تعريف الصداع التحسُّسي وكيفية علاجه

يُعَدُّ الصداع واحداً من أشيع أنماط الألم التي تصيبُ الجسم وفقاً للمكتبة الطبية الوطنية في "الولايات المتحدة" (US)، وهو أيضاً أحد الأسباب الرئيسة للتغيُّب عن المدرسة أو العمل.



تحدث بعض أنواعه من تلقاء نفسِها دون أي محرِّضٍ خارجي كالصداع العنقودي - وهو صداع قوي ومتكرر يصيب جانباً وحداً من الرأس ويحدث نموذجياً حول العين ويكون أشيع حدوثاً عند الرجال - والصداع التوتُّري، بينما يرتبط حدوث الأنواع الأخرى بالظروف الخارجية كما في حالة صداع الحساسية.

حسب الجامعة الأمريكية للحساسية والربو وعلم المناعيات (ACCAI)؛ ترتبط الحساسية بنوعَين مختلفَين من الصداع؛ أولهما صداع الجيوب الأنفية والذي يتجلى نموذجياً بألم في منطقة الوجه مع إحساس بالضغط، وثانيهما هو الشقيقة أو الصداع النصفي وهو عبارة عن ألم معتدل إلى شديد في أحد نصفي الرأس مع الشعور بنبض في الشرايين في منطقة الألم، والذي قد يترافق مع الغثيان "وهو إحساس بالضيق وعدم الراحة في الجزء العلوي من المعدة مع رغبة غير إرادية في التقيُّؤ وغالباً ما يُتبَع به".

من محرِّضات نوعَي الصداع السابقَين: احتقان الأنف أو الجيوب الأنفية "أي حدوث التهاب وتجمُّع للمفرزات يؤدي إلى انسداد الممرات الهوائية"، والتعرُّض إلى التوتر والإجهاد، وبعض أنواع الأطعمة، وكذلك التدخين.

قبل إلقاء اللوم قطعياً على موسم الحساسية كونه السبب في أنواع الصداع التي تصيب الأشخاص خلالَه، علينا الإشارة إلى أنَّ الصداع التحسسي بأنواعه ما يزال موضع جدل في المجتمع الطبي؛ إذ يصرِّح الدكتور "رونالد بورسيل" (Ronald Purcell) لموقع "هيلث" (Health) وهو اختصاصي في علم المناعة والحساسية في عيادة "كليفلاند" (Cleveland Clinic): "على الأرجح من النادر جداً الإصابة بصداع تحسُّسي مؤكَّد"؛ إذ يظنُّ بعض الخبراء أنَّ ما يدعوه الناس بالصداع التحسُّسي قد يكون في الواقع نوعاً آخر من أنواع الصداع كصداع التوتُّر أو الشقيقة مثلاً ولا علاقة له بالحساسية التي يعاني منها الشخص.

تسلِّط المؤسسة الوطنية للصداع (National Headache Foundation) الضوءَ على العلاقة الجدليَّة بين الصداع والحساسية؛ فبينما يُرجِع العديد من الأشخاص المُصابين بالشقيقة سببها إلى ردود فعل تجاه بعض الأطعمة، يُعَدُّ ذلك غالباً غير صحيح؛ إذ يجب التفريق بين المواد الكيميائية التي تحرِّض على حدوث الصداع، والتي تسبب تفاعلات جسدية وليس تحسسية.

تضيف المؤسسة أنَّه يمكن للأمراض التنفسية والحساسية المرتبطة بفصول السنة أن تساهم أو تسبِّب صداع الجيوب الأنفية أو الشقيقة في بعض الحالات، ويجب على المرضى المُصابين بأمراض تنفسية مراجعة الطبيب لوضع التشخيص الصحيح والعلاج الملائم.

الجيوب الأنفية

يعبِّر الدكتور "بورسيل" عن ألم الصداع التحسسي قائلاً: "في معظم الأحيان يصِفُ الأشخاص معاناتهم كإحساس ضاغط في الوجه"؛ ويعود سبب الألم عادةً إلى الالتهاب الذي يصيب الجيوب الأنفية، أو الأجواف الهوائية الفارِغة خلف العينين، وعظام الخدَّين، والجبهة، والأنف؛ ويذكِّر الدكتور "بورسيل" بأنَّه يمكن لألم الجيوب الأنفية أن ينجم عن عدوى إنتانية تصيبها أكثر مما ينجم عن العوامل المحسِّسة.

يُعدُّ علاج الصداع الناجم عن العوامل المحسِّسة بسيطاً للغاية؛ إذ يتجلى في علاج العوامل المحسِّسة من خلال أدوية بسيطة يمكن أخذها دون وصفة طبية، أو بزيارة الطبيب واستشارته للحصول على الأدوية المناسبة، بالإضافة إلى الحقن المضادَّة للحساسية، ولا يوجد أي علاج آخر خاص بالصداع التحسسي.

توصي الجامعة الأمريكية للحساسية والربو وعلم المناعيات أيضاً بتجنُّب مسببات الحساسية والصداع قدر الإمكان؛ مما يعني تقليل التعرُّض إلى الهواء الطَّلق في الأوقات التي ترتفع فيها مستويات غبار الطلع في الهواء "ويُطلَق عليه أيضاً حبوب اللقاح وهي جزيئات صغيرة تُنتَج من النباتات والأشجار وتنتشر في الجو أو تلتصق بأجسام الحشرات وتُعَد كخلايا جنسية مذكَّرة للنبات"، وعدم تشغيل المراوح التي تقوم بعملية مبادلة الهواء الخارجي مع هواء المنزل، وارتداء النظارات؛ مما يقلِّل من تعرُّض العينين إلى العوامل المحسِّسة، وغسل اليدين بعد ملامسة الحيوانات التي تسبب الحساسية، وتخفيض رطوبة المنزل لمنع تشكُّل العفَن وغير ذلك من الأشياء.

إقرأ أيضاً: معلومات شاملة عن حالات صداع الرأس وطرق علاجها

يقول الدكتور "بورسيل": "إن استمرَّت معاناتك مع نوبات الصداع رغم السيطرة على العوامل المحسِّسة من حولك، فربَّما يعود سببها إلى شيء آخر". إذاً توجد الكثير من الأنواع المختلفة للصداع، ومن ثم يجب مراجعة الطبيب في حال استمرار حدوث النوبات الألمية للقيام بأيَّة فحوصات إضافية ضرورية وتلقي العلاج المناسب.

المصدر




مقالات مرتبطة