تساقط الشعر عند النساء: أسبابه وعلاجه

يُعَدُّ شعر المرأة في كثيرٍ من الحضارات والثقافات دليلاً على أنوثتها وجمالها، وهذا ما يجعل النساء يبدين الكثير من الاهتمام به، ويحرصن على رعايته، ويشعرن بالخوف عند تساقطه، وليست الناحية الشكلية السبب الوحيد لخوف المرأة لأنَّ تساقط الشعر بكمية كبيرة قد يكون دليلاً على الإصابة بمرض ما، فتساقط الشعر عند النساء وأسبابه وطرائق علاجه موضوع هذا المقال.



أولاً: ما هي أسباب تساقط الشعر بكمية كبيرة؟

الشعر الموجود على فروة الرأس في حالة نمو مستمرة، ونحو 10% منه فقط يكون في حالة راحة في وقت ما ليتساقط بعدها، والطبيعي أن يبدأ الشعر بالنمو من جديد بعد تساقطه؛ إذاً متى تبدأ مشكلة تساقط الشعر؟

توجد ثلاث دورات مختلفة ينمو فيها الشعر وهذه المراحل هي:

  1. مرحلة النمو: تستمر من سنتين إلى ثماني سنوات وتشمل تقريباً 90% من شعر الرأس.
  2. المرحلة الانتقالية: يتم انكماش بصيلات الشعر خلال هذه المرحلة وتتوقف عن إمداد الشعر بالغذاء الكافي، وغالباً ما تستمر هذه المرحلة من أسبوعين حتى ثلاثة أسابيع.
  3. مرحلة الراحة أو الانتهاء: وتستمر نحو شهرين إلى أربعة أشهر، وفي هذه المرحلة تكون الشعرة متصلة اتصالاً ضعيفاً بفروة الرأس، ومن ثمَّ ستكون أكثر عرضةً للتساقط، ومن هنا تبدأ المشكلة.

الجدير بالذكر أنَّ الشعر ينمو بمعدل بين 10 و15 ميليمتراً كل شهر؛ أي 6 سم خلال سنة بالشكل الطبيعي، وأنَّه في كل لحظة ينمو نحو 85% من الشعر ويستريح 15%، وأنَّ وتيرة نمو الشعر تتباطأ تباطؤاً طبيعياً مع التقدم في السن.

قد تختلف الأسباب التي تقف وراء تساقط الشعر عند النساء، وعلى خلاف الشائع فإنَّ النساء معرضات لهذه المشكلة مثلهم مثل الرجال؛ إذ تبدأ هذه الظاهرة بشكل واضح غالباً في الفترة العمرية بين 45 و60 عاماً، ولكنَّ هذا لا ينفي حدوثها في أعمار أخرى، وتفقد معظم النساء بين 50 إلى 100 شعرة يومياً بشكل طبيعي كما أكدت الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، ويمكن أن نفقد نحو 250 شعرة عند غسل الشعر.

في الوضع الطبيعي يتم استبدال الشعر المتساقط بواسطة شعر مشابه للشعر المتساقط من ناحية الحجم، أما في حال وجود مشكلة تساقط الشعر عند النساء، فإنَّ الشعر الذي يعود وينمو من جديد يكون طرياً ورقيقاً وغير مساوٍ لحجم الشعر الطبيعي.

ما هي أعراض تساقط الشعر؟

العلامات التي تدل على أنَّ فقدان وترقق وتساقط الشعر لديك تجاوز الحدود الطبيعية ليست صعبة، ومن الأمور التي تدل على ذلك مثلاً: وجود كمية كبيرة من الشعر على وسادتك عند الاستيقاظ من النوم، وتساقط كمية كبيرة منه عند تمشيطه، فنتائج فقدان الشعر وتساقطه غالباً ما تظهر عند النساء في الثلث العلوي إلى منتصف فروة الرأس، على عكس الرجال فمن النادر أن نرى لدى النساء تراجعاً للشعر من الجبهة نحو أعلى الرأس.

تشخيص تساقط الشعر:

تتم عملية تشخيص تساقط الشعر بحثاً عن الأسباب باستخدام واحدة من الإجراءات الآتية:

  1. إجراء اختبار دم لمعرفة إذا كانت المشكلة راجعة لأحد أمراض المناعة الذاتية.
  2. البحث في التاريخ المَرَضي للعائلة لمعرفة دور الوراثة في تساقط الشعر وهل الحالة موجودة عند جميع نساء الأسرة.

شاهد: 7 نصائح من الخبراء لحماية الشعر في الشتاء

أسباب تساقط الشعر عند النساء بكمية كبيرة:

توجد عدة أسباب تقف وراء تساقط الشعر بكمية كبيرة، وقد تصل الأسباب الطبية إلى نحو 30 سبباً إضافةً إلى الأسباب المتعلقة بطريقة ونمط الحياة، وفي حال كان التساقط مفاجئاً، فهذا يعني أنَّ الوراثة ليست السبب، فتساقط الشعر المفاجئ يمكن أن تحكمه مجموعة من الظروف والأمراض التي تُعَدُّ أسباباً لحدوثه ومنها:

  1. الولادة: تحافظ المستويات العالية من الهرمونات خلال فترة الحمل على الشعر الذي يكون في مرحلة استراحة، لكن بعد الولادة سترجع مستويات الهرمونات إلى وضعها الطبيعي؛ وهذا يسبب تساقط الشعر بسرعة.
  2. فترة انقطاع الطمث: إنَّ التغيرات الهرمونية التي تحدث في سن اليأس تسبب تساقط الشعر.
  3. تناول بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل، أو الانقطاع عن تناول أدوية أخرى مثل أدوية القلب وأدوية التهاب المفاصل، وأدوية الاكتئاب وغيرها.
  4. الصدمات النفسية والضغط الشديد والتوتر.
  5. بعد الجراحات أو في حال معاناة المرأة من مرض خطير وأخذ جرعات كيميائية.
  6. انخفاض الوزن خلال فترة زمنية قصيرة بشكل كبير.
  7. تناول جرعات زائدة من فيتامين A.
  8. سوء التغذية.
  9. صبغ الشعر واستخدام وتطبيق المواد الكيميائية الضارة عليه، والقيام بتسريحات محددة تتطلب شدَّ الشعر مثل الجدائل الصغيرة، وأيضاً استخدام مجففات الشعر وغيرها من الأجهزة المستخدمة لتمليس وتجعيد الشعر التي تسبب تكسر وتساقط الشعر.
  10. أمراض المناعة الذاتية وفقر الدم.
  11. اضطرابات الغدة الدرقية التي تُعَدُّ مسؤولة عن إنتاج الهرمونات المنظمة للعديد من عمليات الجسم، وفي حال قامت هذه الغدة بإنتاج الهرمونات بشكل أكبر أو أقل من الطبيعي ستؤثر في نمو الشعر وتسبب تساقطه مع العديد من المشكلات الأخرى.
  12. أمراض النساء مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات، فالنساء اللواتي يمتلكن هذه المشكلة لديهن أيضاً مشكلات مزمنة في التوازن الهرموني، وينتج عن هذا المرض العديد من المشكلات ومنها ترقق الشعر وتساقطه.
  13. الصدفية وغيرها من الأمراض الجلدية.
  14. الصلع: الاسم العلمي للصلع هو الثعلبة الذكرية؛ وهو مرض وراثي ويُعَدُّ من أكثر أسباب تساقط الشعر شيوعاً، وينتج عن الإصابة بالصلع تساقط الشعر بكميات كبيرة، ويعود السبب في ذلك إلى نظام المناعة في الجسم الذي يهاجم عن طريق الخطأ بصيلات الشعر، ومن الجدير بالذكر أنَّ الشعر المتساقط يعود وينمو مرة أخرى خلال سنة.
  15. مرض سعفة الرأس: تظهر بسبب هذا المرض دوائر فارغة في فروة الرأس، وتكون هذه الدوائر حمراء ومتهيجة وتسبب الحكة، ويمكن انتقال الفطر المسبب لتساقط الشعر بسهولة عند الاتصال المباشر؛ لذلك يجب على أفراد الأسرة الواحدة الانتباه حتى لا ينتقل المرض إليهم.
  16. هوس نتف الشعر: نتف الشعر من الحالات المَرضية التي يقوم المريض بسببها بنتف شعر رأسه أو حاجبيه أو رموشه، وتكون ناتجة عن اضطراب نفسي شديد.
إقرأ أيضاً: تساقط الشعر لدى النّساء: أسباب نقص كثافة الشعر والحلول الممكنة

ثانياً: ما هو علاج تساقط الشعر؟

تختلف طريقة العلاج باختلاف السبب الذي يكمن وراء الإصابة بتساقط الشعر، وطبيب الأمراض الجلدية وحده الشخص المؤهَّل لاختيار طريقة العلاج الصحيحة والمجدية، وسنذكر فيما يأتي أهم علاجات تساقط الشعر:

1. التدخل الجراحي، ويكون في حالات حدوث الصلع الناتج عن تساقط الشعر ويشمل:

  • جراحات ترميم الشعر: وتهدف مثل هذه الجراحات لاستعادة الشعر وترميمه وترميم الأماكن التي تساقط منها وإعطاء الشعر قدر الإمكان منظراً طبيعياً، وتُستخدم مثل هذه العمليات استخداماً كبير للنساء اللواتي يبدو لديهن الصلع واضحاً جداً، أو عندما يكون الشعر خفيفاً لدرجة كبيرة، أو عند تساقط الشعر بسبب أمراض فروة الرأس أو نتيجة التعرّض للحروق.
  • زرع الشعر: إحدى الطرائق المنتشرة جداً، ويقوم على أخذ شعر من المناطق السليمة والقيام بزرعها في المكان الذي يتساقط منه الشعر لينمو مجدداً، وتختلف المساحة التي يمكن تغطيتها باستخدام عملية زرع الشعر تبعاً لطريقة الزرع المتبعة ولحجم بقعة الصلع؛ إذ يتساقط الشعر المزروع بالكامل تقريباً بعد شهر من العملية لتبدأ بعدها عملية نمو الشعر الجديد بشكل طبيعي وبعد فترة ستة أشهر سنجد شعراً طبيعياً مماثلاً للشعر الأصلي.
  • عندما تعاني المرأة من اتساع رقعة الصلع الناتجة عن تساقط الشعر قد يعتمد الأطباء على تقليص جلدة الرأس؛ إذ يضيقون حيز البقع الصلعاء في الرأس، ويزيلونها بشكل نهائي عن طريق إزالة بعض السنتيمترات من جلدة الرأس ثم شدِّ طرفي القطع وتوصيلهما.
  • توسيع جلدة فروة الرأس: وتستخدم هذه العملية غالباً لتحسين نتائج عملية تقليص الجلد، فيتم زرع جهازين تحت فروة الرأس نحو ثلاثة أو أربعة أسابيع بهدف شدِّ الجلد الذي يحمل الشعر لتقليص مساحة الجلد الخالي من الشعر.
  • العلاج المركب هو أيضاً أحد الحلول المتبعة لعلاج تساقط الشعر، ويشمل هذا العلاج العديد من الإجراءات الطبية؛ وهذا يجعل هذا العلاج يحتاج إلى وقت طويل قد يصل إلى سنوات.

2. العلاج الدوائي:

يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي عندما يكون سبب تساقط الشعر مَرَضياً وناتجاً عن أحد الأمراض الجلدية أو الأمراض الأخرى، ويمكن استخدام العلاج الدوائي إما على شكل عقاقير عن طريق الفم أو على شكل مراهم ومحاليل موضعية، وقد يصف الطبيب النوعين معاً لمساعدة فروة الرأس على إنبات الشعر من جديد ومن أجل منع تساقط الشعر، وعادة ما يأخذ العلاج الدوائي فترة زمنية تصل إلى عدة أشهر وغالباً ما تكون النتائج مُرضية وفعالة.

3. العلاج المنزلي:

من خلال اتباع وصفات وخلطات طبيعية كالثوم مع بعض الزيوت كزيت الجوز لتحفيز بصيلات الشعر، لكن مثل هذه العلاجات على الرغم من أنَّها أثبتت نجاحها في كثير من الأحيان تحتاج وقتاً طويلاً لظهور النتائج.

4. علاج تساقط الشعر بالليزر:

وهو الحل الأكثر أماناً وفاعليةً، وقد أظهر نتائج رائعة؛ لذلك تلجأ إليه الكثير من النساء لحل مشكلة تساقط الشعر.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة للعناية بشعركِ في فصل الصيف

في الختام:

لقد ذكرنا أهم الأسباب التي تقف وراء مشكلة تساقط الشعر عند النساء، وتوقفنا عند طرائق العلاج الأكثر انتشاراً وفاعلية.

المصادر: 1،2،3،4




مقالات مرتبطة