كل ماتريد معرفته حول التحرش الجنسي بالأطفال

يُصاب الطفل المُتعرّض للتحرش الجنسي بالكثير من المشاكل النفسيّة التي تؤثر على شخصيته وسلوكه إن كان في العائلة أو في حياتهِ الاجتماعيّة، ولكي تساعد طفلك على تخطي هذه المحنة بسهولة دون أن تسبّب لهُ أيّة آثار سلبيّة مستقبليّة سنُقدّم لك بعض النصائح التربويّة المهمة من خلال هذه المقالة.



ماهو التحرش الجنسي بالطفل؟

التحرش الجنسي هو عبارة عن قيام الشخص البالغ بالاعتداء على الطفل جنسيّاً عن طريق ملامسة أعضائهِ التناسليّة بشكلٍ متوحش، مستغلاً بذلك ضعف الطفل وعدم قدرتهِ على الدفاع عن نفسه.

في أي سن من الممكن أن يتعرض الطفل للتحرش الجنسي؟

عادةً مايتعرض الأطفال للتحرش الجنسي بين عمر 3 إلى 12 عام، وفي أغلب الأحيان يتم التحرش بالأطفال عندما لايقوم الوالدين بإرشادهم أو توعيتهم إلى خطورة هذا الموضوع، وكذلك عندما يغفلون عنهم ويهملونهم.

ماهي الصفات التي يتصف بها الشخص المتحرش؟

عادةً مايكون الشخص المتحرش قريباً من الطفل، وقد يكون من أحد أفراد العائلة التي من المستحيل أن يشك الآباء بهم، كالعم، الخال، ابن العم، الجد، أو حتى الأخ الذي يكبر الطفل بعدة سنوات، وقد يكون المتحرش كذلك من أصدقاء العائلة المقربين أو أحد الأشخاص الذين يعملون لحساب العائلة كالخادم، أو السائق.

ماهي الحيل التي يتّبعها المتحرش مع الطفل؟

عادةً مايقوم المتحرّش بإغواء الطفل وملاطفته كي يستدرجه ويقوم بفعلته بهدوءٍ وصمت، وفي بعض الحالات الأخرى يقوم المتحرش باستخدام العنف والضرب مع الطفل للوصول إلى مبتغاه.

ماهي الأعراض التي يُعاني منها الطفل عندما يتعرض للتحرش؟

تختلف أعراض التعرض للتحرش بين الأطفال حسب المرحلة العمرية التي يعيش بها الطفل، وذلك على النحو التالي:

أعراض التحرش الجنسي بين عمر السنة إلى 3 سنوات هي:

  1. خوف وبكاء شديد ومتواصل من غير أي سبب واضح.
  2. رغبة الطفل بالتقيؤ المتكرر دون أسباب مرضيّة.
  3. معاناة الطفل من السلس البولي.
  4. إصابة الطفل باضطرابات النوم.
  5. تأخر في نموه العام ووزنهِ.

 

اقرأ أيضاً: 7 أسباب وراء بكاء الأطفال الرضع

 

أعراض التحرش الجنسي بين سن 3 إلى 9 سنوات:   

  1. خوف شديد من بعض الأماكن والأشخاص.
  2. القيام ببعض الحركات الجنسيّة كالاستمناء.
  3. رؤية الكثير من الكوابيس خلال النوم.
  4. الفشل في تحقيق أي صداقات جديدة.
  5. فقدان الشهيّة.

أعراض التحرش الجنسي في سن مابعد البلوغ:

  1. الإصابة بالاكتئاب النفسي وعدم القدرة على النوم.
  2. التأخر في الدراسة.
  3. الرغبة بتعاطي الكحول والمخدرات.
  4. التصرّف بعنف شديد مع الآخرين.

 

اقرأ أيضاً: متى تبدأ التربية الجنسية للطفل؟ وكيف نقوم بتثقيف أطفالنا جنسياً؟

 

علاج الطفل من التحرش الجنسي:

1- ننصحكَ في البداية بأن تقوم برفع معنويات طفلك حيث أن هذه الخطوة تعتبر من أهم الخطوات التي ستُمهّد لنجاح عملية العلاج، فمثلاً عليك أن تطمئن طفلك بأنّ لاذنب لهُ بكل ماحدث معه، وبأنّ هناك العديد من الأطفال في العالم تعرّضوا لمثل ماتعرّض له هو وبأنهم تمكنوا بفضل قوتهم وعزيمتهم من تخطي هذهِ المرحلة الصعبة، وبأنّهُ مثل هؤلاء الأطفال سينجحُ بفضل عزيمتهِ من تخطي هذهِ المرحلة وفتح صفحة جديدة ومشرقة في حياته.

2- بعد تعرض الطفل للتحرش الجنسي عليك أن تميّز جيداً بين حماية الطفل والخوف عليهِ، وبين حبسك لهُ وتقييدك لحريتهِ، أي عليك أن تحمي طفلك وأن تراقبهُ من بعيد وبطريقةٍ غير مباشرة، بدلاً من أن تحبسهُ في المنزل بطريقةٍ تقيّده وتزيد من عقدهِ النفسيّة.

3- يلعب الآباء دوراً أساسيّاً في هذه المرحلة الحرجة من حياة الطفل المعتدى عليهِ جنسيّاً، لذلك على كل من الأب والأم أن يسعوا وبكل جهدٍ للبقاء مع طفلهم، وإحاطتهِ بكل الحب والحنان، وذلك لأنّ الطفل يحتاج في هذه المرحلة للكثير من هذه المشاعر الصادقة التي لن يجدها سوى عند والده أو والدته.

4- يلعب الحوار دوراً فعّالاً في مساعدة الطفل على تجاوز هذهِ المرحلة النفسيّة الخطيرة من حياتهِ، لذلك يجب على الآباء أن يتحاورا مع طفلهم باسلوبٍ راقي، بعيداً عن اللوم أو العتاب، أو حتى عن تحميل الطفل أي مسؤولية عن المشكلة التي حدثت معهُ، كذلك يجب على الأهل أن يبتعدوا عن استخدام إسلوب التحقيق والاستجواب خلال الحديث مع الطفل، لأنّ هذا سيزيد من سوء حالته النفسيّة. 

5- تلعب التربية الجنسيّة دوراً أساسيّاً ومهماً في مساعدة الطفل على فهم ماحدث لهِ، وذلك لكي يحمي نفسه من الوقوع في فخ التحرش الجنسي مرةً أخرى، ويكون هذا من خلال قيام الأهل بشرح بعض الأمور الجنسيّة البسيطة للطفل، وتعليمهِ كيفية التعامل مع أعضائه التناسليّة، بكل صراحةٍ ودون أي شعور بالخجل أو التردد.

6- يجب على كل من الأب والأم أن يراعوا نقطة مهمة جداً خلال عملية الاعتناء بأطفالهم، وهي أن يمتنعوا نهائيّاً عن فكرة الدمج بين الذكور والإناث في نفس الغرفة حتى ولو كانوا إخوة، كذلك عليهم أن لايتركوا طفلهم مع أحدٍ غريب حتى ولو كان شخصاً مقرباً ومن أفراد العائلة، كالعم أو الخال، وذك لأنّ أغلب حالات التحرش الجنسي بالأطفال تكونُ من أقرب الأشخاص إليهم، حيثُ من المستحيل أن يشكّ الآباء بهم.

7- على الآباء أن يحسنوا اختيار نوعية الملابس التي يرتديها أطفالهم وبشكلٍ خاص الإناث، إذ يجب أن يلتزموا باللباس المحتشم نوعاً ما، والبعيد عن أساليب الموضة الحديثة التي تشجع على إظهار أعضاء الجسد بطريقةٍ مبالغ فيها، وذلك لكي يحموا أطفالهم من أعين الذئاب المفترسة التي لاتملك في قلبها أية رحمة.

8- تلعب الأفلام التي تعرض على شاشات التلفاز وعلى صفحات الأنترنت دوراً كبيراً في تراجع الحالة النفسيّة للطفل، لذلك إذا أردت أن تساعد طفلك على تخطي مشكلة التحرش الجنسي التي تعرض لها، عليكِ أن تحرص على مراقبة كل الأفلام التي يُشاهدها، وأن لاتترك له كل الحرية بمتابعة برامج وتطبيقات الأنترنت، وذلك لكي لا تتطور هذه المشكلة مع الأيام.

9- قد يُصاب الطفل الذي تعرض للتحرش الجنسي بالعديد من المشاكل النفسيّة الشديدة والتي يصعبُ على الآباء علاجها عن طريق القواعد التربويّة، وهنا يجب على الأهل أن يعرضوا طفلهم للطبيب المختص الذي سيتمكن بإسلوبهِ من أن يُخلص الطفل من هذهِ العقدة والمشكلة النفسيّة التي أصابتهِ، وقد يتطلب العلاج عدة أشهر حتى يعود الطفل كما كان عليهِ، لذلك يجب على الأهل أن يكونوا أقوياء لكي يُساعدوا طفلهم على الاستجابة للعلاج بطريقةٍ سريعةٍ وسلسة.




مقالات مرتبطة