سبع طرق للتَّعامل مع شريكٍ مكتئب

هل يعاني أحد من أقربائك، أصدقائك، شركائك في العمل، من الاكتئاب ولا تعرف كيف تتعامل مع هذا النوع من البشر؟ نقدم إليك سبع طرائق للتعامل معهم، باختصار استمع إليهم، واعتنِ بنفسك، وتأكد من أنهم يبحثون عن مساعدة احترافية.



1. الوقاية خيرٌ من العلاج

كن على درايةٍ بالأمور التي تثير الاكتئاب والسُّلوكيات المدمّرة للذات مثل الإسراف في العمل، أو وضع توقعات غير واقعية لأنفسهم، أو أن يُفرطوا في نقد ذاتهم. وتعرَّف على العلامات التي تنذر بذلك الأمر، مثلَ التَّغييرات على الحالة المزاجية، والنَّرفزة المفاجئة، وقلة النَّوم واضطرابه، وعدم الاهتمام بمظهره وما إلى ذلك، عليكَ أن تبحث عن تغييرات مستدامة، إذ يمكن للجميع أن يمرَّ بيومٍ سيء. قم عندئذٍ بالتَّدخل بسرعة، واحتج على سلوك شريكك. وكن حازماً، ولكن ليس إلى درجة المواجهة، فالجدال والعراك غير مثمر. حاول مساعدة شريكك على الاعتراف بوجود مشكلة، وعندها فقط يمكن أن يبدأ التَّعافي من تلك المشكلة. يُعد استبيان PHQ9 (استبيان صحة المريض - متوفر عبر الإنترنت) أداة أوليَّة جيدة لمعرفة ما إذا كان المرءُ عُرضَةً للإصابة بالاكتئاب، ويساعده في الحصول على العلاج المناسب.

2. كُن مستمعاً جَيِّداً

إنَّ هذا الأمرَ أصعبُ مما تتخيل، خاصةً إذا بدأ شريك حياتك في الحديث عن أشياء تهمّك وتريد الرَّد عليها. لكن شجع شريكك على الانفتاح -قد يستغرق الأمر بعض الوقت- وكن مستعداً لمواجهة مشاكلَ لا تبعث على الاطمئنان، وخصوصاً إذا كنتَ أنت جزءاً من المشكلة. قد تتضمن مساعدة شريكك اتَّخاذ قرارات صعبة، لذا من المهم أن تُظهر له أنَّك منفتح الذهن ومستعدٌ للنظر في كل الاحتمالات، لكن لا توافقه على القرارات التي تغيِّر الحياة والتي من الممكن أن يرغب في اتخاذها بينما لا يزال يشعر بالضَّعف. فقد يرَ الأشياءَ بشكلٍ مختلف عندما يتعافى من ذلك. لا تخبره أنَّ كل شيء يسيرُ بشكلٍ جيد بالنسبة له، وأنَّكَ لا تفهم سبب شعوره بالضَّعف الشديد، هذا ليس مطمئناً. لكن مساعدة الناس بلطف على رؤية الإيجابيات في حياتهم قد تكون مفيدة. لذا لا تقل له : "تمالك نفسك!".

3. كُن مُراعياً لشعوره

قم ببعض الأشياء الصغيرة التي تُظهر لشريكك أنَّك تهتم به وترعاه. يمكن للمعاملة الصغيرة أن تقطع شوطاً طويلاً في ذلك. خصص الوقت لتكونوا معاً وقم بتدليله. واستوعب فكرةَ أنَّ شريكك ليسَ على ما يرام وقد لا يكون قادراً على القيام بالعديد من الأشياء التي قد يحققها عادةً دون جهد. لذا كُن داعماً له جسديَّاً وعاطفياً، لكن لا تتواطأ معه في قَرارته الخاطئة. وَضَعْ حدوداً لصحتك العقلية. وحاول تشجيعه على وضع أهداف صغيرة قابلة للتحقق، لا على أن يحاول تحقيق المستحيل.

4. شجّعه على القيام بالتَّمارين الرياضية والنشاطات المفيدة

يمكن أن يصبح من السَّهل جداً على الشخص المصاب بالاكتئاب أن يتوقف عن الخروج وأن يتوقف ببطء عن إنجاز الأمور، لكن ذلك نادراً ما يساعد. يمكن أن يكون الذهاب في نزهة مع شريكك أمراً علاجياً جيداً وفرصة جيدة للتَّحدث، لكن لا تضغط عليه إذا لم يكن جاهزاً، فقط قم بالمشي بقربه. يجد بعض النَّاس أنَّه من السَّهل عليهم أن يتكلموا إذا كانوا يقومون بشيء جنباً إلى جنب شخص آخر بدلاً من وجهاً لوجه. إحدى الجوانب الرئيسية للمساعدة في الاكتئاب هو القيام بالأمورِ والحفاظ على نشاطٍ عقليٍّ وجسدي. حاول تشجيعهم على القيامِ بأشياءَ صغيرة في البداية، ولكن ذلك النَّوع من الأشياء الصغيرة التي تجلب المتعة.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الاكتئاب النفسي وتعيش حياة سعيدة.

5. لا تدعهم يتوقفون عن العمل لفترة طويلة

إذا كان شريكك يعاني، يمكن عندئذٍ أن يكون العمل لمدة أيام قليلة مفيداً له، ولكن نادراً ما تكون هذه فكرة جيدة على المدى الطويل إلا إذا أوصى الطبيب بذلك.

6. احرص على أن يحصل على مساعدة احترافية مناسبة

يمكن القيام بذلك عن طريق طبيبٍ عام أو مستشار نفسي. من الممكن للاكتئاب أن يأتي بجميع الأشكال بدءاً من التَّعاسة الخفيفة وصولاً إلى المرض البيولوجي وجميع الأمور التي بينهما. لذا كن معه عبر عمليَّة التَّعافي (إلى الحد الذي يرغب به في هذا). واحرص على ألا يفهم أعراضه ويفشل بعد ذلك في الحصول على الدَّعم المطلوب. يمكن لمضادات الاكتئاب أن تعمل عملها في تلك الحالة، ويجب ألا يتم استبعاد دورها. تحدث إلى الطبيب. إذ يمكن أن يسبب له كل من الاكتئاب والأقراص التي يتناولها فقدان الرغبة الجنسية، إذا كانت هذه مشكلة، فتحدث عنها وطمئن شريكك.

7. اعتنِ بنفسك

إنَّ هذا أمرٌ فائق الأهميَّة، فالعيش مع شريكٍ شديد الاكتئاب يمكن أن يخلق مشاعر بالذنب والغضب والإحباط، والتي يجب التَّغلب عليها من أجل شفائها. ومع ذلك، من المهم مواجهة أيَّةِ مشاعر سلبيَّة والتَّغلُّب عليها برفقةَ شريك حياتك. لا تتجاهل صحتك، فقد يصاب مقدموا الرعاية بالاكتئاب أيضاً. تأكد من قضاء بعض الوقت في القيام بأشياء تجعلك تشعر بالراحة ولا تخف من طلب المشورة لنفسك.

إن التعامل مع الشخص المصاب بالاكتئاب ليس بالأمر السهل، فكيف إذا كان هذا الشخص هو شريكك، لهذا ننصحك باتباع هذه الطرق السبعة للتعامل مع شريكك المصاب بالاكتئاب، والسير معه ومساعدته حتى المثول للشفاء التام دون أن تُشْعِرَه بذلك.

 

المصدر

 




مقالات مرتبطة