زراعة الأسنان: أنواعها، ومراحلها، وفوائدها، وتكلفتها، وشروط نجاحها
نجحت تقنية زراعة الأسنان في حل العديد من المشاكل، وهي تُعدُّ الآن من أشهر الجراحات وأفضل الحلول الَّتي توصَّل إليها طب الأسنان، فكلُّ فقد للسنِّ سواء في مرحلة مبكِّرة أم نتيجةً للقلع في مرحلة متأخِّرة، يمكن أن يُرمَّم بعمليَّة زراعة الأسنان.
وتبلغ نسبة نجاح العمليَّة 95% للفك السُّفلي، و90 % للفك العلوي، وتدوم طوال العمر؛ مع الأخذ بعين الاعتبار مدى اهتمام المريض بصحَّته والاعتناء بنظافة أسنانه، ويتَّخذ القرارَ الطَّبيبُ بمشاركة المريض، مع شرح إيجابيَّات وسَّلبيات هذه العمليَّة بالمقارنة مع الحلول الأخرى مثل جسر الخزف أو طقم الأسنان الاصطناعي الجزئي.
اكتُشِفت زراعة الأسنان عام 1952م على يد جرَّاح تقويم سويدي، ليُنقذ البشريَّة من آلام فقدان الأسنان، وأصبحت العمليَّة تدور حول وضع مسمار من التِّيتانيوم في عظم الفك، وذلك لقدرة معدن التيتانيوم العالية على الاندماج سريعاً مع العظام، دون أن تشعر عظام الفك بأنَّ التيتانيوم جسم غريب يمكن أن ترفضه.
ما هي زراعة الأسنان؟
هي جراحة لتعويض الأسنان المفقودة أو التَّالفة، حيث يُستَبدَل السِّن التَّالف بسن صناعيٍّ مشابه له بالشَّكل والوظيفة، وتُستبدَل جذور الأسنان بدعامات معدنيَّة تشبه البراغي، وتعتمد العمليَّة على حالة عظمة الفك ونوع السِّن المراد زراعته.
يدخل في عمليَّة زراعة الأسنان مكوِّن معدني يُشبه المسمار يُعرف بالطعم، ويتكوَّن عادةً من التيتانيوم الَّذي يُغرس داخل عظم الفك السُّفلي أو العلويِّ، وتُصنَّع الطُّعوم بواسطة الهيكل الأساسي للأسطوانة المصنوعة من التيتانيوم، على أن يكون في محيطها لولب في مركزه فراغ يُثبَّت فيه مبنى السِّن، بحيث تتضمِّن عمليِّة زراعة الأسنان زرع طعم اصطناعيٍّ في عظم الفك قبل أن يُبنى عليه تاج السن.
شاهد بالفيديو: ممارسات تضر بصحة الفم والأسنان
مراحل زراعة الأسنان:
1. مرحلة الاستعداد:
هي أوَّل مرحلة من مراحل زراعة الأسنان، يقوم فيها طبيب الأسنان بالتَّأكُّد من أنَّ عمليَّة الزَّرع هي الحل الأنسب، وذلك عن طريق فحص الخلفيَّة الطبيَّة، ويُطلب إجراء فحص تصوير بالأشعَّة السِّينيَّة للأسنان والفكين.
2. مرحلة التَّجهيز والتَّحضير:
يُجهِّز الطَّبيب الأماكن المعدَّة للزَّرع من خلال الحفر في عظمة الفك بعد إعطاء المريض حقنة التَّخدير الموضعي أوَّلاً، ثمَّ يُدخِل الغرسات المصنوعة من التيتانيوم الخالص في عظم الفك مكان السِّن المفقود، هنا يُغطَّى الطعم من جديد بأنسجة اللثة، ويبقى في مكانه لفترة تترواح بين 3-6 أشهر قبل وضع السن الدائم عليها، حتى يلتئم مع العظم المحيط به.
3. مرحلة الالتئام:
يقوم الطَّبيب في هذه المرحلة بترك المريض لفترة من الوقت، ليتسنَّى التئام والتحام العظم الفكِّي الموجود بين عظم الفك والغرسة واستيعاب الغرسات في مكانها، وتُقدَّر هذه المدَّة بحوالي ثلاثة أشهر تقريباً للفك السُّفلي، وستَّة أشهر للفك العلويِّ.
4. مرحلة التَّركيب النِّهائي:
يخضع المريض خلال هذه المرحلة لعدَّة جلسات للوصول إلى التَّركيبة النِّهائيَّة، بأخذ طبعات للفم وأخذ القوالب الخاصَّة للجذور المغروسة والأسنان الطَّبيعيَّة، ويُفضَّل أن تُصنع التِّيجان من مادَّة الزيركون لأنَّ لونها طبيعياً، وبعد الانتهاء من تحضير التِّيجان، يجب القيام بتجربة التَّركيبة النِّهائيَّة قبل عمليَّة تثبيتها نهائياً للتَّأكد من ملائمتها.
هل يستطيع كل الأشخاص زراعة أسنان؟ وإلى من يجب أن نتوجَّه لإجرائها؟
كلَّا، ليس بإمكان أيِّ شخص إجراء الزِّراعة، حيث يجب أن يكون سليماً معافىً من بعض الأمراض مثل السكري أو هشاشة العظام، ويجب أن يكون المريض بالغاً في العمر وسطيَّاً 25 سنة.
وإذا كان المريض مدخِّناً، يُنصح بأن يتوقف عن التَّدخين قبل إجراء الجراحة؛ لأنَّ التَّدخين يزيد من احتمال فشل العمليَّة.
من يقوم بعمليَّة زراعة الأسنان؟
يسمح القانون لكلِّ أطبَّاء الأسنان بإجراء عمليَّة زراعة الأسنان، ولكن الأفضل اختيار طبيب مختص وحاصل على شهادة في هذا الاختصاص، وهنا نجد أنَّ جرَّاحي الفك المختصِّين في جراحة الوجه والفكين لديهم مؤهلات إضافيَّة للعمل في زرع الأسنان، كما توجد دورات خاصَّة لأطبَّاء الأسنان في هذا المجال.
مخاطر ومضاعفات زراعة الأسنان:
كأيَّة عمليَّة جراحيَّة أخرى، تحدث بعد عمليَّة زرع الأسنان بعض المضاعفات، منها:
1. العدوى:
من مخاطر زراعة الأسنان حدوث عدوى في نفس مكان زراعة السن، ويظهر ذلك من خلال ظهور خرَّاج أو قيح أو أعراض التهاب في مكان الزِّراعة، وقد تتوسَّع العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم مُسبِّبة عدوى مناعيَّة، وقد تصل إلى صمَّامات القلب مؤدَّية إلى حدوث التهاب الشِّغاف، ومن أعراضها ارتفاع درجة حرارة الجسم، والشُّعور بالألم، ونزيف في اللَّثة أو منطقة الزَّرع، والرَّائحة الكريهة في الفم، وتورُّم اللَّثة واحمرارها.
2. النَّزيف:
قد يحدث النَّزيف أمراً طبيعيَّاً لمدَّة يومين، لكن أكثر من ذلك يكون هناك مشكلة ما.
3. رد الفعل التَّحسُّسي:
قد يحدث لبعض الأشخاص رد فعل تحسُّسي عند زراعة الأسنان، بسبب وجود حساسيَّة للشَّخص لمادَّة التيتانيوم، وهي المعدن الموجود في زراعة الأسنان.
4. مشاكل الجيوب الأنفيَّة:
عندما تكون زراعة الأسنان في الفك العلويِّ، قد يتأثَّر تجويف الجيوب الأنفيَّة ويحدث مشاكل فيها.
5. كسر السِّن المزروع:
نحن نفقد إمكانيَّة تعويض السِّن في حال كسر دعامة السِّن المزروع أو كُسر السِّن المزروع نفسه، وذلك لأنَّ العظم المتبقي لا يعود قوياً بشكل كافٍ لوضع غرسة جديدة.
6. مخاطر أخرى:
هناك مخاطر أخرى لزراعة الأسنان، مثل: تلف الأعصاب الَّتي يمكن ملاحظتها من خلال الشُّعور بالتَّنميل في الشفتين أو اللَّثة أو اللسان، ورفض مكان الزَّرع للجسم الغريب، وتظهر من خلال تورُّم مكان الزَّرع أو احمرار وألم شديد وانحسار اللَّثة المجاورة للزراعة ممَّا يؤدِّي لكشف الدعامة المعدنيَّة المثبتة للسن، وتخثُّر الأنسجة نتيجة لموت الخلايا حول الزَّرع، وفشل التئام الجرح النَّاتج عن عمليَّة الزرع.
أنواع زراعة الأسنان:
يتم اختيار نوع زراعة الأسنان وفقاً لعدَّة عوامل، منها مدى صحَّة عظام الفك، ومكان السِّن المفقود، وعدد الأسنان المطلوب زراعتها، وتفضيلات المريض. والأنواع هي:
- زراعة الأسنان الجراحيَّة - التَّقليديَّة: وهي الطَّريقة التَّقليديَّة نفسها، الَّتي تكلَّمنا عنها سابقاً.
- زراعة الأسنان الفوريَّة - في جلسة واحدة: يتم فيها القيام بزراعة أسنان صناعيَّة بدلاً من الأسنان المفقودة، من خلال إدخال الزِّرعات داخل العظم الصَّلب بدلاً من العظم اللَّين كما يحدث في الزِّراعة التَّقليديَّة، لذلك هي أكثر ثباتاً وتُقلِّل من احتمالات الرَّفض وعدم الالتئام، لكنَّها لا تُناسب جميع الأشخاص؛ حيث يُشترط فيهم أن يكونوا من الأصحَّاء وألَّا يُعانوا من أيِّة أمراض، وامتلاكهم عظام قويَّة كثيفة بالفك وأنسجة فمويَّة سليمة.
- زراعة الأسنان باللِّيزر - بدون جراحة: من أنجح أنواع زرعات الأسنان الَّتي يُفضِّلها الكثيرين، هي تعتمد على نفس المبدأ الأساسيِّ لعمليَّة زراعة الأسنان، ولكن مع استبدال الإجراءات الجراحيَّة باستخدام اللِّيزر الَّذي يقوم بإحداث شقٍّ دائري صغير في المكان المحدَّد في اللَّثة لا يتعدَّى 5 ملليمتر، ثمَّ يضع الغرسة المعدنيَّة الَّتي يبرز منها جزء خارج اللَّثة لتثبيت السِّن الاصطناعيَّة عليه فيما بعد دون الحاجة لوضع دعامة، وبالتَّالي يتمتَّع المريض من خلال هذه التَّقنيَّة بالسُّرعة والدِّقة وعدم وجود خياطة وألم وتورُّم، كما أنَّها ملائمة لمرضى السُّكَّر ومرضى تجلُّطات الدم.
شروط نجاح زراعة الأسنان وعوامل فشلها:
يتحدَّث الدُّكتور كريم مكادي -استشاري تجميل الأسنان وجراحة الوجه والفكَّين وعضو الجمعيَّة الأميركيَّة لزراعة الأسنان- عن أهمِّ الشُّروط لنجاح عمليَّة زراعة الأسنان، وهي:
- التأكُّد من مهارة الطَّبيب المختص، لافتاً إلى أنَّ خبرة الطَّبيب تلعب دوراً رئيساً في استخدام ووضع المادَّة المستخدمة في الزِّراعة، من حيث بلد المنشأ، والآليَّة الَّتي يُعالَج بها السَّطح الخاص بالسِّن المفقود.
- وأضاف أنَّ مراجعة التَّاريخ المرضيِّ للمريض مهمَّة جدَّاً لنجاح عمليَّة الزرع بالتَّعرف عمَّا إذا كان قد قام بزراعة أسنان من قبل، وما هو عدد الأسنان المزروعة لديه، وما هي المدَّة المستغرقة بين كلِّ عمليَّة أسنان قام بها؟ كلُّ هذه المعلومات يجب التَّعرف عليها لنجاح عمليَّة الزراعة.
- كما أنَّه أشار إلى ضرورة اللُّجوء للزراعة عند خلع السن أو فقدانه في أسرع وقت، فكلَّما تمَّت الزِّراعة للسن المفقود مبكِّراً،تمكَّن الطَّبيب من إجراء العمليَّة بنجاح أكثر.
- من شروط نجاح الزرع أيضاً، حالة المريض الصحيَّة، أي أن يكون سليماً لا يعاني من أمراض، حيث يؤثر ذلك على حالة العظام الموجودة في الفك مثل أمراض السُّكري والقلب وهشاشة العظام.
- أيضاً حالة الفك مهمَّة لنجاح العمليَّة، ووجود كميَّة مناسبة من العظام القويَّة الَّتي توضع عليها الزرعات، وفي حالة عدم وجودها يُستعاض عنها بعظام بديلة قبل القيام بعمليَّة الزَّرع.
- وحذَّر الدُّكتور مكادي من التَّأخُّر والإهمال في اتِّخاذ قرار زراعة الأسنان المفقودة، موضِّحاً أنَّ الله سبحانه وتعالى خلق الأسنان في اصطفاف وثبات، وكلُّ سن يسند السِّن الَّذي يوجد بجواره، وعندما يفقد الإنسان أحدها، تُحاول الأسنان المُجاورة التَّقرُّب من بعضها بعضاً حتَّى يتمُّ سد هذا الفراغ، ما ينتج عنه تشوُّه لشكل الأسنان ولعظام الفك، والَّذي يُؤثِّر بالتَّبعيَّة على شد الوجه، فتظهر التَّجاعيد بمرور الوقت على الوجه، وعلى سد الفراغ الَّذي من الممكن أن تتم من خلاله عمليَّة الزِّراعة.
العوامل الَّتي تزيد من احتمال فشل الزراعة:
أمراض اللَّثة والحالة الصحيَّة العامة، والتَّدخين، ونقص في عظام اللَّثة، وإجراء العملية من قبل طبيب لا يملك الخبرة الكافية، ومرض السُّكَّري حيث تعد نسبة فشل زراعة الأسنان لدى مرضى السُّكر مرتفعة جدَّاً؛ لأنَّهم قد يستغرقون وقتاً طويلاً لشفاء جرح الغرسة الجراحيَّة، كما أنَّهم أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات.
ما هي فوائد زراعة الأسنان؟ وما هي عيوبها؟
حسب الدُّكتور مكادي فإنَّ لزراعة الأسنان فوائد كثيرة، منها:
- تحسين مظهر الفم والشَّكل الخارجي.
- تحسين مخارج الحروف والنُّطق.
- تحافظ على سلامة الأسنان الطبيعيَّة؛ لأنَّها لا تحتاج إلى نحت الأسنان السَّليمة المحيطة بالسِّن المفقود.
- تساعد على الشُّعور بالرَّاحة وسهولة مضغ الطَّعام.
- المحافظة على نظافة الفم والأسنان.
- زراعة الأسنان دائمة، فهي تظلُّ محتفظة بخواصِّها مدى الحياة؛ لإنَّّها لا تتحرَّك في أثناء الأكل.
- تساعد على إعادة الثِّقة بالنَّفس، والقدرة على الابتسامة بثقة.
عيوب زراعة الأسنان:
تعدُّ عمليَّة زراعة الأسنان آمنة بشكل عام، لكن قد تحدث بعض المضاعفات، ومع أنَّ نسبة نجاح الجراحة تتجاوز ال 90 في المئة، ولكنها تشمل بعض العيوب:
- ليست حلاً سريعاً: تتطلَّب الانتظار لمدَّة تصل إلى 6 أشهر حتَّى تندمج الزرعة مع عظم الفك.
- التهاب المنطقة المحيطة بالزِّراعة: يمكن أن تُصاب المنطقة بمكان الزَّرع بالبكتيريا، ممَّا يؤدِّي إلى التهاب فيها.
- الحاجة إلى عمل إضافيٍّ: إذا كان عظم الفك ضعيفاً بسبب هشاشة العظام، يقوم الجرَّاح بترقيع العظام للجزء الضَّعيف من الفك.
- مرتفعة التَّكاليف: تبلغ تكلفتها عدَّة آلاف من الدُّولارات للزراعة الواحدة، وعشرات الآلاف من الدولارات للعديد من الأسنان.
هل عملية زراعة الأسنان مؤلمة؟ وما هي النصائح لما بعد العملية؟ وما هي تكلفتها؟
يشعر المريض بألم بسيط أو متوسِّط بعد زوال المُخدِّر لفترة لا تتجاوز العشرة أيَّام، ويمكن تخفيفه بتناول المسكِّنات، لكن إذا استمرَّ الألم أكثر من ذلك فيدل هذا على وجود مشكلة.
نصائح لما بعد عمليَّة زراعة الأسنان:
- ضع كمَّادات من الثَّلج على الجلد، فوق منطقة الجراحة لتقليل التَّورُّم، وانتفاخ الخد بعد زراعة الأسنان.
- تناول مسكِّنات ألم، ومضادَّات حيويَّة، واستخدم غسول الفم.
- تجنَّب الأكل والشُّرب لمدَّة ساعتين بعد الجراحة، حتَّى ينتهي تأثير التَّخدير.
- تجنَّب الأطعمة السَّاخنة خلال ال24 ساعة الأولى لتجنُّب النَّزيف الزَّائد، وتناول أطعمة باردة للحفاظ على تبريد المنطقة.
- ابتعد عن الأطعمة الصَّلبة لبضعة أيَّام.
- اعتنِ بأسنانك ونظِّف فمك تنظيفاً منتظماً، بواسطة فرشاة ناعمة لمنع إصابة دواعم السِّن.
تكلفة زراعة الاسنان:
إنَّ تكلفة زراعة الأسنان يمكن تقسيمها إلى أمرين:
- تكلفة إدخال الزَّرع في الفك.
- تكلفة وضع السن البديل على الزرع.
وتختلف التَّكلفة باختلاف الحالة، لكنَّها تُعدُّ مرتفعة نسبيَّاً، مثلاً كانت تكلفة الزرع لعام 2020:
- في أميركا: 2,900$ من النوع الكوري، 4,500 $ للنوع الأمريكي.
- إنجلترا: 870 $ للنوع الكوري، 2,200 $ للنوع الأمريكي.
- الأردن: 700 $ للنوع الكوري، 950 $ للنوع الأمريكي.
- مصر 310 $ للنوع الكوري، 433 $ للنوع الأمريكي.
في الختام:
أصبحت زراعة الأسنان من العمليَّات الَّتي يتزايد عليها الإقبال يوميَّاً، ولا أحد يستطيع إنكار أهميَّة هذا التَّطور الطِّبي، فهو يُوفِّر بديلاً دائماً وجيِّداً للأسنان لسنوات عديدة.