علامات الحمل المبكرة: ما يجب أن تعرفيه

عندما تبدأ فكرة الحمل تلوح في الأفق، يصبح انتظار الإجابة عن سؤال واحد أمراً يشغل بالك: هل أنا حامل؟ يحمل هذا السؤال البسيط مزيجاً من الترقب والحماس وحتى القلق، فقد يكون اختبار الحمل هو الإجابة النهائية، ولكن قبل ذلك، تبدأ رحلتك مع العلامات المبكرة التي يرسلها جسدك بوصفها إشارات خفية تُخبرك بما قد يكون قادماً.



توجد مجموعة من الأعراض الشائعة التي يمكن أن تمنحك تلميحات حول ما إذا كنتِ تتوقعين قدوم صغير يغير حياتك للأبد؛ إذ يختلف كل جسم عن الآخر، سواء كنتِ تشعرين بأعراض غير مألوفة، أم تبحثين عن دليل يساعدك على معرفة ما إذا كان هذا هو الوقت الذي تنتظرينه، فإنَّ هذا المقال سيقدِّم الإجابة لكِ.

لماذا يجب التعرف على علامات الحمل المبكرة؟

يعد التعرف على علامات الحمل المبكرة أمراً بالغ الأهمية؛ لأنَّه يساعدك على الاستعداد الجسدي والعاطفي للمرحلة القادمة، فعندما تعرفين أنَّك حامل في وقت مبكر، يمكنك اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان حمل صحي، مثل تعديل نظامك الغذائي، والبدء في تناول الفيتامينات المخصصة بالحمل، وتجنُّب العادات التي قد تؤثر سلباً في صحتك أو صحة جنينك. يمنحك التعرف المبكر فرصة للتعامل مع أية مشكلات طبية قد تنشأ في المراحل الأولى، مما يقلل المخاطر المحتملة ويتيح لك الاستمتاع بتجربة الحمل بكل تفاصيلها.

ما هي علامات الحمل المبكرة؟

تكون علامات الحمل المبكرة بالنسبة لكثير من النساء أولى الإشارات التي تثير لديهنَّ تساؤلات حول احتمال حدوثه، وهذه العلامات، التي قد تختلف من امرأة لأخرى، هي إشارات طبيعية من الجسم على حدوث تغييرات استعداداً لهذه الرحلة الجديدة، فمن تلك العلامات:

1. غياب الدورة الشهرية

يعد غياب الدورة الشهرية عادةً أول ما يلفت انتباه النساء لاحتمال وجود حمل، خصيصاً إذا كانت في سنوات الإنجاب واعتادت على دورة منتظمة، ففي الحمل، يتوقف الجسم عن الدورة الشهرية؛ لأنَّه يحتاج إلى الاحتفاظ ببطانة الرحم لدعم نمو الجنين.

2. حساسية الثدي وتغيراته

تشعرين في بداية الحمل بأنَّ ثدييك أصبحا أكثر حساسية أو حتى مؤلمَين عند اللمس، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تجعل الأنسجة أكثر حساسية، كما قد تلاحظين أنَّ الثديين أصبحا منتفخين أو أثقل من المعتاد.

3. تغير الهالة حول الحلمات

الهالة هي المنطقة الداكنة حول الحلمة وخلال الحمل، فقد تصبح الهالة أغمق وأكبر في الحجم، وهذا التغير جزء من التحضيرات الطبيعية لجسمك للرضاعة، فيساعد الطفل على العثور على الحلمة بسهولة أكبر بعد الولادة.

4. الغثيان مع أو دون قيء

يحدث الغثيان، الذي يُطلق عليه أحياناً "غثيان الصباح" في أي وقت من اليوم، فقد تشعرين بميل للتقيؤ أو مجرد شعور مزعج في معدتك، وينتج هذا غالباً عن ارتفاع هرمون الحمل (hCG) والتغيرات في الجهاز الهضمي.

5. التبول المتكرر

تذهبين في بداية الحمل إلى الحمَّام كثيراً، وهذا يحدث لأنَّ جسمك يُنتِج كميات أكبر من الدم لتغذية الجنين، فعندما يزيد حجم الدم، ترشِّح الكلى مزيداً من السوائل، فتزيد كمية البول، وقد ينمو الرحم قليلاً في المراحل الأولى ويضغط على المثانة، بالتالي تشعرين بالحاجة للتبول باستمرار.

6. الإرهاق

تشعرين فجأة أنَّك متعبة جداً دون سبب واضح، ولكنَّ السبب الرئيس هو ارتفاع هرمون البروجسترون، الذي يثبِّت الحمل ولكنَّه يجعلك تشعرين بالنعاس والتعب، كما أنَّ جسمك يبذل جهداً إضافياً لتوفير الطاقة والغذاء للجنين، مما يجعلك أكثر عرضة للشعور بالإرهاق حتى من المهام اليومية البسيطة.

شاهد بالفيديو: 6 علامات تدل على أنّكِ حامل بتوأم

7. النفور من الطعام أو الرغبة الشديدة في تناوله

تنفرين في الحمل فجأة من أطعمة كنت تحبينها، مثل القهوة أو الأطعمة الدهنية، أو حتى الروائح القوية، وفي المقابل، قد تشتهين أطعمة معيَّنة، حتى لو لم تكن من اختياراتك المعتادة، وهذه الظاهرة تعرف بالوَحَم، وهي ناتجة عن التغيرات الهرمونية التي تؤثر في حاسة الشم والتذوق، فجسمك قد يرسل إشارات تشير إلى احتياجات غذائية محددة أو أنَّه يتجنب أشياء قد تكون مضرة في هذه الفترة.

8. الحساسية تجاه الروائح

تلاحظين في بداية الحمل أنَّ حاسة الشم لديك أصبحت أقوى من المعتاد، فقد تبدو الروائح التي لم تكن تزعجك من قبل (مثل العطور، أو طهو الطعام، أو حتى روائح بسيطة كالصابون) مزعجة للغاية أو قوية جداً، والسبب في ذلك هو زيادة مستويات هرمون الإستروجين الذي يجعل أنفك أكثر حساسية تجاه الروائح المحيطة.

9. الدوار والصداع

تشعرين في بداية الحمل بالدوار أو الصداع باستمرار، وهناك عدة أسباب لذلك:

  • انخفاض ضغط الدم: ينخفض ضغط الدم وتتوسع الأوعية الدموية ويزيد تدفق الدم لتغذية الجنين، فتشعرين بالدوار.
  • انخفاض مستويات السكر في الدم: يؤدي الحمل إلى تغييرات في استهلاك الجسم للطاقة، ما قد يسبب انخفاض السكر في الدم إذا لم تأكلي بانتظام.
  • التغيرات الهرمونية: يؤثر ارتفاع هرمونات الحمل، مثل البروجسترون في تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى الصداع أو الشعور بعدم الاتزان.

10. الإفرازات المهبلية

تلاحظين زيادة في الإفرازات المهبلية خلال الحمل المبكر، وهذه الإفرازات تكون غالباً شفافة أو بيضاء اللون، وهي طبيعية تماماً وتحمي المهبل من العدوى، ولكن يجب الانتباه في حال كانت الإفرازات ذات لون غير طبيعي (مثل الأصفر أو الأخضر)، أو لها رائحة قوية، أو مصحوبة بحكة، فمن الأفضل استشارة الطبيب.

11. ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية

إذا كنتِ تتابعين درجة حرارتكِ الأساسية في محاولة الحمل، قد تلاحظين أنَّها تبقى مرتفعة بعد الإباضة ولمدة أطول من المعتاد، فهذه علامة على حدوث الحمل؛ إذ تحافظ التغيرات الهرمونية على درجة الحرارة مرتفعة لدعم الجنين.

علامات وأعراض أخرى أقل وضوحاً للحمل

تشتهر علامات الحمل المبكرة، مثل الغثيان وتأخر الدورة الشهرية بكونها الأوضح، ولكنَّ هناك أعراض أخرى قد تمرُّ دون أن تلفت الانتباه، ولكنَّها لا تقل أهمية، وهذه العلامات بمنزلة رسائل دقيقة يرسلها جسمك للإشارة إلى بداية مرحلة الحمل منها:

1. تقلبات المزاج

تشعرين فجأة بتغيرات في المزاج وتتغير مشاعركِ دون سبب واضح، مثل الانتقال من السعادة إلى الحزن أو العصبية بسرعة، هذه التقلبات ناتجة عن التغيرات الهرمونية التي تحدث في بداية الحمل؛ إذ تؤثر الهرمونات، مثل الإستروجين والبروجسترون، في كيمياء الدماغ وحالتكِ النفسية.

2. الانتفاخ

تلاحظين شعوراً بالانتفاخ في البطن يشبه ما يحدث قبل الدورة الشهرية، والسبب وراء ذلك هو ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون، الذي يبطئ عملية الهضم ويتسبب في تراكم الغازات، مما يؤدي إلى الانتفاخ.

3. التبقع الخفيف (نزيف الانغراس)

يحدث نزيف طفيف أو بقع دم خفيفة خلال الفترة المبكرة من الحمل، ويُعرف هذا النزيف بـ "نزيف الانغراس"، فهو يحدث عندما تلتصق البويضة المخصبة بجدار الرحم، وعادةً ما يظهر بين اليوم 10 إلى 14 بعد التبويض، ويكون أخف من نزيف الدورة الشهرية.

4. التقلصات

تعانين من تقلصات خفيفة في الرحم، تشبه تقلصات الدورة الشهرية، وهذه التقلصات تكون نتيجة تغيرات الرحم وتحضيره لاستيعاب الجنين المتنامي.

5. الإمساك

تبطِّئ التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل عمل الجهاز الهضمي، وهذا التباطؤ يؤدي إلى صعوبة في إخراج الفضلات، مما يسبب الإمساك، وشرب الماء وتناول الألياف يمكن أن يخفف من هذه المشكلة.

6. احتقان الأنف

تشعرين بانسداد أو جفاف في الأنف بسبب زيادة إنتاج الدم وارتفاع مستويات الهرمونات في الحمل، وذلك يؤدي إلى تورم الأغشية المخاطية في الأنف، مسببةً الاحتقان أو حتى نزيف الأنف البسيط. 

الفرق بين علامات الحمل وأعراض الدورة الشهرية

تتشابه علامات الحمل وأعراض الدورة الشهرية جداً، مما يجعل التفريق بينهما صعباً أحياناً، فكلتا الحالتين قد تترافق مع الانتفاخ، وتقلبات المزاج، وألم الثدي، والتعب، ولكنَّ الفرق يكمن في بعض التفاصيل، فقد تظهر علامات إضافية في الحمل، مثل الغثيان الصباحي أو حساسية قوية تجاه الروائح، أو التبقع الخفيف المعروف بنزيف الانغراس، وتختفي أعراض الدورة الشهرية بمجرد بدء النزيف، بينما علامات الحمل تستمر وتزداد مع الوقت، فإذا كنتِ غير متأكدة، فإنَّ اختبار الحمل هو الطريقة الأدق للتأكد.

متى تظهر علامات الحمل الأولى؟

تظهر علامات الحمل الأولى عادةً خلال الأسبوع الأول أو الثاني بعد انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم، ومع ذلك تختلف التجارب من امرأة لأخرى، فقد تلاحظ بعض النساء الأعراض في وقت مبكر، بينما قد تستغرق أخريات بضعة أسابيع.

متى يُجرى اختبار الحمل؟

يُفضل إجراء اختبار الحمل بعد تأخر الدورة الشهرية عن موعدها المتوقع للحصول على نتيجة دقيقة، وعادةً ما يحدث هذا بعد قرابة 14 يوماً من التبويض، وفي هذا الوقت، تكون مستويات هرمون الحمل (hCG) قد ارتفعت بما يكفي لتُكتشَف في البول أو الدم، وللحصول على نتيجة دقيقة اتبعي النصائح التالية:

  1. انتظري حتى الصباح: يُفضل استخدام أول عيِّنة بول في الصباح؛ لأنَّ تركيز هرمون الحمل يكون أعلى.
  2. اتبعي التعليمات بدقة: تحققِي من التعليمات الموجودة على عبوة الاختبار للحصول على نتائج موثوقة.
  3. لا تستعجلي: إذا أجريت الاختبار مبكراً جداً (قبل موعد الدورة)، فقد لا تكون مستويات هرمون الحمل مرتفعة بما يكفي للظهور، حتى لو كنتِ حاملاً.

التوقيت المناسب لإجراء اختبار الحمل

يُجرى اختبار الحمل بعد غياب الدورة الشهرية، فيحتاج الجسم عادةً من 3 إلى 4 أسابيع بعد أول يوم من آخر دورة لتكوين مستوى كافٍ من هرمون الحمل (hCG) للكشف عنه في الاختبار.

شاهد بالفيديو: 6 معتقدات خاطئة عن الحمل

ماذا لو ظهرت أعراض الحمل ولكن لم تكوني حاملاً؟

تتشابه عدد من أعراض الحمل المبكرة مع أعراض ما قبل الدورة الشهرية أو حالات أخرى، فالطريقة الدقيقة للتأكد هي الانتظار بصبر حتى يكون الوقت مناسباً لإجراء الاختبار.

متى يجب زيارة الطبيب؟

احجزي موعدك الأول لرعاية الحمل إذا أجريتِ اختبار الحمل وكانت النتيجة إيجابية، والذي يكون عادةً في الأسبوع الثامن من الحمل، فيمكن للطبيب طلب زيارة مبكرة إذا كنتِ تعانين من حالات طبية مسبقة أو لديكِ تاريخ مع الإجهاض.

الخرافات والحقائق حول علامات الحمل المبكرة

توجد عدد من الخرافات والحقائق حول علامات الحمل المبكرة، والتي يمكن أن تخلق كثيراً من الالتباس لدى النساء اللواتي يحاولن تحديد ما إذا كنَّ حوامل، وإليك بعضاً منها:

1. الخرافات

1.1. إذا كنتِ تعانين من الغثيان، فأنتِ حامل بتوأم

لا يسبب كل حمل غثياناً، وبالتأكيد ليس كل غثيان مرتبطاً بالحمل بتوأم، فبعض النساء يعانين من الغثيان في الحمل الأحادي أيضاً، بينما قد لا تعاني أخريات من الغثيان إطلاقاً.

2.1. الإفرازات المهبلية

تحدث زيادة الإفرازات المهبلية لأسباب متعددة، مثل التغيرات الهرمونية قبل الدورة الشهرية أو التوتر، فالإفرازات وحدها ليست علامة مؤكدة على الحمل.

3.1. شدة الألم في الثدي

ينتج الألم في الثدي عن عدد من الأسباب، مثل اقتراب الدورة الشهرية أو تغيرات هرمونية أخرى.

إقرأ أيضاً: أهم فحوصات المرأة الحامل ومواعيد القيام بها

2. الحقائق

1.2. التبول المتكرر أحد علامات الحمل المبكرة

تزيد الهرمونات المتزايدة في الحمل حجم الدم في الجسم، مما يزيد عبء الكلى ويؤدي إلى التبول المتكرر، خصيصاً في الأسابيع الأولى.

2.2. نزيف الانغراس

يحدث بعد 10-14 يوماً من الإخصابو تلاحظ بعض النساء بقعاً خفيفة أو نزيفاً بسيطاً.

3.2. الإرهاق والتعب الشديد من أول علامات الحمل

تتعبين جداً خلال الأسابيع الأولى من الحمل نتيجة لارتفاع مستويات هرمون البروجسترون، الذي يثبِّت الحمل ولكنَّه قد يجعل الجسم يشعر بالتعب بسهولة أكبر.

إقرأ أيضاً: 6 علامات واضحة تدل على وجود الحمل

في الختام

يعد فهم علامات الحمل المبكرة هاماً لكل امرأة قد تكون في مرحلة التخطيط للحمل أو تشعر ببعض الأعراض غير المعتادة، فمن الهام أن نتذكر أنَّ هذه الأعراض تختلف من امرأة لأخرى، ولا يوجد "قالب" واحد ينطبق على الجميع، فبعض العلامات قد تكون مشابهة لأعراض الدورة الشهرية، بينما قد تكون هناك أعراض أخرى تدل على حدوث الحمل.

من أجل الحصول على صورة واضحة، من الأفضل دائماً إجراء اختبار الحمل بعد تأخر الدورة الشهرية، أو استشارة الطبيب في حالة الشك؛ لأنَّ الاهتمام بجسدك ومتابعة الأعراض يساعدك على اتخاذ الخطوات الصحيحة في الوقت المناسب، مما يضمن بداية آمنة لحمل صحي.




مقالات مرتبطة