قسنطينة مدينة الجسور المعلقة

يسافر الناس من مكان لآخر حول العالم ليجمعوا الذكريات الجميلة ويلتقطون أجمل الصور بالقرب من أماكن مميزة أو يرغب آخرون في التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى وعيش تجربة مميزة عند تذوق طعامهم أو شرب شرابهم أو لبس ملابسهم.



لكن قبل البدء برحلة سياحية لمكان جديد  لابد للسائح من جمع معلومات عن المكان الذي يرغب بزيارته والسؤال عن أفضلها من أجل رؤية القدر الأكبر من الأجزاء الجميلة ولهذا ما رأيك أن نتعرف معاً في هذا المقال على تفاصيل عن قسنطينة مدينة الجسور المعلقة.

مدينة قسنطينة:

تعتبر مدينة قسنطينة واحدة من أروع المدن الموجودة في دول المشرق العربي وقد سميت بعاصمة الشرق الجزائري إذ تصنف كأحد المدن التي لا يضاهيها سحر ولا يوجد بجمالها مدينة في أي مكان آخر في العالم فكل من زار هذا المكان قضى فيه أوقاتاً لا تنسى إلى أن أصبحت مقصداً لجميع السياح من مختلف البلاد.

يختبئ سحر مدينة قسنطينة في موقعها المميز فوق صخرة من الكلس القاسي وهذا الأمر ميزها عن دول العالم أجمع وعبر العصور والأزمنة المختلفة تم بناء جسور عدة لها للانتقال بواسطتها من مكان لآخر وهذا سبب تسميتها باسم (المدينة المعلقة).

ويقال أنه في أحد الأزمنة كانت تمتلك ثمانية جسور معلقة قد تهدم بعضها بسبب عدم الترميم والإهمال كما تحتوي مدينة قسنطينة على وادي الرمال الذي يمر تحت الجسور المعلقة الذي ترتفع عنه الجسور بمقدار ٢٠٠ متر تقريباً.

وقسنطينة ثالث أكبر مدينة فيها بعد وهران وجزائر العاصمة وتقع مدينة قسنطينة على بعد نحو ٤٠٠ كيلومتر عن جزائر العاصمة وحسب احصائيات عام ٢٠٠٨ يبلغ عدد سكان المدينة حوالي ٤٤٠ ألف نسمة يغلب أصول معظمهم من خارج المدينة.

مناخ مدينة قسنطينة:

عندما نغادر مدننا للسياحة في مكان آخر أول شيء نرغب بمعرفته هو نوع مناخ المكان الذي سنزوره هل هو بارد أم حار لمعرفة ماهي الملابس والأغراض التي نريد حزمها في رحلتنا ولذلك مناخ مدينة قسنطينة يعتبر أول تفصيل ترغب بمعرفته في حال قررت زيارتها:

  • يعتبر مناخ مدينة قسنطينة دافئ نسبياً ومعتدل إلى حد ما كما تتساقط الأمطار في فصل الشتاء وفي بعض الأحيان قد تمطر صيفاً أيضاً.
  • ويبلغ متوسط درجة الحرارة في قسنطينة سنوياً ١٥،٥ درجة مئوية كما يكون هناك مايقارب ٣٦٠ ملم من الأمطار السنوية.
  • أما بالنسبة للشهر الأكثر جفافاً في مدينة قسنطينة فهو شهر يوليو إذ تتساقط فيه الأمطار بمعدل ٧ ملم فقط والشهر الأكثر رطوبة هو شهر يناير وتبلغ الأمطار فيه حوالي ٩٤ ملم تقريباً.
  • أما الشهر الأعلى في درجات الحرارة فهو شهر أغسطس الذي تصل فيه درجات الحرارة إلى ٢٥.٣ درجة مئوية.
  • ويعتبر شهر يناير هو الشهر الأدنى بدرجات الحرارة بمعدل يصل إلى ٧.١ درجة مئوية.

بماذا تشتهر مدينة قسنطينة؟

تعرف مدينة قسنطينة بأنها مدينة جميلة ومميزة تحمل الكثير من التراث والحضارة إذ تعتبر مثالاً عن تاريخ البحر الأبيض المتوسط وإليك بماذا تشتهر مدينة قسنطينة:

  • في البداية تشتهر مدينة قسنطينة بتاريخها الغني إذ أنها اختيرت لتكون عاصمة للمملكة النوميدية بسبب حصانتها ووفرة المياه فيها مما يجعل أراضيها ممتازة للزراعة.
  • وتعتبر قسنطينة مكاناً للعلم والثقافة ودراسة القرآن الكريم وهي مليئة بالمعالم التاريخية والدينية مثال على ذلك الجامع الكبير الذي يعود بناؤه للقرن الثالث عشر ميلادي.
  • ويوجد فيها ضريح سيدي راشد وقصر الباي أحمد الذي يعتبر كنموذج رائع يبرز جمال فن العمارة العربية الإسلامية كما ويوجد بها حمام للمياه الساخنة يسمى (حمام سيدي مير).
  • وتضم مدينة قسنطينة عدد لا بأس به من المساجد القديمة والحديثة ومن أبرزها المسجد الذي يعتبر أكبر المساجد في شمال أفريقيا والمشهور بعلو مأذنتيه البالغ طولها حوالي ١٠٧ متر المسمى بمسجد الأمير عبدالقادر.
  • كما تعد مدينة قسنطينة مركزاً للموسيقى الأندلسية ويتميز المطبخ القسنطيني بالوجبات الشهية التقليدية.
  • وأنجبت قسنطينة مدينة الجسور المعلقة عدداً من العلماء والمفكرين الإسلاميين أشهرهم مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائرية (عبد الحميد بن باديس) وكذلك المفكر (مالك بن نبي) المشهور بكونه أحد أبرز أعلام الفكر العربي والإسلامي في القرن العشرين.
  • كما وتنتمي لمدينة قسنطينة الكاتبة الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي التي حازت عام ١٩٩٨م على جائزة نجيب محفوظ للرواية.

التراث في قسنطينة:

يطلق اسم الفلوكلور أو التراث على مجموعة من العادات والتقاليد التي يتميز بها شعب ما عن غيره من الشعوب وتنطوي على مجموعة من الممارسات التي اعتاد أهل المنطقة القيام بها إلى أن أصبحت معتادة ومألوفة بالنسبة لهم.

يعد التراث في قسنطينة مدينة الجسور المعلقة غنياً جداً وذلك بدءاً من المطبخ الجزائري للقسنطيني المشهور بأطباقه الشهية كالكسكس والقمح المطحون مع لحم الضأن والقهوة السوداء وكذلك شاي النعناع المحلى المتميز بشعبية عالية.

وكذلك من التراث في قسنطينة هو طقوس الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف ففي هذه الليلة لا ينام السكان حتى بزوغ الفجر إذ تستمر الاحتفالات لساعات متأخرة من الليل ويقام إما في المساجد أو في البيوت.

ولن ننسى الملابس كأحد أبرز مظاهر التراث القسنطيني فالملابس التقليدية لنساء قسنطينة معروفة باسم (الملاءة) وهو نوع الملابس الذي يعود لأيام حزن النساء واتشاحهن باللون الأسود حزناً على موت (صالح باي).

والعرس القسنطيني وحده يحمل عدد كبير من العادات والتقاليد فهو يمتد لأكثر من يوم واحد وتكون فيه العروس مزينة بشكل مبالغ وتبدل خلال "التصديرة" ما يقارب خمسة إلى عشرة فساتين وفي آخر العرس تلبس الفستان الأبيض ويمر العرس بعدة أيام كيوم الجرية ويوم الحنة.

إقرأ أيضاً: أكبر وأصغر بلدان العالم مساحةً

جسور قسنطينة:

كما ذكرنا من قبل فإن قسنطينة مدينة الجسور المعلقة إذ تعتبر الجسور المنتشرة في أرجاء المدينة سبباً لفخر وعزة أهلها بما تحمله من تاريخ عميق وغني وإليك لمحة عن جسور قسنطينة السبعة:

1. جسر سيدي مسيد:

جسر سيدي مسيد

أولها جسر تعددت تسمياته المعروف باسم "جسر سيدي مسيد" أو "قنطرة لحبال" أو البعص يسميه "قنطرة السبيطار" ويقال بأنه صرح يداعب السماء قام بتشييده الاستعمار الفرنسي عام ١٩١٢م وهو أعلى جسور المدينة.

2. جسر سيدي راشد:

جسر سيدي راشد

يعتبر جسر "سيدي راشد" المسمى على اسم أحد الأولياء الصالحين في قسنطينة الذي يوجد ضريحه تحت هذا الجسر الحجري المعروف بكونه أطول جسر من هذا النوع بالعالم.

3. جسر باب القنطرة:

جسر باب القنطرة

يعد جسر "باب القنطرة" أحد أقدم الجسور الذي شيده الأتراك عام ١٧٩٢م ثم ماابث أن هدمه الفرنسيون عام ١٨٦٣م وأعادوا بناء جسر جديد على أنقاضه.

4. جسر ملاح سليمان:

جسر ملاح سليمان

أما جسر "ملاح سليمان" وجسر "المصعد" فهي جسور صغيرة تم بناؤها أيضاً في عصر الاستعمار وهو مخصص للمشاة فقط يربط بين وسط المدينة وشارع السكك الحديدية.

5. جسر الشلالات:

جسر الشلالات

جسر الشلالات موجود على الطريق المؤدي للمسبح ويعلوه مياه وادي الرمال فتمر تحته مشكلة الشلالات تم بناؤه عام ١٩٢٨م.

6. جسر قسنطينة الجديد:

جسر قسنطينة الجديد المعروف بجسر"صالح باي" على اسم أحد باياتها الذي حكم المدينة ٢١ عاماً ثم قتل خوفاً من انقلابه على حاكم العاصمة.

جسر قسنطينة الجديد

أحياء قسنطينة القديمة:

يعتبر حي "السويقة" أحد أجمل أحياء قسنطينة القديمة وهو تجمع سكاني كبير يشمل على بيوت مبنية من الحجارة ومن يدخل إليه كأنه دخل إلى تاريخ قسنطينة ويضم الحي حتى الآن محال تجارية تبيع الملابس التقليدية كلباس المرأة التقليدي المسمى "جبة الفرقاني" أو "القندورة القسنطينية" وهو لباس العروس في تلك المنطقة.

وكذلك أحياء المنطقة المشهورة ببيع الحلي والنحاس وتوجد فيها محال لبيع "الزرابي" إصافة لمحلات الطعام الشعبي وتنتشر رائحة الورد المقطر في جميع أرجاء المكان.

وتعتبر السويقة القلب النابض بالحياة لمدينة قسنطينة وحسب استطلاعات الرأي لمن قام بزيارة هذا المكان قد رجح سبب تعلق الناس بهذا المكان هو أنه مليء بالحياة طوال الشهر والسنة.

ويضم حي" القصبة" العتيق الذي يشبه قصبة العاصمة الجزائرية إضافة إلى "سوق العصر" الذي يقصده التجار من مختلف المناطق وحتى الولايات المجاورة لقسنطينة.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب تدفعك للسفر إلى الجزائر بهدف السياحة

أقوال عن مدينة قسنطينة:

لكل مكان جميل نصيبه من قلب الكاتبين والشعراء فكيف إذا كان لمدينة جميلة كمدينة قسنطينة مدينة الجسور المعلقة وإليك عدداً من أقوال عن مدينة قسنطينة بلسان شعراء وأدباء مهمين ومعروفين:

  • فقد أسماها الشاعر الجزائري محمد العيد آل خليفة بمدينة "الهوى والهواء".
  • وتغنى بمدينة قسنطينة مالك حداد في العديد من كتاباته فقال (مفتاح قسنطينة.. مفتاح لقلبي.. لأجل هذه المسيرة التي تروح وتجيء..)
  • وعندما زار الشاعر الكبير نزار قباني هذه قسنطينة مدينة الجسور المعلقة قال (إنها المدينة التي يشعر بها الإنسان بالرعب عندما يمر فوق جسورها ولكنها المدينة التي لها القدرة على إرغام الإنسان على حبها والتعلق بها).
إقرأ أيضاً: شعراء الحب وأجمل ما قيل في الحب

في الختام:

بعد أن تعرفنا على معلومات تشرح عن قسنطينة مدينة الجسور المعلقة مارأيك بهذه المدينة الرائعة هل ازددت شوقاً لزيارتها والتمتع بجمال سحرها وهواها بنفسك.




مقالات مرتبطة