عِش حياة سعيدة واشعر بالامتنان لما تملكه
يوجد أشخاص في الحياة لا يقدِّرون ما يملكون على الإطلاق، وبدلاً من أن يشعروا بالامتنان، يقعون في فخ موازنة أنفسهم أو حياتهم أو الأشياء التي يملكونها أو حتى علاقاتهم مع الآخرين، وينظرون إلى ما يملكه الآخرين بحسد شديد، ويرغبون في استبدال حياتهم بحياة أفضل.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون تايلر ترفورين (Tyler Tervooren)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية الامتنان لكل شيء نمتلكه والتوقف عن مقارنة أنفسنا بالآخرين.
هم قد يعتقدون أنَّ حصولهم على الشيء الذي يريدونه سيساعدهم على الشعور بالسعادة، لكن ما يحدث فعلاً هو أنَّهم حالما يحصلون على ما يريدون، يشعرون بسعادة مؤقتة؛ لأنَّهم لن يتوقفوا عن موازنة حياتهم مع الآخرين؛ هذا ما يسمى بمتلازمة العشب الأكثر اخضراراً (Grass Is Always Greener)، والذي من الأفضل علاجه قبل أن يسوء الوضع أكثر من ذلك.
الناس السعداء يتنافسون مع أنفسهم:
تنتج متلازمة العشب الأكثر اخضراراً عن موازنة نفسك بالآخرين موازنة غير سليمة؛ إذ إنَّ أسعد الناس في العالم هم أولئك الذين يتحدون أنفسهم ليكونوا أفضل ممَّا كانوا عليه بالأمس، ولا يعيرون اهتماماً للناس الذين من حولهم، في حين أنَّ أكثر الناس إحباطاً هم أولئك الذين يحاولون دائماً اللحاق بالمعايير التي يضعها الآخرون.
إنَّ المشكلة بالنسبة إلى ثاني مجموعة من الناس هي أنَّه سيكون هناك دائماً شخص أفضل منهم، ربما شخص أفضل من ناحية المظهر أو من الناحية المهنية أو حتى من الناحية الرياضة، ومهما كان الأمر الذي ترغب في تحسينه، سيكون هناك دائماً شخص أفضل منك فيه، ولن تحقق هدفك في أن تصبح الأفضل، لكن إذا حققت ذلك، فسيتخذ مكانك شخص ما قريباً؛ لذا افعل كلَّ ما يمكنك بما لديك.
لكن ما يمكنك القيام به هو أن تكون أفضل من نفسك؛ إذ يمكنك أن تأخذ ما لديك بالفعل، وتحوله إلى شيء أفضل، وأنت من سيحكم على ما تعنيه كلمة "أفضل" حقاً فإذا كنت تتحسن باستمرار، فستكون الأفضل لا محالة.
شاهد بالفيديو: 7 فوائد للامتنان تذكرك أن تشكر الله كل يوم
الثروة فيما تملكه:
لا بدَّ أنَّك مررت في أوقات من حياتك رغبت فيها بالحصول على أشياء أفضل، فربما كان لديك شيء جيد، ولكنَّك شعرت بالملل أو التعب، وتخليت عنه من أجل شيء بدا لك أنَّه أفضل، وسرعان ما تجد أنَّ هذا الشيء الجديد أشعرك بالملل والتعب أيضاً، وبعد ذلك تعود من جديد إلى البحث عن شيء أفضل.
بالنسبة إلي، أنا بالتأكيد لست محصناً من الأمر، فقد مررت في أوقات أهملت فيها عملي لمتابعة فرص أخرى أكثر حماسة قبل أن أرغب في التخلي عنها مرة أخرى؛ لقد قمت ببيع استثمارات مملة لمطاردة استثمارات بدت لي أنَّها أكثر حماسة، وانتهى بي الأمر مرة أخرى عند نقطة الصفر.
بعض الناس يقومون بالشيء ذاته في العلاقات، ويعتقدون أنَّ العثور على شخص جديد سيملأ الفراغ الذي يشعرون به بداخلهم، إنَّ متلازمة العشب الأكثر اخضراراً هي مرض منتشر، وإذا لم تدرك أنَّك مصاب به، فستكون عرضة للوقوع ضحية له مراراً وتكراراً.
تكمن المشكلة في فكرة أنَّك يمكنك العثور على السعادة والثراء في الحياة عن طريق شراء أشياء جديدة، وبدء مشاريع جديدة، والذهاب إلى أماكن جديدة، وفي أنَّك تتمنى لو كنت تستطيع القيام أو الحصول على ما تريده لكي تصبح أكثر سعادة، وأنَّك ستكون أفضل حالاً إذا تخليت عن الأمر الذي عليك السعي وراءه.
يكون التخلي في بعض الأحيان عن شيء ما للحصول على شيء آخر هو القرار الصحيح، فكلُّ مَن يتقن اتخاذ المخاطر بذكاء يعلم أنَّه يجب عليك اتباع قلبك وحدسك لتعيش أسعد حياة ممكنة، لكن في كثير من الأحيان، تربط المشكلات التي تواجهك في حياتك الحالية بالأشياء التي لديك، أو بالمكان الذي أنت فيه، أو حتى بالمشاريع التي تعمل عليها، بدلاً من شيء بداخلك يحتاج إلى التحسين.
لقد تعلمت أمرين من أسعد وأنجح أصدقائي الذين أعرفهم وهو:
- غالباً ما يرفضون الفرص الرائعة لأنَّ البدء المستمر بشيء جديد يؤدي إلى تجاهل الأشياء التي يعملون عليها بالفعل.
- عندما يفقدون الحماسة أو يشعرون بعدم الرضى عن حياتهم، فإنَّهم يبحثون في أنفسهم عن المشكلة بدلاً من البحث عن شيء جديد لتخدير ذلك الشعور.
أدى تبني هذه الممارسات في حياتي إلى زيادة الرضى زيادة كبيرة، وهذا لا يعني أنَّني سأتوقف عن المجازفة في حياتي أو عن السعي إلى تحقيق المزيد؛ بل هذا يعني أنَّني سأستخدم الموارد التي أمتلكها بالفعل للقيام بالأشياء التي أريدها بأفضل قدراتي، من دون أن أقلق بشأن العثور على شيء جديد سيجعل الأشياء أفضل بطريقة سحرية.
في الختام:
في المرة القادمة التي تشعر فيها بالرغبة في التخلي عن شيء لديك من أجل شيء جديد، اسأل نفسك كيف سيكون الشيء الجديد مختلفاً حقاً، وما إذا كان هذا هو التغيير الصحيح الذي يجب القيام به، أو أنَّك تتجنب العمل الشاق لتحسين الذات.