قوانين التأثير التسعة: كيف تكون مؤثِّراً؟

قد تظن أنَّ القادة الأقوياء فقط هم مَن يملكون التأثير؛ لكنَّك أيضاً تستطيع تعزيز قدرتك على التأثير، انظر إلى هذه الأسئلة:

  • ما الذي يجعل الشخص مؤثِّراً؟
  • كيف نعزِّز التأثير؟
  • ما هو التأثير؟

سنجيب عن كل هذه الأسئلة في هذا المقال.



ما هو التأثير؟

التأثير هو القدرة على تحديد ما تهتم به، ومساعدة الآخرين على فهم سبب اهتمامك به، وحملهم على دعمك، والتأثير ليس هدفاً؛ بل نتيجة.

فيما يأتي بعض الأمثلة عن التأثير:

  • للعامل عن بُعد تأثير في فريقه إذا حدَّد مسار المشروع.
  • للطالب تأثير في أشقائه إن اكتسبوا عادات مفيدة بعد مشاهدته وهو يدرس.
  • يؤثِّر الرئيس التنفيذي الذي يطبق السياسات التنظيمية في سلوكات الموظفين.

لمعرفة ما إذا كان شخص ما مؤثَّراً، اسأل نفسك الأسئلة الآتية:

  • هل أنا مهتم بسماع مزيد من هذا الشخص؟
  • هل أثق به وأود الاقتداء به؟
  • هل سأفعل شيئاً مختلفاً بعد سماعه يتحدَّث؟
  • كيف أشعر عندما يتحدَّث هذا الشخص؟

إذا كانت إجاباتك إيجابية عن كل هذه الأسئلة، فعلى الأرجح أنَّه شخص مؤثِّر.

اختبار التأثير:

ما مدى معرفتك بالتأثير؟

عندما يتعلق الأمر بدولة بأكملها، يتفق معظم الناس أنَّ للرئيس التأثير الأكبر في الآخرين، هل تستطيع تحديد الإجابة الصحيحة في الاختبار القصير أدناه؟

أولاً: أي رئيس أمريكي استخدم اللهجة الأكثر عاطفية في خطابه الافتتاحي؟

  1. ليندون جونسون (Lyndon B. Johnson).
  2. ريتشارد نيكسون (Richard Nixon).
  3. دونالد ترامب (Donald Trump).
  4. جورج دبليو بوش (George W. Bush).

ثانياً: أي رئيس استخدم اللهجة الأكثر سلبية في خطابه الافتتاحي؟

  1. دونالد ترامب (Donald Trump).
  2. جون ف. كينيدي (John F. Kennedy).
  3. باراك أوباما (Barack Obama).
  4. جورج بوش الأب (George H.W. Bush).

ثالثاً: أي رئيس استخدم اللهجة الأكثر جدارة بالثقة في خطابه الافتتاحي؟

  1. دوايت أيزنهاور (Dwight Eisenhower).
  2. جيمي كارتر (Jimmy Carter).
  3. هاري إس ترومان (Harry S. Truman).
  4. رونالد ريغان (Ronald Reagan).

عندما تتعلم مزيداً عن التأثير، ستفهم كيف يؤدي التأثير دوراً حاسماً في بناء العلاقات، وامتلاك القوة، وحتى الشعور بالثقة.

الأشخاص الأكثر تأثيراً في العالم:

نحن نعرف الآن تعريف القاموس للتأثير، لكن ما الذي يجعل الناس مؤثِّرين؟

يمتلك المؤثِّرون السمات الرئيسة الآتية:

دعنا ننظر عميقاً إلى هذه السمات، مع دراسة حالات واقعية لشرحها بالتفصيل:

1. استخدام الكلمات العاطفية:

تشتهر مُقدِّمة البرامج "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey) بروح الدعابة وتأثيرها الهائل في البرامج الحوارية، وتستخدم كلمات عاطفية في حديثها أكثر من الشخص العادي.

وجدت دراسة أنَّ أهم 10% من القادة المؤثِّرين يستخدمون كلمات عاطفية أكثر بثلاث مرات من الكلمات المنطقية، كما أنَّ معدل استخدامهم للغة شخصية في مخاطبة الناس يفوق ما يستخدمه الآخرون بمقدار 62%.

لدى الأشخاص المؤثِّرين القدرة على إقناع الجماهير والتأثير في عواطفهم، وجعلهم يشعرون بأنَّهم مميزون وهامون.

على سبيل المثال، دعنا ننظر إلى أحد خطابات "أوبرا"، لاحظ كيف استخدمت الضمير المتصل "نا" الدَّال على جماعة المتكلمين عندما قالت: "كانت الحقيقة دائماً وستظل دائماً درعنا ضد الفساد، ودرعنا ضد الحزن واليأس، الحقيقة هي نعمة خلاصنا".

شاهد بالفيديو: فن التأثير في الآخرين

2. تجاهُل المنتقدين:

لم يصبح لاعب كمال الأجسام "أرنولد شوارزنيجر" (Arnold Schwarzenegger) ممثلاً عالمياً، وحاكماً لولاية كاليفورنيا (California) بسهولة؛ إذ قيل إنَّه سيفشل حتماً بسبب عضلات جسده الضخمة ولكنته الغريبة.

الأشخاص المؤثِّرون قادرون على إسكات المنتقدين، إنَّهم يشقون طريقهم بأنفسهم، حتى لو كان ذلك يعني الخروج عن المألوف.

3. تذليل العقبات:

ارتبط اسم رجل الأعمال "وارن بافت" (Warren Buffett) بالمال والاستثمار بالتأكيد، يُعدُّ "وارن بافت" من أغنى الأشخاص على وجه الأرض، لكن لا يعرف ناس كثيرون أنَّ إصرار "بافت" وعزيمته في الأوقات الصعبة هما سبب قدرته على التأثير في الآخرين.

وجد عالم البيانات "مايكل توث" (Michael Toth) لدى تحليله لرسائل المساهمين في شركات "بافت" من عام 1977 إلى عام 2016 أنَّ "بافت" ظل متفائلاً حتى في الأوقات الصعبة، ومنها الأزمة المالية في عام 2008.

يظل الأشخاص المؤثِّرون هادئين وواقعيين، إنَّهم يعرفون ما إذا كان شيء ما لا يسير على ما يرام، ولا يخشون قول الحقيقة، ومع ذلك، فإنَّ العِبرة هنا هي أنَّ الأشخاص المؤثِّرين يظلون متفائلين في الظروف العصيبة في الوقت الذي يشعر به الآخرون بالذعر.

يقول "توث" مُعلِّقاً على رسائل "بافيت": "لا يحترم الناس القائد لمجرد قدرته على التفكير المستقبلي؛ بل لصدقه وصراحته عندما لا تسير الأمور على ما يرام".

إقرأ أيضاً: 5 نصائح لكي تتعامل مع العقبات

4. أخذ زمام المبادرة:

يبادر الممثل "دوين جونسون" (Dwayne Johnson) إلى طرح المسائل للنقاش، ويسمح للآخرين بإدارة سير المحادثة، ويطرح الأسئلة ويشيد بآراء الناس، ولا يخشى المقاطعة بطريقة ودية.

يأخذ الأشخاص المؤثِّرون زمام المبادرة، إنَّهم لا يخشون إبداء آرائهم أو ضبط الحالة المزاجية للمحادثة أو حتى مقاطعة الآخرين.

5. وضع برنامج يومي ناجح:

ينهض "جاك دورسي" (Jack Dorsey) مؤسس تطبيق تويتر (Twitter) حسب شركة "بزنس إنسايدر" (Business Insider) من السرير في الساعة الخامسة صباحاً، ثم يمارس التأمل مدة 30 دقيقة، ويكمل تمريناً مدته 7 دقائق 3 مرات، ينهي برنامجه الصباحي بفنجان من القهوة ويبدأ بقية يومه.

يلتزم الأشخاص المؤثِّرون ببرنامج يومي ناجح، أو يمارسون نشاطات يومية لتنشيط أنفسهم والشعور بالثقة؛ إذ تُظهر الأبحاث أنَّ الثقة هي ما يجعل الناس مؤثِّرين، وأنَّ الالتزام ببرنامج يومي ناجح هو جزء من بناء تلك الثقة؛ إذ يقول "جاك دورسي": "أنا أتطلع إلى بناء عادات، وممارستها يومياً".

6. إضافة قيمة إلى المحادثة:

لا تُعدُّ الممثلة الإنجليزية الشهيرة "صوفي تيرنر" (Sophie Turner)، التي أدت دور البطولة في مسلسل صراع العروش (Game of Thrones) شخصية مؤثرة؛ إذ إنَّها قالت ذات مرة: "نعم، أنا سمينة وبشرتي مليئة بالبثور، أنا ممثلة سيئة".

لكن حتى لو كان لديها مشكلاتها الخاصة، تتمتع "صوفي" بقدرة فريدة على إضافة قيمة إلى المحادثات، وهي سمة حاسمة أتقنها معظم الأشخاص المؤثرين.

عندما يتحدث الأشخاص المؤثِّرون إلى شخص ما، فإنَّهم يحاولون دائماً إضافة قيمة إلى ما يقوله الشخص الآخر، إنَّهم ليسوا سلبيين ولا متذمرين ولا ينتقدون الآخرين؛ بل يفكرون دائماً بالقيمة التي يستطيعون إضافتها، بدلاً من تصيُّد أخطاء الآخرين.

7. إمالة الرأس:

هل تريد معرفة طريقة سهلة وسريعة لتظهر اهتمامك بالمحادثة؟

ببساطة احنِ رأسك، فهذه طريقة غير لفظية لإظهار أنَّك مندمج وتصغي بعناية، وعند التحدث مع شخص ما (خاصة في غرفة صاخبة أو مطعم)، شجعه على مواصلة حديثه من خلال إمالة رأسك.

8. الانحناء إلى الأمام:

يفرض المتحدث التحفيزي "إد ميليت" (Ed Mylett) تأثيره بواسطة جسده، وبصفته من رواد صالة الألعاب الرياضية، فإنَّه يعرف جيداً تأثير الجسم في العقل، وفي هذه الحالة، ينحني "إد" إلى الأمام لملء المساحة الفارغة بينه وبين شريكه في المحادثة بغية زيادة تأثيره.

عندما تنحني إلى الأمام، فإنَّك تزيد من قوة المحادثة على الفور؛ لذلك عندما تكون مندمجاً في محادثة، فإنَّ انحناءك إلى الأمام يجعل كلماتك أكثر تأثيراً، وإليك الطريقة:

إذا كانت لديك فكرة هامة أو أردت تأييد ما يقوله الطرف الآخر، فاحنِ جسدك إلى الأمام قليلاً وأعرب عن تأييدك، وهذا مثل علامة التعجب غير اللفظية، ومن شأنه تعزيز الألفة بينكما، أو إذا كان لديك شيء مثير تريد قوله، فانحنِ إلى الأمام لإضفاء مزيد من الجاذبية على فكرتك.

9. قراءة أفضل الكتب عن التأثير:

إليك ثلاثة من أفضل الكتب التي تساعدك على تعزيز حضورك وتأثيرك في الآخرين:

"التأثير: علم نفس الإقناع" (Influence: The Psychology of Persuasion):

بقلم اختصاصي علم النفس "روبرت سيالديني" (Robert Cialdini).

كما يوحي عنوان الكتاب، إنَّه يختص بالتأثير، وهو من أفضل الكتب التي تعلمك فن الإقناع على الإطلاق؛ إذ يُعد هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً، وقد بيع منه أكثر من 3 ملايين نسخة وترجم إلى 30 لغة.

يحتوي الكتاب على استراتيجيات نفسية مختلفة يستخدمها العظماء الذين يمتلكون ملكة الإقناع؛ إذ إنَّ "روبرت" يعمل بائع سيارات ونادلاً ليثبت نجاح هذه الاستراتيجيات المؤثرة، وهذا الكتاب مملوء بالنصائح العملية والنظرية، وهو رائع لرواد الأعمال أو مندوبي المبيعات أو المسوقين أو أي شخص يريد التأثير في الناس بأي شكل من الأشكال.

"كيف تكسب الأصدقاء وتؤثِّر في الناس" (How to Win Friends and Influence People):

بقلم الكاتب "ديل كارنيجي" (Dale Carnegie).

هذا هو الكتاب الموصى به لأي شخص يتطلع إلى أن يصبح أكثر تأثيراً وقدرة على كسب الأصدقاء من خلال إجراء محادثات لطيفة وممتعة.

"اجذب انتباههم: علم النجاح مع الناس" (Captivate: The Science of Succeeding with People):

بقلم الكاتبة "فانيسا فان إدواردز" (Vanessa Van Edwards).

من شأن هذا الكتاب تغيير حياتك، وإضافة التأثير إليها، وهو مدعوم بحقائق علمية.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لزيادة تأثيرك في الآخرين

كيف أستطيع تحسين مهاراتي في التأثير؟

تعلُّم كيفية التأثير في الآخرين هو مهارة مثل أي مهارة أخرى، كلما زاد الوقت والجهد الذي تبذله، زاد تأثيرك في الآخرين، ولتحقيق ذلك يجب استخدام مزيج من التراكم القائم على المعرفة وممارسات الحياة الواقعية.

جرِّب هذه النصائح السريعة لتعزيز مهارات التأثير لديك:

  • اقرأ كتاباً يغير حياتك.
  • تعلَّم كيفية التأمل حتى يكون لديك تركيز وانتباه أكبر.
  • تحدَّث بصوتٍ واثق.
  • تعلَّم أن تكون مرحاً.
  • حدِّد أهدافك واسع إلى تحقيقها.
  • ابنِ شبكة علاقات من المؤثرين.

ما هي أفضل طريقة للتأثير في الآخرين؟

يجب أن تكون صادقاً للتأثير في الآخرين بنجاح، فإذا اهتممت حقاً وناضلت من أجل قضية نبيلة، فسيشعر الآخرون بطبيعة الحال بشغفك وسيكون لديك تأثير، ويجب أن تعرف أيضاً ما يبحث عنه الآخرون، على سبيل المثال إذا حاولت التأثير في عميل عنيد بَحَثَ وقرر شراء منتج معين؛ لكنَّك تريد التأثير فيه لشراء منتج آخر، فقد تواجه صعوبة أكبر من التأثير في شخص لم يتخذ أي قرار بعد.

ما هي أنواع التأثير الأربعة؟

1. السلبي:

قد يكون هذا النوع من التأثير خطيراً، خاصةً إذا كان لدى المؤثِّر نيات سيئة، وقد يكون تأثيره قائماً على الجشع أو الرغبة في مزيد من السلطة، ما يؤدي إلى إلحاق الضرر بكل من يتأثر به، مثل المدير الغاضب المتسلط في المكتب.

2. المحايد:

التأثير المحايد هو تأثير لا يُحدِث أي فرق يُذكر؛ فالأشخاص الذين لديهم هذا النوع من التأثير لا يؤثِّرون في الآخرين لا إيجاباً ولا سلباً، وقد يكون لديهم منصب هام في المجموعة؛ لكنَّ وجودهم لا يغيِّر المجموعة كثيراً، مثل مدير مبيعات كسول يجلس بلا عمل بينما يقود مرؤوسوه الفريق.

3. الإيجابي:

التأثير الإيجابي هو القيادة التقليدية التي نتخيلها للأشخاص المؤثِّرين، هؤلاء هم الرؤساء التنفيذيون والأشخاص الذين تعدهم قدوة لك، والشخصيات الأخرى التي تُكن لها الاحترام، ويسعى المؤثِّرون الإيجابيون إلى تحقيق الخير للآخرين ويتمتعون بشخصية جذابة تمنحهم القدرة على التأثير في آراء الآخرين.

4. العظيم:

الأشخاص ذوو التأثير العظيم هم على مستوى مختلف تماماً، فهؤلاء هم الأفراد القلائل المتميزون على مستوى العالم الذين غيروا حياة معظم الناس للأفضل، مثل الشخصيات الدينية التي يتبعها ملايين الناس.

في الختام:

نريد جميعاً أن نكون مؤثِّرين، لكن ما هو المجال الذي نريد أن نكون مؤثِّرين فيه؟ اختيار من نؤثر فيه هو مفتاح تطوير مهاراتنا في الاتجاه الصحيح، وأهم نصيحة على الإطلاق هي أن تكون على طبيعتك وأن تسعى إلى التأثير فيمن تُعنى بأمرهم، وإذا أردت التأثير في الآخرين، فإنَّ شعورهم بالارتياح في صحبتك هو دليل على شخصيتك المميزة وقدرتك على التأثير فيهم.




مقالات مرتبطة