صفات الزوجة الغيورة وطرق التعامل معها

الغيرة واحدة من المشاعر الأكثر حيرة على الإطلاق، فهي تشتمل على المشاعر المتناقضة؛ إذ تجمع بين الرغبة في الطرف الآخر والنفور من تصرفاته؛ لذا نخاف من فقدانه، وفي الوقت نفسه نغضب عليه، ويؤلمنا قرب الأشخاص الآخرين منه، ونرى أنَّه شخص خاصٌّ بنا ولا يجوز اقتراب أحد منه.



تعرَّف في هذا المقال إلى الغيرة لدى الزوجة، وكيف تبدأ، وما هي الأسباب التي تدفعها إلى ذلك، وما هي الصفات التي تتصف بها الزوجة الغيورة، وكيف يمكن أن تتعامل معها؟

أولاً: ما هي الغيرة؟

عرَّفت الرابطة النفسية الأمريكية (APA) الغيرة بأنَّها: عاطفة سلبية يستاء فيها الفرد من طرف ثالث لأنَّه يسلب - أو من المحتمل أن يسلب - مشاعر أحد أفراد أسرته، وبحسب تعبيرها أيضاً تتطلب الغيرة مثلثاً من العلاقات الاجتماعية بين ثلاثة أفراد: الشخص الغيور، والشريك الذي تربطه علاقة بالفرد الغيور، والمنافس الذي يمثل تهديداً استباقياً لتلك العلاقة.

ويمكن أن تحدثَ الغيرة في أنواع عدَّة من العلاقات مثل: طفل يغار على أبويه من طفل زائر آخر، أو صديق يمنع صديق عن التحدُّث إلى آخرين، ولكنَّ خير مثال على الغيرة نجده في العلاقات الرومانسية، ولا سيما من طرف المرأة عموماً والمتزوجة خصوصاً.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلّص من الشعور بالغيرة وتُسيطر على مشاعرك؟

ثانياً: كيف تبدأ الغيرة؟

عادةً ما تطرح المرأة المتزوجة على نفسها أسئلة عدَّة حول زوجها مثل:

  • هل من الممكن أن تجذبه امرأة أخرى بجمالها؟
  • هل يفتقد معي إلى شيء ما يمكن لامرأة أخرى أن تقدمه له؟
  • ما الذي يُعجِب زوجي؟ هل هو عينا المرأة أم لون بشرتها أم شعرها أم جمال قوامها؟ وهل يبلغ الأمر أن يُعجَب بامرأة أخرى؟
  • هل يحبني زوجي؟
  • إذا أحبَّ الإنسان، فهل يستطيع أن يعجَب بإنسان آخر؟

عندما تبدأ المرأة المتزوجة محاولة إيجاد الإجابات عن ذلك النوع من الأسئلة، فيمكن القول إنَّ ثقتها بنفسها بدأت تضعف، فقد تعطي إجابات غير قاطعة ومليئة بالشك، وعندما تفقد الثقة بنفسها، غالباً ما تعطي إجابات حزينة ومُقلِقَة؛ بل ومخيفة وتحمل الذلَّ في طياتها، وهنا تبدأ رحلة المعاناة مع ما نسميه الغيرة.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح للتعامل مع غيرة الزوج الشديدة

ثالثاً: الأسباب التي تدفع الزوجة إلى الغيرة

  • تدنِّي احترام الذات ونقص ثقة المرأة بنفسها: فقد يُتَخيَّلُ للمرأة أنَّ كل امرأة تصادفها هي أو زوجها أفضل منها؛ الأمر الذي يدفعها إلى الشعور بأنَّها أقل شأناً منها وبأنَّها غير كافية لزوجها الذي ربما يميل إلى الأخرى بسبب جمالها وجاذبيتها أو علمها أو ثقافتها أو أيَّة صفة أخرى تملكها تلك السيدة ولا تملكها هي.
  • تدنِّي أو فقدان الثقة بالزوج: فقد يتصرَّف الزوج تصرفات تبدو عادية مثل إهمال الرد على الهاتف أو الخروج مع أصدقائه دون أن يخبر الزوجة، كما قد يؤدي سلوكات مُريبَة مثل الكذب عليها أو الإخلال بوعده لها، وكل تلك الأسباب وغيرها قد تؤدي إلى فقدان ثقة الزوجة به وتبدأ معها مرحلة الغيرة.
  • الخوف من الهجر أو الخيانة.
  • الشك: وهو شعور يدعو إلى الاهتمام والبحث عن الحقيقة للوصول إلى قرار، وقد يُبنَى ويتشكَّل عند المرأة من إحساس فعلي بوجود أشياء يفعلها الزوج ولا تعجبها، أو من الممكن أن يكون سببه الوهم ودلالات صادرة عن عقلٍ مريض بالغيرة، والشك هو في الأساس الذي يدفع المرأة إلى الإصابة بالغيرة المَرضية، التي يصعُب علاجها في كثير من الأحيان.
  • الفشل في أحد أمور الحياة: كالفشل في التعليم أو في الحصول على عمل لائق.
  • بناء تصورات وتوقعات عن الزواج مخالفة للواقع.
  • المرور بتجربة التخلي في الماضي أو القلق من فقدان شخص ذي قيمة كبرى بالنسبة إليها.
  • قضاء الزوج وقتاً طويلاً بعيداً عنها وشعورها بالوحدة وعدم الارتياح.
  • حاجة الزوجة إلى معرفة مكان زوجها ومع مَن.
  • قيام الزوج بمدح النساء الأخريات أمامها.
  • إحساسها بأنَّها ليست في أول قائمة الأولويات بالنسبة إلى زوجها.
  • تكتُّم الزوج وشعور المرأة بوجود الأسرار التي يُخبِّئها عنها.
  • تجاهل الزوج لها سواءً عن قصد أم غير قصد؛ كأن يرفض مكالماتها أو يتجاهل رسائلها أو طلباتها أو مناسبات خاصة تتعلق بها مثل عيد ميلادها وما إلى ذلك.
  • قيام الزوج بتصرفات مستفزة مثل إبداء إعجابه بنساء غيرها، والتأخير خارج المنزل دون سبب مقنع، وخروجه بكثرة مع أصدقائه، ووضع كلمات السر لحساباته الشخصية وغير ذلك.
إقرأ أيضاً: الغيرة الزائدة عند الرجال: أسبابها، وأعراضها، وطرق التعامل معها

رابعاً: صفات الزوجة الغيورة

  • قليلة الثقة بنفسها وبالناس من حولها.
  • الشك في كل أمر صغير وكبير؛ إذ لا تصدق أيَّاً من الروايات التي يمكن أن يرويها الزوج وتفترض السوء دائماً.
  • تفترض دائماً أنَّ الرجل ينظر إلى امرأة أخرى ولا سيما عندما يكون موجوداً في الأماكن العامة والمناسبات.
  • كثيرة الأسئلة؛ إذ تفترض أنَّها يجب أن تعرف كل تفصيلات حياة الرجل؛ أين يذهب؟ ومع مَن؟ ولماذا؟ وإلى مَن تحدَّث على الهاتف؟ وكم مضى من الوقت؟ وهل توجد ضرورة للحديث مع تلك الفتاة أم غيرها؟ وهل زار شخصاً ما؟ ومَن هو؟ وغيرها من التفصيلات؛ بمعنى لم تَعُد حياة الرجل الخاصة؛ بل حياتها هي.
  • الرغبة القهرية في الامتلاك وفرض السيطرة أو الهيمنة هي سمة غالباً ما تتسم بها الزوجة الغيورة؛ فقد تفرض على الزوج قواعدها الصارمة مثل: إياك أن تخرج من المنزل بعد وقت محدد، أو إياك أن تتحدث إلى فتاة ما، فكثيراً ما تجعل الرجل يعتقد بأنَّها مديرة في العمل وليست زوجته.
  • عصبية المزاج سريعة الغضب حتى من أتفه الأمور.
  • إلقاء اللوم على الغير في كل ما يصادفها من مشكلات.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح من خبراء التنمية البشرية لحياة مستقرة

خامساً: تصرفات تتصرَّفها الزوجة الغيورة

  • تقارن نفسها بغيرها من النساء سواءً الموجودات في محيطها أم حتى على شاشات التلفاز وكذلك الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
  • تُصاب بحالة من الذعر عند عدم إجابة الزوج على هاتفه، وتبدأ افتراض النظريات وبناء التكهُّنات عن أسباب ذلك، وغالباً ما ترسل الرسائل على مواقع التواصل الأخرى.
  • تحاول معرفة تفصيلات وجزئيات حياتك.
  • افتعال المشكلات ولا سيما في الأماكن العامة.
  • غير متسامحة مع الرد المتأخر على رسائلها، ففي كل مرة تتلقى فيها رسالة نصية، يجب عليك الرد على رسالتها في الوقت المناسب، ولا يهم إذا كنتَ في طائرة أم في اجتماع أم تحتضر، فهي فقط لا تستطيع تحمُّل الردود المتأخرة.
  • التشكيك المفرط في كل فعل يفعله الرجل.
  • تقرأ رسائل الزوج الخاصة سواءً بريده الإلكتروني أم رسائله من مواقع التواصل الاجتماعي الأُخرى، وتسأل عن صاحب أو صاحبة كلٍ من تلك الرسائل ونوع العلاقة التي تجمعه بهم، مع حذرها الدائم منهم.
إقرأ أيضاً: من هي المرأة التي يكرهها الرجل؟

كيفية التصرُّف مع الزوجة الغيورة:

  • يجب ألَّا يُمكِّن الزوج سلوكها: فعندما تصر على مراسلتك كل خمس دقائق عندما تكون في الخارج مع أصدقائك، قل لها: "لا"، ليس عليك أن تكون لئيماً حيال ذلك، ولكن عليك أن تكون حازماً، وخاصة إذا كنتَ تُهدِّئ من غيرتها باستمرار بالطمأنينة، فلن يكون لديها أي سبب لوقف سلوكها غير الحزم.
  • على الزوج أن يطلب منها التعبير عن أسباب غيرتها عندما تهدأ؛ إذ يجب إبعادها عن مشاعر الغضب والمشاعر القاسية الأُخرى، التي ينتج عنها عادة الكثير من المشكلات والأمور غير العقلانية في طبيعتها.
  • على الزوج مساعدتها وتشجيعها على القيام بالنشاطات التي تحبها، أو تشجيعها على التواصل مع أصدقائها والخروج بصحبتهم والقيام بالرحلات أيضاً؛ إذ يساعدها ذلك على الشعور بالرضى عن ذاتها وتصبح معتمدة اعتماداً قليلاً على زوجها، ويزيد احترامها لذاتها ومن ثم تصبح قليلة الغيرة.
  • امنحها الشعور بالأمان والطمأنينة: قُل لها إنَّك تحبها في أوقات غير مُتوقَّعة.
  • على الزوج مساعدة الزوجة على بناء الثقة بنفسها، ويمكن أن يقدم لها المديح سواءً بجمالها أم خصالها الحميدة أم مهاراتها كمهارتها في الطبخ أم أسلوبها في تربية الأولاد.
  • على الزوج الامتناع عن الدفاع أو تبرير سلوكه والدخول في سجالات قد لا تنتهي؛ بل عليه التَّحلِّي بالصبر والهدوء وعدم اتِّخاذ موقف دفاعي ومحاولة التحدُّث بهدوء ومنحها الإحساس بالأمان.
  • إنشاء الحدود: هذه الفكرة ليست بالأنانية؛ بل هي نوع من إعطاء مساحة خاصة لكلٍّ من الزوجين؛ فمثلاً، ليس بالضرورة أن ينظر كل منهما إلى هاتف الآخر أو يقرأ رسائله، ومن الضروري أن يُكوِّنا الأصدقاء المشتركين بينهما؛ بل والعمل على ترك هذه التفصيلات خاصة بكل منهما.
  • على الزوج أن يتحلى بالصبر والتسامح: يجب على الزوج أن يعلم في داخله أنَّ السبب الأساسي للغيرة يكمن في الحب الزائد؛ لذا، عند حدوث أيَّة مشكلة يجب أن يفكر بهدوء ويراجع المشكلة ويقيمها ويُبدي استعداداً واضحاً لحل أيَّة مشكلة ومعالجة أيَّة مخاوف لدى الزوجة.
  • على الزوج أن يبحث دائماً عن أوقات مناسبة ليقضيها مع زوجته ويعبِّر فيها عن مدى حبه واهتمامه بها.

إنَّ العيش مع زوجة تملؤها الغيرة ليس بالشيء السهل، ويجب التعامل معها بحكمة وهدوء حتى لا تتحول هذه الغيرة إلى غيرة مَرضية، التي غالباً ما تُدمِّر العلاقات وتهدم البيوت وقد تؤدي إلى الأمراض النفسية التي لا خلاص منها في كثير من الأحيان.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة