تأثير أقرب 5 أشخاص منك على نجاحك

عندما سمعت لأول مرة مقولة: "أنت متوسط ​​الأشخاص الخمسة الأقرب إليك"، عرفت على الفور أنَّ هذه المقولة حقيقية وصحيحة أيضاً، وبالتفكير في بعض صداقاتي السابقة، لم أعتقد أبداً أنَّ صداقتي معهم ستؤثِّر في مجرى حياتي؛ لكنَّني أدركت في النهاية أنَّ هذا بالضبط ما حدث.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن كوتش الحياة "كريستين ميترباور" (Christine Mitterbauer)، وتُخبرنا فيه عن تجربتها في تأثير الأشخاص الأقرب إليها في تكوين شخصيتها.

تأثير الأصدقاء:

سواء في الخير أم في الشر، أصبحت لديَّ الآن قناعةً بأنَّ تأثير أصدقائك له أثر خفي لكنَّه قوي للغاية في قيمك وأفكارك وأفعالك وسلوكاتك؛ ونتيجة لذلك، سيؤثِّر أقرب أصدقائنا في أهدافنا وإنجازاتنا في الحياة؛ فتلك حقيقة مخيفة؛ لكنَّها صحيحة.

سأشارك في هذا المقال قصة من حياتي الخاصة، والأهم من ذلك، سأقدم وجهة نظري المتعلقة بكيف يمكنك أن تصبح أفضل في ملاحظة هذا التأثير، مما يعني في النهاية أنَّك قادر على التحكم بحياتك.

عندما كنت طفلةً صغيرة في المدرسة، أتذكر أنَّني كنت متأثرة تأثراً كبيراً في والديَّ ومعلمي، الذين أكدوا جميعاً أهمية الدراسة والحصول على درجات جيدة، وكان كل شيء يسير جيداً حتى ذلك الحين، فقد حصلت بالفعل على درجات جيدة، وقُبلت في الجامعة المفضلة بالنسبة إلي.

كانت المرحلة التالية من حياتي فوضوية على أقل تقدير، فلأول مرة في حياتي رأيت نفسي محاطة بشباب يافعين يحبون الحفلات، وعلى الرَّغم من أنَّني لا أتذكر النقطة التي تغيرت فيها أهدافي وقيمي، إلا أنَّها تغيرت بالفعل.

طوال السنوات الثلاث التالية، أصبح شعار حياتي مجرد الاستمتاع بالحياة والحصول على أكبر قدر ممكن من المرح والتجارب التي تحفز إنتاج الأدرينالين.

أذكر حينها ظني بأنَّني كنت "أعيش الحياة بشروطي الخاصة"، لكن أدركت مؤخراً أنَّني كنت أفعل ما كان يفعله جميع أصدقائي الآخرين فقط.

إقرأ أيضاً: ما هي صفات الصديق الحقيقي؟ وما هي أهمية الصداقة؟

لكن سرعان ما حان وقت التخرج، وقد آن الأوان للحصول على وظيفة مناسبة، وعلى الرَّغم من أنَّ تأثير والديَّ ومعلمي للاهتمام بتخرجي كان ما يزال يؤثِّر بي تأثيراً غير مباشر؛ لكنَّني لم أعد أقضي وقتاً طويلاً معهم كما كنت من قبل؛ لذلك ضعف تأثيرهم فيَّ.

بدلاً من ذلك، خطرت لي فكرة رائعة للسفر إلى الهند والعمل بوصفي متدربة تسويق في شركة علاقات عامة؛ لقد بدت تلك الخطوة كأنَّها فكرتي المذهلة في ذلك الوقت، لكن أدركت في النهاية أنَّ المغامرة بالذهاب إلى دولة نامية لمدة عام كان أمراً شائعاً للغاية بين الأشخاص الذين قضيت معهم معظم أوقاتي في الجامعة.

هل وصلتك الفكرة؟ أنا لا أحاول القول إنَّه ليس لدي خيار في أيٍّ من هذا، أو أنَّني لست ممتنة لأنَّني حصلت على تعليم جيد، لكن في الحقيقة أنَّك نادراً ما تلاحظ في ذلك الوقت مدى تأثرك بالأشخاص المقربين منك.

إنَّ تأثير الأصدقاء قوي جداً؛ فإذا كنت تريد أن تبني حياةً أفضل لنفسك، فيجب أن تحيط نفسك بأشخاص لديهم صفات كثيرة تعجبك.

"الوقوف على أكتاف العمالقة"

أحب هذا الاقتباس؛ بمعنى أن يكتشف الناس الحقائق بناءً على اكتشافات الأشخاص السابقين، وبخلاف ذلك، ضع في حسبانك أيضاً تأثير العلاقات السيئة فيك، فإذا كنت قريباً من الأشخاص الذين لديهم مواقف ومعتقدات وسلوكات سلبية، سيؤثر فيك هذا الأمر ببطء، لكن بثبات، ولعلَّك تدرك ذلك الشعور بالإرهاق التام بعد مقابلة أحد الأشخاص، بينما قد تشعر بالإثارة والإيجابية بعد لقاء غيره.

شاهد بالفديو: 7 أنواع من الأصدقاء ابتعد عنهم تماماً

كيف تسيطر على تأثير من حولك فيك؟

تختلف القضية من شخصٍ لآخر، لكن بالنسبة إلي، هذا يشمل الأشخاص الذين:

  • يظهرون الإيجابية.
  • يظهرون الامتنان.
  • يتحملون مسؤولية حياتهم.
  • يسعون إلى تحقيق أحلامهم.

في عصرنا هذا، يشمل الأصدقاء الذين نحيط أنفسنا بهم جميع الأشخاص الذين نتابعهم ونعجب بهم عبر الإنترنت؛ لذا انظر نظرة فاحصة إلى حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك، وكذلك جميع الأصدقاء الذين تراهم في وقت فراغك.

اسأل نفسك، أيُّ نوع من الأشخاص تحب أن تكون؟ وماذا تحب أن يقول الناس عنك في جنازتك؟ دوِّن كل الصفات التي تحب امتلاكها؛ ثم اسأل نفسك بصدق: هل هذه الصفات موجودة في الأشخاص الخمسة الذين أقضي معظم وقتي معهم؟ وهل أحدهم يأخذ منك طاقة وسعادة أكثر مما يعطيك؟

يمر الجميع بمراحل سيئة؛ لذا قبل إنهاء الصداقة، يجب أن تحاول بالطبع مساعدة هذا الشخص في التغلب على معتقداته السلبية، لكن عليك أيضاً أن تكون واقعياً، وأن تنظر إلى الأنماط السابقة، وتفكر في النهاية في مغامرتك الخاصة، وأحط نفسك بأشخاص جدد وملهمين، لكن كيف تفعل ذلك؟

  • هل لديك أيُّ معارف لديك انطباع رائع عنهم؛ لكنَّك لم تتعرف إليهم كما يجب؟ ادعُهم إلى منزلك لتناول العشاء، أو اقترح أن تدعوهم إلى احتساء القهوة؛ فكر دائماً في كيفية إضافة قيمة إلى حياتهم، وما هي المعلومات الجديدة التي يمكنك أن تقدمها لهم، وبمن يمكنك تعريفهم؛ فستشعر بالرضى، وستكون قد اكتسبت صديقاً جديداً، ومن المرجح أن يرد الجميل لك في المستقبل.
  • هل تعجبك إحدى الشخصيات العامة، أو ترغب في التعرف إليها؟ اقرأ سيرتهم الذاتية، وتابعهم على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ولا تقرأ فقط بعض تعاليمهم وتحاول تطبيقها وتنفيذها، وتفاعل معهم عبر الإنترنت واشكرهم على القيمة التي أضافوها إلى حياتك.
  • هل تعرف شخصاً لديه الوظيفة أو العمل الذي ترغب فيه بشدة؟ تواصل معه، وكن متواضعاً وأخبره بما يعجبك فيه، واسأل عما إذا كان لديه 10 دقائق للتحدث معك عبر الهاتف، لقد فعلتُ ذلك بنجاح عندما بدأت العمل بوصفي كوتشاً، فقد وافق أكثر من 50 شخصاً من الأشخاص الذين راسلتهم عبر البريد الإلكتروني على إعطائي بعضاً من وقتهم، لقد ألهموني جداً وتعلمت منهم الكثير.
إقرأ أيضاً: دافع عن حدودك الشخصية كي تستعيد السيطرة على حياتك

في الختام:

كن صريحاً ودقيقاً مع نفسك بشأن الصفات التي ترغب في امتلاكها، وما الذي ترغب في أن تشتهر به، ثم انظر نظرة نقدية إلى أصدقائك واسأل نفسك إلى أي مدى يضيفون هذه الصفات إلى حياتك، وكن مبدعاً في إضافة أشخاص جدد وملهمين إلى دائرة أصدقائك.

أنت تقوم حرفياً بتشكيل مستقبلك من خلال اختيار الأشخاص الذين تقضي معظم الوقت معهم؛ لذا فإنَّ نصيحتي هي أن تبدأ مغامرتك الخاصة، وتعزز الوقت الذي تقضيه مع الأشخاص الملهمين والإيجابيين، مع تقليل الوقت الذي تقضيه مع النوع الخطأ من الأشخاص.




مقالات مرتبطة