انطلق نحو تحقيق أهدافك في 2020

من منّا لم يتطلّع إلى تحقيق أمنياته التي تتحوّل إلى أهداف مع بداية كلّ عامٍ جديد؟ ومَنْ مِنَّا لم يحاول أن يضع ورقةً وقلماً أو يقوم بفتح إحدى برامج تحديد المهام ليقوم بعصفٍ ذهنيّ لتحديد أهدافه وأولوياته؟ ومن منّا لا يشعر بالراحة النفسيّة والتجديد بعد وضع علامةٍ على هدفٍ ما بعد إنجازه؟ سواءً أَكانت هذه الأهداف على الصعيد الشخصي أم على الصعيد العملي؛ فإنَّ تحديدها هو أوّل الطريق لتصل إلى طريق النجاح وتسير فيه بخطىً ثابتة متميزة؛ فالنجاح حلمٌ يتطلّع إليه كلّ إنسان، وهو قيمةٌ من أغلى القيم في حياتنا، والتي يسعى إليها كلٌّ منا حسب طاقته. وسرّ النجاح هو أن نعرف كيف يتوجّب علينا مواجهة الصعاب بثبات الطير في ثورة العاصفة؛ فلا يكمن الفخر في عدم السقوط، بل في النهوض كُلّما سقطنا؛ كيلا نبقى ساكنين بلا حراك. ولعلَّ الفشل اليوم، ليس أكثر من تمهيدٍ للنّصر والنجاح في الغد.



يرتبط النجاح في الحياة بتحقيق السعادة، فالسعادة تتمثّل بتحقيق النجاح، والعكس بالعكس. كما إنَّ النجاح ليس بذلك الأمر الذي يَسْهُل الحصول عليه؛ إذ يتطلّب مِنّا الجد والتعب والتخطيط، ووضع الأهداف الرئيسة والأهداف الفرعية.

وقد لخَّصت لنا العادة الثانية والثالثة من كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية للمؤلف "ستيفن كوفي" الكثير عن أهمية تحديد الأهداف، فتمثلت العادة الثانية في: "ابدأ والغاية في ذهنك"؛ أي أن تقوم بقيادة نفسك تجاه أهدافك في الحياة.

لذا يُصبح لزاماً علينا أن نضع الخطط التي تمكننا من معرفة إلى أين نريد أن نذهب، وأين نقف. وبذلك تقودنا كلّ خطواتنا إلى غاياتنا وأهدافنا.

ولنتذكر أيضاً العادة الثالثة التي تمثلت في "تحديد الأولويات": أي أن نعمل على أهدافنا الأكثر أهمية أولاً، تليها أهدافنا المهمة. لذا يجب علينا تحديد أهداف واضحة الأهمية، تُحدِّد لنا الطريق الذي يوصلنا إليها؛ وذلك عبر تصنيفها بناءً على ما هو مهمٌّ ومستعجل، وغير مهمّ وغير مستعجل. فإن نحن تمكَّنا من أن نصنف مهامنا في الحياة، سَهُلَ علينا الوصول إليها.

إقرأ أيضاً: مبدأ "آيزنهاور" للهام والعاجل

ومن أجل الوصول إلى هذه الغاية، أقدم إليك بعض النصائح في هذا الصدد:

  • تخلّص من عوامل التشتت التي تُضيعُ عليكَ مجهوداتك.
  • ركِّز على الأنشطة ذات الصلة بالأهداف.
  • احرص على ألا ينتهك ما تقوم به المعايير التي وضعتها لنفسك.
  • اجعل كلّ يومٍ يُسهِم إسهاماً إيجابياً في رؤيتك تجاه حياتك كلها.
  • استخدم أدوات تساعدك على تحديد أولوياتك وتوجُّهاتك.

ولكن هل هذا كلُّ شيء؟ بالطبع لا، فالنصيحة الأهم على الإطلاق بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى؛ هي أن تضع أهدافك المستقبلية -سواءً على المدى القريب أم المدى البعيد- على شكل خطة، وذلك كي تتمكّن من رؤية نفسك من خلال خطّةٍ واضحةٍ وفق احتياجاتك ورغباتك.

وأوّلُ خطوةٍ حقيقيّةٍ بعد تحديد الأهداف، هي أن تُحوّلها إلى أهدافٍ ذكية. لذا أوجد رؤيتك وَضع رسالتك، كي تصل إلى غايتك. واعلم أنَّك ستقابل تحدّيات وعقبات، لكن ستقدر على التغلّب عليها؛ لأنَّك تسير وفق خطةٍ معيّنةٍ واضحة المعالم. لكن قبل القيام بذلك، إليك بعض النقاط التي تساعدك على تحديد أهدافك المستقبلية:

  • حدد وبشكلٍ واضحٍ أين أنت الآن.
  • دّوِّن ما تراه مناسباً ليكون هدفاً قابلاً للتحقيق في فترةٍ زمنيّةٍ محدّدةٍ، بحيث لا تضغط على نفسك في وضع أهداف مستحيلة التنفيذ، أو صعبة التنفيذ في مرحلةٍ زمنيةٍ معيّنة.
  • حدد طرائق تمكنك من تنفيذ الأهداف، واجعلها خريطتك للوصول إلى طريق النجاح.
  • راقب نفسك وخطواتك، مع وضع السؤالين التاليين في الاعتبار:
    • "كيف أعرف أنَّني أسير على الطريق الصحيح؟
    • وكيف أعرف أنَّني وصلت إليه؟

تتطلَّب الإجابة على هذين السؤالين وقتاً طويلاً، وتأملاً وتركيزاً وصدقاً مع النفس في أوقات الصفاء الذهني، ورغبةٍ في تشخيص النفس ووضع الأهداف المستقبلية وتحديد وجهتك ومبادئك وقيمك في الحياة. مما يُساهم بالتالي في:

  1. إدارة العمر: أي برمجة الحياة بدلاً من برمجة الساعة.
  2. إدارة الأولويات حسب أهميتها.
  3. جدولة الأعمال زمنياً خلال اليوم.
  4. وضعُ قائمة بالأعمال والمهام اليومية، وتعديلها وتنفيذها كل يوم بيوم.
إقرأ أيضاً: وضع خطة عمل ليوم الغد يزيد إنتاجيتك ويساعدك على الاسترخاء

في الختام:

إنَّ الأساس في تحقيق الأهداف تطوير الأفكار، وتقوية الإرادة حينَ تنفيذها. وبحلول العام الميلادي الجديد، ابدأ صفحةً جديدةً تشتمل على تحديد الأهداف والأولويات للوصول إلى طريق النجاح؛ وفق مبادئنا وقيمنا السّمْحَة. وتذكر دائماً أنَّ حياتنا عبارةٌ عن أحلامٍ تتحقّق، وأخرى تتعثّر، وبقيَّةٌ تكون قيد الإنتظار.

لذا ضع بصمتك في الحياة من خلال تحقيق أهدافك.




مقالات مرتبطة