خطوتان بسيطتان لتطوير الذات

قد تبدو عملية تطوير الذات في بعض الأحيان أمراً مُربكاً نوعاً ما، فكل ما في الأمر أنَّك أردت أن تبدو أكثر ثقة في التجمعات الاجتماعية؛ لكن بعد فترة من الزمن وبعد قراءة الكثير من الكتب تجد نفسك تتعمَّق في معنى التطوير الذاتي، وتطرح على نفسك أسئلة مثل: "كيف أجد هدف حياتي؟" أو "كيف يمكنني أن أعيش وفقاً لقيمي وأهدافي؟".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "فيليكس دايجستس" (Felix Digests)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في تطوير ذاته من خلال خطوتين بسيطتَين فقط.

إضافة إلى أنَّ هذه الأسئلة معقدة بما يكفي، لم تعد ثقتك بنفسك اجتماعياً مشكلتك الوحيدة بعد الآن، فقد لمست نتائج المساعدة الذاتية وأنت الآن قلق بشأن أمور أخرى، كصحتك، ولياقتك، وإنتاجيتك، ونجاحك المهني، وسعادتك، ونزاهتك، والقائمة تطول وتطول، وأود أن أسألك الآن هذا السؤال:

"أليس من الجيد أن نجعل مسألة تطوير الذات أمراً بسيطاً مرة أخرى؟"؛ وأعني بالبسيط إنشاء عملية غير معقدة يمكنك اتباعها لإجراء تغييرات في حياتك.

إجابتي عن هذا السؤال هي "نعم"؛ لذا حاولت تبسيط عملية تطوير الذات إلى خطوتين؛ وقد توصَّلت إلى هاتين الخطوتين اللتين تعكسان ما نجح معي في الماضي (فقد كنت أحد مدمني التطوير الذاتي على مدار السنوات الثلاث الماضية)، وإلى ماذا يعود تطوير الذات في تجربتي هذه.

لا يمكنك شرح كل شيء في مقال قصير مثل هذا، لكن في بعض الأحيان، تدفعك البساطة إلى اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية من التعقيد، وهذا ما أتمنى فعله من أجلك؛ لذلك دون مزيد من التأخير، إليك فيما يأتي كيف تحسِّن من نفسك من خلال خطوتين بسيطتين:

1. طرح سؤالين بسيطين على نفسك:

الخطوة الأولى هي أن تتفكَّر في حياتك، لكن ليس عليك أن تحبس نفسك في غرفة لمدة عام، أو تتأمَّل كالمحترفين، فالأمر ببساطة هو أن تسأل نفسك فقط هذين السؤالين البسيطين:

  • ما الذي يسير في حياتي على ما يرام؟
  • وما الذي لا يسير على ما يرام؟
إقرأ أيضاً: 30 قول رائع في تطوير الذات والنجاح في الحياة

ثمَّ أجب عنهما، وتأكَّد من أنَّك تذكر مجموعة من المجالات: العمل، والعلاقات، والصحة، واللياقة البدنية، والهوايات، والأسرة، أو أيَّاً كان، وفي إمكانك الاستعانة بأحد أصدقائك المفضلين إذا كنت تفضِّل تبادل الأحاديث وسؤاله عمَّا إذا كان في إمكانه مساعدتك على الإجابة عن هذه الأسئلة؛ أمَّا إذا كنت أكثر انطوائية مثلي، فدوِّن إجاباتك على ورقة، أو في مستند "وورد" (Word).

بمجرد التفكير جيداً في هذين السؤالين (ربما لمدة ساعة أو نحو ذلك)، هنِّئ نفسك على الأمور التي تسير على ما يرام، فلست تحتاج إلى تحسينها، أمَّا بالنسبة إلى الأشياء التي لا تسير على ما يرام، اختر بعض العناصر التي تزعجك كثيراً واكتبها في قائمة، مثل:

  • أريد أن أمارس مزيداً من التمرينات الرياضية، لكنَّني أرغب في لقاء أصدقائي أيضاً.
  • أتشاجر كثيراً مع شريك حياتي في الفترة الأخيرة على أشياء تافهة ولا أعرف السبب تماماً.

حالما تنتهي من ذلك تصبح جاهزاً للخطوة التالية.

شاهد بالفيديو: 12 طريقة فعالة لتطوير الذات

2. إصلاح ما يزعجك:

حان الوقت الآن لاستعراض كل عنصر في القائمة وإيجاد حل له، واعتماداً على المشكلة، ستجد نفسك أمام أحد سيناريوهين:

السيناريو 1: الأمر سهل، وتعرف كيف تصلحه

تدرك بعد قليل من التفكير أنَّ أصدقاءك يمثِّلون أولوية بالنسبة إليك، في حين أنَّ التمرين هو أمرٌ لا بد منه، لكنَّ المشي إلى صالة الألعاب الرياضية هو مشكلتك الرئيسة؛ إذ يستغرق الكثير من الوقت بحيث لا يمكنك مقابلة أصدقائك بعد ذلك، وبعد التفكير قليلاً في الأمر، تتوصَّل إلى الحل الآتي:

ستحاول متابعة أحد مقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها 20 دقيقة للتمرين المنزلي على موقع "يوتيوب" (YouTube) خلال الأسابيع القليلة القادمة، وبهذه الطريقة ما يزال في إمكانك رؤية أصدقائك وممارسة مزيد من الرياضة وإضاعة وقت أقل، وتكون بهذه الطريقة قد طوَّرت نفسك.

إقرأ أيضاً: 6 طرق بسيطة لتدوين اليوميات لتطوير الذات

السيناريو 2: يبدو الأمر معقداً، ولا فكرة لديك عمَّا يجب فعله

في الآونة الأخيرة، تتشاجران أنت وشريك حياتك كثيراً بسبب بعض الأمور التافهة جداً، وأنت غير متأكد ما الذي سبَّب هذا الأمر، إذاً كيف تصلح شيئاً من هذا القبيل؟

أنت في السيناريو الثاني، ولا تدرك أنَّك ليس لديك فكرة عمَّا يجب فعله؛ لذا تبحث عن أفضل 3 كتب عن العلاقات، أو عن قناة يوتيوب شهيرة، أو مدونة شهيرة تقدِّم نصائح عن العلاقات، ثمَّ تدرسهم كلهم.

  • ربما ستقرأ كتاب "لغات الحب الخمس" (The Five Love Languages)، لـ "غاري تشابمان" (Gary Chapman)، وتكتشف أنَّ شريك حياتك يحب التعبير عن المودة وتلقيها بشكل مختلف عنك.
  • أو ربما تقرأ كتاب "هذا ليس ما قصدته" (That’s Not What I Meant!)، للكاتبة "ديبورا تانين" (Deborah Tannen)، وتكتشف أنَّ أسلوب التواصل بينكما مرتبك.
  • أو ربما تقرأ كتاب "الصدق الراديكالي" (Radical Honesty)، بقلم "براد بلانتون" (Brad Blanton)، وتظن أنَّ علاقتكما تفتقر إلى الصدق في موضوعات معيَّنة، ممَّا يتسبَّب في حدوث خلافات في مجالات أخرى.

ستحسِّن فهمك لطبيعة العلاقة، وستصبح إنساناً أكثر حيلة من خلال البحث عن مواد تعليمية، ومع أنَّ هذا لن يضمن أنَّ علاقتك ستكون سعيدة دوماً بعد ذلك، فإنَّه سيعطيك كثيراً من الأفكار عمَّا قد يتسبَّب في الشجار بينكما وكيفية إصلاحه، ثمَّ تطبيقها ومعرفة ما سيحدث.

في الختام:

هذا كل شيء، خطوتان بسيطتان لتطوير ذاتك، ارجع إليهما كلَّما شعرت بالإرهاق أو التعثُّر أو عندما لا تعرف ماذا ستفعل، وسوف يساعدانك على العودة إلى المسار الصحيح في أي وقت من الأوقات.




مقالات مرتبطة