سر النجاح يكمن في قوة الإرادة

تساعد قوة الإرادة الإنسان على رفع مستوى أدائه، وتخفيض كمية الجهود التي يبذلها في الأسبوع الواحد؛ إذ يظنُّ معظم الأفراد أنَّ النجاح يتطلَّب امتلاك موهبة فذَّة وكثيراً من الحظ والتوفيق في الحياة، لكنَّ العادة التي يناقشها المقال تقلب الموازين؛ بل إنَّها يمكن أن تساعد المرء على تحقيق مزيد من النجاحات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونير" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن دور الانضباط الذاتي وقوة الإرادة في تحقيق النجاح.

أود أن أناقش في البداية نتائج بحثي الخاص:

أجرى الكاتب "مالكولم غلادويل" (alcolm Gladwell)، دراسة استقصائية في كتابه "المتميزون" (Outliers)، عن أشخاص يتمتعون بمستوى ذكاء مرتفع على مستوى العالم، مُتتبعاً جميع مراحل حياتهم من الولادة حتى سن الرشد، وبيَّنت النتائج أنَّ هؤلاء الأفراد حققوا نجاحات متميزة في بداية حياتهم، ولكنَّهم سرعان ما فقدوا بريقهم مع تقدمهم بالعمر، وانتهى بهم المطاف في الحضيض دون تحقيق أي نجاحات تُذكر.

العامل الأساسي في تحقيق النجاح:

يعتقد غالبية الأفراد أنَّ معدل الذكاء هو مقياس ثابت لمهارة معيَّنة، وأنَّه العامل الحاسم في تحقيق النجاح، وهذا مفهوم خاطئ تماماً؛ إذ يستخدم معظم الأفراد هذا الاعتقاد ذريعةً للتنصُّل من مسؤولية تحسين حيواتهم، والتمسُّك بحالة الكسل التي تحول دون تقدمهم.

يكمن سر النجاح في قوة الإرادة، فقد أجريت دراسة على عدد كبير من الأثرياء في العالم، واكتشفت أنَّ سر نجاحهم يكمن في الانضباط الذاتي وقوة الإرادة، كما قرأتُ مؤخراً كتاب " 15 سر لزيادة الإنتاجية" (15 Productivity Secrets) يحتوي على حوارات مع أشخاص أثرياء، يذكر أحد أصحاب المليارات في الكتاب أنَّه قابل خلال حياته عدداً كبيراً من الأفراد الذين يفوقونه في ذكائهم، لكنَّهم كانوا عاجزين عن الالتزام بالعمل على تحقيق أهدافهم؛ لذا كانوا أقل نجاحاً منه على الرَّغم من معدل ذكائهم المرتفع.

يكمن سر النجاح في ضبط النفس والقيام بالأعمال التي يمكن أن يعجز عنها الآخرون نتيجة عدم توفر الإرادة الكافية، وقد قال رجل الأعمال الأمريكي "جون بول جونز دي جوريا" (John Paul DeJoria) ذات مرة: "يقوم الإنسان الناجح بالأعمال التي لا يرغب نظيره الفاشل بالقيام بها جرَّاء ضعف إرادته".

عليك أن تعمل على زيادة قوة إرادتك وانضباطك، من خلال القيام بأعمال يومية بسيطة تسهم في تحسين حياتك المستقبلية، كما يمكنك أن تزيد من فاعلية العملية من خلال قراءة مزيد من الكتب المتعلقة بالأعمال والمشاريع وكسب المال، أو التمرن لوقت أطول في النادي الرياضي.

تفيد الدراسات بأنَّ قوة الإرادة أشبه ما تكون بالعضلة؛ بمعنى أنَّك عندما تُنهكها في أحد الأيام، ستصبح عرضة لاتخاذ قرارات غير عقلانية، إيَّاك أن تجهد قوة إرادتك؛ وإنَّما يجب أن تستخدمها بحكمة، حتى تمرِّنها وتصقلها وتصبح أقوى مع مرور الزمن.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لامتلاك شخصية إيجابية تساعدك على تحقيق النجاح

الدروس المستفادة من المقال حتى الآن:

  • لا تولد الموهبة مع الأشخاص الناجحين؛ وإنَّما تُكتسب.
  • يكمن سر النجاح في قوة الإرادة، وبوسع الإنسان أن يعمل على صقل وتقوية إرادته، لكنَّ معظم الأفراد لا يتكبَّدون عناء المحاولة.
  • يستخدم بعض الأفراد المعتقدات المغلوطة لتبرير حالة الكسل والفشل التي تسود حياتهم.

صرَّح الممثل الأمريكي "ويل سميث" (Will Smith) في إحدى مقابلاته بأنَّه لا يتمتَّع بموهبة استثنائية، أو مظهر جذاب، أو رشاقة، أو ذكاء يفوق زملاءه بالوسط، وإنَّه يعزو نجاحه إلى أخلاقيات العمل التي يتمتع بها واستعداده للقيام بما يلزم لتحقيق النجاح.

استثمار الوقت المهدور في نشاطات هادفة:

يتذرَّع معظم الأفراد بأنَّهم لا يمتلكون الوقت الكافي للقيام بأعمال إضافية خلال اليوم الواحد، وبأنَّهم يشعرون بالإرهاق من نمط حياتهم العادي أساساً، ولا خاطر لهم ببذل مزيد من المجهود، وتجدر الإشارة إلى أنَّ معظم هؤلاء الأشخاص يهدرون عدة ساعات يومياً في مشاهدة العروض التلفزيونية السخيفة، أو الدردشة غير الهادفة مع الأصدقاء.

يجب أن تضع نصب عينيك حلماً ترغب بتحقيقه بشدة لدرجة تهميش جميع المخاوف، وتذليل كافة الصعوبات المحتملة في سبيله، وأنصحك بأن تدوِّن نشاطاتك اليومية، وتكتشف بنفسك مقدار الوقت الضائع على نشاطات عبثية لا طائل منها، وقد طبَّقتُ ذلك شخصياً، واكتشفتُ أنِّي أهدر نحو 4-5 ساعات يومياً بعد الساعة الخامسة مساءً.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة لاستثمار الوقت بشكل فعّال

فيما يأتي مثال عن النشاطات اليومية العبثية:

  • العشاء – 30 دقيقة.
  • مشاهدة مقاطع فيديو على "يوتيوب" (Youtube) – ساعة كاملة.
  • تصفُّح الإنترنت – ساعة كاملة.
  • تصفُّح مواقع التواصل الاجتماعي – ساعة كاملة.
  • لعب ألعاب الفيديو (أو تطبيقات الألعاب) – ساعة كاملة.
  • الدردشة مع الأصدقاء في النادي الرياضي – 30 دقيقة.

تعمَّدت المبالغة في تقدير الأوقات الضائعة آنفة الذكر حتى أوضِّح وجهة نظري، والأفراد عموماً دون استثناء يهدرون عدة ساعات من وقتهم في أيام العمل الاعتيادية، فستكتشف أنَّك تهدر 3-6 ساعات يومياً في القيام بنشاطات لا طائل منها، ويمكن تقليل مدتها، ناهيك عن كم الوقت الهائل المهدور في أيام العطل.

أقترحُ عليك أن تتصوَّر الحياة التي تحلم بعيشها بعد 3 سنوات من الآن، ثمَّ تحدِّد النشاطات التي ستساعدك على بلوغ غايتك، والأخرى التي ستعوقك وتؤخر العملية، فلن تساعدك الدردشات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا مشاهدة مقاطع الفيديو في "يوتيوب" على تحقيق أحلامك، لكنَّ القيام بالمهام الصحيحة سيفي بالغرض، ويحقِّق لك مرادك، وتختلف هذه المهام من شخص لآخر بحسب أهدافه ومجال عمله، فقد تكون إمضاء مزيد من الوقت في تسويق خدمات الشركة على سبيل المثال.

إقرأ أيضاً: هل الأنشطة اليومية الهادفة مرتبطة بالعافية؟

الآن بعد أن حدَّدت النشاطات الهادفة:

  1. اختر مهمة واحدة.
  2. خصِّص 10 دقائق إضافية للعمل عليها يومياً.
  3. ابدأ بتخصيص مقدار قليل من الوقت حتى لا تتعرض للاحتراق الوظيفي.
  4. زِد المدة تدريجياً حتى تتمكَّن في النهاية من استثمار كامل الوقت الضائع بفاعلية.
  5. حاول أن تجعل العملية مُمتعة حتى لا تتعرَّض للاحتراق الوظيفي.

تضمن لك هذه الخطوات الوصول لأعالي المجد خلال مدة قصيرة.




مقالات مرتبطة