تأخر الزواج لدى الفتاة: أسبابه وآثاره النفسية والاجتماعية

ترغب كل فتاة في لقاء شريك الحياة الذي تحلم به، ليُكمل أحدهما الآخر، ويؤسسا معاً البيت الذي يحقق لها الأمان والاستقرار، وإنجاب الأطفال وإشباع غريزة الأمومة لديها. ولكن للأسف قد تُحرم الفتاة من حلمها، ويتأخر زواجها لأسباب عديدة، ممَّا ينعكس عليها بآثار نفسية واجتماعية غالباً ما تكون سلبية!



أسباب تأخر الزواج لدى الفتاة:

هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى تأخُّر الزواج لدى الفتاة، ومنها:

1. الدراسة:

تتجه المجتمعات اليوم نحو إكمال الفتاة دراستها، وحصولها على درجات عالية من التحصيل العلمي، وانغماس الفتاة في تحقيق هذه الأهداف، قد يؤدي إلى تأخُّرها في الزواج.

2. الحب الحقيقي:

تغيَّر مفهوم الزواج هذه الأيام، بعد أن كان الزواج يتم عن طريق الأهل ومن دون معرفة مُسبقة بين الشاب والفتاة، حيث أصبح الحب ودراسة الطرفين أحدهما للآخر شرطاً للزواج في وقتنا الحالي، وكذلك أصبح الحب شرطاً للحياة السعيدة؛ لذا أصبحت الفتيات يرفضن الزواج بالطرائق التقليدية القديمة، بانتظار الحب الحقيقي!

3. الاستقلالية:

تطورت المجتمعات اليوم، وتساوت المرأة مع الرجل في كثير من الحقوق، فأصبحت الفتاة تُركز على إتمام تعليمها، والحصول على أفضل فرص العمل، وتطمح إلى الاستقلال المادي، إلا أنَّها حين تُحققه قد تتغير نظرتها إلى الزواج على أنَّه عبء، فلا يعد من ضمن أولوياتها، وتُفضل تأخيره أو حتى رفضه مُطلقاً.

4. الشريك الخارق:

قد تضع الفتاة مواصفات خارقة لشريك الحياة، كالجاه والمال والحسب والنسب والوسامة والتحصيل العلمي، وغيرها من الشروط العالية؛ الأمر الذي يُؤدي إلى تأخُّر زواجها، لعدم تقدُّم الشخص الذي يُحقق لها كل متطلباتها، فترفض كثيراً ممَّن يتقدمون إليها، لعدم تمتعهم بشروطها التي قد تكون تعجيزية أو من النادر اجتماعها لدى شخص واحد!

5. الخجل:

الخجل عدو الزواج الأكبر؛ إذ عندما تكون الفتاة خجولة، تميل إلى الابتعاد عن الاجتماعات والمناسبات الاجتماعية، فلا يراها أحد، ولا هي ترى أحداً؛ الأمر الذي يجعل منها شخصاً منسياً بعيداً عن الأنظار، ويُقلل من فرص زواجها.

6. عدم فهم الرجل:

قد تُعاني بعض الفتيات من مشكلة في فهم الرجل والتواصل معه، فالعلاقة مع الرجل ليست أمراً سهلاً، بل تحتاج إلى وعي ومرونة وقواعد للتعامل معه، وقد لا تمتلك كل الفتيات الوعي الكامل للتواصل مع الرجل؛ إذ قد ينظرن إليه على أنَّه كائن مجهول وغير مُريح، فيفشلن في علاقتهن معه، ويتغاضين عن فكرة الزواج.

7. الفتاة صعبة المِراس:

قد تكون الفتاة صعبة المِراس، وتتصف بالعناد، وتتعامل مع الرجل على أنَّه نِدٌّ لها، ولا تقبل التنازل عن أي فكرة ولو كانت خاطئة، ممَّا يجعل الرجل يتردد في الارتباط بها.

8. معدلات الطلاق:

تزايدت معدلات الطلاق هذه الأيام بسبب ضغوطات الحياة المتزايدة، ممَّا جعل الفتيات يخفن الزواج وينفرن منه، خوفاً من الفشل والطلاق.

9. أسباب اقتصادية:

أدت الأسباب الاقتصادية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وغلاء تكاليف الزواج، والمهور، إلى تقليل قدرة الشباب على التقدم للزواج، ممَّا قلل من فرص الفتاة به.

10. التجارب الفاشلة:

قد تعيش الفتاة في عائلة مُفككة، وتُعايش تجربة أهلها الفاشلة، أو قد يكون ما تسمعه من قصص وتجارب صديقاتها الزوجية الفاشلة، سبباً في جعلها تخاف اتخاذ قرار الزواج.

إقرأ أيضاً: 4 أسباب رئيسيّة مسؤولة عن تأخر المرأة في اتخاذ قرار الزواج

11. هجرة الشباب:

يُهاجر اليوم نسبة كبيرة من الشباب إلى الخارج، خاصة في مجتمعاتنا العربية، وذلك بحثاً عن العمل، أو لإكمال تعليمهم؛ لذا تقلُّ فرص الزواج للفتيات في هذه البلدان.

12. عائلة الفتاة:

هناك بعض العائلات التي تضع شروطاً صعبة لزواج ابنتهم، كالمهر وغيره، فلا يُراعوا ظروف من يتقدم لابنتهم، ويكونوا بذلك عائقاً في طريق زواجها.

13. الخوف من المسؤولية:

إدراك الفتاة حجم المسؤوليات التي تنطوي عليها مؤسسة الزواج، سواء تجاه أولادها، أم تجاه زوجها، أم تجاه الأقارب وأهل الزوج، أم تجاه أعمال المنزل؛ الأمر الذي يجعلها تخشى الزواج، وتتردد في اتخاذ قرارها.

14. انعدام التوافق مع من يتقدم لها:

قد يتقدم للفتاة كثير من الخاطبين، ولكنَّها قد لا تشعر بوجود توافق فكري وعاطفي ونفسي وتعليمي واجتماعي مع أحد منهم، بل قد تجد الارتباط به عبئاً عليها، وليس مصدراً للراحة والسعادة، ممَّا يؤدي إلى تأخُّر زواجها.

15. التعلق بالماضي:

قد تعيش الفتاة قصة حب قديمة، ولكنَّها لم تتكلل بالزواج، فتقضي عمرها مُتعلقة بحب الماضي، غير قادرة على تقبُّل حب جديد، أو شخص جديد، ممَّا يُؤدي إلى تأخُّر زواجها.

16. التقدم في العمر:

كلما تقدمت الفتاة في العمر، اختلف تفكيرها ومفهومها للحياة ولقضاياها، فتدقق أكثر في اختياراتها وقراراتها؛ الأمر الذي يجعل موافقتها على الزواج أصعب بكثير، فما كان يُعجبها وهي صغيرة، لم يعُد يعجبها ولا يُرضيها الآن!

17. عقلية الرجل الشرقي:

للأسف لا يزال هناك بعض الرجال الذين يُفكرون بعقلية الرجل الشرقي، ويترددون في الارتباط بامرأة قوية لها مركزها الاجتماعي والوظيفي، ويُفضلون المرأة التقليدية المُطيعة التي لا حُلم لها ولا طموح.

18. أسباب نفسية:

قد يكون تأخر الزواج لدى الفتاة ناتجاً عن مشاكل نفسية لديها، تتعلق بتقدير ذاتها وشعورها بالاستحقاق، فعندما لا تحب الفتاة نفسها، أو حين ترى أنَّها لا تستحق هذا الزواج، ولا تثق بنفسها، وتشعر أنَّها لن تنجح في تكوين عائلة، كل هذه المشاكل النفسية تجعل الفتاة تتهرب من فكرة الزواج.

19. أسباب اجتماعية:

قد تتأخر الفتاة في بعض المجتمعات، خاصة في المجتمعات المُحافظة، لأسباب اجتماعية قد تتعلق بالمستوى الاجتماعي لعائلة الفتاة مثلاً، أو حتى بسمعة العائلة.

شاهد بالفديو: 8 صفات يجب أن تتواجد في زوجك المستقبلي

الآثار النفسية لتأخر الزواج لدى الفتاة:

يؤثِّر تأخُّر الزواج في الفتاة من الناحية النفسية، ومن أبرز هذه الآثار:

1. فقدان التوازن النفسي:

قد تُعاني الفتاة المتأخرة في الزواج، من فقدان توازنها النفسي، والذي يظهر في التناقض بشخصيتها وسلوكاتها، فتارةً تكون سعيدة وإيجابية، وتارةً أخرى تكون حزينة وسلبية ومُتشائمة، وتشعر بالضيق من المجتمع كله.

2. الإحباط:

المرأة بطبيعتها كائن رقيق وعاطفي، بحاجة إلى من يُشعرها بالاهتمام والحب، وأنَّه يوجد من يدعمها ويُشاركها لحظات سعادتها وحزنها؛ لذا فإنَّ تأخُّر الزواج وعدم وجود هذا الشريك في حياتها، قد يُعرضها لنوبات من الإحباط والشعور بالحزن.

3. فقدان الثقة بالنفس:

يُعدُّ فقدان الثقة بالنفس، واحداً من أكبر الآثار النفسية السلبية لتأخُّر الزواج عند المرأة؛ إذ قد تفقد المرأة جرَّاء ذلك ثقتها بنفسها، وتتزعزع نظرتها إلى ذاتها، بأنَّها غير مرغوبة، أو أنَّها لم تنجح في بناء علاقة تُثمر عن زواج.

4. مشاعر الأمومة:

تُخلق مشاعر الأمومة لدى الفتاة بالفطرة، وإشباع هذه الفطرة، هو أهم دوافع المرأة إلى الزواج؛ لذا عند تأخُّر زواجها، تشعر بالحزن والخوف من أن تقضي عمرها من دون أن تشعر بأنَّها أم.

5. الغيرة:

قد تُصاب الفتاة التي تأخَّر زواجها، بالغيرة من صديقاتها المتزوجات، وتشعر بالعدوانية تجاههم، لشعورها بالحرمان من حقها في الزواج، في حين حصلت بنات جنسها عليه.

6. الرغبة في الانعزال:

قد يكون من آثار تأخُّر زواج الفتاة، ظهور رغبة لديها في الانعزال، وتفضيل البقاء لوحدها على أن تلتقي بالآخرين، وتسمع منهم الكلام والأسئلة المزعجة نفسها عن عدم زواجها.

7. قلة الاهتمام:

قد تفقد الفتاة اهتمامها بنفسها، لشعورها أنَّها كائن وحيد، ولا يوجد من يهتم لأمرها؛ إذ تميل المرأة إلى الاهتمام بنفسها أكثر، عندما تكون مسؤولة عن أشخاص آخرين، أو عندما يوجد من يحثها على الاهتمام بنفسها وبصحتها.

الآثار الاجتماعية لتأخر الزواج لدى الفتاة:

تُعاني الفتاة التي تأخَّر زواجها، من بعض المشاكل المجتمعية بهذا الخصوص، ومنها:

1. ضغوطات الأهل والمجتمع:

تتعرض الفتاة التي تتأخر في الزواج، إلى ضغوطات شديدة من الأهل والمجتمع، بسبب تدخلاتهم وإلحاحهم بسؤالها عن سبب تأخُّرها في الزواج، ومتى سيفرحون بها، وما شروطها، وهل هناك من يتقدم لخطبتها، وغيرها من الأسئلة الخاصة والمُحرجة، التي ليس من اللائق أبداً أن يتدخل إنسان بها.

2. أفكار المجتمع:

لا تزال تُعاني بعض المجتمعات، من أفكار سلبية حول الفتاة التي يتأخر زواجها، فقد يُنظر إليها بعين النقص أو الشفقة لأنَّها لم تتزوج، ويعود ذلك للصورة النمطية المزروعة في هذه المجتمعات والتي تربط الفتاة بالزواج، وببيت الزوج فحسب، ومهما حققت الفتاة من إنجازات في حياتها، لا تراها هذه المجتمعات إنساناً كاملاً، ما لم تتزوج!

3. هواجس الإنجاب:

من المعروف علمياً أنَّ الإنجاب لدى المرأة مُرتبط باستمرار الطمث لديها، فكلما كبرت واقتربت من سن اليأس، تُصبح احتمالات الإنجاب لديها أكثر صعوبة، فتبدأ عيش هواجس الإنجاب، ويبدأ أهلها والمحيطون بها تذكيرها بهذه المخاوف، وأنَّها أصبحت في مرحلة خطر؛ الأمر الذي يُدخل الفتاة في دوامة من القلق والاكتئاب.

4. اختلال أولويات الفتاة:

قد تكون أولويات الفتاة إكمال تعليمها، والحصول على شهادات عُليا كالماجستير والدكتوراه، وتحقيق النجاح المهني والحصول على أفضل الوظائف، ولكنَّ نظرة المجتمع إليها حول عدم زواجها، وكلام الأهل والأصدقاء والمقربين، وما تتعرض له من ضغوطات نفسية، كل هذا يجعلها تضطرب، ويخلق لديها اختلالاً في سُلَّم أولوياتها، فتجد صعوبة في استكمال الخطة التي رسمتها لحياتها.

5. الارتباط بشريك غير مناسب:

مع تقدُّم الفتاة في العمر، قد تضطر أن تتنازل عن أحلامها في شريك الحياة، فتقبل بأي شخص يتقدم لها ولو كان غير مناسب، وذلك للتخلص من نظرة المجتمع إليها كعانس.

6. استغلال من حولها:

قد تُعاني الفتاة المتأخرة في الزواج، من استغلال إخوتها وزوجاتهم لها، بمحاولة الاستفادة منها مادياً أو تقديم الخدمات لهم (الطبخ والتنظيف)، أو قد تتعرض لاستغلال المحيط لها، خاصة الرجال، كونها تعيش فراغاً عاطفياً، مُحاولين استجرارها إلى علاقات منحرفة وغير أخلاقية.

7. صراع الأجيال:

يُعدُّ صراع الأجيال أحد الآثار الاجتماعية لتأخُّر الزواج؛ إذ إنَّ فارق العمر الكبير بين الأم وأولادها، غالباً ما تكون نتائجه سلبية، ويخلق ما يُعرف بـ "صراع الأجيال"؛ وهو فقدان حلقة التواصل والتفاهم بين جيلين بعيدين عن بعضهما (جيل الأم وجيل أولادها).

إقرأ أيضاً: 6 عادات يوميّة تتسبب في تعاستك وضعف طاقتك

في الختام، الزواج ضرورة لا يُمكن إنكارها:

مهما دعت الحياة العصرية اليوم إلى الحرية الفردية والاستقلالية وتحقيق الذات، كل هذا لا يمكن أن ينفي أو ينكر ضرورة وأهمية الزواج للفتاة، ومهما حققتي من نجاحات وإنجازات، فأنتي بحاجة إلى من يُشاركك هذه الحياة بحلوها ومرها، من يُشعرك أنَّ هناك من يدعمك ويُصفق لنجاحك، من يقف معك في أزماتك، يسندك ويمنحك القوة، ولا ننسى أجمل وأسمى ما يُقدمه إليكِ الزواج؛ كلمة "ماما" التي لا شيء في العالم يُمكن أن يُعوضك حرمانها؛ لذا عزيزتي لا تُغلقي الباب أمام الزواج، واجعليه ضمن أولوياتك في هذه الحياة.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة