قبعات التفكير الست: ماهي؟وكيف نستخدمها؟

التفكير هو عبارة عن مجموعة من الأفكار والعمليات الذهنيّة التي تدور في العقل على مدار اليوم، وقد تحدّث العالم إدوارد دي بونو عن مجموعةٍ من الاستراتيجيات والأساليب التي يجب أن يستخدمها الإنسان أثناء قيامه بالتفكير ليصل إلى أعلى درجات النجاح في الحياة، وأطلق عليها اسم قُبعات التفكير الست، والتي سنتحدث عنها بشكلٍ مفصّل من خلال السطور التاليّة.



ما هي القبعات الست؟

قبعات التفكير الست

1- القُبعة البيضاء:

ترمز القبعة البيضاء إلى التفكير الحيادي والموضوعي، أي التفكير المبني على مجموعةٍ من المعلومات، الحقائق، الأرقام، التساؤلات، والمعطيات، ولا تعتمد هذه الطريقة في التفكير على أي رأي لأنّها حياديّة تحدد احتياجاتها من المعلومات الخام التي سوف تبنى عليها القرارات، وتُستخدم هذه الطريقة في التفكير عن طريق:

  1. طرح مجموعة من المعلومات والحصول عليها.
  2. تجميع وإعطاء المعلومات.
  3. التركيز على الحقائق والمعلومات.
  4. التجرد من العواطف
  5. جمع وطرح المعلومات فقط دون تفسيرها.
  6. الإجابات المباشرة والمحددة على الأسئلة.
  7. الإنصات والاستماع الجيد.
إقرأ أيضاً: التفكير الموضوعي

2- القبعة الحمراء:

ترمز القبعة الحمراء إلى التفكير المبني على العواطف والمشاعر الداخليّة، الحدس، والتخمين، أي أنّ صاحب هذا التفكير يُعطي مساحة كبيرة للعواطف والمشاعر حتّى يرى الأمور بوضوح أكثر، وتُستخدم هذه الطريقة في التفكير عن طريق:

  1. إظهار الأحاسيس والمشاعر بسبب و بدون سبب.
  2. التعبير عن الشعور والاحاسيس ببساطة ودون أي مخاوف.
  3. عدم طلب إيضاح أو تعليل لمشاعرنا.
  4. يُمكن أن تستخدم كجزء من التفكير الذي يؤدي إلى اتخاذ القرار.

3- القبعة السوداء:

وهي نوع من أنواع التفكير الناقد المنطقي، التي تهتم بدراسة المخاطر والمشاكل المستقبليّة، لإيجاد الحلول المناسبة لها، وهي من أهم طرق التفكير المستخدمة لإقامة المشاريع التجاريّة والأنشطة المستقبليّة، كما وترمز القبعة السوداء إلى التفكير السلبي والناقد، وتُستخدم هذه الطريقة في التفكير عن طريق:

  1. استكشاف الأسباب وراء عدم جدوى وفعاليّة الشيء أو العمل.
  2. توضيح الأسباب المنطقيّة للمخاوف.
  3. نقد الآراء ورفضها باستخدام المنطق.
  4. استعمال المنطق وتوضيح الأسباب التي تؤدي لعدم النجاح.
  5. عدم المبالغة في الدخول بمغامراتٍ ومجاذفات.

4- القبعة الزرقاء:

وهي التفكير الشمولي الذي يصل بالإنسان إلى أعلى مراتب التفكير الموجه الشمولي، المرتب، والمنظم، وتُستخدم هذهِ الطريقة في التفكير عن طريق:

  1. برمجة وترتيب الخطوات بشكلٍ دقيق.
  2. القدرة على تحمل المسؤوليّة والإدارة بشكلٍ صحيح.
  3. تقبل جميع الآراء وتحليلها بشكلٍ مقنع.
  4. احترام آراء الآخرين.
  5. التفكير بالأسئلة المطروحة للتوصل إلى أفضل الإجابات.

5- القبعة الصفراء:

ترمز القبعة الصفراء إلى التفكير الإيجابي والتفاؤل، وهو نوعٌ من أنواع التفكير المنطقي الذي يهتم بدراسة الفوائد والأرباح المستقبليّة، والتي تدعو إلى سرعة تطبيق القرارات، وتُستخدم هذه الطريقة في التفكير عن طريق:

  1. التصرف بتفاؤل وإيجابيّة حيال كل الأمور والأعمال.
  2. الاستعداد التام لتجريب كل شيء جديد.
  3. التركيز على احتمال النجاح أكثر من التركيز على احتمال الفشل.
  4. استخدام المنطق بصورة أكبر من استخدام المشاعر والانفعالات.
  5. الحرص على استخدام الفرص المتاحة.
إقرأ أيضاً: 7 طرق لتبنّي التفكير الإيجابي كمنهج حياة

6- القبعة الخضراء:

ترمز القبعة الخضراء إلى التفكير الإبداعي وإلى الابتكار، وإلى الخروج كذلك من الأفكار القديمة إلى أفكارٍ جديدة ومميزة، وتستخدم هذه الطريقة في التفكير عن طريق:

  1. الحرص على تجريب كل الأفكار الجدبدة.
  2. الاستعداد لتحمّل كل المخاطر والنتائج المحتملة.
  3. السعي الدائم للتطوير والتغيير.

لماذا سميت قبعات التفكير بهذا الاسم؟

تم تسمية التقنية "قبعات التفكير الست" بسبب الاستعارة المستخدمة للتفكير وتبديل هذه الأنماط. عند ارتداء قبعة معينة، يجب على الشخص أن يفكر وفقًا للنهج المرتبط بتلك القبعة. يتم تبديل القبعات بين المشاركين ليتبنى كل فرد طريقة تفكير مختلفة ويتعامل مع الموضوع من منظور جديد.

1. القبعة البيضاء: تمثل القبعة البيضاء البيانات والمعلومات والحقائق الموضوعية. عند ارتداء هذه القبعة، يجب على الأشخاص التركيز على جمع المعلومات وتحليلها بناءً على الحقائق والأدلة.

2. القبعة الحمراء: ترمز القبعة الحمراء إلى العواطف والمشاعر والانطباعات. عند ارتداء هذه القبعة، يعبر الأفراد عن مشاعرهم وردود فعلهم الشخصية تجاه الموضوع أو الفكرة.

3. القبعة السوداء: تعبر القبعة السوداء عن التحفظ والحذر والنقد البناء. عند ارتداء هذه القبعة، يشير الأفراد إلى المشكلات والمخاطر المحتملة والتي قد تواجهها الفكرة أو المشروع.

4. القبعة الصفراء: تمثل القبعة الصفراء التفاؤل والإيجابية والفرص. عند ارتداء هذه القبعة، يتناول الأفراد الجوانب الموجبة للفكرة وكيف يمكن أن تنجح وتحقق الفوائد المرجوة.

5. القبعة الخضراء: ترمز القبعة الخضراء إلى الإبداع والتفكير خارج الصندوق وتوليد الأفكار الجديدة. عند ارتداءهذه القبعة، يتشجع الأفراد على تقديم أفكار مبتكرة وحلول غير تقليدية للمشكلات والتحديات المطروحة.

6. القبعة الزرقاء: تعبر القبعة الزرقاء عن التنظيم والتحكم وتنسيق العملية. عند ارتداء هذه القبعة، يتولى الأفراد مسؤولية توجيه المناقشة وضمان استخدام القبعات الأخرى بشكل فعّال ومنتظم.

تم تسمية تقنية "قبعات التفكير الست" بهذا الاسم لأنها تستخدم القبعات كرمز لأساليب التفكير المختلفة، مما يتيح للمشاركين تبادل الأدوار والتفكير من منظور متنوع. يساعد استخدام القبعات الملونة المختلفة في تبسيط عملية التوجيه وتحفيز المشاركين على تجربة أنماط تفكير جديدة ومختلفة.

في المجمل، تعد تقنية قبعات التفكير الست وسيلة فعالة لتحسين التفكير الجماعي ودعم إتاحة الفرصة لكل فرد للمشاركة والمساهمة بأفكاره وآرائه بشكل متوازن ومنظم.

إقرأ أيضاً: مستويات التفكير ومعوقات التفكير

ما هي شروط القبعات الست؟

قبل البدء في استخدام قبعات التفكير الست، من المهم الانتباه إلى بعض الشروط المحددة لضمان جدوى هذا النهج.

1. التفاهم الواضح لأهداف الجلسة:

يجب تحديد الهدف من استخدام قبعات التفكير الست، سواء كان ذلك لتحسين عملية صنع القرار أو تطوير أفكار وابتكارات جديدة. يساعد ذلك في التأكد من أن المشاركين يتفقون على الأهداف المشتركة ويتعاونون بفعالية.

2. التزام جميع المشاركين:

من الضروري أن يلتزم جميع المشاركين باتباع قواعد قبعات التفكير الست والانخراط بشكل كامل في العملية. يعني ذلك التخلي عن الآراء الشخصية والتركيز على منظور القبعة التي يتم ارتداؤها.

3. تحديد مدة الجلسة:

يجب تحديد الوقت المخصص لكل قبعة والالتزام به. يساعد ذلك في ضمان توازن الوقت بين المناقشات المختلفة ويمنع التركيز الزائد على قبعة معينة.

4. الترتيب:

يمكن ترتيب قبعات التفكير الست بطريقة منطقية وفقاً لاحتياجات الجلسة. على سبيل المثال، قد تبدأ الجلسة بقبعة البيانات البيضاء لجمع المعلومات، ثم تنتقل إلى قبعة الفكرة الخضراء لتوليد الأفكار والابتكار، وتنتهي بقبعة التقييم الأزرق لتحليل النتائج.

5. الاحترام والتقدير:

يجب على المشاركين احترام آراء الآخرين والتقدير لمساهماتهم، حتى عندما تتعارض مع آرائهم الشخصية. يساعد هذا في خلق بيئة تعاونية وإيجابية تعزز التفكير الجماعي.

6. توفير تغذية راجعة:

بعد الانتهاء من الجلسة، يمكن للمشاركين تبادل الملاحظات والتحسينات الممكنة بناءً على تجربتهم. يعزز ذلك التعلم المستمر ويساعد على تحسين فعالية استخدام قبعات التفكير الست في المستقبل.

باتباع هذه الشروط، يمكن للمجموعات تحقيق أقصى استفادة من استخدام قبعات التفكير الست وتعزيز التفكير الإبداعي والتحليلي. يمكن لهذا النهج أن يساعد في حل المشكلات بطرق جديدة وفعالة ويحفّز التعاون بين أفراد الفريق لتحقيق النجاح المشترك.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتعزيز مهارة التفكير الإبداعي

القبعات الست للتفكير وحل المشكلات:

عند استخدام قبعات التفكير الست في حل المشاكل، يمكنك اتباع الخطوات التالية:

1. تحديد المشكلة: قبل البدء في استخدام قبعات التفكير الست، حدد بوضوح المشكلة التي تحاول حلها وضع الهدف النهائي الذي ترغب في تحقيقه.

2. تحديد التسلسل الزمني: قرر مدة زمنية لكل قبعة تستخدمها. يمكنك تحديد وقت محدد لكل قبعة قبل المرور إلى القبعة التالية.

3. ارتداء القبعة: قبل بدء كل جولة من التفكير، ارتدِ القبعة المناسبة لتركيز تفكيرك ومنظورك.

4. التفكير والتعبير: ابدأ في التفكير وتحليل المشكلة باستخدام النقاط القوية المرتبطة بكل قبعة. قم بتوليد الأفكار والملاحظات المناسبة والمتعلقة بكل قبعة.

5. تبادل الآراء: إذا كنت تعمل مع فريق، فقدم الفرصة لكل فرد في الفريق ليشارك أفكاره وآرائه باستخدام القبعات المختلفة. هذا يساعد على توليد وجمع أفكار متعددة ومتنوعة.

6. التحليل واتخاذ القرار: بعد استخدام كل القبعات وتوليد الأفكار والمعلومات المرتبطة بها، قم بتحليل البيانات والمعلومات المجمعة بطريقة منصفة ومنطقية. ثم قم باتخاذ القرار النهائي.

7. التوصل إلى حلول: بناءً على التحليل والقرار الذي تم اتخاذه، قم بتطبيق الحلول المقترحة والتخطيط للخطوات التالية لتنفيذها.

8. التقييم والتحسين: بعد تنفيذ الحلول، قم بتقييم نتائجها وتحديد ما إذا كانت الحلول قد حققت الهدف المطلوب. استفد من الخبرة والتعلم من العملية لتحسين استخدام قبعات التفكير الست في المستقبل.

مهمة قبعات التفكير الست هي توفير منظورات مختلفة وشاملة للتفكير في حل المشكلات. يمكن أن تساعدك هذه الأداة في تجاوز التفكير التقليدي وتعزيز الإبداع والتحليل الشامل للمشكلات. استخدم القبعات بشكل مرن ومتكيف واستفد من قوتها في تعزيز قدراتك في حل المشاكل واتخاذ القرارات.

مثال تطبيقي على القبعات الست:

فيما يلي مثال تطبيقي على القبعات الست في اجتماع لفريق ما:

القبعة الزرقاء: يمثل صاحب القبعة الزرقاء الميسر أو المنظم للاجتماع. هذا الشخص يضع جدول الأعمال ، ويحدد المشكلة ، ويضع أهداف الاجتماع. إنهم يضمنون أن تظل عملية التفكير على المسار الصحيح ويوجهون الفريق من خلال كل قبعة.

القبعة البيضاء: يركز صاحب القبعة البيضاء على الحقائق والبيانات والمعلومات. عند ارتداء هذه القبعة ، يقدم أعضاء الفريق معلومات موضوعية وإحصاءات وبيانات ذات صلة حول المشكلة أو القرار المطروح. يقدمون المعلومات المتاحة دون تفسيرات أو تحيز.

القبعة الحمراء: يشجع صاحب القبعة الحمراء التفكير العاطفي والحدسي. عند ارتداء هذه القبعة ، يمكن لأعضاء الفريق التعبير عن مشاعرهم وحدسهم وحدسهم حول هذا الموضوع. لا يحتاجون إلى تبرير أو تقديم تفكير منطقي وراء مشاعرهم بل التعبير عن ردود أفعالهم الغريزية.

القبعة السوداء: يمثل صاحب القبعة السوداء التفكير النقدي والحذر. عند ارتداء هذه القبعة ، يتخذ أعضاء الفريق مقاربة متشككة وحكمية. يشيرون إلى المخاطر والضعف والعيوب المحتملة في الأفكار أو الخطط المقترحة. يحددون المشاكل المحتملة ويتحدى الافتراضات.

القبعة الصفراء: صاحب القبعة الصفراء تجسد التفاؤل والإيجابية. عند ارتداء هذه القبعة ، يستكشف أعضاء الفريق الفوائد والفرص والجوانب الإيجابية للقرار أو الحل. يحددون المزايا ونقاط القوة والقيمة المحتملة التي قد تقدمها فكرة معينة أو مسار عمل معين.

القبعة الخضراء: يمثل صاحب القبعة الخضراء الإبداع والابتكار. عند ارتداء هذه القبعة ، يبتكر أعضاء الفريق أفكارًا وبدائلًا وإمكانيات جديدة. إنهم يفكرون خارج الصندوق ويقترحون حلولاً إبداعية ويستكشفون وجهات نظر مختلفة. تشجع هذه القبعة على العصف الذهني والمناقشات الحرة.

خلال هذا الاجتماع ، يمكن لكل عضو من أعضاء الفريق التناوب على ارتداء قبعة أو قبعات معينة ، ويمكنهم تبديل القبعات حسب الحاجة. من خلال استكشاف أنماط التفكير المختلفة هذه بشكل منهجي ، يمكن للفريق اتخاذ قرارات أكثر شمولاً ، والنظر في وجهات النظر المختلفة ، والتغلب على التحيزات أو القيود في عملية تفكيرهم.

في الختام:

  1. في ختام هذا المقال، نجد أن قبعات التفكير الست تمثل أداة قوية وفعّالة لتحسين عملية التفكير واتخاذ القرارات. بواسطة تجربة التفكير من منظورات متعددة، يمكننا أن نتجنب الانحيازات والتفكير الضيق، وبالتالي نتمكن من اكتشاف حلول مبتكرة وإتاحة فرص جديدة للنمو والتطور.
  2. إن استخدام قبعات التفكير الست يشجعنا على التفكير النقدي وتقييم الأفكار من جوانب مختلفة، بدلاً من الاندفاع العاطفي أو التمسك الشديد برؤية واحدة. يساعدنا هذا الأسلوب على فهم أفضل للتحديات والمشكلات، ويمكننا أن نعمل بشكل أكثر فعالية في المناقشات وعمليات الابتكار.
  3. علينا أن نتذكر أن قبعات التفكير الست ليست قواعد صارمة أو ألوان ثابتة، بل هي أدوات مرنة تمكننا من التعامل مع تعقيد الواقع وتحليل المعلومات بشكل أفضل. يجب علينا أن نمارس التمرين والتدريب للوصول إلى مستوى أفضل في استخدامها.
  4. أخيرًا، فإن قبعات التفكير الست تعزز قدرتنا على اتخاذ القرارات الذكية والمدروسة، وتساهم في تحسين التواصل والتعاون في العمل الجماعي. إذا استطعنا تطبيق هذه الأساليب في حياتنا اليومية وفي المجالات المختلفة، فسوف نحقق نتائج إيجابية ونحدث تغييرًا حقيقيًا في حياتنا ومجتمعاتنا.



مقالات مرتبطة