في هذا المقال، نستعرض دعاء الشوط الثالث من الطواف حول الكعبة، مع نص الدعاء الكامل وأفضل الأوقات لقراءته، لتعزيز روحانية هذه العبادة العظيمة.
ما هو دعاء الشوط الثالث من الطواف؟
يطوف المسلم بالكعبة المشرفة سبعة أشواط تبدأ من الحَجَر الأسود وتنتهي إليه، ويُؤدَّى الطواف عكس اتجاه عقارب الساعة. من بين هذه الأشواط، يأتي الشوط الثالث وهو الدورة الثالثة التي يطوف فيها المسلم من محاذاة الحجر الأسود، ماراً بالركن اليماني، ثم يعود إلى موضع البداية، ويقع هذا الشوط بعد الأول والثاني ويليه الشوط الرابع، ضمن تسلسل منتظم يكمل به المسلم عبادة الطواف.
رغم أنّ الشوط الثالث لا يختلف في الشكل عن غيره، إلا أنّه يمثل — كما كل شوط — فرصة متجددة للدعاء والتضرع؛ إذ يعيش المسلم لحظة روحانية يعمّق فيها صلته بربه.
ومن هنا تأتي أهمية "الأدعية المستحبة في الطواف"، والتي يرددها الطائفون بما تيسّر من الأذكار والمناجاة. يختار بعضهم تخصيص دعاء معين لكل شوط، و"دعاء الطواف الشوط الثالث"، عادةً يشمل الاستغفار، وطلب الهداية، والدعاء بالصلاح والخير.
أهمية دعاء الطواف الشوط الثالث
- استمرار حالة الخشوع والاتصال بالله: بعد بداية الطواف، يكون القلب قد بدأ في التخلص من التشتت، ويبدأ التركيز والخشوع في التعمق أكثر في الشوط الثالث.
- دعاء الشوط الثالث في الطواف فرصة لطلب المغفرة، أو التوفيق في الحياة، أو صلاح الأبناء، أو زوال الكروب.
- تعزيز الطمأنينة القلبيةإذ يترسخ شعور المسلم بأنّه ليس وحده، وأنّه في حضرة الله، يُناجيه ويطلب منه برحمة مفتوحة. حيث إنّ لهذا الشعور تأثير عميق في راحة النفس وهدوئها.
نص دعاء الشوط الثالث من الطواف
من العادات المستحبة لدى المسلمين تخصيص دعاء معين لكل شوط، يساعد على تنظيم الذكر واستحضار القلب. في هذا السياق، نُسلّط الضوء على نص دعاء الشوط الثالث في الطواف:
نص دعاء الشوط الثالث في الطواف
"اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال". رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وهناك روايات أخرى تضيف "وأعوذ بك من فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر".
إذا أردت أن تجمع الدعاء بصيغة جامعة، يمكنك أن تقول:
"اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وعذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة الشهوات والشبهات، وفتن الدنيا ما ظهر منها وما بَطَن".
معنى الدعاء وهدفه
يُعد دعاء الشوط الثالث في الطواف من الأدعية المستحبة في الطواف التي تعبّر عن وعي المسلم بحقيقة الدنيا والآخرة، وحرصه على النجاة في حياته ومماته.
ففي هذا الدعاء، يستعيذ المسلم بالله من عذاب النار وعذاب القبر، وهما من أعظم ما يخشاه المؤمن في مصيره الأبدي، كما يسأله النجاة من فتنة المحيا والممات، وهي ما يتعرض له الإنسان من ابتلاءات في حياته أو عند موته، قد تضعف إيمانه أو تضلّه عن الطريق المستقيم.
ويتضمن دعاء الشوط الثالث من الطواف – أيضاً – الاستعاذة من فتنة المسيح الدجال، وهي أعظم فتنة في آخر الزمان، ومن فتن الغنى والفقر؛ لأنّ كلاً منهما قد يُبعد الإنسان عن الله إذا لم يُحسن التعامل معه.
كما يشمل دعاء الشوط الثالث من الطواف طلب الحماية من فتنة الشهوات التي تضعف القلب، والشبهات التي تفسد العقل، وفتن الدنيا الظاهرة والباطنة بكل ما تحمله من معاني الغفلة والانشغال عن الله.
أفضل الأوقات لقراءة الدعاء أثناء الطواف
إنّ الدعاء مشروع في كل لحظة من لحظات الطواف، بما في ذلك دعاء الشوط الثالث؛ إذ لا يُلزم المسلم بصيغة محددة، بل يُستحب له أن يدعو بما يفتح الله به عليه من خير الدنيا والآخرة، ويُكثر من الأدعية المستحبة في الطواف.
أمّا بالنسبة لـدعاء الشوط الثالث في الطواف، فيمكن قراءتها في أي وقت من الشوط، إلا أنّ هناك لحظات معينة يُستحب فيها الدعاء خاصةً:
1. طوال الشوط الثالث
لا يوجد وقت محدد يجب أن يُقال فيه الدعاء، بل يمكن أن تدعو به في أي جزء من الشوط الثالث والأفضل أن توزّع الدعاء على كامل المسافة بين بدء الشوط من الحجر الأسود وانتهاءه عند العودة إليه.
2. عند محاذاة الركن اليماني وحتى الحجر الأسود
إنّ هذا الجزء بين الركن اليماني والحجر الأسود هو موضع ورد فيه عن النبي ﷺ الدعاء المعروف "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار".
3. في اللحظات التي يخشع فيها قلبك أكثر
قد تكون في منتصف الشوط أو قرب نهايته... المهم أن يكون الدعاء نابعاً من القلب وخاشعاً لله.
أهمية الدعاء في الطواف حول الكعبة
يُعد الدعاء من أعظم القربات التي يتقرّب بها العبد إلى ربه، وخاصةً في المواطن المباركة التي تزداد فيها الروحانية والسكينة، ومن أبرزها الطواف حول الكعبة؛ فالدعاء:
- عبادة مستحبة: الدعاء من العبادات التي حث عليها الشرع في كل وقت ومكان، ومن ضمنها أدعية الطواف حول الكعبة.
- الطواف بمثابة صلاة: جاء في الحديث أنّ الطواف يُعد بمثابة الصلاة، ولذلك يُستحب أن يكون الطائف مشغولاً بالدعاء أو الذكر أو قراءة القرآن، ويتجنب الكلام غير المفيد.
- اقتداء بالنبي ﷺ: رُوي عن النبي ﷺ أنّه كان يدعو بين الركنين (الركن اليماني والحجر الأسود) بدعاء: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" وهو دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة.
- الدعاء أفضل الأعمال عند الله: ورد في الحديث"ليس شيء أكرم على الله من الدعاء".
- الدعاء عبادة بعينها: كما قال النبي ﷺ: "الدعاء هو العبادة".
- دعاء الشوط الثالث في الطواف وسائر الأدعية المستحبة في الطواف تبث الطمأنينة والخشوع وتربط قلب الطائف بالله.
- فرصة للتقرب من الله: في كل شوط، يجد المسلم فرصة لطلب المغفرة، والدعاء لأهله وأمته، مما يعمق صلته بالله.
أدعية أخرى مستحبة في الطواف
هناك أدعية أخرى من الأدعية المستحبة في الطواف يمكن للمعتمر أو الحاج أن يرددها بحسب حاجاته وظروفه. في هذه الفقرة، نستعرض مجموعةً من الأدعية التي تُقال أثناء الطواف، والتي تجمع بين طلب الخير في الدنيا والآخرة، وتعبّر عن التسليم لله عز وجل:
- اللَّهُمَّ لك الحمدُ حمداً يملأ نعمَك، ويُجازي عطاياك، أحمدُك بجميع المحامد، ما علمتُ منها وما جهلت، على كل نعمةٍ أنعمتَ بها عليّ، ظاهرةً كانت أو باطنة، في كل وقتٍ وحال، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله الأطهار. اللَّهُمَّ أعذني من همزات الشياطين، وجنِّبني كل سوءٍ وبلاء، وارضني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واغنِني بحلالك عن حرامك، اللَّهُمَّ اجعلني من أكرم عبادك المنيبين، ووفدك المقبولين، واهدني سُبل الاستقامة، وثبّتني عليها حتى ألقاك، يا أرحم الراحمين.
- اللَّهُمَّ ارضَ عنا وارضَ عن والدينا وأمهاتنا، رضاً يُنزل علينا سحائب رحمتك، ويُفيض علينا من واسع فضلك وجودك وكرمك. اللَّهُمَّ لا تؤاخذنا بما نحن أهلُه من تقصير، بل عاملنا بما أنتَ أهلُه من رحمةٍ وحلمٍ وعفوٍ وإحسان. اللَّهُمَّ ارزقنا فوق ما نرجو، وحقق لنا ما نأمل، وزِدنا من فضلك حتى تعلو هممنا وتسمو مطالبنا. اللَّهُمَّ اجعلنا من عبادك الذين رفعتهم في المقامات العالية، وأسكنتَهم في الجنات الرفيعة، برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللَّهُمَّ لا تحرمنا خيرَ ما عندك بسببِ شرِّ ما عندنا، واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، فأنت أهل العفو والرحمة. اللَّهُمَّ طهّر قلوبنا من أمراضها، ونقّها من الغلّ والحقد والحسد، واشفِ صدورنا من كل داء يُبعدنا عنك. اللَّهُمَّ طهّر ألسنتنا من الكذب والغيبة والنميمة، واجعل كلماتنا شاهدةً لنا لا علينا. اللَّهُمَّ زكِّ نفوسنا، وأصلح سرائرنا، واهدِ جوارحنا للعمل بالحق، وثبّتنا على طريقك المستقيم، يا أكرم الأكرمين.
في الختام
إنّ أدعية الطواف حول الكعبة من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فهو يجمع بين ذكر الله، والخضوع له، والابتهال بين يديه في مكانٍ وزمانٍ شريفين. إنّ معرفة الأدعية المستحبة في كل شوط، وخاصةً دعاء الشوط الثالث في الطواف، تعين المسلم على أداء الطواف بروحٍ ملؤها الخشوع والطمأنينة. لا تبخل بنشر هذا الخير، وشارك المقال مع أصدقائك وعائلتك، لعلّ فيه نفعاً وهداية، فتكون شريكاً في الأجر ونشر المعرفة.
المصادر +
- دعاء الشوط الثالث للطواف حول الكعبه المشرفه
- الادعية-والاذكار-المشروعة-في-الطواف-والسعي
أضف تعليقاً