع عن النفس، مثل الوعي بالمحيط والحركة والدفاع عن النفس.

2. استخدم طرائق إيجابية:

من أجل أن أُعلم ابني أن يدافع عن نفسه، يجب استخدام طرائق إيجابية، فيجب أن يكون التركيز على تعليم الطفل كيفية حماية نفسه بطريقة آمنة وفعالة، وليس على تعليمه العنف.

3. كن نموذجاً يحتذى به:

يجب أن يكون الآباء نموذجاً يحتذى به للأطفال في كيفية الدفاع عن النفس، فيجب أن يتصرف الآباء بطريقة آمنة وفعالة، وأن يوضحوا لأطفالهم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة.

إقرأ أيضاً: القدوة الحسنة وأهميتها في تربية الطفل وتكوين شخصيته

4. كن صبوراً:

قد يستغرق الأمر بعض الوقت من أجل أن أُعلم ابني أن يدافع عن نفسه، فيجب أن يكون الآباء صبورين مع أطفالهم وأن يدعموهم في أثناء عملية التعلم.

5. علِّمه أنَّ الخوف أمر طبيعي:

كل شخص يشعر بالخوف في بعض الأحيان، فمن الهام أن يفهم ابنك أنَّ الخوف أمر طبيعي، لكن لا يجب أن يمنعه من فعل ما هو صحيح.

6. ساعده على تطوير الثقة بالنفس:

عندما يشعر ابنك بالثقة بنفسه، سيكون أكثر استعداداً للدفاع عن نفسه، كما يمكنك تعزيز ثقته بنفسه من خلال مدحه على إنجازاته ودعم قراراته.

إقرأ أيضاً: 5 قواعد مهمة في التربية لزيادة ثقة الطفل بنفسه

7. علِّمه كيفية حل النزاعات بشكل سلمي:

في بعض الأحيان، يكون من الأفضل حل النزاع بشكل سلمي بدلاً من اللجوء إلى العنف، فيمكنك تعليم ابنك كيفية حل النزاعات بشكل سلمي من خلال التحدث معه عن مهارات التواصل والتفاوض.

8. شجعه على تجربة أشياء جديدة:

كلما زادت تجارب ابنك، زادت ثقته بنفسه واستعداده لمواجهة التحديات.

9. تحدَّث إلى ابنك عن أهمية الدفاع عن النفس:

واشرح له أنَّه من الهام أن يعرف كيف يحمي نفسه في حالة تعرضه للخطر.

10. علِّم ابنك الوعي بالمحيط:

وساعده على التعرف إلى المخاطر المحتملة في بيئته، مثل الأشخاص الغرباء أو المناطق النائية.

11. علِّم ابنك المهارات الأساسية للدفاع عن النفس:

وتشمل هذه المهارات التجنب في بعض الحالات والمواجهة والدفاع عن النفس.

12. ابحث عن فرص للممارسة:

وشجِّع ابنك على ممارسة مهاراته في الدفاع عن النفس في مواقف واقعية.

شاهد بالفديو: كيف تزيدين من الثقة بالنفس عند طفلك؟

أمثلة عن النشاطات التي يمكنك القيام بها مع ابنك لتعليمه الدفاع عن النفس وأن يكون شجاعاً:

1. اللعب:

قد يكون اللعب طريقة رائعة لتعليم الطفل الدفاع عن النفس، فيمكنك لعب ألعاب مثل "المطاردة" أو "الدفاع عن الحصن" لمساعدة طفلك على تعلُّم المهارات الأساسية للدفاع عن النفس.

2. التدريب: 

يمكنك تدريب ابنك على حركات الدفاع عن النفس الأساسية، ويمكنك العثور على مقاطع فيديو تعليمية على الإنترنت أو تسجيل ابنك في دروس الدفاع عن النفس.

3. التحدث عن المواقف الواقعية:

تحدَّث إلى ابنك عن المواقف الواقعية التي قد يتعرض فيها للخطر، وساعده على تطوير خطة للتعامل مع هذه المواقف.

4. تحدَّث إلى ابنك عن أهمية الشجاعة:

واشرح له أنَّ الشجاعة هي القدرة على فعل ما هو صحيح، حتى لو كان الأمر مخيفاً.

5. ساعده على تطوير مهارات الدفاع عن النفس:

لأنَّ ذلك قد يساعده على الشعور بالأمان والاستعداد للدفاع عن نفسه في حالة تعرضه للخطر.

6. شجعه على مواجهة مخاوفه:

فعندما يواجه ابنك مخاوفه ويتجاوزها، سيساعده ذلك على أن يصبح أكثر شجاعة.

7. امدحه على تصرفاته الشجاعة:

فعندما يتصرف ابنك بشجاعة، تأكد من مدحه على ذلك، وسيساعده ذلك على الشعور بالرضى عن نفسه وتعزيز سلوكه الشجاع.

من الهام أن تتذكر أنَّ الشجاعة ليست شيئاً يمتلكه الشخص أو لا يمتلكه؛ بل إنَّها سمة شخصية يمكن تطويرها وتعزيزها، ومن خلال اتباع النصائح المذكورة آنفاً، يمكنك الإجابة عن سؤال "كيف أجعل ابني شجاعاً ويدافع عن نفسه؟".

في الختام:

تعليم الطفل الدفاع عن النفس هو أمر هام لضمان سلامته وحماية نفسه من أي خطر قد يتعرض له؛ إذ توجد طرائق مختلفة لتعليم الطفل الدفاع عن النفس، ويمكن للوالدين القيام بذلك في المنزل أو تسجيل أطفالهم في دروس الدفاع عن النفس.

من الهام أن ننوه مرة أخرى إلى أنَّ تعليم الطفل الدفاع عن النفس لا يعني تعليمه العنف؛ إذ يجب أن يتعلم الطفل كيف يدافع عن نفسه بطريقة آمنة وفعالة، وهذا لا يعني أنَّنا نعلِّمه مبادرة الآخرين بالعنف.




مقالات مرتبطة