طريقة التعامل مع الانتقال من المدرسة الثانوية إلى الجامعة (الجزء الثاني)

إذا كنتَ تعتقد أنَّ فكرة الانتقال من المرحلة الثانوية إلى الجامعة أمر سهل، فمن المحتمل أنَّك ستواجه صعوبةً، وأحد الأمور التي تجعل هذا الأمر صعباً جداً بالنسبة إلى العديد من الأشخاص هو أنَّ الانتقال هو أكثر بكثير من مجرد فكرة الذهاب إلى الجامعة.



ولقد تحدثنا في الجزء الأول من المقال عن استراتيجيات ونصائح الانتقال العامة؛ والتي تتضمن الذهاب إلى الفصل والاندماج فيه والاستفادة من الموارد وامتلاك استراتيجية للدراسة والتعامُل مع الجسد بطريقة جيدة وبناء علاقة وديَّة مع شركاء السكن وتحديد دائرة العلاقات والشعور وكأنَّك في المنزل وتحديد استراتيجيات التكيُّف وأخيراً طلب المساعدة، وفي هذا الجزء الثاني من المقال سنتحدث عن بعض الأفكار الأُخرى المتعلقة بالاستعداد للجامعة بدءاً من السنة الأولى في المرحلة الثانوية، فتابعوا معنا.

الإعداد للجامعة بدءاً من السنة الأولى في المرحلة الثانوية:

لقد بدأتَ للتو المدرسة الثانوية، إنَّها بداية مغامرة كنتَ تنتظرها منذ سنوات، وآخر أمر كنت ترغب في القيام به هو البدء بالتفكير في الجامعة، ولكنَّ هذا بالضبط ما يجب أن تفعله، ويبدأ الإعداد الحقيقي للجامعة في السنة الأولى من المرحلة الثانوية.

أنتَ لستَ مضطراً إلى الشعور بالتوتر كثيراً، فما يزال يوجد متَّسع من الوقت، لكن تُعَدُّ السنة الأولى من المرحلة الثانوية المرحلة الأهم؛ إذ يجب أن تضع نفسك على طريق النجاح، وتنظر إلى الأمر نظرةً شاملة: "إلى أين تريد أن تذهب وماذا تريد أن تفعل سواء في الجامعة أم بعدها؟"

استفِد من السنة الأولى من المرحلة الثانوية لمعرفة أي نوع من الطلاب أنت، واعمَل على أن تصبح طالباً أفضل، ولن يساعدك القيام بذلك على الالتحاق بجامعة جيدة فحسب؛ وإنَّما سيكون أداؤك أفضل بمجرد أن تكون هناك، فاتبَع هذه الخطوات ويمكنك التأكُّد من أنَّ العملَ الذي تقوم به الآن سيؤتي ثماره لاحقاً.

1. الحصول على درجات جيِّدة:

في السنة الأولى من المرحلة الثانوية تصبح درجاتك أكثر أهميةً من المصروف الإضافي الذي يمنحك إياه والداك عندما تحصل على علامات ممتازة، واعتماداً على درجاتك في المرحلة الثانوية تتحدَّد الجامعة التي ستلتحق بها، وستنعكس درجاتُك على طلبات التحاقك بالجامعة؛ لذا حان الوقت لتصبحَ جاداً كطالب.

لكن لا داعيَ للخوف، فهذه مجرد بداية طريق طويل وستواجه بعضَ العقبات، وما لم تكُن تخطط للذهاب إلى إحدى الجامعات المرموقة، فيمكنك الحصول على درجات متوسطة، وستتجاهل العديد من الجامعات هذا الأمر إذا أَظهرتَ تحسُّناً ثابتاً خلال المدرسة الثانوية، وبعض الجامعات لا تنظر حتى في درجات السنة الأولى.

استثمِر هذا العام للتحسُّن كطالب، وحسِّن عاداتك الدراسية، واقرأ قدرَ ما تستطيع خارج الفصل الدراسي، والأهم من ذلك تعلَّم طريقة إدارة وقتك؛ إذ إنَّ معرفة طريقة التوفيق بين كل شيء في المدرسة الثانوية ستوفر عليك الكثير من التوتر فيما بعد.

2. تحدي النفس:

إنَّ الحصول على درجات جيدة هو أهم أمر، ولكنَّه لا يعني الكثير ما لم تكُن تتحدى نفسك، ولا ينظر مستشارو القبول في الجامعات إلى معدل نجاحك كرقم ثابت؛ وإنَّما سيتعمقون في معرفة ما إذا كنتَ قد حصلتَ على درجاتك في مواد سهلة أم صعبة.

إذا كنتَ تحضِّر المواد الدراسية السهلة فقط، ستتخطى المدرسة الثانوية دون مشكلات، ولكنَّك لن تكون جاهزاً لصعوبة الجامعة.

3. الاستفادة من المستشار التوجيهي:

معظم طلاب المدارس الثانوية لا يستفيدون من مستشاري التوجيه، لكن إذا كنتَ تستفيد منه بحكمة، فيمكن أن يكون مصدراً لا يُقدَّر بثمن لنجاحك في المدرسة الثانوية واستعدادك للجامعة.

تحدَّث إلى مستشار التوجيه الخاص بك وضَع خطَّة عامة للمدرسة الثانوية، وتعرَّف إلى فصول المستوى الأعلى التي تقدمها مدرستك، وإذا لزمَ الأمر، فتحقَّق من الدروس الخصوصية والمنتورينغ والبرامج الأخرى، فهذه العناصر المُساعِدة ليست موجودة لمساعدتك على التحقُّق من متطلبات الشهادة الخاصة بك فقط.

يمكن أن يساعدك مستشار التوجيه أيضاً على الاستعداد للجامعة، اسأل عن نوع موارد الجامعة التي تمتلكها مدرستك، بما في ذلك المنشورات ومعارض التوظيف بالجامعة والصفوف الجامعية التي يمكنك الالتحاق بها وأنت ما تزال في المدرسة الثانوية.

شاهد بالفديو: 12 طريقة لتحفيز الطلاب

4. نشاطات خارجية:

جزء كبير من المدرسة الثانوية هو استكشاف النشاطات الجديدة والأمور التي تحبها وتتفوق فيها، فابدأ المشاركة بالنشاطات اللا منهجية سواء كنتَ تمارس الرياضة أم الفن أم برمجة الحاسوب، واستثمِر وقتك وطاقتك بحكمة وستحصل على مكافآت كبيرة.

يحاول العديد من طلاب المدارس الثانوية إنجاز الكثير من العمل وهم مُرهقون. من السهل جداً أن تُلزِم نفسك بإنجاز العديد من الأمور وفجأة ستكون درجاتك سيِّئة وستشعر بالتوتر، ومن هنا يظهر أنَّ إدارة الوقت أمرٌ هامٌ جداً، فتعلَّم أن تعطي الأولوية للأشياء في حياتك، ويجب أن يأتي الواجب المدرسي دائماً في المرتبة الأولى.

يشارك معظم الطلاب الناجحين في العديد من النشاطات المختلفة، لكن يجب أن يكون لديك شيء تسعى إليه بعمق، وتُفضِّل مكاتب القبول في الجامعات الطلاب الذين يكرسون أنفسهم لمهمَّةٍ ما ويتابعون تنفيذها، بدلاً من الطلاب الذين ينتقلون باستمرار من شيء إلى آخر، وكلَّما تفانيتَ في ممارسة نشاط ما، تعلَّمت وتطورت كشخص بالغ.

5. اللغة الأجنبية:

اللغة الأجنبية هي شرط أساسي للقبول في المدارس الثانوية والجامعات، لكن يمكن أيضاً استخدامها لتعزيز سجلِّك الأكاديمي، ومع بعض الاستثناءات، فإنَّ معظم الكليَّات تتطلَّب خبرة عامين في اللغة الأجنبية في المدرسة الثانوية، لكن يُوصى دائماً بدراسة المزيد؛ إذ تعزز دراسة لغة أجنبية في السنة الثالثة أو الرابعة طلب التحاقك بالكلية.

هذا في حال دراسة لغة واحدة، أمَّا إذا كنتَ تدرس لغتين أو ثلاث لغات مختلفة، فإنَّك ستلبي متطلبات مدرستك الثانوية، ولكنَّك ستضُرُّ بفرصك في الالتحاق بجامعة جيدة؛ إذ يبحث موظفو القبول عن الكفاءَة والالتزام؛ لذا اختَر لغتك بعناية والتزِم بتعلمها.

إقرأ أيضاً: 8 طرق تُسهّل عليك إتقان اللغات الأجنبية

6. عدم الخوف من طلب المساعدة:

يكاد يكون للصف الأول من المرحلة الثانوية عبء عمل أكبر من المدرسة الإعدادية، ويتكيَّف بعض الطلاب بسهولة، بينما يجد الآخرون صعوبةً في الانتقال، وإذا وجدتَ نفسك تشعر بالارتباك أو التخلُّف عن الركب في الفصل الدراسي، فافعَل أمراً حيال ذلك بسرعة، فطلبُ المساعدة ليس علامة ضعف؛ وإنَّما يعني أنَّك مبادر كطالب.

ابدأ بالتحدُّث إلى معلميك، فبالإضافة إلى توضيح الموضوع، سيساعدك هذا على تطوير علاقات شخصية معهم، وفي المستقبل قد تكون لديك فصول إضافية أو نشاطات غير منهجية، ويمكنك أن تطلب من أحدهم كتابة خطاب التوصية الخاص بك بعد عامين.

بغضِّ النظر عن المعلمين، لديك عدد من الموارد للدعم؛ مثل الوالدين والأشقاء وأفراد الأسرة الآخرين، كما توفِّر مدرستك خدمات الدعم الأكاديمي والدروس الخصوصية، ويمكنك أيضاً بدء مجموعة دراسة مع زملائك في الفصل، فقد تكون الدراسة بمفردك أمراً مُحبِطاً، ويمكن لمجموعة الدراسة أن تجعلَ الدراسة أكثر متعة، وعندما ترى كيف يدرس الآخرون ويتعلمون، سيكون لديك فهم أفضل لنقاط قوَّتك وضعفك كطالب.

إقرأ أيضاً: كيف تطلب المساعدة عندما تخشى ذلك؟

7. تعزيز مهارات القراءة والكتابة:

لا يدرك العديد من طلاب المدارس الثانوية إمكاناتهم الكاملة بسبب ضعف مهارات القراءة والكتابة لديهم، وهذا الأمر سيساعدك في كل مادة، فلن تكون طالباً أفضل فحسب؛ وإنَّما ستصبح أكثر ذكاءً وقدرةً على التعبير.

كلما قرأت أكثر، أصبحت أذكى؛ لذا اقرأ قدر المستطاع عن الخيال والواقع والأخبار والتاريخ والشعر، فإنَّ ذلك سيحسِّن تفكيرك المعرفي والتحليلي، فتقدَّم خطوة إلى الأمام وتحدَّث إلى الآخرين عمَّا تقرؤه، وسواء ناقشتَ كتاباً أم مقالاً إخبارياً مع العائلة أو الأصدقاء أو أمين المكتبة، فستحصل على أفكارٍ ووجهات نظر جديدة.

لتطوير مهارات كتابة أقوى، اجلِس مع المعلمين واحصُل على تغذية راجعة محدَّدة حول أبحاثك أو مقالاتك، وقد ترغب أيضاً في التسجيل في دورة أو ورشة عمل للكتابة، وحتى لو كنتَ تعتقد أنَّك كاتب أكاديمي جيد، يوجد دائماً مجال للتحسين في هذا المجال.

8. امتحانات المستوى المتقدِّم (Advanced Placement exams) واختبارات سات الموضوعية (SAT Subject Tests):

إذا كانت مدرستك تقدم دروساً في تحديد المستوى المتقدم، فقد ترغب في تجربة بعضها في الصف الأول من المرحلة الثانوية، وتُعَدُّ فصول المستوى المتقدِّم أكثر صرامةً، ولكنَّها ذات فائدة أكبر؛ إذ إنَّك ستطوِّر مهارات أفضل في القراءة والكتابة والتفكير النقدي، وسيكون سجلُّك الأكاديمي أقوى بكثير، وتُجرى اختبارات المستوى المتقدِّم في الربيع، ويمكن أن تحصلَ على درجة عالية تمنحك اعتماداً في الجامعة.

اختبارات سات الموضوعية هي اختبارات بأسلوب الاختيار من إجابات متعددة خاصة بموضوع واحد، وهي ليست مطلوبة، ولكنَّ العديد من طلاب المدارس الثانوية يجرونها لملء سيَرِهم الذاتية، وإذا كنتَ قد درستَ فصلاً متقدماً وحققت فيه نجاحاً باهراً، فهذا هو أفضل وقت للتقدُّم لهذه الاختبارات، فليس لديك شيء لتخسره، فالنتيجة السيِّئة لن تُسجَّل في سجلك الدراسي.

9. البدء بالتفكير في الجامعات:

ما يزال لديك متَّسع من الوقت؛ لذا لا تقلق كثيراً بشأن الجامعة التي ستلتحق بها بالضبط، ولكنَّ الصف الأول من المرحلة الثانوية هو الوقت المناسب لبدء عملية طويلة ومعقدة.

يجعل الإنترنت من السهل جداً إجراء بحث عن الجامعات التي تهمك، وتقدِّم معظم الجامعات معلومات وجولات عبر الإنترنت عن حرمها وبرامجها الأكاديمية، وإذا سافرتَ إلى مدينة أخرى ولديك متَّسع من الوقت، فمن الأفضل زيارة الحرم الجامعي لمدة ساعة أو ساعتين.

حتى لو كنتَ عازماً على الالتحاق بجامعة بعيدة عن المنزل، فأَلقِ نظرةً على الخيارات المُتاحة في منطقتك، فقد تتفاجأ ممَّا ستجده، على الأقل سيكون لديك شيء تقارن به الجامعات الأخرى في المستقبل.

كلَّما تعرَّفت إلى جامعات مختلفة أكثر، زادت قدرتك على تقييمها وعلى المقارنة بينها عندما يصبح بحثك عنها أكثر جديَّة.

10. الاستفادة من الصيف بحكمة:

الآن بعد أن أصبحتَ في المدرسة الثانوية، فإنَّ درجاتك ليست الشيء الوحيد الذي يساهم في سيرتك الذاتية، ويجب عليك ممارسة نشاطات لا منهجيَّة، وستقدم لك شهور الصيف الأربعة فُرصاً لا يمكنك الاستفادة منها خلال العام الدراسي المزدحم.

استفِد من الصيف لفعلِ شيء مفيد يبني الشخصيَّة ويُضيف إلى تطورك الشخصي، ويمكن أن يكون أي شيء مثل السفر إلى الخارج أو القيام برحلة بريَّة إلى مواقع ثقافية أو تاريخية، ويمكنك الحصول على وظيفة أو التطوُّع في منظمة محلية، وربما ترغب في الانضمام إلى مجموعةٍ أو نادٍ أو القيام بمشروع خاص مع الأصدقاء، ومهما كان الأمر، ففكِّر في الطريقة التي ستساهم بها في تجربتك كشخص بالغ.

شاهد بالفديو: 9 نصائح للعودة إلى الدراسة بعد عطلة الصيف

11.التفكير في الصورة العامة:

ما يزال الطريق طويلاً لتصلَ إلى الجامعة، ولكنَّ الصف الأول من المرحلة الثانوية هو بداية تلك الرحلة، فاستخدِم هذا العام لتطوير عادات الدراسة الجيِّدة وتحسين نفسك كطالب، وابدأ بالتفكير في مستقبلك وإلى أين تريد أن تذهب في الحياة، وحتى لو كانت لديك فكرة عمَّا تريده، سيساعدك ذلك على الاستعداد للجامعة.

في الختام:

لقد بدأتَ للتو بالمدرسة الثانوية؛ إنَّها بداية مغامرة تستغرق سنوات، وآخر أمرٍ كنتَ ترغب في القيام به هو البدء بالتفكير في الجامعة، ولكنَّ هذا بالضبط ما يجب أن تفعله، ويبدأ الإعداد الحقيقي للجامعة في الصف الأول من المرحلة الثانوية.

تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن بعض الخطوات للتأكُّد من أنَّ العمل الذي تقوم به الآن سيؤتي ثماره لاحقاً؛ والتي تشمل الحصول على درجات جيِّدة وتحدي النفس والاستفادة من المستشار التوجيهي والنشاطات الخارجيَّة واللغة الأجنبية والعمل على مهارات القراءة والكتابة وامتحانات المستوى المتقدِّم (AP Exams) واختبارات سات الموضوعية (SAT Subject Tests) والبدء بالتفكير في الجامعات والاستفادة من الصيف بحكمة والتفكير في الصورة العامة. سنتحدث في الجزء الثالث والأخير من المقال عن التحضير للجامعة في الصف الثاني والثالث من المرحلة الثانوية، فتابعوا معنا.




مقالات مرتبطة