حدد ما يجعلك سعيداً

لن توافق أبداً على مشروع يكلف أكثر مما سيعطي في المقابل، وبصرف النظر عما إذا كنتَ تُدير عملاً تجارياً أم تُدير حياتك الشخصية، فلن تمضي قدماً أبداً في أي مشروع سيكلفك أكثر مما سينتج، فإذا عُرِضَت عليك وظيفة ستدفع لك 1000 دولار شهرياً ولكنَّها ستكلفك 1200 دولار شهرياً كأجور مواصلات، فمن الواضح أنَّك لن تقبل العرض، أو إذا كنتَ تفكر في فتح موقع جديد لنشاطك التجاري سيحقق لك 5000 دولار إضافي شهرياً لكن سيكلفك 5200 دولار إضافي شهرياً كرسوم تشغيل، فمن الواضح أنَّك لن تفتح هذا الموقع الجديد؛ إذ يوجد عنصر نوعي لأي قرار سواء كنت تتخذ قراراً مهنياً شخصياً أم قراراً نيابة عن شركتك، فيوجد جزء من هذا القرار يصعب قياسه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "إيفان تارفر" (Evan Tarver)، يُحدِّثُنا فيه عن كيفية تحديد ما يجعلك سعيداً.

من خلال اتِّخاذ قرار مهني لقبول أو رفض مشروع قابل للقياس؛ ينتهي بك الأمر إلى التأثير في مكون نوعي لعملك أو حياتك الشخصية يصعب تحديده كمياً، ويشير بعض الأشخاص إلى هذا المكون النوعي على أنَّه ثقافة الشركة، كما يشير إليه بعضهم الآخر على أنَّه بناء العلاقات، بينما يشير إليه آخرون على أنَّه الأخلاق، ولكنَّني أُشير إليه بالسعادة.

باستخدام المثال المذكور آنفاً، يبدو أنَّك لن تنفق أبداً 5200 دولار لتكسب 5000 دولار، لكن ماذا لو كان موظفوك يريدون مساحة مكتب أكبر؟ وماذا لو كان لديك موردون في المنطقة تحاول بناء علاقات أفضل معهم؟ وماذا لو كانت تكلفة المعيشة لموظفيك أقل في هذه المنطقة الجديدة ومستوى المعيشة أعلى؟ فإذا كانت الإجابات عن أي من هذه الأسئلة بـ "نعم"، فقد تكون خطوة جيدة لموظفيك وكذلك لشركتك لقبول المشروع؛ فكل هذا يتوقف على كم تستحق السعادة لفعله بالنسبة إليك.

التكلفة والفوائد النوعية:

بإدخال هذا السيناريو في المعادلة، سترى بسرعة أنَّه إذا كانت الفوائد النوعية للمشروع وهي "زيادة السعادة بالنسبة إلى عملك" تساوي 201 دولار في نظرك، فهذا شيء يجب عليك متابعته. تنطبق هذه الأمور بنفس الطريقة على حياتك الشخصية، فخُذ عملك على سبيل المثال؛ فإذا كان راتبك - بالإضافة إلى السعادة التي يجلبها لك عملك - أكبر من تكلفة وظيفتك، فأنت في حالة جيدة.

مع ذلك، إذا كان راتبك بالإضافة إلى زيادة السعادة أقل من تكلفة وظيفتك، فقد يكون الوقت قد حان للبحث عن شيء آخر يجلب لك الشغف، والحيلة هنا هي معرفة تكلفة وظيفتك؛ إذ إنَّ التكلفة هي كل ما تتمنى أن يكون أفضل؛ أي التكلفة والوقت الذي تكلفه تنقلاتك والطريقة التي يعاملك بها رئيسك في العمل وزملاؤك ووظيفتك وما إلى ذلك، فإذا كانت كل هذه المكونات أكبر من راتبك وسعادتك، فاترك الوظيفة؛ إذ إنَّ كل هذا يبدو بديهياً جداً، لكن عندما تضعه بشكل معادلة، فستصبح عملية اتِّخاذ القرار أسهل بكثير.

بدلاً من محاولة إخراج المشاعر من قرارات عملك، ضمِّنها كعنصر أساسي؛ وذلك من خلال إعطاء قيمة قابلة للقياس لك أو لسعادة عملك كمكون نوعي، وستبدأ باتِّخاذ القرارات التي تأخذ العاطفة في الحسبان وفي نفس الوقت، لن تكون مدفوعة بالعواطف، وبالنسبة إليَّ، هذا يبدو كأنَّه نوع القرارات التي أفضِّل اتخاذها.

شاهد بالفديو: كيف تنعم بالسعادة في حياتك؟

في الختام:

  1. ليس الخيار الأفضل دائماً أن تُخرِج العاطفة من عملية اتخاذ القرار.
  2. عندما تضع في حسبانك العاطفة، تأكَّد من أنَّها لن تؤثر في قراراتك.
  3. يُعَدُّ قياس سعادتك طريقة جيدة لمعرفة ما إذا كنتَ على المسار الصحيح، سواء على المستوى الشخصي أم في العمل.
  4. اسأل نفسك السؤال: ما هي قيمة السعادة بالنسبة إليك وإلى شركتك؟

المصدر




مقالات مرتبطة