فوائد تعلم اللغات الأجنبية اجتماعياً ونفسياً

يسعى الكثير من الأشخاص لتعلّم المزيد من اللغات الأجنبيّة التي تساعد على تعزيز ثقافتهم وتوسيع قدراتهِم الفكريّة والإبداعيّة، فيما يلي سنُسلّط الضوء على فوائد تعلّم اللغات الأجنبيّة من النواحي النفسيّة والاجتماعيّة.



أولاً: فوائد تعلم اللغات الأجنبية نفسيا على الإنسان

إذا ما نظرنا إلى فوائد تعلم لغة جديدة، سنجد أنها تمتد بعيدًا عن المجرد التواصل والتفاهم في بيئة ثقافية مختلفة. فتعلم لغة جديدة يساهم في تطوير العقل والشخصية ويؤثر إيجابيًا على الصحة العقلية والعواطف للفرد. بالإضافة إلى ذلك:

1- ترفع معدّل الذكاء:

أكدّ العديد من العلماء بأنّ الأشخاص الذين يُتقنون أكثر من لغة يتمتعون بقدراتٍ ذكائيّة وعقلية أكثر من غيرهم بكثير، وذلك لأنّ أدمغتهم تبقى دائماً في حالة نشاط وتحليل.

اقرأ أيضاً: 7 طرق فعّالة لتزيد معدّل الذكاء لديك

2- تقي من مرض الزهايمر:

إنّ تعلّم العديد من اللغات يقي الإنسان من الإصابة بمرض الزهايمر الذي يُعتبر من أخطر أمراض العصر، وذلك لأنّ حفظ الإنسان للغاتٍ عديدة يُساهمُ في الحفاظ على عمل خلايا المخ بشكلٍ دائم ويحميها من الإصابة بالضعف والتراجع.

اقرأ أيضاً: الزهايمر: أعراضه، أسبابه، وأهم الطرق للوقاية منه

3- تزيد من ثقة الإنسان بنفسهِ:

يتمتّع الإنسان الذي يُتقن العديد من اللغات بثقةٍ كبيرةٍ بنفسهِ، ويعود هذا لشعورهِ بالافتحار الدائم الذي ينعكس على كل الأشخاص المحيطين بهِ والذين ينظرون إليهِ بإعجابٍ كبير.

4- القدرة على التفكير المنطقي:

يتميّز الشخص الذي يُتقن العديد من اللغات بانفتاحهِ الكبير على العديد من الثقافات المختلفة، وهذا ما يمنحهُ قدرةً كبيرةً على التفكير المنطقي وحلّ مختلف المشاكل العالقة، وذلك لأنّهُ يحرص على رؤية الأمور بحجمها بعيداً عن كل المؤثرات الخارجيّة.

5- تحقيق الرضا عن الذات:

وهو أمرٌ في غاية الأهميّة حيثُ أنّ الإنسان الذي يتعلّم العديد من اللغات يشعرُ بالرضا عن نفسهِ وذاتهِ، وبقدرتهِ العاليّة على تخطي الصعاب للوصول إلى ما يتمنّاه.

اقرأ أيضاً: 7 خطوات لبلوغ الرضا عن الذات

ثانياً: ايجابيات تعلم اللغات الاجنبية اجتماعيا

إذا ما نظرنا إلى فائدة تعلم اللغات، سندرك أنها تتجاوز حدود الاتصال والتواصل الشخصي. فتعلم لغة جديدة يساعد على بناء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة وتعزيز الفهم والتعاون العالمي. إن القدرة على التحدث بلغة أجنبية تمكن الأفراد من التواصل مع الآخرين من خلفيات ثقافية مختلفة وفتح أفق جديد للعلاقات الاجتماعية، وفيما يلي نتعرّف على إيجابيات تعلم لغة جديدة:

1- التواصل مع العالم الخارجي بطلاقة:

إنّ تعلّم الإنسان للعديد من اللغات يمنحه قدرةً عاليّة على التواصل البناء مع العالم الخارجي والشعوب البعيدة عن مجتمعهِ بطلاقةٍ كبيرة، والقدرة كذلك على بناء صداقات مع أشخاصٍ يختلفون عنه في كل شيئ ليطّلع أكثر على عاداتهم وتقاليدهم.

2- الراحة خلال السفر:

يستطيع الإنسان الذي يُتقن التحدث بعدة لغات عالميّة أن يُسافر إلى أي مكان في العالم بسهولةٍ ويُسر دون أن يتعرض لأي مشكلة متعلقة بسوء الفهم وعدم القدرة على التواصل مع الأشخاص المتواجدين في هذا المكان، وهذا ما يجعلهُ يستمتع برحلاتهِ بشكلٍ أكبر.

اقرأ أيضاً: 10 نصائح رائعة حول حزم الحقائب في أثناء السفر

3- الحصول على فرص عمل جيدة:

عادةً ما يرغب المدراء بتعيين أشخاص يمتلكون القدرة على التكلم بعدة لغات أكثر من غيرهم، لهذا فإنّ إتقان الإنسان للغاتٍ عديدة سيفتحُ لهُ المجال الكبير للحصول على وظيفة الأحلام التي يتمناها وفي أي مكانٍ في العالم.

4- إقامة علاقات اجتماعيّة مثمرة:

إنّ تعلّم اللغات يُساعد الإنسان على تقوية علاقاتهِ وروابطه الاجتماعيّة ليس فقط في المجتمع الذي يعيشُ فيهِ وإنّما في مختلف المجتمعات العالميّة، وأغلب هذهِ العلاقات تكون مثمرة وبناءة لهُ ولغيره.

اقرأ أيضاً: نصائح لتأسيس وبناء علاقات اجتماعيَّة ناجحة

هل تعلم لغة جديدة يزيد من الذكاء؟

هناك العديد من الفوائد لتعلم لغة جديدة، فاللغات هي نوافذ الإنسان نحو التعرف على ثقافات مختلفة، مما يسمح لنا بالتواصل مع الآخرين من جميع أنحاء العالم.

تشير الدراسات إلى أن ثنائية اللغة تحسن الوظيفة التنفيذية للدماغ؛ إذ يساعد في تجاهل عوامل التشتيت للبقاء مركزًا، وتحويل الانتباه عن عمد من شيء إلى آخر، ووضع المعلومات في الاعتبار، ويعد تعلم لغة أخرى هو أحد أكثر الطرق فعالية وعملية لزيادة الذكاء، والحفاظ على عقلك حادًا، ووقف عقلك ضد الشيخوخة.

أظهرت دراسة حديثة أجراها الدكتور توماس باك -محاضر في كلية الفلسفة وعلم النفس وعلوم اللغة في إدنبرة- أن الشباب الذين يتقنون لغتين كان أداؤهم أفضل في اختبارات الانتباه وكان تركيزهم أفضل من أولئك الذين يتحدثون لغة واحدة فقط.

وقام الدكتور باك باختبار 853 مشاركًا في عام 1947، عندما كانوا جميعًا في سن 11، وتم إعادة الاختبار لهم في عام 2008، عندما كانوا في أوائل السبعينيات من العمر، فوجد أن أولئك الذين أصبحوا ثنائيي اللغة كان أداؤهم أفضل مما كان متوقعًا.

إن تعلم لغة جديد يساعد على تحسين مهارات تفكير الناس وقدرات الذاكرة لديهم، إذ إن الطلاب الذين يتقنون لغتين لديهم القدرة على تجاهل المشتتات بشكل أكبر من أولئك الذين يتحدثون لغة واحدة، وذلك نظراً لأن مراكز اللغة لديهم مرنة.

وهناك دراسة أخرى أجريت في السويد ساعدت في تصور فوائد تعلم لغة جديدة على الدماغ، إذ أجرى الباحثون الدراسة على مجموعتين من العلماء: واحدة درست اللغات والأخرى درست مواضيع غير لغوية صارمة نسبيًا. أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن أدمغة المشاركين الذين يدرسون اللغات زادت في الحجم، بينما ظلت أحجام الدماغ للمجموعة الأخرى كما هي.

وفي دراسة أخرى أجريت عام 2009 بقيادة أغنيس كوفاكس من المدرسة الدولية للدراسات المتقدمة في ترييستي بإيطاليا، تمت مقارنة الأطفال البالغين من العمر سبعة أشهر والذين تعرضوا للغتين منذ الولادة مع أقرانهم الذين نشأوا بلغة واحدة، فأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين نشأوا بلغتين منذ الولادة أظهروا قدرات تحكم معرفية محسنة مقارنة بنظرائهم أحادي اللغة.

في الختام:

أخيراً ننصحك عزيزي بأن تحرص على تعلّم بعض اللغات الجديدة والمختلفة عن لغتك الأم، وذلك لكي تكون شخصاً متميزاً ومتألقاً من النواحي النفسيّة والاجتماعيّة.




مقالات مرتبطة