تاريخ عيد الأم وأفكار هدايا مميّزة للأمهات

عن أبي هريرة -رضي الله عنهُ- قال: "جاء رجلٌ إلى رسولِ الله ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحقُّ الناسِ بِحُسنِ صحابتي؟ قالَ: (أمُّك)، قالَ: ثمَّ من؟ قالَ: (أمُّك)، قالَ: ثمَّ من؟ قالَ: (أمُّك)، قال: ثمَّ من؟ قال: (أبوك)". (متَّفقٌ عليه).



الأم: هذهِ الكلمة التي تُجَسِّدُ أسمى معاني التضحيةِ والإيثارِ، وتُشعِرُكَ بالهدوءِ والأمانِ، وتحتوي العالمَ بأكملهِ. حُضنُها هو الملاذُ الآمِنُ الذي نلجأ إليهِ عند المحنِ والشدائدِ التي تلُمُّ بنا، وهل في هذهِ الدنيا حُبٌّ حقيقيٌّ أكبرُ وأصدقُ وأنقى من حبِّ الأمِّ لأطفالها؟

إنَّ العالمَ بأجمعِهِ يحتفلُ بالأمِ، وقد خُصِّصَ يومٌ في السنةِ للاحتفالِ بملاكِ الرحمةِ على الأرضِ، إنَّهُ يومُ عيدِ الأم. ولكن متى ظَهَرَ؟ وكيف؟ ومن الذي أوجدَه؟ هذا ما سنُقَدِّمُهُ لكم فيما يلي:

متى ظهر عيد الأم؟ ومن الذي أوجده؟ وما هو تاريخه؟

لقد نشأت ظاهرةُ الاحتفالِ بعيدِ الأم في أوائلِ القرنِ العشرين في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ، وأوّل من دعا لهذا العيد (أنَّا جارفيس)، وهي مؤسِسَةُ الجمعيَّةِ الدوليَّةِ ليومِ الأمِ، حيثُ أقامت تَجَمُّعاً كبيراً للأهالي في ولايةِ فرجينيا الغربيَّة في بلدةِ جرافتون، وكانَ ذلك الاحتفالُ بتاريخ 23 من شهر مايو لعام 1907م. وفي عام 1913م تَحوَّلَ هذا اليوم إلى عطلةٍ رسميَّةٍ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيَّةِ، وذلكَ بقرارٍ صادرٍ عن الرئيسِ الأمريكي وورد ويلسن.

ولكنَّ عيدَ الأمِ ليسَ لهُ تاريخٌ موحَّدٌ بين دولِ العالمِ، حيثُ أنَّ لكلِّ بلدٍ تاريخهُ الخاصُ بهذا اليوم، إذ تَحتَفِلُ الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وسويسرا، وكندا، وإيطاليا، والنِمسا، واليونان، والصين، والإكوادور؛ في الأحدِ الثاني من شهرِ مايو (أيار). وتعدُّ النرويج الأحدَ الثاني من شهر نوفمبر يومَ عيدِ الأم. كما أنَّ كُلاً من المملكةِ المتحدةِ، وايرلندا، ونيجيريا؛ تَحتَفِلُ بالأحدِ الرابعِ من الصومِ الكبيرِ.

متى ظهر عيد الأم في وطننا العربي؟

بدأ عيدُ الأم في وطننا العربي، عندما قامت إحدى الأمهاتِ المصرياتِ بزيارة الكاتبِ والصحفي المصري الراحل (علي أمين)، مؤسسِ جريدة أخبار اليوم؛ وقصَّت عليهِ قِصَّتَها مع أولادها، وكيف أنَّها فقدت زوجها لمَّا كان أولادها أطفالاً صغاراً، وما هي الصعوباتِ التي واجَهَتها في تربيتهم ورعايتهم وتعليمهم، حتَّى وصولهم إلى الجامعاتِ وتَخَرجِهم منها، وكيفَ أنَّهم تزوجوا وابتعدوا عنها، واستقلُّوا في حياتهم، وكيفَ أنَّهم انصرفوا عنها بشكلٍ تامٍ. وعندها طَرَحَ علي أمين في مقالهِ اليوميِّ في الجريدةِ فكرةَ أن يكونَ هناكَ عيدٌ للاحتفالِ بالأمِ، قائلاً: "لماذا لا نَتَّفقُ على يومٍ من أيامِ السنةِ نُطلِقُ عليهِ (يوم الأم)، ونَجعلُهُ عيداً قوميَّاً في بلادنا وبلادِ المشرقِ" واختارَ يومَ 21 من شهرِ مارس (آذار)، وذلكَ تزامُناً مع بدايةِ فصلِ الربيعِ.

والدولُ التي تَحتَفِلُ بعيدِ الأمِ في هذا التاريخ هي: سوريا، والكويت، وفلسطين، ومصر، والبحرين، وقطر، والعراق، والأردن، وعُمان، وموريتانيا، والسودان، والصومال، وليبيا، وجيبوتي، والإمارات العربيَّة المتَّحدة، واليمن، والجزائر، ولبنان.

ولكن وفي هذا اليوم المُمَيَّزِ، ما عسانا أن نُقَدِمَ من هدايا مُتَميِّزةٍ لأمهاتنا العزيزاتِ؟

سنقترِحُ عليكم بعضَ الأفكارِ التي يُمكنِ أن تساعدكم في اختيارِ هديَّةٍ جميلةٍ لست الحبايب:

هدايا عيد الأم:

1. باقةٌ من الورودِ الجميلةِ:

هُناكَ الكثيرُ من أنواع الورودِ والزهورِ الجميلةِ التي تُفَضِّلُها مُعظمُ الأمهاتِ، نَذكُرُ لكم منها: الزنبق البحري، والسوسن، وأزهار التوليب، والأقحوان، وفم السمكة، والفلامنجو، والياسمين، والننجور، والجوري، والنرجس؛ التي تستطيع أن تُقَدِّمُها مع بطاقةِ معايدةٍ صغيرةٍ.

2. الشوكولا:

نُقطةُ ضعفِ النساءِ، فهي تَزيدُ من هرمون السعادةِ، وتُعدُّ منَ الهدايا المُمَيَّزةِ، ومن المُمكنِ أن تُقَدَّمَ في صندوقٍ خشبيٍّ جميل، بعدَ أن تُغَلَّف بأغلفةٍ مَطبوعٍ عليها عِباراتٍ جميلةً عن الأمِ.

إقرأ أيضاً: 7 فوائد صحية مؤكَّدة للشوكولا السوداء

3. العطور:

نُقَدِّمُ إليكم بعضَ أنواعِ العطورِ بِحَسبِ رائحتها، والتي من المُمكن أن تنالَ إعجابَ أمهاتِكُم، وأنتم عليكم اختيارُ الأنسبِ:

  1. عطورٌ برائحةِ الحمضيَّات: يُعدُّ خياراً نهاريَّاً وحيويَّاً، إذ تحتوي هذهِ العطورُ على رائحةِ الحمضيَّاتِ المُنعِشَة.
  2. عطورٌ برائحةِ الأزهارِ: يُستَخدمُ هذا النوعُ من العطورِ عِندَ حضورِ حفلاتِ الزفافِ، وهو يَشتَمِلُ على مزيجٍ من روائِحِ الأزهارِ المُختَلَطةِ، أو يكونُ من رائحةِ زهرةٍ مُحَدَّدةٍ.
  3. عطورٌ برائحةِ الفواكهِ: تُستَخدَمُ هذهِ الأنواعُ عِندَ الذهابِ إلى مَوعدٍ ما، أو إلى السينما؛ وهي من العطورِ الحيويَّةِ والمُنعِشَةِ.
  4. عطورٌ برائحةِ المحيطِ: هذا العطرُ خاصٌّ بمُقابلاتِ العملِ، فهو يُقَدِّمُ انطباعاً يوحي بالنظافةِ والثقةِ.
  5. عطورٌ بالروائحِ الخضراء: وهي تُستَخدمُ للمُقابلاتِ النهاريةِ، وتحمل طابِع الحيويَّةِ والطبيعةِ.
  6. عطورٌ بالروائحِ الشرقيَّةِ: توحي كلمةُ (شرقيَّة) إلى أذهانِنا مُباشرةً روائحَ المِسكِ والعَنبرِ، وتُعطي هذهِ الروائحُ انطباعاً بالغموض.
  7. عطورٌ بالروائحِ الحارةِ: تُستَخدَمُ في الاجتماعاتِ العائليةِ، وتشتَمِلُ على روائحِ القُرنفُلِ والقِرفةِ والهيل.

4. بطاقات المعايدة:

من المُمكنِ أنَّ تُقَدِّمَ إلى والدتِكَ بطاقةَ معايدةٍ مُعَبِّراً فيها عن مدى عِرفانِكَ بِجَميلها، وفَضلِها؛ وأن تزيِّنها بأروعِ عباراتِ الحُبِ الصادقةِ، وهذهِ البطاقاتُ متوفرةٌ في جميعِ المكتباتِ تقريباً، أو بإمكانِكَ صُنعها بنفسك.

5. أدوات التجميل:

مِنَ المُمكِنِ أن تُقَدِّمَ إلى والدتكَ مجموعةً متكاملةً من أدواتِ التجميلِ، والعنايةِ بالبشرةِ، والشعرِ، والأظافرِ؛ فمن الجميلِ جداً أن تَشعُرَ والدتكَ أنَّكَ مُهتَّمٌ بجمالها.

6. فناجين القهوة:

إذا كانت والدتكَ من عُشَّاقِ القهوةِ، فهي بالتأكيد تولي فناجينَ القهوةِ اهتماماً كبيراً، وترغَبُ في اقتناءِ أجملها؛ لذلكَ فمنَ المُمكنِ أن تكون هذهِ الهديةُ خياراً مناسباً.

7. الأشغال اليدويَّة:

إذا كانت والدتكَ من محبِّي الأشغالِ اليدويَّةِ، مِثل: الكروشيه والتريكو؛ فبإمكانكَ إهداءها سلةً فيها أنواعٌ وألوانٌ مُختلِفةٌ من الخيوطِ، والإبر، سَتَنالُ إعجابها.

إقرأ أيضاً: اليوم العالمي للمرأة بين الورود والهواجس

8. حقيبةٌ للسفر:

إذا كانت والدتكَ من محبِّي السفرِ، فبإمكانكَ أن تُهديها حقيبة سفرٍ مُميَّزةً، ومن إحدى الماركاتِ التي تُفضِّلُها، وأن يكونَ بِداخلِها بَعضُ مُستَلزَماتِ السفرِ، مثل: وسادةٍ صغيرةٍ، وحاملٍ للجوازاتِ، وغطاءٍ للعين.

هذهِ كانت بعض الأفكارِ التي يُمكِنُ أن تُفيدكَ من أجلِ عيدِ الأم. هذهِ المرأةُ التي كانت -وما تزالُ- عِماد الأسرة، وقلب المجتمعِ النابضِ، وحَجَر الأساسِ في بناءِ المُجتَمعاتِ، والحضاراتِ. وكما قالَ نابليون: "الأمُّ التي تَهُزُّ السريرَ بيسارها، تَهُزُّ العالمَ بيمينها". فالأمُّ هي من تَزرَعُ الفَضيلةَ، والأخلاقَ، والقيَّمَ الحميدةَ في قلوبِ أبنائها، فهي تُعلِّمُهمِ المهاراتِ الاجتماعية، وكيفَ يُدافِعونَ عن حقوقهم، وماهي واجباتُهم. وكما قالَ الشاعرِ المصري (حافظ ابراهيم): "الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتها، أعددت شعباً طيبَ الأعراقِ"، فهي من تَهتمُّ بجميعِ أفرادِ العائلةِ ومشاكِلهم، وهي من تَحتَضِنُ أبناءها، وتَدعَمَهم عاطفيَّاً ونفسيَّاً، وتَمنَحهُم الأمانَ والاستقرارَ.

"كلُّ البيوتِ مُظلِمَةٌ إلى أن تَستَيقِظَ الأم".

وعبرَ التاريخِ، كانَ للمرأة دورٌ هامٌّ جداً في بناءِ المُجتَمعِ، وإعدادِ الأجيالِ؛ إذ دخلت المرأةُ في جميعِ مجالاتِ الحياةِ من: فنونٍ، وسياسةٍ، واقتصادٍ، وتعليمٍ، بالإضافةِ إلى مجالاتِ الدَّعمِ المُجتَمعي، حيثُ كانَ للمرأةِ دورٌ بارزٌ في برامجِ حمايةِ الأطفالِ وكبارِ السنِّ، كما أنَّها تُشَكِّلُ نِسبةَ 45,5% من إجماليّ القِوى العامِلَة في العالم.

ولكن هل مِنَ المَعقولِ أن نُخَصِّصَ يوماً واحداً فقط في السنةِ لِنُعَبِّرَ لأمهاتنا عن مدى مَحَبَّتِنا لهن، ومدى رَغبَتِنا الجامِحَة في نَيل رِضاهن، وبِرَّهُن؟ بالتأكيد لا. منذُ ظُهورِ الإسلامِ، حُفِظَت حُقوقِ المرأةِ، وكُرِّمَت الأمُ، وجُعِلَت الجنةُ تحتَ أقدامِها، وقد أوصانا نبيُّنا -عليهِ أفضلُ الصلاةِ والسلام- ببرِّ الوالدين، فعن أبي عبد الرحمنِ، عبدُ الله بن مسعودٍ -رضي الله عنهُ- قالَ: سألتُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "أيُّ العَملِ أحبُّ إلى الله تعالى؟ قالَ: (الصلاةُ على وقتِها)، قلتُ: ثمَّ أيّ؟ قال: (بِرُّ الوالدين)، قلتُ: ثمَّ أي؟ قالَ: (الجِهادُ في سبيلِ الله)".




مقالات مرتبطة