علاقة اكتئاب آخر يوم عطلة في نهاية الأسبوع بالحياة المهنية

يجب عليك ألَّا تضحي بخمسة أيام من الحياة في سبيل يومين. هل هدفك من الحياة هو عيش عطلة نهاية الأسبوع؟ إذا كان الجواب هو "نعم" عندما يتعلق الأمر بعملك، فإنَّه الدليل على أنَّ الأوان قد حان لترك عملك.



"لقد كانت أيام العمل الخمسة مقابل يومين من العطلة كإشارة تحذير بالنسبة لي"؛ تلك كلمات "سوسي ويلش" (Susy Welch)، كاتبة في قناة "سي إن بي سي" (CNBC).

لو سألنا جميع القوى العاملة عمَّا إذا كانوا يعيشون أسبوعهم منتظرين عطلة نهاية الأسبوع، فإنَّني مقتنع أنَّ الأغلبية العظمى سيؤكدون ذلك، وسيقولون إنَّ حياتهم المهنية وحياتهم بكاملها تتمحور حول هذين اليومين. فهم يعملون خلال الأيام الخمسة في سبيل الاستمتاع بيومين. يا له من أمر محزن!

كيف حالك في يوم العطلة؟

عندما أفكر في الأمر ملياً، أتذكر الشعور بالارتياح عند قدوم يوم الجمعة؛ كان ذلك خلال فترة عملي في الولايات المتحدة؛ أمَّا هنا في الشرق الأوسط، فهو يوم الخميس. إذا كانت حياتك كذلك، فلا بُدَّ أنَّك تعرف كيف تجري الأمور؛ إذ سينقضي هذان اليومان في لمح البصر، بينما يكون مساء الأحد هو الجانب الآخر من القضية.

الكسل، والشرود، وذلك الشعور الغريب في المعدة، هي فقط جزء صغير من الأعراض؛ ناهيك بالتحديق في التلفاز الذي كان هو الآخر يحدق فيَّ، كان دليلاً على التوعك الذي كنت أشعر به مساء الأحد.

مساء كل أحد (وبالنسبة إلى كثيرين هو يوم الجمعة)، يطلق الكثيرون من جميع أنحاء العالم أنيناً جماعياً؛ فسرعان ما تنتهي عطلة نهاية الأسبوع، ويقترب يوم العمل، فتتشكل سحب الكآبة وتبدأ بالتجمع.

إقرأ أيضاً: 13 أمراً مثمراً يمكنك القيام بها يوم العطلة

دلالة مؤشر يوم العطلة على مسيرتك المهنية:

لطالما اعتقدت أنَّ يوم الأحد كان مؤشراً قوياً على حالة الحياة المهنية؛ في استطلاع للرأي أُجري عام 2013 على موقع "مونستر" (Monster)، قال 81% من المشاركين الأمريكيين إنَّهم يشعرون بالكآبة ليلة الأحد، وقال 59% إنَّهم يعانون للغاية خلالها. لم تُؤوَّل تلك الأرقام الهائلة بشكل جيد إلى اقتراب يوم الاثنين؛ إذ إنَّ ليالي الأحد لا تُعَدُّ نهاية عطلة نهاية أسبوع رائعة فحسب؛ وإنَّما بداية شيء لا نتوق إليه.

لِمَ يحدث هذا وما هي الخطة؟

توجد مجموعة واسعة من الأسباب لذلك؛ إذ يتعلق بعضها بماهية وظائفنا أو مهننا. رأيي الشخصي هو أنَّ العمل الذي تزاوله يُعَدُّ مصدراً للكثير من القلق. بالتأكيد يمكنك إعادة ترتيب جدول يوم الاثنين الخاص بك، بحيث يصبح بغاية السهولة عند البدء برحلة العمل لمدة 5 أيام، ولكن إذا كان العمل الذي تزاوله هو الذي يسبب الضيق، فلن يساعدك أيُّ قدر من إعادة الترتيب.

عندما أسمع الناس يشكون من وظائفهم أو مهنهم، فدائماً ما أسألهم: "ما هي خطتك لحل المشكلة؟".

وغالباً ما يعود ذلك السؤال بنظرة التحديق الفارغة أو التفاهات نفسها التي سمعتها مرات عديدة. ولكن فكِّر في الأمر، إذا لم تكن مرتاحاً في مكان عملك، فكيف ستحل المشكلة؟ وما الذي سيُمكِّنك من تغيير عقليتك حتى تستمتع ببداية الأسبوع؟

شاهد بالفيديو: 6 طرق تساعدك على التخطيط لحياتك

وضع خطتك في موضع التنفيذ:

بالتأكيد، ستستقبل نهاية الأسبوع بتوق دائم بغضِّ النظر عمَّا ستفعله، ولكن يجب علينا أن نجد طريقة ننظر بها بحماسة إلى بداية أسبوع العمل:

  1. ما هي المشاريع التي تثير حماستك؟ بينما نعمل خلال رحلة الأسبوع، توقف عن التفكير فيما أُسمِّيه "مشاريع الحلوى"؛ تلك المشاريع التي تشعر بالحماسة حيالها. وليكن ذلك وقود صباح الاثنين. ابدأ بها لأنَّها لا تتطلب أيَّ تحفيز من نوع خاص.
  2. إياك وإجراء الاجتماعات يوم الاثنين: إلا إذا كانت تندرج في الفئة المذكورة آنفاً. ولا تعطِ أيَّ مواعيد لا ترغب فيها خلال مسيرتك الأسبوعية.
  3. أتكره عملك؟ ابدأ إذاً عملية التغيير الوظيفي: سيستغرق هذا المشروع الكثير من أيام الاثنين. حدد خطواتك، وابدأ العملية بتدوين كل شيء على الورق؛ إذ إنَّ تحديث الملف الشخصي، واقتناص الفرص المتوافرة على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي، ليست سوى بعض الخطوات التي يجب تضمينها.
  4. طوِّر نفسك: لقد سُئلنا جميعاً في وقت ما من حياتنا، "ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟". نعم، حصل ذلك عندما كنَّا جميعاً صغاراً، ومن المدهش، أنَّ كلاً منَّا كانت لديه إجابة، بغضِّ النظر عن مدى كون الإجابة بعيدة المنال.

يجب على الجميع اليوم التعامل مع الفرصة الأخيرة؛ ماذا تريد أن تكون؟ وإلى أين تتجه؟ أعتقد أنَّنا لو طرحنا على أنفسنا هذه الأسئلة، وتوصَّلنا إلى خطة، فسنتمكن من حل معادلة 5 أيام = يومين. مع كل هذا التغيير الذي يحدث اليوم في أعمالنا، أصبح للأمر تأثير تراكمي فيما نقوم به من أجل كسب عيشنا.

إقرأ أيضاً: كيفية إنجاح تنفيذ التخطيط الاستراتيجي

عليك أن تكون كالصفحة البيضاء:

إذا كنت عالقاً في هذه المرحلة، التي يبدو أنَّ غالبية الناس عالقون فيها، فأقترح عليك التفكير في الأمر كما لو كُنتَ عبارة عن صفحة بيضاء جاهزة للبدء من جديد. بحيث إذا تم تسريحك، فسيكون لديك مطلق الحرية للتفكير والبدء من جديد؛ إذ يجب علينا جميعاً أن نقرر كيف ستكون نسختنا القادمة.

عملت ذات مرة في مجال نشر المجلات، ولكنَّ التطور الرقمي والإنترنت دمرا هذا العمل. وكان على الأشخاص الذين لديهم المهارات اللازمة لإصدار مجلة شهرية مطبوعة أن يتعلموا مهارات جديدة للعمل في هذه البيئة الجديدة. في معظم الأحيان، أعادوا تكوين أنفسهم.

وفي النهاية يجب أن نستعد؛ علينا أن نضع خطة استراتيجية بالطريقة نفسها التي تقوم بها المؤسسة. ما هي الخطة وما هي مراحلها؟ إنَّها العملية نفسها التي تمر بها المؤسسات. يجب علينا أن نبدأ بالتفكير بالطريقة نفسها.

المصدر




مقالات مرتبطة