كل ما تريد معرفته عن القوة الشفائية

إنَّ جميع البشر -دون أدنى شك- مهتمُّون بعلاج الحالات المرضية الجسدية والشؤون الإنسانية، إذ يبحث الجميع عن الشفاء وطرائقه. هناك العديد من الطرائق المختلفة المستخدمة لإزالة العوائق العقلية والعاطفية والمادية التي تحول دون الشفاء، وبإمكان القوة الشفائية الكامنة في عقلك الباطن المساعدة في شفاء عقلك وجسدك من جميع الأمراض. لذا سنتحدَّث فيما يأتي عن كلِّ ما تريد معرفته عن القوة الشفائية، وأهمِّ المعلومات المتعلِّقة بها.



1. قانون الاعتقاد:

تمثِّل جميع الأفكار في العالم أشكالاً مختلفةً من المعتقدات التي يمكن شرحها بطرائق متعدِّدة، والتي ينعكس أثرها عليك؛ ويعدُّ قانون الحياة واحداً منها.

الاعتقاد ما هو إلَّا فكرةٌ تخطر في عقلنا، وهو المتسبِّب بسريان قوة عقلنا الباطن وفقاً لعاداتنا في التفكير خلال جميع مراحل حياتنا، ويجب أن ندرك أنَّ كُتب الحكمة لا تتحدَّث عن الإيمان ببعض الطقوس أو المراسم أو النماذج أو المؤسَّسات أو المناهج، بل عن الاعتقاد نفسه؛ فإذا كان بمقدورنا الإيمان بأمرٍ ما، يصبح كلُّ شيءٍ ممكناً ومتاحاً لنا.

إنَّه لمن الخطأ الاعتقاد بشيءٍ من شأنه أن يؤذيك أو يصيبك بأيِّ مكروه، فكل خبراتك وأفعالك وأحداث وظروف حياتك ليست سوى انعكاسات وردود أفعال لطريقة تفكيرك.

2. عملية واحدة يحدث من خلالها الشفاء:

هناك مصدر هام يساعد على الشفاء، يدركه العقل البشري إدراكاً واعياً، ويشكل غريزة وقانوناً للنمو، ويمكن توجيهه بوعيٍ لإسعاد ذاته بطرائق لا تعد ولا تحصى.

توجد العديد من الأساليب والتقنيات والطرائق المختلفة لاستخدام هذه القوة؛ ولكن هناك عملية واحدة فقط لتحقيق الشفاء، وهي: الإيمان؛ إذ ينعكس أثر ما تؤمن به عليك.

3. الشفاء عن طريق الإيمان:

إنَّ الإيمان الشافي المتداول بين البشر ليس الإيمان المذكور في كتب الحكمة، والذي يعني معرفة التفاعل بين العقل الواعي والعقل الباطن.

يعدُّ ممارسو العلاج بالإيمان الشافي أناساً يعالجون دون أيِّ فهم علمي حقيقي للقوى والقدرات المتعلقة بهذا الأمر، وقد يزعمون أنَّ لديهم موهبة خاصة للشفاء، وقد يتمكَّنون من شفاء المريض حقاً بجعله يصدق ويثق بأنَّه سيُشفَى ببعض هذه الأساليب العلاجية الخاصة.

ستؤدي أيُّ طريقة تتسبب بتحول الفرد من الخوف والقلق إلى الإيمان والقبول، إلى الشفاء؛ وهناك العديد من الأشخاص الذين يدَّعون أنَّه طالما أعطت إحدى النظريات الشخصية نتائجها، فإنَّها صحيحة.

إقرأ أيضاً: الإيمان بالله يساعد على سرعة الشفاء

4. الإيمان الذاتي وما يعنيه:

ينقاد العقل الذاتي (الباطني) للفرد إلى سيطرة عقله الواعي (الموضوعي) بقدر ما ينقاد إلى الإيحاء، وإذا افترضنا أنَّك تمتلك إيماناً إيجابياً أو سلبياً؛ فإنَّ إيحاءك الخاص سيسيطر على عقلك الباطن، وتحقِّق رغبتك المرادة.

إنَّه لمن المرغوب فيه فيما يتعلق بشفاء الجسم، ضمان تزامن الإيمان في كلٍّ من العقل الواعي والعقل الباطن؛ ومع هذا، فإنَّ ذلك ليس ضرورياً دائماً، خاصةً إذا كنت ستدخل في حالة من الاستسلام والتقبل عبر منح عقلك وجسمك الراحة والنوم الكافيان، حيث سيصبح استسلامك متقبِّلاً للانطباعات الذاتية في هذه الحالة من النعاس.

5. معنى العِلاج الغيابي، وعلاقته بالقوة الشفائية:

لنفترض -مثلاً- أنَّك علمت أنَّ والدتك مريضة في مدينة بعيدة عن مدينتك التي تعيش فيها من أجل عملك، حيث لن يكون بمقدورك أن تكون حاضراً بجسدك إلى جانبها، والاعتناء بها وتطبيبها؛ ولكن يمكنك أن تدعو لها، وتتضرَّع لله ليشفيها.

يخدمك القانون الإبداعي للعقل الباطن، ويستجيب لك تلقائياً، فما الغاية من العلاج خاصتك إلَّا إحداث وعي داخلي بالصحة والتناغم في عقلك، وسينتقل هذا الوعي إلى العقل الباطن لوالدتك؛ حيث تعمل أفكارك عن الصحة والعافية من خلالك، وتضع قانوناً فعَّالاً يختص بالمنظور الذاتي للحياة، ويظهر على هيئة شفاء تام في جسد والدتك.

إقرأ أيضاً: قدرة الجسم المذهلة على شفاء نفسه

6. العلاج باستخدام التأمُّل:

يُعرَّف العلاج باستخدام التأمل بأنَّه وظيفة تجمع بين العقل الواعي والعقل الباطن، ويعدُّ أحد وظائف مستويات العقل الواعي والباطن المتزامنة والمتناغمة والذكية، والموجَّهة إلى غرض معين.

عندما يتعلق الأمر بالتأمُّل العلمي (أو ما يُعرَف بالعلاج بالتأمُّل)، يجب أن تعرف ما تقوم به، ولمَ تقوم به، وأن تثق بقانون الشفاء.

يختار الإنسان في العلاج بالتأمُّل فكرة معينة، أو صورة ذهنية ما، أو خطة يرغب في تجربتها؛ ثمَّ ينقل هذه الفكرة أو الصورة الذهنية إلى عقله الباطن، وذلك عن طريق الشعور بواقعية الحالة المفترضة؛ فما دام مؤمناً بتوجهه العقلي، فسيتحقَّق ما يريده؛ حيث يعدُّ العلاج بالتأمُّل عملاً عقلياً محدداً، وله غاية خاصة ومحددة.

على سبيل المثال: افترض أنَّك قرَّرت معالجة مشكلة محددة عن طريق التأمُّل، وأنَّك على وعي ويقين بأنَّ سبب مشكلتك -أو مرضك- الأفكار السلبية المشحونة بالخوف والمستقرة في عقلك الباطن، وأنَّك إذا نجحت في تطهير عقلك من هذه الأفكار، فستحصل على الشفاء بإذن الله. ستلجأ بناءً على ذلك إلى مساعدة عقلك الباطن، وتذكير نفسك بقوته وقدرته على الشفاء؛ وحينما تركِّز على هذه الحقائق، سيتلاشى خوفك ويختفي، ويصحِّح المعتقدات الخاطئة أيضاً.

عليك أن تقدم الشكر على ذلك الشفاء، وألَّا تشغل عقلك بعدها بتلك المشكلة، إلى أن تشعر بأنَّك هُدِيت إلى الطريقة مرةً أخرى بعد فترة انقطاع؛ وأن ترفض إعطاء أيِّ قوة لأيِّ حالة سلبية كانت، أو أن تفكر ولو لثانية واحدة في أنَّ الشفاء لن يحدث؛ إذ يجلب هذا التوجُّه العقلي الوحدة المتناغمة بين العقل الواعي والعقل الباطن، ويساعدك على الشفاء.

ختاماً:

تذكر أنَّك إذا كنت تريد حقاً أن تكون معافى دائماً؛ فتستطيع الحصول على ذلك عن طريق الإيمان، وهو ما يعني معرفتك بآلية عمل عقلك الواعي والباطن.

تعلَّم الدعاء لأحبائك الذين أُصِيبوا بمكروه، وهدِّئ عقلك، واستحضر أفكاراً تدور حول الصحة والحيوية والكمال، وصِلها بمَن تحب؛ وستجدها قد زُرِعت في عقله أيضاً.

 




مقالات مرتبطة