سيكولوجية الزخم: 5 خطوات للخروج من الأزمات النفسية

هل سبق لك أن شعرت بأنَّك مقيد بدوامة من الأفكار السلبية؟ ففي بعض الأحيان، قد تشعر لأيام، أو حتى أسابيع بأنَّك تريد أن تكون نشيطاً؛ لكنَّك لا تستطيع ذلك، فقد تشعر تماماً كأنَّك غارقٌ في الرمال المتحركة، لكن ثمة شيء يستطيع أن يساعدك على الخروج من هذا المأزق؛ بل ويبقيك بعيداً عنه أيضاً، ألا وهو الزخم.



إنَّ الدماغ عبارةٌ عن آلة لإنشاء الأنماط، والتي خُلقِت لإيجاد طريق واتباعه باستمرار، ويفعل هذا لأنَّه يريد توفير الطاقة، إنَّه بخيل، لهذا السبب من الصعب جداً إجراء تغيير سلوكي، خاصةً عندما لا يشعر برغبةٍ في ذلك، وإنَّه يتعارض تماماً مع نزعتك الفطرية إلى الاستتباب.

لكن هذا يعني أيضاً أنَّه بمجرد أن تتبع عادةً ما، يصبح الزخم أداةً قويةً تستطيع استخدامها لمصلحتك، وبعد تكوين نمط سلوك معين، ستستمر في اتباعه، وسيصبح الأمر أسهل وأسهل، إلى حدٍّ ما، إنَّ الزخم أهم بكثير من الدافع.

مع أنَّك في الوقت الحالي قد تشعر بصعوبةٍ بالغة في النهوض والخروج من أزمتك النفسية، لكن توجد عملية مماثلة تستطيع القيام بها وتكرارها، والتي ستحفزك على الاستمرار في العمل.

فيما يأتي خمس خطوات لإخراج نفسك من هذا المأزق النفسي:

1. تحفيز إفراز هرمون الدوبامين:

إذا أردت تغيير سلوكك عندما تعاني انخفاضاً في طاقتك وحماستك، فيجب أن تبدأ بتغيير حالتك، وللقيام بذلك يجب تغيير التركيبة الكيميائية العصبية لديك من خلال تحفيز إنتاج هرمون الدوبامين طبيعياً؛ إذ يساعد الدوبامين، والمعروف أحياناً باسم "هرمون التحفيز"، على الشعور برغبةٍ في إنجاز الأمور.

فيما يأتي بعض الطرائق لزيادة مستوى الدوبامين لديك:

  • تقليل تناول السكر أو الامتناع عنه تماماً.
  • قضاء وقت بالخارج تحت أشعة الشمس.
  • اتخاذ خطوات لتقليل القلق والتوتر.
  • ممارسة بعض التمرينات عالية الشدة.
  • ممارسة التنفس العميق أو اليوغا.
  • تناول مكملات المغنيزيوم وفيتامين د.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • وضع أهداف.

2. تحديد الهدف:

لأنَّ تحديد الأهداف هو من الطرائق الفاعلة لزيادة إنتاج الدوبامين، من الضروري أن تحدد هدفك؛ فعندما يكون لديك هدف تسعى إليه، تزداد مستويات الدوبامين طبيعياً، والسبب الآخر الذي يُعدُّ هاماً جداً، هو أنَّ الهدف يحافظ على تركيزك، وإنَّ شرود الذهن يستهلك طاقتك العقلية بشدة، ومن المرجح أن يحدث ذلك إذا لم يكن لديك هدف توجه انتباهك إليه، فكلما كانت النية أقوى، وكلما زاد شغفك بما تسعى إليه، أصبح أثر النية فيك أكثر عمقاً.

على سبيل المثال، قد تقرر تجاوز الأزمة النفسية التي تعيشها من خلال الجري كل يوم والمنافسة في سباقٍ لمسافة 10 كيلومترات، وتستطيع إضفاء الحماسة على هذه التجربة عندما تفكر بالشعور الرائع الذي ستشعر به تجاه نفسك عند الانتهاء من السباق، ولا مشكلة في أن تكون مغروراً قليلاً؛ فالهدف هنا هو أن تشعر بالحماسة تجاه الفكرة.

شاهد بالفيديو: 8 أخطاء شائعة في تحديد الأهداف

3. تذكُّر التجارب السابقة:

قد يصعب عليك مواجهة تحدٍّ جديد إن لم تكن لديك تجارب مماثلة تستطيع تذكرها، فالتجربة المرجعية هي هدف أصغر، الغرض الرئيس منه هو أن يكون مثالاً يُذكرك بأنَّك تستطيع تحقيق ما تسعى إليه، وبمجرد تحديد هدفك، يجب التفكير في مجموعة من الإجراءات التي من شأنها أن تكمِّل هدفك وتظهر لك علامات ملموسة على التقدم.

على سبيل المثال، قد لا تستطيع الآن من الركض لمسافة 10 كيلومترات؛ لكنَّك قادر على الركض لمسافة 3 كيلومترات؛ لذا تستطيع المشاركة في سباقٍ أقصر وتخيل نفسك تقوم بذلك، تستطيع بعدها تدريجياً المشاركة في سباقاتٍ مسافتها 5 كيلومترات و7 كيلومترات كي تستعد ذهنياً للسباق الأكبر.

هذه التجارب المرجعية تُحفز إفراز هرمون الإندورفين في جسمك بوصفه مكافأة على إنجازها، مما يعزِّز هذا السلوك في المستقبل ويُكسِبك مزيداً من الزخم؛ إذ يقول الرسام "فنسنت فان غوخ" (Vincent Van Gogh): "لا تتحقق الأشياء العظيمة عشوائياً؛ بل من خلال سلسلة من الإجراءات الصغيرة التي تجتمع معاً".

إقرأ أيضاً: كيف تنجح في عملك بالتعلم من تجارب الماضي والتطلع إلى المستقبل؟

4. اتخاذ أصغر الخطوات وزيادتها تدريجياً:

يتمثل الجزء الأول من هذه الخطوة في محاولة البدء بكسب الزخم بأبسط نشاطٍ تستطيع تخيله؛ ففي المثال السابق قد يكون هذا النشاط مجرد ارتداء ملابس الجري والتمدد قليلاً، وإنَّ أداء أصغر قدر من الحركة أفضل من عدم الحركة على الإطلاق، وإنَّه أكثر فاعلية أن تبدأ بهدوءٍ حتى تتجنب الإرهاق.

بعد ذلك، يجب أن تضع وتيرةً زمنيةً وتزيدها قليلاً بالتدريج؛ إذ تستطيع أن تبدأ بمرةٍ أو مرتين في الأسبوع وتتطلع إلى زيادتها لاحقاً، فإذا قررت أنَّ خطوتك الأولى هي ارتداء حذاء الجري، فتستطيع القيام بذلك لمدة ثلاثة أيام؛ لذا بحلول اليوم الثالث، ستشعر برغبةٍ في الخروج والجري.

إقرأ أيضاً: لماذا عليك دائماً أن تقلق بشأن الأشياء الصغيرة؟

5. الإعادة والتكرار:

أخيراً بمجرد الانتهاء من كل هذه الخطوات، تابع إجراء تحسينات صغيرة حتى تشعر أنَّك حققت هدفك، وأنَّك مستعد لهدف جديد.

في الختام:

إن شعرت بأنَّك عالق في مأزق نفسي، فافهم أنَّه مجرد شعور وأنَّ الأمر لن يستمر إلى الأبد، وعندما تدرك عواطفك جيداً، ستستطيع رؤية ذلك رؤية أفضل؛ فالعقل البشري أداة رائعة عندما تستطيع استثماره لمصلحتك، ومبدأ الزخم يستطيع أن يساعدك على القيام بذلك، فاتبع هذه الخطوات الخمسة، وسترى بسرعة أنَّ مشاعر الكسل هذه هشةٌ حقاً، وأنَّك تستطيع استعادة حيويتك بسرعةٍ والحفاظ عليها دائماً.




مقالات مرتبطة