فضل سورة الواقعة وفوائدها

إنَّ القرآن الكريم شفاء لصدور المؤمنين ورحمة للعالمين، وذلك لما فيه من نهج للمؤمن لمتابعة حياته والفوز بالآخرة والاستمتاع بجنات النعيم، وللقرآن الكريم بشكل عام فوائد في قراءته وبخاصة سورة الواقعة لما فيها من أحداث تدور حول الحياة الآخرة.



ففضل قراءة سورة الواقعة لا يقلُّ عن فضل أي سورة فيه؛ لذلك إذا كنت تودُّ معرفة ما تدور السورة حوله وما هو سبب نزولها إضافة إلى فضل قراءتها في أوقات مختلفة تابع معنا المقال.

التعريف بسورة الواقعة وسبب نزولها:

تعرف سورة الواقعة بسورة الغنى، وتعدُّ من السور العظيمة في القرآن الكريم، ويعدُّ اسم الواقعة من أسماء يوم القيامة، ونزلت هذه السورة قبل الهجرة، وهي من السور المكية ويبلغ ترتيبها في القرآن الكريم السادسة والخمسون، ويبلغ عدد آلياتها تسع وتسعون آية، وهي في الجزء السابع والعشرين، ونزلت قبل سورة الشعراء وبعد سورة طه.

بدأت السورة بجملة شرطية بأحد أحرف الشرط إذا، ومن فضل قراءة سورة الواقعة أنَّها أوصت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيها للنساء، إلى جانب أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً كان يقرؤها يومياً، وإضافة إلى ذلك، ورد حديث ضعيف لم يتم إثباته عن قراءتها في كل ليلة لمنع الفقر وجلب الرزق، وهذا الحديث هو "من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً"، وقد أجمع على ضعف هذا الحديث كبار العلماء المحدثين، وضعف هذا الحديث لا يعني أنَّه لا يوجد لقراءتها فضل؛ بل إنَّ قراءة سور القرآن الكريم جميعها تعدُّ من الأعمال الفاضلة والمحمودة، وكما قيل في بعض الأحاديث إنَّ ابن مسعود كان يأمر بناته يومياً في قراءتها.

من موضوعات هذه السورة:

  • ذكر كيف ستكون أهوال يوم القيامة ويوم الحساب، كما أنَّها بينت كيف ستكون لحظة الموت ومشاهد الاحتضار بين لحظة الحياة والآخرة، وكيف أنَّ من يحتضر يكون في عجز كلي عن فعل أي شيء.
  • إعطاء دلائل على وجود الله تعالى وما هي قدرته، إضافة إلى يوم البعث والنشور، وهذه الدلائل تم ذكرها في مواضع نشأة البشرية في الحياة لأول مرة، والماء الهابط من السماء والنيران المندلعة من الأشجار.
  • تم تقسيم البشر فيها إلى ثلاثة أصناف وهي: المقربون الذين يتمتعون بنعيم الله سبحانه وتعالى، إضافة إلى ذكر أنواع النعيم فيها، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال.

فضل سورة الواقعة وفوائدها:

إنَّ القرآن الكريم غذاء للروح والجسد، وفيه ما يلقى به الإنسان راحته النفسية من خلال قراءته لعدد من السور التي تصب فوائدها في حياته مباشرة، ومن أبرز هذه السور سورة الواقعة، والتي لها تأثير كبير في حياة المسلم من خلال الرسالة التي تحملها، وإضافة إلى ذلك قراءتها تزيد من الثقة بالله تعالى وتعطي العزم للنفس، وبخاصة أنَّها تتحدث عن الأعمال الصالحة التي يجب فعلها في الحياة الدنيوية للفوز بالجنة ولقاء الله تعالى.

من فوائد سورة الواقعة عند قراءتها:

  • تجعل الفرد يبذل مجهوداً أكبر في الأعمال الصالحة في سبيل الله؛ لأنَّها تبين أنَّ أساس نجاح المسلم هو أعماله الصالحة.
  • جعل الفرد يتأمل في رحمة الله وما هي المكافآت السماوية التي ستحل عليه، إضافة إلى شعوره بالأمل والتفاؤل تجاه أعماله الصالحة، فهذه السورة تذكر ما هي عواقب الأعمال السيئة، وماذا ينال المؤمن نتيجة أعماله الصالحة.
  • تجعل السورة المسلم في إطلاع على أمور الغيب وما هي الحقائق الأبدية التي يجب على المسلم أن يؤمن بها، كيوم القيامة ويوم الحساب، وإضافة إلى ذلكمن فوائدها الكبيرة تجاه المسلم تقوية إيمانه بالله تعالى وتعزيز ثقتهم الإيمانية لتبقى راسخة فيه.
  • تعطي رسالةً واضحة للمسلم بأنَّه لم يُخلَق عبثاً في هذه الحياة؛ بل جاء ليعبد الله تعالى ويصبح مثالاً للمؤمن التقي، وذلك من خلال ذكر كيفية خلق الإنسان وكيف ينشأ وينمو وقدرة الله تعالى في إحياء الموتى لبعثهم من جديد.
  • تبث الأمل في المسلم من خلال تذكيره أنَّ الحياة ليست نهاية العالم؛ بل يوجد ما هو أهم من ذلك وهو العمل للآخرة، فيجب أن يعمل لآخرته قدر المستطاع ويستعد للحياة الأبدية في الآخرة.
  • تبين للمسلم كيف أنَّ عدالة الله ستكون للجميع من خلال ذكر العواقب السعيدة لمن عملوا صالحاً في الدنيا والأبرار، أما العواقب القاسية فكانت لمن أساؤوا في الأرض المجرمين؛ لذلك تجعل المؤمن يتحلى بالأخلاق الحسنى لينال العواقب السعيدة في الآخرة.

شاهد بالفديو: عبارات وأقوال رائعة عن الإيمان

فضل قراءة سورة الواقعة للرزق:

إنَّ فضل قراءة سورة الواقعة للرزق كبير، ويوجد حديث ضعيف أنَّ من قرأها لم يصبه الفقر وأنَّ من يداوم عليها تجلب له الرزق ولا يصيبه البؤس والمصائب، والله أعلم، وإضافة إلى ذلك من يقرؤها لا يكتب من الغافلين نظراً لما ورد فيها من ترهيب ليوم القيامة وأهوالها، فلا تترك له مجالاً ليكون من الغافلين.

من شدة الترهيب الموجودة فيها روي عن ابن دقيق العيد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم قال: "قال أبو بكر يا رسول الله أراك قد شبت؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون"، فقد ذُكِرَ العذاب الذي يتلقاه الكافر يوم الآخرة والنعيم الذي يحصل عليه المؤمن من جنات النعيم.

رُوِي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه بناءً على أقوال الهيثمي في معجم الزوائد: "قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الواقعة، فلما بلغت فروح وريحان قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: فروح وريحان يا ابن عمر"، كما أنَّ قراءتها بذاتها نوع من أنواع الرزق في الآخرة، فهي تزود المسلم بالآتي:

  • معرفة أنَّ يوم القيامة سيأتي، وأنَّ الساعة قائمة ولا شك في ذلك أبداً.
  • معرفة مصير المؤمنين في الآخرة، وما هي أنواع النعيم الذي سيحصلون عليه.
  • تشجيع المسلم على المواظبة على العمل الصالح والإكثار منه لضمان الفوز بالآخرة ونعيم الجنة.
  • تجعل الفرد في يقين تام أنَّ الله تعالى قادر على كل شيء من خلال إحيائه الزرع وخلق الماء ووجود النار.
  • الجزم بأنَّ القرآن الكريم كلام من الله تعالى وليس من صنع أي أحد.
إقرأ أيضاً: التوحيد والأطمئنان النفسي

فوائد سورة الواقعة قبل النوم:

لم يرد عن فوائد سورة الواقعة قبل النوم أي حديث، ولكن في حال قراءتها لا يعني عدم الفائدة؛ لأنَّ قراءة القرآن بشكل عام تجعل للمسلم ثواباً كبيراً، وبالنسبة إلى الحديث الذي ورد عن قراءتها كل ليلية عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنَّ عثمان بن عفان رضي الله عنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ من يقرؤها كل ليلية لم تصبه فاقة أبداً، فهذا الحديث ضعيف جداً ولم ترد صحته أبداً، إضافة إلى أنَّ الشيخ الألباني قد حكم عليه بالضعف من خلال ذكره بسلسلته الضعيفة، وقد كانت حادثة هذا الحديث عندما كان عثمان رضي الله عنه يزور ابن مسعود في فترة مرضه، فسأله إن كان لديه وصية له بعد مماته فأجابه أن يقرأن بناته سورة الواقعة كل ليلة، وأما عن قراءة القرآن بشكل عام فهناك فضل كبير في قراءته ومن هذه الفضائل:

  • في كل حرف يقرؤه المسلم يحصل على حسنة والحسنة تكون بعشرة أمثالها، وقد ثبت أنَّ من يقرؤه بشق، فيكتب له أجران، والماهر بقراءته يجمع مع السفرة البررة الكرام.
  • يصبح القرآن في الآخرة شفيعاً لصاحبه يوم القيامة.
  • شفاء لصدور المسلمين وطريق لهدايتهم وصلاحهم.

فضل قراءة سورة الواقعة صباحاً:

إنَّ قراءة أي سورة من سور القرآن في وقت محدد لم يرد في أي حديث سوى سورة تبارك، وأما باقي السور، فلا يوجد لها وقت، فأي سورة يؤجر عليها المؤمن بكل حرف حسنة والحسنة عشرة أمثالها، ويستحب قراءتها كل يوم لما فيها من عقائد يجب أن تترسخ لدى كل مؤمن ويعمل بمقتضاها؛ بسبب حديثها عن الدار الآخرة والعقاب والنعيم الذي يناله كل فرد في هذه الحياة.

هي من السور الهامة التي لا تجعل من يقرؤها في غفلة عن اتباع شعائر الإسلام والدين، فيكون كل ما يهمه دخول الجنة، وفي حديث لم يثبت أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها كل يوم في صلاة الفجر، وإضافة إلى ذلك يوجد شبه كبير بين مضمون سورة الرحمن وسورة الواقعة من خلال:

  • وصف الجنة والنار من خلالهما.
  • ذكر أهوال يوم القيامة في كلا السورتين.
إقرأ أيضاً: ذكر الله: فضله وفوائده

في الختام:

ذكرنا في هذا المقال فضل قراءة سورة الواقعة، وما هو سبب نزولها إضافة إلى سبب تسميتها بهذا الاسم، ووقائعها، ومتى يجب أن تُقرأ.




مقالات مرتبطة