علاج تقصف الشعر وجفافه

الشعر جزءٌ من جسم الإنسان، وهو طبقةٌ تحمي فروةَ الرأس من الأشعة الضارة والحرارة العالية والبرودة، ويُعَدُّ الشعر من أبرز معالِم الجمال لدى المرأة على وجه الخصوص، ومن هنا بدأت الدراسات والأبحاث التي تدرس أنواع الشعر، وكيفية العناية به، والعوامل التي تؤثر في جماله، لا سيَّما بعد أن عانت سيداتٌ كثيراتٌ عدةَ مظاهر مقلقة؛ مثل تقصف الشعر، أو تساقطه، أو جفافه، أو زيادة لزوجته، أو فطريات الجلد في فروة الشعر، وغيرها.



حاولت النساء إيجاد حلٍّ لتلك المشكلات؛ فأبدعت بالوصفات الطبيعية واستخدام العلاجات الطبية والمستحضرات المختلفة وغير ذلك؛ لتحافظ على شعرٍ صحيٍّ وحيويٍّ ولافتٍ للنظر ولامعٍ، بحيث تشعر كل امرأة بالثقة بنفسها وبمظهرها.

مِمَّ تتكون الشعرة؟

تتكون الشعرة من جزءٍ حيٍّ ينمو تحت فروة الرأس، ويُعَدُّ هذا الجزء المسؤول الأول عن نمو الشعرة، وهو ما يسمى بصيلة الشعرة؛ وذلك لاتصالها بالدورة الدموية التي توصل الغذاء إليها، والجزء الثاني هو ما يظهر للعين؛ أي الجزء الطويل من الشعرة، وهو غير حي ويتكون من الكرياتين، وتظهر عليه معالم الصحة أو عدمها بوصفها مؤشراً لضعف الجزء الحي غير المرئي، وتصاب النساء بالهلع والخوف عند رؤية شعرهنَّ بحالة غير صحية، وتلجأْنَ إلى عدة حِيَلٍ؛ لتُعيدَ إليه رونقه وجماله.

أسباب تقصُّف الشعر وضعفه:

تقصف الشعر ينتج عن انفصال البروتينات المتجمِّعة على هيئة ألياف عن بعضها من الجهة المسدولة للشعرة التي تنتج عن مجموعة من الممارسات التي تتعرض لها الشعرة، إضافة إلى العوامل الخارجية؛ مسبِّبةً ما يُسمَّى "تقصف الشعر الحي"؛ إذ تبدو الشعرة مقسومة إلى قسمين في أسفلها، ويظهر الشعر بمظهر غير مريح ومتعَب ومتقطِّع، ومن بين الأسباب التي تُسبِّب هذه المشكلة:

  • الممارسات الخاطئة التي تمثل أهم أسباب تقصف الشعر؛ مثل استخدام مجفف الشعر الحراري، والمُمَلِّس "الليس"، وأدوات التجعيد باستمرار؛ فهذا الاستخدام يُضعِف بصلة الشعر، ويجعلها عرضة للتقصف والجفاف.
  • عدم قص الأطراف كل 40 يوم، إضافة إلى إهمال ترطيبه بعمق.
  • عدم تسريح الشعر بطريقة صحيحة؛ فقد تؤدي طبيعة الشعر دوراً في تعقُّده؛ فاستخدام العنف في تسريحه، وفي أثناء فك تلك العقد تضعف بصيلات الشعر؛ ومن ثمَّ يبدأ بالتقصف.
  • استخدام المواد الكيميائية: تلجأ معظم السيدات إلى تغيير مظهرهنَّ؛ باستخدام الصبغات، والملونات التي تحتوي على مواد كيميائية مدمرة لجذور الشعر.
إقرأ أيضاً: أمراض الشعر: أنواعها، وأسبابها، وطرق علاجها
  • الشعر المستعار: تحاول النساء تحسين مظهر شعرهنَّ باستخدام الشعر المستعار، وعلى الرَّغم من أنَّ هذا النوع من الشعر يعطي مظهراً جاذباً، إلا أنَّ له أضراراً على الشعر الأصلي؛ فالشعر المستعار يحول دون وصول الأوكسجين إلى فروة الرأس؛ فتضعف جذوره، ويؤدي ضعف الجذر إلى تقصف الشعر وتساقطه وجفافه؛ فعدم وصول الأوكسجين وضغط الشعر المستعار على فروة الرأس يقود بصيلات الشعر إلى التهلكة.
  • ظاهرة شد الشعر اللاشعورية: وهي إحدى العادات السيئة لدى كثير من السيدات اللواتي يعانين اضطرباً نفسياً أو توتراً؛ فتلك الاضطرابات ترافقُ شدَّ الشعر قسرياً، ويؤدي هذا إلى إضعاف الجذور؛ فمنها ما يتساقط نتيجة الشد القوي، أو أنَّها تصبح في حالة ضعف مؤدية إلى تقصفها وجفافها.
  • أسباب تقصف الشعر وجفافه الناتج عن خلل جسدي، منها:
  • نقص الحديد: حيث يُسبِّبُ نقص الحديد في خلايا الجسم تساقطاً وتقصفاً في الشعر؛ والسبب يعود إلى أنَّ الحديد يسهم في إنتاج الهيموجلوبين المسؤول عن نقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم، ومنها بصيلات الشعر.
  • أدوية الأورام أو أدوية الاكتئاب: تجعل أدوية الأورام والاكتئاب الجسم في حالة إجهاد، ومنه دخول بصيلات الشعر في حالة من الراحة؛ مسبباً ذلك ضعفاً في وصول الغذاء والأوكسجين إلى تلك البصيلات؛ مؤدية في النهاية إلى تقصف الشعر وتساقطه، وهذا الأمر يحدث لدى كلا الجنسين على حدٍّ سواء.
  • الفيتامينات: أجمع معظم الأطباء ومعظم الأبحاث والدراسات التي أُجريَت على أنَّ نقص الفيتامينات في خلايا الجسم يسبب الضعف في جذور الشعرة، وذكرت هذه الأبحاث أهم تلك الفيتامينات الضرورية للشعر؛ وهي فيتامين B، وفيتامين D، وفيتامين C، ويرجع النقص في هذه الأنواع إلى عدم اتباع نظام غذائي غني بهذه الأنواع، إضافة إلى عدم التعرض لأشعة الشمس في فترة الصباح.
  • الغدة الدرقية: يؤدي قصور الغدة الدرقية دوراً كبيراً في خشونة الشعر وتقصفه؛ فالغدة الدرقية تفرز هرمونات تغذي بصيلات الشعر، ونقص هذه الهرمونات يتسبب بجفاف الشعر وتقصفه وتساقطه، كما يسبب نقص نشاط الغدة الدرقية أو فرطه إلى مرض الثعلبة البقعية التي تحتل مكان الشعر وتفرغ المنطقة من الشعر، وقد تنتشر في الرأس إلى حدٍّ كبير إن لم تُعالَج.
  • الإنجاب والحمل: تعاني نساءٌ كثيراتٌ مشكلةَ تعب الشعرِ وتساقطه في فترة الحمل وبعد الولادة، وينتج ذلك عن التغيرات الهرمونية في الجسم الذي يصاحبه نقصاً في الفيتامينات والحديد ونقص إفراز الهيموجلوبين المسؤول عن تغذية جذور الشعر.
  • متلازمة مينكس: أُطلِق عليها "داء الشعر المجعد"؛ وهو عيب أيضي خلقي يبدو الشعر فيه ملتوياً وقصيراً ومتناثراً وسيئاً، وهو أحد أبرز الأمراض التي تؤدي إلى فقد الشعر الضعيف أساساً.
إقرأ أيضاً: مرض التينيا الجلدي: أسبابه، أعراضه، وطرق الوقاية منه

علاج تقصف الشعر وجفافه:

نظراً لتعدد الأسباب التي تسبب ضعف الشعر وتساقطه؛ لا بدَّ لنا من الإضاءة على مجموعة من الطرائق العلاجية المناسبة للحفاظ على شعر صحيٍّ لامعٍ وأنيقٍ:

  • التغذية الجيدة: يجب أن يتضمن النظام الغذائي الفواكه والخضروات بصورة أساسية، فيجب تناولها بكميات كافية؛ من أجل إغناء الجسم بأهم العناصر الغذائية من فيتامينات وحديد وغيرها، وعند دعم الخلايا بنظام غذائي غني سينعكس ذلك أيضاً على بصيلات الشعر، ويقويها، ويزيد من رونق الشعر وصحته، ولا يجب نسيان تناول الأغذية الغنية باليود والزنك؛ كالأسماك، والمكسرات.
  • تجنب تعرض الشعر للعوامل الجوية القاسية؛ كالشمس الحارقة، أو التيارات الهوائية الباردة والجافة؛ بل يجب المحافظة على تعريضه للشمس خلال الفترات الصباحية فقط؛ من أجل الحصول على فيتامين D.
  • التدليك: يسهم تدليك فروة الرأس بأطراف الأصابع وبهدوء في تنشيط الدورة الدموية المسؤولة عن إيصال الأوكسجين إلى فروة الرأس.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن مجففات الشعر الكهربائية والحرارية، واتباع الطرائق الطبيعية في تصفيف الشعر.
  • الاسترخاء والابتعاد عن التوتر النفسي والقلق؛ فجميعها تؤثر في الشعر وصحته.
  • استخدام الشامبو الطبي، والابتعاد عن المياه ذات درجة الحرارة المرتفعة في أثناء غسل الشعر، ويفضل الغسيل بالمياه متوسطة الحرارة - الفاترة - لأنَّ المياه الساخنة تضعف الشعر وتفقده بريقه.
  • خصَّصَ الخبراءُ لكل نوع شعر فرشاة خاصة؛ لذا يجب اختيار الفرشاة الخاصة بنوع الشعر؛ وذلك يسهم في حماية فروة الرأس لفترة طويلة.
  • القص الدوري لأطراف الشعر التالفة والمتقصفة؛ فالتخلص من الأجزاء التالفة ضروريٌّ لتقليل تعب الشعر وإعطائه فرصة للتنفس والحفاظ على نفسها.
  • معالجة الالتهابات الجلدية والفطرية إذا ثبت وجودها، ومعالجة فروة الرأس من الأمراض التي تسبب الحكة.
  • الابتعاد عن استخدام المواد الكيميائية والصبغات، واستبدالها بالمواد الطبيعية مثل الحناء.
  • تدليك فروة الرأس بالزيوت التي تعمل على ترطيبه، وتعزز نموه.
  • استخدام بعض الخلطات الطبيعية التي تتضمن الزيوت والمواد التي تقوي الشعر وتعيد إليه رونقه.
  • يجب زيارة الطبيب واستشارته؛ من أجل علاج الأسباب الناتجة عن خلل جسدي، واختيار الدواء المناسب لكل حالة على حدة.

شاهد بالفيديو: أفضل 8 أنواع من الأطعمة لنمو الشعر

علاجات طبيعية باستخدام الزيوت الطبيعية للشعر:

1. زيت جوز الهند:

من أفضل الزيوت الطبيعية للشعر؛ وذلك بسبب احتوائه على حمض اللوريك الذي يتيح فرصة التغلغل في عمق الشعر، ويثبت البروتين في الشعر، ويمنع تساقطه.

2. زيت اللوز:

يحتوي زيت اللوز مجموعة من الفيتامينات الهامة للشعر؛ مثل فيتامين B، وفيتامين C التي تعمل مضاداتٍ للأكسدة، وتعزز نمو الشعر.

3. زيت النعناع:

يعمل زيت النعناع على زيادة تدفق الدم في فروة الرأس؛ ومن ثمَّ يسهم في تقوية بصيلات الشعر ويعزز من نموها.

4. زيت إكليل الجبل:

ينصح به الخبراء؛ من أجل زيادة كثافة الشعر، وتعزيز نموِّه، فتشير الدراسات إلى أنَّ مفعول زيت إكليل الجبل (الروز ماري) مشابه لتأثير "المينوكسيدل" في تعزيز نمو الشعر.

إقرأ أيضاً: زيت الزيتون وفوائده للشعر والبشرة

5. زيت اللافندر:

يعمل زيت اللافندر على تحفيز نمو خلايا جديدة تسمح بنمو الشعر، إضافة إلى عَدِّهِ مضاداً للبكتيريا.

6. زيت الجوجوبا:

يحتوي زيت "الجوجوبا" على مجموعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية للشعر؛ مثل فيتامين C، وفيتامين B، ومعادن؛ كالنحاس والزنك، فيمكنه اختراق الطبقة الخارجية للشعر، ويعالج مشكلات الشعر من الجذور ويقدِّم التغذية الجيدة له.

7. زيت البابونج:

يعمل البابونج عموماً على التهدئة، وكذلك زيت البابونج يُهدِّئ فروة الرأس ويحميها من القشرة، كما أنَّه مرطبٌ يحافظ على الشعر من الجفاف.

في الختام:

يؤكد الأطباء في النهاية عدم وجود طريقة طبيعية علاجية تستطيع إعادة الشعرة إلى طبيعتها إلا بعد قص الأجزاء التالفة والمتقصفة؛ لذلك يجب أوَّلاً وقبل كل شيء قصُّ هذه الأجزاء، ثمَّ اعتمادُ نظامِ عنايةٍ مُركَزٍ للشعر، والدوام عليه بعد الوقوف على الأسباب المباشرة لحالة ضعف الشعر.




مقالات مرتبطة