فوائد التفويض: لماذا ليس من المفيد أن تؤدي مهمةً ما وحدك؟

سواءٌ أكنت مديراً رائداً ومكلفاً بقيادة فريقك في أحدث مهمة لشركة كبيرة أم كنت تتطلع إلى تحقيق مشروعٍ يحتاج كثيراً من الشغف؛ قد تخوض معركة صعبة للغاية وتواجه العديد من المصاعب مع فريقك حتى تصبح محاولة القيام بكل شيء بنفسك أكثر سهولة من العمل مع فريقك.



بغض النظر عن كل شيء؛ تُعدُّ مشاريعك هذه كأطفالك، ونجاحهم أو إخفاقهم في النهاية يقع عليك، وسواءٌ أكان الناس من أرباب العمل أم الزملاء أم الأصدقاء أم العائلة؛ فإنَّهم يعتمدون عليك للقيام بهذا الأمر والخروج منتصراً.

عندما يكون الضغط شديداً على هذا النحو، يقع معظمنا ضحية الاعتقاد بأنَّ القيام بكل شيء بأنفسنا هو الخيار الأفضل؛ ومع ذلك، فمن خلال طلب العون من الآخرين ووضع ثقتك المطلقة فيهم، سوف تتمكن من تحقيق ما لم تحققه في أي وقت مضى بمفردك.

الإدارة التفصيلية:

تُعرَّف الإدارة التفصيلية وفقاً لقاموس أوكسفورد الإنكليزي بأنَّها: التحكم بكل جزء مهما كان صغيراً من مؤسسة أو نشاط ما. وهناك بالتأكيد حجج تدعم هذا النمط من الإدارة الذي يحكى عنه كثيراً.

قد تكون المسألة أنَّ ثقتنا بأنَّنا لن نفسد الأمور أكبر من ثقتنا في فريقنا، أو أنَّنا نأمل بأنانية أن تأتينا معظم الثناءات والمكافآت بمجرد نجاح المشروع، وقد لا نكون واعين بأنَّنا نقوم بإدارة تفصيلية؛ فنحن ببساطة نهتمُّ بمشروعٍ كبيرٍ بطريقةٍ تستهلك كل فكرنا وتُظهرنا في حالةٍ من الحاجة إلى التحكم بكل التفاصيل الصغيرة؛ ومع أنَّ عملية الإدارة التفصيلية مثيرة للمشكلات بالنسبة إلى الآخرين؛ فإنَّ الأسوأ من ذلك هو أن ننفرد بالقيام بكل مهمةٍ على حدة.

قد يبدو أحياناً أسهل وأكثر بساطة من إشراك فريق ومشاركة العمل الشاق والمكافآت، ولكنَّه نادراً ما يكون كذلك.

إقرأ أيضاً: 9 استراتيجيات فعالة لإدارة الفرق

فائدة التفويض:

إنَّ سلبيات الإدارة التفصيلية للآخرين ومحاولة تولي كل شيء بأنفسنا تفوق بكثيرٍ أي فوائد للقيام بذلك؛ إذ قد يكون التحكم الكامل في أي مشروع مرهقاً، فنحن نقلق بشأن كل مهمة، ونفقد النوم بسبب أبسط التفاصيل ونصبح مضطربين وغاضبين إلى درجة أنَّنا نصبُّ هذا الغضب على من حولنا؛ والأسوأ من ذلك، أنَّ محاولة إكمال كل شيء بمفردنا يمكن أن يكون له تأثير ضار في صحاتنا وعلاقاتنا؛ لأنَّنا نعمل على مدار الساعة، ونتخطى الوجبات ونتخلى عن الوقت الذي نقضيه مع أحبائنا، للوفاء بالمواعيد النهائية.

لذا تخلَّص من الكثير من هذه الضغوط من خلال تفويض المهام للآخرين، ومن خلال الثقة التامة في أنَّهم سوف يقومون بعمل جيد من أجلك؛ فهذا الإيمان هو الذي من شأنه أن يضمن في نهاية المطاف مشروعاً ناجحاً.

عندما تترك زمام الأمور وتدع الآخرين يعرفون أنَّك تثق بهم، فمن المحتمل أن يشعروا بالقوة؛ إذ يشعر الأشخاص المتمكنون بأنَّهم أعضاء ذوو قيمة في الفريق، وإذا اطلعت إلى أي من الاستطلاعات فستعلم أنَّ الموظفين الذين يشعرون بالتقدير ينتجون عملاً أفضل.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات ضروريّة لتفويض ناجح

تخلَ عن المبالغة في قدرتك على فعل الأشياء، فمن المؤكد أنَّ أحدهم ينجز الأعمال أفضل منك:

من الهام أن تتذكر في العمل أنَّك عينت موظفيك لمهاراتهم وخبراتهم؛ لذا تذكَّر ذلك واستخدمها؛ ودع الأشخاص يركزون على ما يتقنون، وسيوفرون نتائج أفضل ممَّا لو كنت تحاول في الوقت نفسه التوفيق بين عدد غير نهائي من المهام الأخرى؛ فحتى لو كنت تحاول إنجاز مشروع شخصي فقط، ضع الأنا جانباً وانظر حولك؛ فمن المحتمل أن تجد الأشخاص الذين تعرفهم، والذين يمكنهم إكمال مهام معينة أفضل منك، لذا تواصل معهم واطلب المساعدة منهم.

علاوة على ذلك، عندما تقوم بتمكين الأشخاص من اتخاذ القرارات وتقديم حاجات المهام الأصغر؛ فإنَّك تحرر نفسك للتركيز على الصورة الأكبر التي يُضرَب بها المثل، أوليس هذا ما نرغب جميعاً في فعله حقاً؟

 

المصدر




مقالات مرتبطة