تخلَّ مؤقتاً عن النجاح لتجهز لمستقبل جديد

تعتزم مطاعم "ماكدونالدز" (McDonalds) في مدينتي إغلاق أبوابها لأشهر عدة، وخلال ذلك الوقت، سيهدمون المطعم الحالي ويباشرون بناء مطعم جديد. يملك صاحب "ماكدونالدز" مطعماً آخر في بلدة مجاورة، وقد فعل شيئاً مشابهاً هناك قبل بضع سنوات، ومع ذلك، يبدو الأمر وكأنَّه خطوة شجاعة؛ أن توقف عملك الناجح وتدفق الأرباح بضعة أشهر حتى تتمكن من تقديم خدمات أفضل وجذب عدد أكبر من العملاء في المستقبل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب والكوتش المهني "مارك شايد" (Mark Shaed)، والذي يخبرنا فيه عن تجربته في تجديد الخبرات لتحسين المستقبل.

عندما كان جهاز الـ "ميني آيبود" (iPod Mini) في ذروة شعبيته، توقفت شركة "آبل" (Apple) عن صنعه، وبدلاً من ذلك تحولت إلى صنع جهاز "آيبود نانو" (the flash-based iPod Nano) الذي يعتمد في تخزين البيانات على ذاكرة عالية السرعة.

من ناحية، لم يكن ذلك منطقياً، فقد كان لديهم منتج ناجح زاد الطلب عليه؛ لكنَّهم توقفوا عن صنعه وقرروا صنع شيء آخر، ومن ناحية أخرى، سمح لهم هذا الأمر بالحصول على المقياس اللازم لخفض سعر "ذاكرة الفلاش" (Flash Memory) حتى يتمكنوا من استعمالها في المزيد من الأجهزة. واليوم، تستعمل العديد من أجهزة الحاسوب المحمولة الخاصة بهم ذاكرة فلاش بدلاً من محركات الأقراص الثابتة الميكانيكية.

في بعض الأحيان، هذا هو فحسب ما يلزم لتحقيق النجاح؛ أي إنَّ عليك أن توقف ما يعمل بشكل جيد الآن من أجل الاستعداد لما عليك القيام به في المستقبل.

توجد في ولاية "ميشيغان" (Michigan) نسبة منخفضة نسبياً من الأشخاص الذين ارتادوا الكلِّية؛ إذ إنَّني لم أفهم سبب ذلك حتى عشت هناك فترةً من الوقت، وأدركت كم كان الناس قادرين على العمل في مصانع السيارات. لا تبدو متابعة التعليم بعد المدرسة الثانوية أمراً جذاباً تماماً عندما يمكنك البدء بوظيفة عالية الأجر من دون الحاجة إلى استثمار الكثير من الوقت في التعليم.

ومع ذلك، مع مرور الوقت واستغناء العديد من الشركات عن الوظائف ذات المرتبات العالية أو التوجه نحو أتمتتها، وجد العديد من الأشخاص أنفسهم يتمتعون بمجموعة من المهارات التي لم تعُد مطلوبة.

عندما كنت أقود سيارتي بجوار "ماكدونالدز" اليوم، فكرت في الأشخاص الذين أعرفهم في "ميشيغان"، والذين كانوا يكافحون من أجل العثور على عمل. لقد كانوا فيما مضى مرتاحين للغاية مع سهولة حصولهم على عمل، ولكن عندما هبت رياح التغيير، لم يكونوا مستعدين لمجاراتها.

إذاً هذا هو السؤال؛ هل تحتاج إلى إجراء تغيير في حياتك المهنية مثلما تفعل "ماكدونالدز" في مبناها؟ قد لا تحتاج إلى ترك وظيفتك مدة 6 أشهر "لبدء" مهنة جديدة، ولكن عليك بالتأكيد الاستعداد للتغييرات التي تتوقعها. فيما يأتي أربع نصائح حول كيفية القيام بذلك:

1. لا تكن خاملاً: 

يجب أن تحرص على عدم الشعور براحة تامة مع وظيفتك الحالية. فإذا لم تكن قد فعلت أيَّ شيء جديد في الأشهر الثلاثة الماضية، فيجب أن تبدأ حقاً بإعادة تقييم المكان الذي ستكون فيه خلال 5 سنوات. قد تكون أمورك جيدة ما دامت الوظيفة مستمرة، لكن قد يختلف الأمر عندما تحتاج إلى البحث عن وظيفة مختلفة.

إقرأ أيضاً: 5 فوائد للفشل تساعدك في حياتك المهنية 

2. تابع الصيحات الجديدة:

سمعتُ قصة المليونير الذي مات وترك ثروته لعائلته لكن مع صك يسمح باستثمارها في عربات الترام فحسب، ومع انخفاض استعمال عربات الترام، انخفض دخل أسرته حتى باتوا يعيشون في الفقر نهاية المطاف؛ لذا يجب أن تحرص على عدم فعل الشيء نفسه في حياتك المهنية؛ إذ إنَّ الالتزام بمجموعة مهارات معيَّنة قد يقلُّ الطلب عليها، لم يعُد استراتيجية جيدة طويلة الأمد.

إقرأ أيضاً: خمس عادات شخصيّة تؤذي حياتك المهنيّة

3. استمر في التعلم:

قد يعني هذا الأمر بالنسبة إلى بعض الأشخاص، ترك وظيفتك والعودة إلى المدرسة لاكتساب مهارات جديدة، ولكن هناك طرائق لمواصلة تعليمك من دون ترك وظيفتك الحالية. توجد في العديد من الكلِّيات برامج للحصول على درجات علمية عبر الإنترنت، إذ يمكنك تخصيص وقت لمتابعة الدروس في جدولك الزمني الخاص في المساء وفي عطلات نهاية الأسبوع. يقضي المواطن الأمريكي العادي نحو 28 ساعة من الأسبوع بمشاهدة التلفاز، وهذا أكثر من الوقت الكافي للعودة إلى المدرسة مع الاحتفاظ بوظيفتك الحالية.

ابحث أيضاً عن فرص تعليمية خارج التعليم الرسمي؛ إذ يُعدُّ تدريب الشركة والخبرة في تولي مسؤوليات جديدة، أساليب قيِّمة لاكتساب مهارات جديدة وتقوية أساس حياتك المهنية.

شاهد بالفيديو: 7 عادات تضمن لك استمرار النجاح

4. فكر في أمور أكثر قيمة من زيادة الراتب:

من السهل أن تركز تركيزاً كبيراً على كمية الدولارات في كشوف مرتباتك، بحيث تنسى الفوائد الأخرى التي يمكن أن توفرها وظيفتك؛ إذ قد تكون الوظيفة التي لا تتمتع بأعلى راتب ابتدائي، هي الوظيفة التي تتيح لك اكتساب المهارات والأصدقاء الذين تحتاج إليهم للتقدم في حياتك المهنية.

رضيت ذات مرة بتخفيض على الأجر بنسبة 40% من أجل الذهاب إلى وظيفة مختلفة لكونها كانت ستمنحني خبرة إدارية، وراتباً تعليمياً كبيراً، وجدولاً زمنياً مرناً للعمل على درجة الماجستير الثانية. على مدى السنوات العشر الماضية، تجاوزت قيمة هذه الأشياء بكثير خفض الأجور الذي واجهته للحصول عليها وتعلُّمها.

لديك الآن أربعة أشياء يجب مراعاتها عندما يتعلق الأمر باستمرارية حياتك المهنية على الأمد الطويل. ربما لا تحتاج إلى أن تكون مثل "ماكدونالدز" أو "آبل"، وأن تدمر شيئاً مربحاً لإفساح المجال للجديد، ولكن يمكن للجميع الاستفادة من تذكُّر قصة مليونير الترام، والتأكد من أنَّ حياتك المهنية ليست مرتبطة بمهارات سيكون الطلب عليها أقل في المستقبل.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة