فوائد وأضرار اللهاية عند الأطفال
تعتبر معظم الأمهات -إن لم يكن جميعهن- اللهاية من الأشياء الضرورية والواجب شرائها قبل مجيء الطفل، والتي لا تقل أهمية عن باقي لوازم المولود، حيث يستخدمنها من أجل تهدئة الطفل في حال بكائه ومساعدته على الخلود إلى النوم، ومن أجل كسب بعض الوقت لأخذ قسط من الراحة، أو لأسباب كثيرة أخرى خاصة بوضع كلِّ أم؛ ولكن عزيزتي الأم هل تبادر إلى ذهنك قبل استخدامك للهاية سؤال هام جداً عن أضرارها على الأطفال؟ وهل سألتِ نفسك مرة عن فوائدها، والطريقة المثلى لاستخدامها والاستفادة منها؟
إذا كنتِ قد سألتِ نفسك عزيزتي الأم مثل هكذا أسئلة، وكنتِ تبحثين عن الإجابة؛ فتابعي معنا هذا المقال.
ما تعريف اللهاية أو المصاصة؟
ذُكِر مفهوم اللهاية لأول مرة في الأدبيات الطبية في عام 1473م، حيث وصفها الطبيب الألماني "بارثو لوماوس" في كتابه "Kinderbüchlein"، وكان تعريفها في السابق أنَّها "الشيء الذي يُعطَى للطفل ويكون أمناً عند مصه، مثل: حلقات التسنين"؛ ولكن يمكن تعريفها في وقتنا الراهن بأنَّها "عبارة عن حلمة من السيليكون أو المطاط التي يمكن إمساكها باليد، مع واقٍ للفم مصنوع من البلاستيك أو السيليكون الذي يحول دون ابتلاعها من قبل الطفل؛ وتعدُّ اللهاية المصنوعة من مادة اللاتيكس أكثر ليونة وطراوة من تلك المصنوعة من السيليكون، إلَّا أنَّ عمرها يكون أقصر.
شاهد بالفيديو: كيف يتم العناية بالطفل حديث الولادة؟
فوائد اللهاية للأطفال:
1. تمنع حدوث متلازمة موت المهد:
يساهم استخدام اللهاية في التقليل من مخاوف الموت المفاجئ عند الأطفال الرضع، خاصة في أوقات فترات النوم القصيرة؛ حيث ربطت الدراسات الحديثة بين استخدام اللهاية ومنع حدوث متلازمة موت المهد، ولكن بشرط أن تُقدَّم اللهاية للطفل بعد عمر شهر واحد على الأقل.
2. تساعد الطفل على النوم:
تستخدم اللهاية لتهدئة الطفل ومساعدته للدخول في نوم عميق، خاصة بعد الأوقات التي يكون فيها متعباً، مثل: الأوقات التي يضطر فيها الأهل إلى إجراء بعض الفحوصات الطبية، أو إجراء بعض التحاليل لدمه.
3. تخفيف الآلام التي يمكن أن يشعر بها الأطفال:
تساعد اللهاية الأطفال على تخفيف الشعور بعدم الراحة والإرهاق والدوار عند قيامهم بعملية المص، وخاصة عند القيام بالرحلات والتنقل من مكان إلى آخر أو السفر بالطائرة، حيث تساهم عملية المص بشكل كبير في تخفيف تغيرات ضغط الهواء على الأذنين.
4. تساهم في تهدئة الأطفال:
يشعر بعض الأطفال بالهدوء والسعادة والتسلية عند قيامهم بمص شيء ما؛ لذلك تعدُّ اللهاية شيئاً مميزاً لدى هؤلاء الأطفال، كما أنَّها تساعد في تهدئتهم بشكل كبير.
أضرار استخدام اللهاية عند الأطفال:
1. تؤثر في أسنان الأطفال:
يُلحِق استخدام اللهاية لفترات طويلة وبكثرة الضرر بالأسنان اللبنية للطفل، كما يمكن أن يمتد الضرر لأسنانه الدائمة أيضاً، حيث تنمو بعض الأسنان بطريقة خاطئة وغير صحيحة؛ كما يمكن أن تحدث فوارق بين الأسنان، وذلك يعود إلى تعود الطفل على اللعب بفمه بسبب وجود اللهاية بشكل دائم داخله، وتتفاقم هذه المشكلات في حال استمر الطفل في استخدام اللهاية.
2. تساهم في نقل الأمراض إلى الأطفال:
يمكن للهاية أن تنقل الجراثيم والبكتيريا إلى الطفل في حال كانت غير معقمة أو نظيفة، كما يمكن أن تسبب التهابات المعدة، ولقد وجدت دراسات أنَّه ربَّما يكون هناك علاقة بين استخدامها وبعض الأعراض التي تصيب الأطفال، مثل: القيء، أو ارتفاع درجة حرارة الطفل، أو الإسهال، أو المغص.
3. تؤثر في الأذن:
لقد أكدت الكثير من الأبحاث والدراسات أنَّ استخدام اللهاية باستمرار يمكن أن يعرض الطفل إلى الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، خاصة في عمر الستة أشهر، حيث يُعتقَد أنَّ مص اللهاية يزيد من نسبة احتمال الإصابة بعدوى تصل إلى قناة إستاكيوس رجوعاً من فم الطفل؛ لذلك يُنصَح بحصر أوقات استخدام اللهاية للأطفال على أوقات النوم فقط.
4. تضر بالحالة النفسية للأطفال:
يمكن أن يُصاب الطفل بنوبة بكاء شديدة عند سحب الأم اللهاية من فمه، ويمكن أن تتسبب اللهاية للطفل بحالة من ضيق التنفس خلال نومه.
5. تؤثر في مهارة التكلم عند الأطفال:
يمنع وضع اللهاية باستمرار ولساعات طويلة الرضيع من المناغاة، والتي تعدُّ بدورها مرحلة هامة من مراحل تعلم الكلام، حيث تشكل عائقاً أمام الأطفال لإجراء حوار، وهو ما يحتاجونه لتطوير المهارات اللغوية ومهارة التحدث لديهم.
6. تؤثر في الرضاعة الطبيعية:
يؤثر استخدام اللهاية لساعات طويلة سلباً في قدرة الطفل على الرضاعة الطبيعية، حيث يجد الطفل صعوبة في التحول من مص اللهاية إلى مص ثدي أمه للحصول على الحليب.
نصائح للأم عند استخدامها اللهاية لطفلها:
- إن لم يرغب طفلك في مص اللهاية، فلا تجبريه على أخذها.
- عدم ربط اللهاية بعنق الطفل أو بسريره؛ ذلك لأنَّها قد تلحق الأذى به.
- عند تمزق اللهاية أو حدوث أي تغيير في لونها، يجب عليك التخلص منها مباشرة، كما ويجب الانتباه إلى مدة الصلاحية للهاية.
- اختاري اللهاية ذات الحجم المناسب لفم طفلك لكيلا تسبب له الاختناق.
- إنَّ أفضل وقت لإعطاء اللهاية للطفل هو وقت النوم.
- تكون مناعة جسم الطفل الرضيع ضعيفة، خاصة خلال الأشهر الستة الأولى؛ لذلك يجب على الأم غسل اللهاية وتعقيمها قبل إعطائها للطفل.
- لا يجب إعطاء الطفل اللهاية قبل أن تتأكد الأم أنَّه ليس جائعاً، ويجب ألَّا تُعطَى للطفل لتأخير وقت الطعام.
كيف يمكن للأم وقف عادة استخدام اللهاية لطفلها؟
1. اختيار السن المناسب لترك اللهاية:
كلَّما كبر الطفل، ازداد تعلقه باللهاية، وأصبحت جزءاً من عاداته وشخصيته، ولا يمكنه التخلي عنها بسهولة مطلقاً؛ لذا فإنَّ أفضل سن لترك اللهاية هو قبل أن يتجاوز الطفل عمر السنتين، إذ يسهل في هذا العمر على الطفل ترك عادة مص اللهاية بسرعة أكبر.
2. تجنُّب القرارات المفاجئة لطفلها:
تعدُّ القرارات المفاجئة من الأمور التي تربك الطفل وتُشعِره بالإحباط؛ فإذا رأيت طفلك يأخذ اللهاية، فلا تأخذيها منه فوراً، ولا تجبريه على تركها بقسوة؛ ذلك لأنَّ هذا لن يمكنك من تحقيق النتائج المرجوة، وسيزداد الأمر سوءاً، وتكون النتائج وخيمة.
3. تجنُّب استخدام اللهاية نهاراً:
يجب أن يكون استخدام اللهاية لهدف واحد فقط، وهو: مساعدة الطفل على النوم ليلاً؛ أمَّا خلال ساعات النهار، فيجب على الأم إشغال طفلها باللعب والأنشطة التي تجعله ينصرف عن تذكر حاجته إليها.
4. تقديم الأم لشرح تمهيدي لطفلها لترك اللهاية:
يجب على الأم تقديم شرح تمهيدي لطفلها، وجعله يشارك في اتخاذ قرار ترك اللهاية؛ الأمر الذي يساعدها بشكل كبير في جعل طفلها يتقبل الأمر بكل هدوء، ويصبح متعاوناً معها.
5. قراءة القصص للطفل:
من الأمور الجيدة التي تحقق الأهداف المرجوة في ترك الطفل اللهاية، هي: قراءة القصص الممتعة والمسلية للطفل، والتي تتضمن تحفيزه على تركها.
شاهد بالفيديو: 6 فوائد لقراءة القصص للأطفال
6. استخدام اللهاية بشكل متقطع:
في حال كان الطفل يمص اللهاية في الأوقات كافة، فإنَّ استخدامها بشكل متقطع للطفل هو الحل الأنسب لمساعدته على التخلص منها؛ ذلك لأنَّ هذا يجعل الطفل يعتاد على عدم استخدامها بصورة تدريجية.
7. عدم رمي اللهاية بشكل نهائي:
لا يمكنك رمي اللهاية بشكل مباشر قبل أن يقتنع طفلك تماماً بتركها؛ لذلك من الممكن أن تتفقي معه على أنَّك ستضعينها في خزانة ما في المنزل، وتتركينها إلى أن يسألك عنها؛ وسينسى هكذا أمرها بشكل تدريجي.
إقرأ أيضاً: 6 طرق تسهل على طفلك التخلي عن المصاصة "اللهاية"
8. الابتعاد عن التوتر:
يمكن لمحاولات الأم المستمرة من أجل ترك طفلها للهاية أن تسبب لها التوتر إن لم تحصل على النتيجة المرجوة في وقت قصير، وهذا ليس صحياً؛ لذلك عزيزني الأم، يجب عليك التحلي بالصبر والمحاولة المستمرة إلى أن يتحقق هدفك.