خمس علامات تدل على دخولك في علاقة طفيلية

هل تشعر بالإرهاق وعدم التَّقدير وتضحي باستمرار باحتياجاتك من أجل شخص آخر؟



إذا كان الأمر كذلك فقد تكون في علاقة طفيلية، ويمكن أن تكون هذه الأنواع من العلاقات ضارة ومستنزفة؛ وهذا يجعلك تشعر بالفراغ وعدم الرضى، وفي هذا المقال سوف نستكشف خمس علامات تدل على أنَّك قد تكون في علاقة طفيلية، وبعد معرفتها سوف تتمكن من تحديد المشكلة واتخاذ خطوات لحماية رفاهيتك؛ فسواء أكنت في علاقة عاطفية أم صداقة من الهام التعرف إلى علامات العلاقة الطفيلية واتخاذ إجراءات لاستعادة السيطرة على حياتك في حال شعرتَ بأنَّك تفقد جزءاً منها.

إليك فيما يأتي 5 علامات تدل على دخولك في علاقة طفيلية:

1. علاقة من جانب واحد؛ أي عندما تعطي أكثر ممَّا تحصل عليه:

عندما تكون في علاقة طفيلية تشعر بأنَّ الشخص الآخر يأخذ منك أكثر ممَّا يعطيك، ويمكن أن يظهر هذا بعدة طرائق مختلفة؛ مثل اعتماد الشخص الآخر عليك للحصول على الدعم العاطفي، ولكن لا يكون معك أبداً عندما تحتاج إليه، أو يطلب باستمرار خدمات دون تقديم أي شيء في المقابل.

مثلاً لنفترض أنَّك لديك صديق يمر بوقت عصيب، وأنت تمنحه أذناً صاغية، وتقدم له النصيحة والدعم، حتى أنَّك تبذل قصارى جهدك لمساعدته بأي طريقة ممكنة، ومع ذلك عندما تمر بوقت عصيب لا تجد هذا الصديق في جوارك أو يقدم قليلاً من الدعم أو حتى لا يقدم أي دعم أبداً.

في سيناريو آخر قد تكون في علاقة رومانسية، فيتوقع منك شريكك الاهتمام الكلي بالجانب العاطفي في العلاقة من دون أي رد عاطفي منه؛ بمعنى آخر أنت تعطيهم وتهتم بهم باستمرار؛ لكنَّهم لا يقدرون هذه الرعاية أو المودة، حتى أنَّهم قد يستغلون اندفاعك وإخلاصك تجاههم من خلال توقع أنَّك ستقوم بكل شيء.

في كلا المثالين تكون العلاقة من جانب واحد، فيأخذ الشخص الآخر أكثر ممَّا يعطي، وقد يجعلك هذا تشعر بالاستنزاف وعدم التقدير والتقليل من القيمة، وهي علامة على أنَّ العلاقة ليست صحية.

إذا وجدت نفسك في موقف تشعر فيه بأنَّك تقدم أكثر ممَّا تحصل عليه، فمن الهام أن تُجرِي محادثةً مع الشخص الآخر وتضع حدوداً؛ لذا دعهم يعرفون ما تشعر به وما تحتاج إليه من العلاقة، وإذا كانوا غير راغبين أو غير قادرين على تلبية احتياجاتك، فقد يكون قد حان الوقت لإعادة تقييم العلاقة والتفكير فيما إذا كانت تستحق الاستمرار، وتذكر أنَّ العلاقات الصحية مبنية على الاحترام المتبادل والرعاية والدعم.

2. الشعور بالمسؤولية عن سعادة الشخص الآخر:

في العلاقة الطفيلية من العلامات الشائعة الشعور بالمسؤولية عن سعادة الشخص الآخر، ويمكن أن يتجلَّى ذلك بطرائق مختلفة مثل محاولة إرضاء الشخص الآخر باستمرار والتضحية باحتياجاتك ورغباتك لتلائمهم أو الشعور بالذنب عندما لا يمكنك إسعادهم.

مثلاً لنفترض أنَّك في علاقة عاطفية مع شخص محتاج عاطفياً؛ فقد يتوقع منك أن تكون متاحاً له على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وأن تشعر بالضيق عندما لا يمكنك منحه الاهتمام الذي يريده، وقد يلومك أيضاً على مشاعره السلبية ويقول أشياء مثل: "لن أشعر بالسعادة إذا لم تفعل هذا من أجلي"، في هذا السيناريو قد تشعر بالمسؤولية عن رفاهه العاطفي وتحاول أن تفعل كل ما في وسعك لإبقائه سيعد حتى على حساب سعادتك ورفاهيتك.

مثال آخر هو الصداقة، فيعتمد أحد الأشخاص دائماً على الآخر للحصول على الدعم العاطفي، وقد ينفِّس الشخص باستمرار عن مشكلاته، ويتوقع من الشخص الآخر الاستماع وتقديم النصيحة، ولكن نادراً ما يردُّ بالمثل عندما يحتاج الشخص الآخر إلى الدعم، وفي هذه الحالة قد يشعر الصديق بالمسؤولية عن الحالة العاطفية للشخص الآخر ويضع احتياجاته جانباً لدعمه.

يمكن أن يكون الشعور بالمسؤولية عن سعادة شخص آخر علامة على وجود علاقة طفيلية؛ لأنَّه يؤدي إلى ضغط عند الطرف المُضحِّي، وقد يعتمد الشخص الآخر عليك في تلبية احتياجاته العاطفية ويستخدم إحساسك بالمسؤولية للتلاعب بك للقيام بما يريده، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالاستياء والذنب والإرهاق؛ وهذا يؤدي في النهاية إلى الإضرار بالعلاقة.

إذا كنت تشعر بأنَّك مسؤول باستمرار عن سعادة شخص آخر فمن الهام أن تضع حدوداً؛ فتذكر أنَّك لستَ مسؤولاً عن عواطف شخص آخر أو رفاهيته، ولا بأس في إعطاء الأولوية لاحتياجاتك ورغباتك.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات لإعطاء الأولوية لنفسك

3. وجود صعوبة في قول لا:

علامة أخرى على وجود علاقة طفيلية هي صعوبة رفض طلبات الشخص الآخر، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بأنَّك محاصر في العلاقة، فقد يستغل الشخص الآخر عدم قدرتك على وضع الحدود؛ فمثلاً لنفترض أنَّ لديك صديق يطلب منك باستمرار إقراضه المال وتجد صعوبة في الرفض، حتى إذا كنتَ تعلم أنَّ إقراضه المال ليس في مصلحتك، أو أنَّه لن يُسدِّد لك المال، لكن ما يزال عليك أن تقول: "نعم".

مثال آخر في علاقة العمل، فيطلب منك رئيسك باستمرار العمل لساعات إضافية أو القيام بمهام إضافية وتجد صعوبة في الرفض، حتى لو كان لديك بالفعل عبء عمل ثقيل أو لديك التزامات شخصية؛ فإنَّك تشعر بأنَّك لا تستطيع رفض طلباته، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق والشعور بالاستياء تجاه رئيسك في العمل.

صعوبة قول لا في علاقة طفيلية هي علامة على وجود شيء غير طبيعي، وقد يستخدم الشخص الآخر عدم قدرتك على وضع حدود للتلاعب بك والاستفادة من لطفك، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالاستياء والغضب تجاه الشخص الآخر؛ ما يؤدي في النهاية إلى تدهور العلاقة؛ لذلك من الهام أن تتعلم كيف تقول لا وتضع الحدود في العلاقة الطفيلية، ويتضمن ذلك تحديد احتياجاتك وأولوياتك وإيصالها بوضوح إلى الشخص الآخر، ومن الهام أيضاً أن تتذكر أنَّ قول لا ليس علامة على الضعف، وأنَّ وضع الحدود هو جانب هام للحفاظ على العلاقات الصحِّية.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح فعالة تعلّمنا كيف نقول لا

4. التعرض للنقد والاستخفاف:

في العلاقة الطفيلية من الشائع أن تتعرض للنقد والاستخفاف من الشخص الآخر، ويمكن أن يتراوح هذا السلوك من الإهانات الخفية إلى الإهانات الصريحة، ويمكن أن يكون له تأثير كبير في احترامك لذاتك وصحتك العقلية؛ فمثلاً لنفترض أنَّ لديك صديقاً ينتقد اختياراتك وقراراتك باستمرار؛ فقد يقول أشياء مثل: "لماذا ارتديتَ هذا الزيَّ؟ لا يبدو جيداً بالنسبة إليك"، أو "لماذا اخترتَ هذا التخصص؟ لن تحصل أبداً على وظيفة بذلك"، قد تبدو هذه التعليقات غير ضارة، ولكن مع مرور الوقت يمكن أن تقلِّل من ثقتك بنفسك وتجعلك تشكك في حكمك.

في العلاقات الرومانسية قد يكون النقد والاستخفاف أكثر ضرراً، وقد يهين شريكك مظهرك أو ذكاءك أو قدراتك؛ ما يجعلك تشعر بأنَّك صغير وغير هام، وقد يستخدم النقد أيضاً وسيلةً للسيطرة عليك؛ ما يجعلك تشعر بأنَّك بحاجة إلى التغيير لكسب حبه وموافقته.

يُعَدُّ التعرض للنقد والاستخفاف علامة على وجود علاقة طفيلية؛ لأنَّه يثير حالة من القلق والخوف من كلام الآخر، وقد يستخدم الشخص الآخر هذه الأساليب لإبقائك تحت سيطرته، وجعلك تشعر بأنَّك بحاجة إليه من أجل الشعور بالرضى عن نفسك، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالخزي وانعدام الأمن والشك في النفس؛ وهذا يؤدي في النهاية إلى الإضرار بصحتك العقلية ورفاهيتك.

إذا كنت تعاني النقد والاستخفاف في علاقة ما، فمن الهام أن تضع حدوداً؛ فدع الشخص الآخر يعرف أنَّ كلامه في السخرية والنقد غير مقبول، وكن واضحاً بشأن ما تريده وما لا تتحمله، وتذكر أنَّك تستحق أن تُعامَل باحترام وكرامة ولا بأس في الابتعاد عن علاقة غير صحية بالنسبة إليك.

5. فقدان الشغف بالأهداف:

في العلاقة الطفيلية من الشائع أن تفقد الاتصال بأهدافك واهتماماتك بسبب مطالب الشخص الآخر، فيمكن أن يظهر هذا بطرائق مختلفة مثل التخلي عن الهوايات أو المشاعر لإرضاء الشخص الآخر أو تعليق أهدافك لدعم تطلعاته، وقد يكون فقدان الشغف بأهدافك واهتماماتك ضاراً؛ لأنَّه قد يؤدي إلى فقدان الهوية والشعور بالهدف، ومن الهام أن تحافظ على الشعور بالذات في أي علاقة وأن تسعى وراء اهتماماتك ومشاعرك حتى لو كان ذلك يعني منحها الأولوية على مطالب الشخص الآخر.

إذا كنت تشعر بأنَّك تفقد الاتصال بأهدافك واهتماماتك في العلاقة؛ فمن الهام أن تُعبِّر عن احتياجاتك وتضع الحدود أيضاً، فابحث عن طرائق لتحديد أولويات شغفك وأهدافك حتى لو كان ذلك يعني قضاء وقت أقل مع الشخص الآخر أو رفض مطالبه، وتذكر دائماً أنَّك تستحق أن تكون لديك حياة مُرضية وهادفة ولا بأس في إعطاء الأولوية لاحتياجاتك ورغباتك.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات ذهبية لاكتشاف شغفك

في الختام:

بعد أن فصَّلنا في هذه العلامات يسعني أن أقول لك: إذا لاحظت أيٍّ من هذه العلامات في علاقتك؛ فمن الهام اتخاذ إجراءات لتلافي الآثار السلبية، سواء كان الأمر يرتبط بوضع الحدود أم البحث عن العلاج أم إنهاء العلاقة تماماً؛ فمن الهام إعطاء الأولوية لرفاهيتك وحماية نفسك من الآثار الضارة للعلاقة الطفيلية، وتذكر أنَّك تستحق أن تكون في علاقة صحية وداعمة، فتُقدَّر فيها احتياجاتك وتُحتَرَم، ولا تخَفْ من طلب المساعدة والدعم وأنت تتصارع في هذا الموقف الصعب؛ فمع الوقت والجهد يمكنك التحرر من علاقة طفيلية وعيش حياة أكثر سعادة وإشباعاً لنفسك.




مقالات مرتبطة