تحليل سوات (SWOT): ما هو؟ وما فوائده؟
إن أخبرك أحدهم أنَّ هناك نشاطاً واحداً يمكنك القيام به بصورة متكررة، ومن شأنه أن يُسرِّع تطورك الشخصي على نحو كبير؛ فهل ستقوم به؟
قد يكون تحليل "سووت" (SWOT) حلاً جيداً لمشكلات مثل: الشعور بالضياع، وعدم الإنتاجية، والقلق بشأن المستقبل، والصراع الذي سينشأ حتماً خلال مسيرة التطور الشخصي؛ فهو سريع التنفيذ، وموثوق من ناحية قدرته على تغيير وجهة نظرك، وفاعليته في تحقيق النتائج التي تريدها. لكن، ما هو هذا التحليل بالضبط؟
ستجد كل ما تحتاج معرفته عن هذا التحليل أدناه؛ بالإضافة إلى كيفية القيام به، وجميع الفوائد المذهلة التي يجلبها إلى حياتك.
ما هو تحليل "سووت" (SWOT)؟
لقد شقَّ هذا المصطلح الرائج في عالم الأعمال طريقه إلى عالم التطوير الشخصي؛ نظراً إلى فاعليته المثبتة في تحسين الأمور وتطويرها، سواء على مستوى الشركات أم الأفراد.
إنَّ مصطلح "سووت" (S.W.O.T) باللغة الإنكليزية اختصار يضم الحروف الأولى من الكلمات الإنجليزية الآتية: نقاط القوة (Strengths)، ونقاط الضعف (Weaknesses)، والفرص (Opportunity)، والتهديدات (Threats).
عند تقييم هذه الركائز الأربع الأساسية في الحياة، يمنحنا هذا التحليل صورة واضحة عن الاتجاه الذي يجب أن نسلكه، ويسلط الضوء على بعض أفضل الطرائق للقيام بذلك.
عموماً، هو طريقة رائعة للتفكير في الإجراءات السابقة واختيار أفضل طريقة للمضي قدماً.
كيف تجري تحليل "سووت" (SWOT)؟
يعدُّ استخدام تحليل "سووت" (SWOT) بسيطاً نسبياً، وأفضل طريقة للقيام به هي عن طريق استخدام قلم وورقة ورسم أربعة أعمدة تمثل كلَّاً من: نقاط القوة، ونقاط الضعف، والفرص، والتهديدات؛ ثم ملء كلٍّ منها.
يمكنك أن تطبِّق التحليل على أي موقف تجد نفسك فيه؛ فإذا كنت تفكر في توسيع عملك، فقد ترغب في تدوين نقاط القوة والضعف الحالية، بالإضافة إلى الفرص التي يمكنك استغلالها، والتهديدات التي قد تحتاج إلى تقليلها أو تخفيف أثرها؛ أمَّا إن كنت تتطلع إلى تحسين نفسك، فيمكنك إجراء هذا التحليل على المستوى الجزئي أو الكلي؛ حيث يركز النموذج الجزئي على مجال معين من الحياة، ويمكنك نقله إلى المستوى الكلي من خلال كتابة نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات الحالية في جميع مجالات الحياة، أو المجالات التي تريد التركيز عليها في الوقت الحالي؛ إذ يُعدُّ هذا التحليل سهلاً وممتازاً عندما يُطبَّق على نطاق واسع.
سنقدِّم لك فيما يأتي نموذجاً تقريبياً يحتوي على بعض الأسئلة الذاتية في مختلف مجالات الحياة، والتي يمكنك استخدامها لأغراض التنمية الشخصية:
1. نقاط القوة:
- ما هي المؤهلات المهنية التي أمتلكها، والتي تُميِّزني عن الآخرين؟
- ما الذي أتفوق فيه على معظم الناس؟
- ما هي الإنجازات التي حققتها؟
- ما هي الصراعات التي تغلبت عليها في الماضي، والتي تمنحني الأمل في المستقبل؟
2. نقاط الضعف:
- أين أُخفِق حيث يتفوق الآخرون؟
- ما هي عاداتي السيئة؟
- ما هي الأفكار التي تعيق تقدمي؟
3. الفرص:
- هل هناك أي تقدم كبير يحدث -أو على وشك الحدوث- يمكنني الاستفادة منه؟
- هل هناك منصب جديد في شركة ما يزيد من مهاراتي؟
- هل هناك فجوة في السوق يمكنني الاستفادة منه؟
- هل هناك فرصة منخفضة المخاطر (أي يمكنني أن أفشل بسرعة وأقرر ما إذا كنت أرغب في الاستمرار في السعي وراءها)؟
شاهد بالفديو: تعلم كيف تغتنم الفرص بـ 10 خطوات
4. التهديدات:
- ما هي المنافسة التي أواجهها في مجال معين؟
- ما هو الشيء الأكثر احتمالاً الذي يبعدني عن المسار؟ هل هو أنا؟
- إن حدث ركود اقتصادي، فهل سأكون في وضع يسمح لي بالنجاة؟ وهل يمكنني تحويل هذه الحالة إلى فرصة؟
نموذج سوات جاهز:
يمكنك تحميل نماذج تحليل سوات مجانية من خلال:
فوائد تحليل "سووت" (SWOT) لتطوير الذات:
الآن، وبعد أن تعرَّفت على هذا التحليل وكيف تقوم به، ربَّما بدأت بالفعل ترى جميع الفوائد التي يمكنك الحصول عليها منه؛ وإذا لم تكن قد بدأت بالفعل التفكير في كيفية استخدامه في حياتك الخاصة، فإليك بعض الفوائد التي ستشجعك على ذلك:
1. يوفر لك خطة قابلة للتنفيذ:
إحدى الفوائد الأكثر وضوحاً لإجراء تحليل "سووت" (SWOT) هي حقيقة أنَّه يوفر لك خطة قابلة للتنفيذ؛ فمن النادر أن يجلس شخص ما فعلياً ويكتب نقاط قوته وضعفه والفرص والتهديدات التي يواجهها؛ فإن فعلت ذلك الآن، أحرزت تقدماً جيداً.
الأهم من ذلك هو أنَّ اكتساب المعلومات من جميع هذه المجالات الأربع يسمح لك بإعداد خطة فعالة للمضي قدماً؛ سواء كان ذلك من خلال مضاعفة نقاط قوتك، أم إعداد خطة للتغلب على نقاط ضعفك، أم معرفة كيفية استغلال إحدى الفرص في حياتك.
لقد صُمِّم هذا التحليل خصيصاً لتحفيز الإجراءات والقرارات؛ فهو ليس مجرد تمرين مناقشة تهمله حين الانتهاء منه.
2. يسمح لك برؤية المشهد كاملاً:
الكثير من الناس منشغلون بنشاطاتهم اليومية لدرجة أنَّهم يغفلون عن رؤية حياتهم أو أهدافهم من منظور أوسع، حيث إنَّ عدم القدرة على رؤية الأمور الهامة بسبب الانشغال بالتفاصيل الصغيرة هو أحد أكثر الأمور التي تمنع الكثير من الناس من الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة؛ ولكن، يسمح لك هذا التحليل بالتأمل ورؤية المشهد كاملاً، ومن ثم اتخاذ قرار مستنير بشأن مهماتك ونشاطاتك اليومية، وليس العكس.
إنَّه لمن الهام أن تكون قادراً على رؤية المشهد كاملاً من وقت إلى آخر للتأكد من أنَّك على الطريق الصحيح مهما كانت أهدافك في أي مجال من مجالات الحياة، وهذا هو الغرض من القيام بهذا التحليل.
شاهد بالفديو: 4 أشياء تدلّ أنك على الطريق الصحيح نحو النجاح
3. يساعدك في التعرف على أنماط وجوانب جديدة:
إنَّ أحد الأشياء الفريدة في تحليل "سووت" (SWOT) هو قدرته على الجمع بين مجالات مختلفة من حياتك، حيث يسمح لك برؤية الأنماط والفرص وغيرها من الأمور التي لم تكن لتراها بطريقة أخرى.
أحد الأمثلة على ذلك هو الجمع بين نقاط قوتك والفرص؛ فعندما تنظر إلى هذين الأمرين معاً، تحصل على فكرة جيدة عن مدى التطابق فيما بينهما، وتحصل نتيجة لذلك على صورة واضحة عن الفرص التي تستحق المتابعة بناء على نقاط قوتك.
مثال آخر على ذلك: عندما تعلم جيداً نقاط قوتك في موقف معين، يمكنك إدراك فائدة نقاط القوة هذه في تخفيف تأثير التهديدات التي قد تواجهها.
بناء على كل ما سبق، نجد أنَّ الجمع بين أي مجالين في هذا التحليل يخلق منظوراً فريداً، وسيكون مفيداً للغاية لتطورك الشخصي.
4. يقلِّل المخاطر:
انطلاقاً من النقطة السابقة، نجد أنَّ إجراء هذا التحليل يساعد في تقليل المخاطر؛ ورغم أنَّه يُعدُّ في الأساس مفيداً على مستوى الشركات، إلَّا أنَّه قد يكون مفيداً على المستوى الفردي أيضاً.
قد تظهر المخاطر بأشكال متنوعة على المستوى الفردي، وربَّما تكون المخاطر خيالية ولكنَّها تبدو حقيقية بالنسبة إليك، كطلب الزواج من الشخص الذي تحبه، أو طلب زيادة في الراتب من رئيسك في العمل؛ وقد تكون حقيقية، كأن تفكر في توسيع نطاق عملك، أو دخول سوق جديد عندما لا يكون لديك الخبرة الكافية.
في كلتا الحالتين، تسمح لك رؤية التهديدات التي تواجهها ونقاط القوة والضعف والفرص التي لديك بالسير في المسار الذي يقلل من المخاطر ويزيد من المكاسب.
5. يحدد المراحل في مسارك:
هناك طريقة مثيرة للاهتمام تستخدمها الشركات عند الاعتماد على تحليل "سووت" (SWOT)، وهي أنَّها تستخدمه كل شهر أو كل ثلاثة أشهر من أجل إعادة ضبط وجهتها ومعايرتها، ويمكنك فعل الأمر نفسه أيضاً؛ فكما تستخدمه الشركات في أوقات معينة، ينبغي عليك استخدامه في أوقات معينة أيضاً.
لذا، خصص وقتاً كافياً لإجراء هذا التحليل كل شهر أو بضعة أشهر لتقيس تقدمك من خلال طرح هذه الأسئلة على نفسك:
- ما هي نقاط القوة المضافة؟
- ما هي نقاط الضعف التي اكتشفتها؟
- ما هي الفرص التي برزت أو ضاعت؟
- ما هي التهديدات الجديدة التي تواجهها، وتلك التي تفاديتها؟
لن يؤدي إجراء هذا التحليل بصورة متكررة إلى تسريع عملية التطوير الشخصي من خلال إرشادك إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه بأقل قدر من الإلهاء فحسب، بل ويساعدك أيضاً على رؤية التغيير الذي يطرأ في حياتك، وملاحظة التقدم في أعمالك ومهاراتك.
إنَّه لمن الجدير بالذكر أيضاً أن تنظر في نهاية العام إلى التحليل الذي قمت به في بداية العام لتقيس تقدمك، وترى إلى أي مدى وصلت.
الخلاصة:
بعد أن تعلمت كل شيء، قد يكون هذا التحليل هو الأداة والتقنية التي كنت تنتظرها لاتخاذ الخطوة التالية في رحلة تطويرك الشخصي؛ فهو عملي وسهل التنفيذ وفعَّال للتخطيط لخطواتك التالية.
وسواء كنت تقوم به بانتظام للتأكد من أنَّك تسير في الاتجاه الصحيح، أم تنفذه فقط عندما تشعر بالضياع؛ فسيكون تحليل "سووت" (SWOT) موجوداً دائماً لخدمتك ومساعدتك على تحقيق أهدافك.