تعزيز رفاهية الموظف لزيادة السعادة والإنتاجية

يمثِّل معدل دوران العمالة المرتفع مشكلة في أي سوق عمل، خاصة في المجال الطبي حيث الوقت والتدريب عاملان هامان؛ لذا من الهام فهم السبب في دوران العمالة. استطلع "تقرير الرفاهية والاندماج" (Well-Being and Engagement Report) الذي أعدته شركة "لايميد" (Limeade) آراء 1276 موظفاً أمريكياً؛ إذ وجد أنَّ 91% منهم يتمتعون برفاهية عالية، هم أقل ميلاً لترك عملهم من أولئك الذين يتمتعون برفاهية أقل، وأثبتت هذه الدراسة الجديدة كم من المناسب لأرباب العمل إعطاء أولوية أعلى لرفاهية الموظفين من أجل تحسين الإنتاجية وزيادة الاندماج والولاء.



لذا إليك فيما يأتي ما تحتاج إلى معرفته عن رفاهية الموظف لتجعلها على رأس قائمة أولوياتك:

تعريف رفاهية الموظفين:

يخلط العديد من أرباب العمل بين عافية الموظفين ورفاهيتهم، ويُعَدُّ هذا الأمر العقبة الأولى التي تعترض الطريق أمام الشركات في كيفية التعامل مع مستوى رفاهية الموظفين؛ فقد عرَّف تقرير "لايميد" (Limeade) الرفاهية بأنَّها "حالة مثلى من الصحة والسعادة والرغبة في تحقيق الهدف"؛ لذلك، مع أنَّ العافية هي جزء من الرفاهية، إلا أنَّها ليست الحالة أو الإحساس الكامل.

وتمثِّل الرفاهية - بشكل أكثر تحديداً - مستوى الخبرة الذي يتمتع به الموظفون في العمل وكيف يقيسون حياتهم بناءً على ذلك؛ مُرضية، ومقنعة، أو في بعض الأحيان، للأسف، ليست كذلك. وتركز الشركات التي تزود الموظفين بمزايا مثل بطاقة عضوية في نادٍ رياضي للتعبير عن استراتيجية رفاهية الموظفين في الواقع فقط على جزء صغير من هذه المسألة.

تلتزم بعض الشركات باتجاه الرفاهية وتقدِّم أيام إجازة غير محدودة، وغرف ألعاب ووجبات مجانية ومجموعة من المزايا الأخرى، لكنَّ هذه الامتيازات المبهجة لا فائدة منها إذا لم يفهم أرباب العمل جذور المشكلات التي تؤثر في رفاهية الموظف وتعالجها.

شاهد: 7 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال

كيف تحسِّن رفاهية الموظف؟

تتمثل نقطة البداية الرئيسة لرفاهية الموظف بالعلاقة بين القادة والموظفين؛ إذ يحتاج الموظفون إلى الانفتاح والوضوح وإعلام القادة بما يشعرون به وما يحتاجون إليه ليكونوا في أوج رفاهيتهم، ومن ناحية أخرى، يحتاج القادة إلى الإصغاء جيداً إلى هذه التغذية الراجعة، ويحتاج المديرون إلى إخبار فريقهم بأنَّهم يقدرون أهمية الصحة - العقلية والجسدية - للشركة.

ولقد صنَّف الموظفون حياتهم داخل العمل على مقياس من 1 إلى 10، بأقل من ستة وفقاً لدراسة شركة "أو سي تانر" (O.C. Tanner) عن تأثير رفاهية الموظف في 2،363 موظفاً.

قد يعزو الغالبية هذا العدد المنخفض إلى التوتر الذي قد يسببه العمل في المكتب، والذي يمكن أن ينشأ من الشعور بالإرهاق وقلة فترات الراحة والتعامل أيضاً مع المواقف الاجتماعية الصعبة في مكان العمل. لذلك، من المناسب تحديد وقت خلال اليوم يدرك فيه الموظفون أنَّهم قادرون على ترك عملهم وتخصيص بعض الوقت للاهتمام بأنفسهم؛ فإذا كنت تعمل في مكتب، فوفِّر مكاناً هادئاً يعرف الجميع أنَّه يمكنهم اللجوء إليه للحصول على بضع دقائق من الهدوء.

إقرأ أيضاً: كيف تقدم تغذية راجعة بناءة لتطوير مهارات الموظفين؟

بالإضافة إلى التعامل مع كوتش، أو نشر سيناريو أو طريقة لتعليم الفريق كيفية التركيز على اللحظة والتنفس الطبيعي، وتشجيع أولئك الذين لا يجدون أنَّ التأمل مريحاً ومفيداً، على استثمار هذا الوقت للمشي السريع للحصول على بعض القوة والطاقة.

يقضي موظفو الرعاية الصحية أيامهم في التفاعل مع الناس، وهو أمرٌ يمكن أن يكون مرهقاً، سواء كان ذلك مباشراً أم من خلال المكالمات أم التعامل مع واجبات المكتب؛ لذلك بالنسبة إلى أولئك الذين يشغلون مناصب يملكون فيها ما يكفي من رفاهية الوقت، امنحهم وقتاً خلال اليوم يُسمح لهم فيه بالابتعاد عن العمل والاختفاء بعيداً عن العيون، ولا يستطيع بعض الموظفين التوقف عن العمل خلال اليوم؛ لذا عليك التفاوض على جدول عمل يمنحك يوماً أو يومين بعيداً عن التفاعل.

إذا لم تجعل موظفيك أهم المكاسب في شركتك، فقد حان الوقت للبدء، ووفقاً لتقرير "أو سي تانر"، لاحظ أرباب العمل الذين بدؤوا التركيز على رفاهية الموظفين وجود موظفين أكثر تحفيزاً، كما أنَّ معدلات الدوران تتناقص تناقصاً كبيراً.

إقرأ أيضاً: 3 طرق تساعد المديرين في تنمية الحياة المهنية للموظفين

بالإضافة إلى ذلك، وجد تقرير "تانر" أنَّ الشركات تشهد انخفاضاً في تكاليف الرعاية الصحية؛ وذلك لأنَّ الموظفين يشعرون بصحة أفضل داخل المكتب وخارجه؛ لذا إنَّ إيجاد طرائق مبتكرة لتعزيز رفاهية الموظفين سيزيد من سعادة الموظف، ويجعل القوة العاملة أكثر إنتاجية وتحفيزاً في مؤسستك.

المصدر




مقالات مرتبطة