تعرف على أهم الأمراض التي يكشفها تحليل السائل المنوي

تُعَدُّ الصحة التناسلية هامة جداً؛ وذلك لأنَّها لا تخص أحد الزوجين؛ بل تخص كليهما؛ وذلك لأنَّ أي إنتان يمكن أن ينتقل بكل سهولة من أحد الزوجين إلى الآخر، ولا ننسى أنَّ إصابة الزوجة بالعدوى خلال فترة الحمل قد تؤدي إلى مشكلات خطيرة قد تنتهي بالإجهاض وخسارة الجنين.



سنحاول في هذا المقال إلقاء الضوء على أهم الأمراض التي تصيب السائل المنوي، أو الأمراض التي يكشفها لنا تحليل السائل المنوي؛ لذا تابعوا معنا.

ماذا تعني زيادة لُزوجة السائل المنوي؟

إنَّ للسائل المنوي خواص غير موجودة في السوائل الأخرى الموجودة في الجسم؛ إذ إنَّه يكون في الخصية في حالة السيولة، أما بعد خروجه إلى الهواء الخارجي فإنَّه يتحول إلى الحالة اللزجة كما هو الحال بالنسبة إلى زلال البيض، وبعد ساعة يعود السائل المنوي مرة جديدة إلى حالة السيولة، من أجل السماح للنطاف بالانطلاق في رحلتها إلى عنق الرحم.

وقد يعاني بعض الذكور من تأخُّر في الإنجاب بسبب ارتفاع لُزوجة السائل المنوي، الذي قد يكون سببه التهاباً في المسالك المنوية أو لسبب آخر غير معروف، فإنَّ زيادة لُزوجة السائل المنوي تؤثر تأثيراً كبيراً في حركة النطاف، ويمكن تدبير هذه الحالة عبر استعمال الصادات الحيوية، بالإضافة إلى بعض الأدوية القادرة على زيادة سيولة السائل المنوي.

ما هي أسباب وجود علامات التهابية في تحليل السائل المنوي؟

  • التهاب المجاري البولية.
  • التهاب الموثة.
  • التهاب الخصية والبربخ.
  • بعض الأمراض المناعية الذاتية.

 أسباب أخرى متعددة مثل البدانة المفرطة، وتناول القهوة والشاي بكميات مبالغ بها، وبعض الأدوية مثل الكلوميد، وكذلك التبغ.

ما الذي يمكن أن يسبب حدوث العدوى في السائل المنوي؟

قد تكون بعض المناطق بؤراً دائمة لنقل الجراثيم والميكروبات، إلى المجاري التناسلية، سواء عبر الدم أم البول، مثل وجود الأسنان المنخورة أو التهابات البلعوم واللوز أو الحصيات الكلوية أو الالتهابات المزمنة في الجيوب أو حصيات المثانة.

قد تسبب الأمراض المنقولة بالجنس مثل السفلي أو الكلاميديا، التهابات في السبل التناسلية أو المنوية، ولكن في معظم الحالات يكون السبب هو ميكروب يأتي من مناطق أخرى من الجسم.

هل يمكن أن ينتقل هذا الالتهاب من الزوج إلى زوجته؟

قد تنتقل بعض الجراثيم التي تسبب الالتهابات التناسلية عند الذكر إلى زوجته عن طريق العلاقة الزوجية، مثل الزهري والسيلان والكلاميديا وغيرها، ولكن في الوقت نفسه توجد العديد من الجراثيم الأُخرى التي لا تنتقل إلى الزوجة؛ ذلك لأنَّ درجة حموضة المهبل غير مناسبة لنمو هذه الميكروبات.

ما هي الأعراض التي تدل على وجود التهاب في المجاري التناسلية؟

  • أوجاع في الخصية أو المنطقة التناسلية.
  • أوجاع في أسفل الظهر أو أسفل البطن.
  • حدوث ألم مرافق لعملية القذف.
  • مشكلات مرافقة لعملية التبول مثل الحرقة والتردد والإلحاح البولي.
  • توجد العديد من الحالات التي لا يوجد فيها أي أعراض واضحة.
إقرأ أيضاً: عادات يوميّة خاطئة تؤثر سلبًا على خصوبة الرجل

كيف تُشخَّص الالتهابات التناسلية؟

تُشخَّص الالتهابات البولية عن طريق التحاليل البولية والموثة والسائل المنوي، مع اختبارات الزرع، وهي كافية للتشخيص.

كيف تُعالَج الالتهابات التناسلية؟

تُعالَج عن طريق علاج السبب في حال معرفته، وفي أغلب الحالات يُعطى المريض الصادات الحيوية، التي لها قدرة عالية على الوصول إلى السبيل التناسلي، مع الوضع في الحسبان أنَّه توجد حالات عدة تحتاج علاجاً طويل الأمد، من شهر إلى شهرين، من أجل التأكد من القضاء على الجراثيم المسبِّبة للالتهاب.

وفي حالات محددة، قد يصف الطبيب الصادات الحيوية للزوجة، من أجل تفادي انتقال الجراثيم إلى السبيل التناسلي الأنثوي، ومن ثم عودته إلى الرجل مرة جديدة، ويجب على الزوجة مراعاة موضوع أخذ الدواء بعد التأكد من عدم وجود حمل، كي لا يتأثر الجنين بالأدوية.

ما هي الآلية التي تؤثر بها الالتهابات التناسلية في الخصوبة والإنجاب؟

تملك الالتهابات التناسلية أضراراً هامة فيما يخص موضوع الإنجاب؛ وذلك من خلال:

  • قد تسبب انسدادات أو التصاقات في الأقنية المنوية.
  • قد تسبب التصاقات في نفير فالوب في حال انتقال الميكروبات إلى الزوجة.
  • قد تؤثر تأثيراً سلبياً في لُزوجة السائل المنوي وحركة وحيوية النطاف.
  • مع وضع في الحسبان، أنَّ الكثير من الرجال لا تتأثر قدراتهم الإنجابية بموضوع الالتهاب.

ماذا يعنيه وجود دم في السائل المنوي؟

إنَّ أكثر ما يرعب المريض هو منظر الدماء، خصوصاً في حال كانت موجودة في منطقة حساسة من جسمه؛ لذا في أغلب الحالات تكون الشكوى من قبل المريض، وقد يُكتَشَف الأمر عن طريق الصدفة خلال إجراء تحليل السائل المنوي.

من الممكن أن نُجري بعض التحاليل والصور الشعاعية، من أجل الاطمئنان، ونفي وجود أي ورم، ويُعطى العلاج المناسب لكل حالة، مع تأكيد أنَّ الأغلبية العظمى من حالات وجود دم في السائل المنوي هي حالات مؤقتة وعلاجها سهل.

في أغلب الحالات، لا توجد أسباب معروفة أو واضحة لوجود دم في السائل المنوي؛ وقد يكون ذلك بسبب تمزُّق بعض الأوعية الدموية الشعرية في السبيل التناسلي أو الغدد التناسلية مثل الموثة أو الحويصل المنوي، حينها تكون هذه المشكلة لفترة زمنية مؤقتة، وتزول، وقد تعود فيما بعد، ومن الهام أن نضع هذا الموضوع في الحسبان، مع أنَّ نسبة قليلة من هذه الحالات يكون سببها هامَّاً، مثل:

  • قد يكون السبب التهاباً في المجاري البولية، أو بعض الجروح فيها.
  • وجود التهاب في الموثة، أو سرطان الموثة.
  • رضوض وأذيات في ناحية الحوض.
  • مرض دموي مثل الناعور.
  • ارتفاع الضغط الشرياني ارتفاعاً كبيراً.

ما هي الأجسام المضادة للحيوانات المنوية؟

من المعروف أنَّ الجهاز المناعي يتولى مهام الدفاع عن الجسم في وجه العوامل المُمرضة؛ وذلك من خلال إفراز الأجسام المضادة، وإنَّ حدوث خلل في هذا الجهاز المناعي سيؤدي إلى إفراز أضداد تقوم بمهاجمة خلايا الجسم الطبيعية؛ إذ إنَّ هذه الأضداد خسرت إمكانية التمييز بين العوامل الغريبة وخلايا الجسم نفسه.

في حال تعرُّض كيس الصفن أو الخصية إلى رض ما، فقد يحصل تمزُّق صغير في الخصية والجدار المحيط بها؛ وهذا قد يسبب تسرُّب بعض الحيوانات المنوية أو أجزاء من نسيج الخصية، إلى مكان تستطيع الخلايا المناعية تعرُّفه وتشكيل أجسام مضادة ضدها. تهاجم هذه الأضداد الحيوانات المنوية على أنَّها عامل خارجي، ثم تلتصق بالنطاف وتلغي عملها.

ما هي أسباب تكوُّن الأجسام المضادة للحيوانات المنوية؟

  • أذيات الخصية.
  • انسداد في الأقنية المنوية.
  • التهاب البربخ أو الخصية.
  • التهابات المحدثة بأنواع معينة من الجراثيم.
  • بعض العمليات الجراحية التي تُجرى للخصيتين.

هل تؤثر الأجسام المضادة للحيوانات المنوية في القدرة على الإنجاب؟

إنَّ الضرر الذي تُحدِثه هذه الأضداد يتوقف على كمية الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم، وعدد النطاف التي تتعطل بتأثير الأضداد، فإن كانت نسبة النطاف المتضررة تفوق 60%، فإنَّ التأثير في خصوبة الذكر سيكون كبيراً جداً، وتنخفض احتمالات الإنجاب، أما إن كانت النطاف المتضررة أقل من 40%، فإنَّ تأثير الأضداد في القدرة الإنجابية يكون خفيفاً نوعاً ما.

كيف تؤثر الأجسام المضادة في الحيوانات المنوية؟

  • تؤدي الأضداد إلى تكدُّس النطاف فوق بعضها والتصاقها أيضاً؛ وهذا يؤدي إلى ضعف شديد في قدرتها على الحركة.
  • إنَّ الأضداد التي تهاجم ذيل الحيوان المنوي، تجعل حركته بطيئة وشبه مشلولة.
  • إنَّ الأضداد التي تلتصق برأس الحيوان المنوي، قد تمنعه من اختراق جدار البويضة، ومن ثَمَّ تمنعه من الإلقاح والتخصيب.
  • في بعض الحالات، قد لا تؤثر الأضداد في الحيوان المنوي تأثيراً مباشراً في السائل المنوي، ولكن عندما تصل النطاف إلى عنق الرحم، تتفاعل الأضداد مع المخاط الموجود؛ وهذا يؤدي إلى منع تقدُّم النطاف إلى الرحم من أجل تخصيب البويضة.
إقرأ أيضاً: للرجال: تصرفات يومية تقتل حيواناتك المنوية ابتعد عنها

كيف يُشخَّص وجود الأجسام المضادة للحيوانات المنوية؟

يمكن أن يُشخَّص، عبر فحص النطاف تحت المجهر، فتظهر الحيوانات المنوية متراصة ومتكدسة ومتجمعة فوق بعضها، مثل برادة الحديد المتجمعة على مغناطيس، وتسمى هذه الظاهرة، بالنطاف المتراصة.

من الممكن أيضاً، أن نشخِّصه من خلال كشف الأضداد الموجودة في السائل المنوي، ومعرفة نوعها وتراكيزها، من أجل معرفة تأثيراتها السلبية في القدرة الإنجابية للزوج.

كيف تُعالَج الأجسام المضادة للحيوانات المنوية؟

  • تُعالَج بتصحيح السبب، مثل تدبير الالتهاب وإصلاح الانسداد.
  • قد يلجأ الأطباء إلى وصف الأدوية المثبطة للمناعة مثل الكورتيزونات، التي لا يمكن أن تُعطى إلَّا بإشراف الطبيب المتخصص.
  • في حال إخفاق الحلول كلها، فإنَّ الخيار الأخير كما هو معروف، هو تقنية الإخصاب المساعد أو طفل الأنبوب، سواء عبر التلقيح المجهري أم التلقيح الصناعي.

في الختام:

إنَّ جميع ما ذكرناه آنفاً، هو نظرة صغيرة إلى أهم المشكلات التي قد يكشفها لنا تحليل السائل المنوي؛ ولكنَّها بكل تأكيد لا تغني بأي شكل من الأشكال عن زيارة الطبيب، ويبقى الفحص السريري هو أهم خطوة من خطوات التشخيص، وهو بوابة المعالجة الصحيحة والسليمة، التي تؤدي إلى نجاح العلاج وتحسُّن المريض.

المصدر: مقرر الجراحة البولية كلية الطب البشري جامعة حلب.




مقالات مرتبطة