النوبة القلبية وطرق علاجها

تحدُث النوبة القلبية المعروفة باسم "احتشاء عضلة القلب" عندما يُسَدُّ تدفق الدم الذي ينقل الأوكسجين إلى جزء من عضلة القلب فجأةً، فلا تستطيع عضلة القلب الحصول على ما يكفيها من وارد الأوكسجين، وإذا لم يعد جريان الدم بصورة سريعة سيبدأ القلب في التموُّت.



تختلف النوبة القلبية عن السكتة القلبية التي تحدث عندما يتوقف قلبك عن النبض فجأة وبصورة غير متوقعة، قد تسبب النوبة القلبية سكتة قلبية مفاجئة.

تحدث معظم النوبات القلبية بسبب أمراض الشرايين الإكليلية، قد يزيد العمر والعادات غير الصحية ونمط الحياة والحالات الطبية الأخرى من خطر الإصابة بنوبة قلبية، وتشمل أعراض النوبة القلبية ألماً ضاغطاً في منتصف القص وضيقاً في التنفس ودواراً وتعرقاً بارداً وغثياناً، وقد تختلف الأعراض عند النساء. 

أعراض النوبة القلبية:

لا تبدأ جميع النوبات القلبية بألم الصدر المفاجئ والساحق الذي يحدث عندما يُمنَع أو يُحجَب جريان الدم إلى العضلة القلبية، قد تبدأ أعراض النوبة ببطء، وربَّما تكون خفيفة أو أكثر خطورة ومفاجئة، وقد تختفي الأعراض وتبدأ على هيئة نوبة على مدى عدة ساعات، كما تختلف أعراض النوبة القلبية من شخص إلى آخر وتختلف بين الرجال والنساء، إذا كنت قد أُصبت بالفعل بنوبة قلبية فقد لا تكون الأعراض التي أُصِبتَ بها هي نفسها في المرة الأخرى.

1. النوبات القلبية الصامتة:

قد تحدث النوبات القلبية دون أيَّة أعراض أو مع أعراض خفيفة للغاية، وتسمى هذه النوبات القلبية الصامتة، وتعد النوبة القلبية الصامتة silent heart attack شائعةً أكثر عند كبار السن منها عند الأصغر سناً وعند الذين يعانون السكري. 

2. ما هي أعراض النوبة القلبية؟

إذا كنت تعاني نوبة قلبية فقد تواجه واحداً أو أكثر من الأعراض الموضحة أدناه:

  • ألم ضاغط أو عاصر في الصدر وانزعاج في منتصف أو الجانب الأيسر من عظم القص. 
  • ألم أو انزعاج في أحد الذراعين أوكليهما، أو ظهرك، أو كتفيك، أو رقبتك، أو فكك، أو فوق السرة.
  • ضيق التنفس عند أبسط النشاطات البدنية أو عند الراحة.
  • التعرق كثيراً دون سبب.
  • الشعور بالتعب غير المعتاد دون سبب، وأحياناً لأيام (وهذا أكثر شيوعاً عند النساء).
  • الغثيان (الشعور بانزعاج في المعدة) والقيء.
  • خفة الرأس أو الدوخة المفاجئة.
  • سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.

من الممكن أيضاً أن تكون لديك أعراض خفيفة أو حتى عدم وجود أعراض على الإطلاق مع استمرار الإصابة بنوبة قلبية.

شاهد بالفيديو: 8 علامات تحذيرية تدل على أنّ قلبك يواجه مشكلة

 

3. تشخيص النوبة القلبية:

يجب التفريق بين الذبحة الصدرية والنوبة القلبية، فغالباً ما تتحرَّض الذبحة الصدرية بعد القيام بنشاط جسماني ويزول ألمها في دقائق بعد الراحة أو تناول الدواء، وألم النوبة القلبية أكثر تهديداً من الذبحة الصدرية؛ فهو لا يذهب عند الراحة أو أخذ الدواء.

اتَّصل للحصول على سيارة إسعاف والوصول إلى غرفة الطوارئ بسرعة إذا كنت تشتكي من تلك الأعراض السابقة، وبعد وصولك إلى المستشفى من المحتمل أن تخضع لاختبارات لمعرفة ما إذا كنت تعاني نوبة قلبية أو ما إذا كنت قد أُصِبتَ بها بالفعل، مثل:

1. تخطيط كهربية القلب (EKG):

هو الاختبار الأولي الأكثر شيوعاً، ويمكن إجراؤه في غضون دقائق من وصولك إلى المستشفى، سيتحقق تخطيط كهربية القلب من احتمال إصابتك بنوبة قلبية، وبناءً على نتائج تخطيط كهربية القلب قد يطلب طبيبك بعد ذلك مزيداً من الاختبارات، ويسألك عن تاريخك الطبي، ويقوم بإجراء فحص بدني.

2. تحاليل الدم:

في أثناء النوبة القلبية تموت خلايا عضلة القلب وتطلق البروتينات في مجرى الدم، وتقيس اختبارات الدم كمية هذه البروتينات في دمك؛ على سبيل المثال قد تحصل على اختبار التروبونين لقياس كميته في دمك، يتسرب التروبونين عند تموُّت خلايا عضلة القلب في أثناء النوبة القلبية، وغالباً ما تتكرر اختبارات الدم للتحقق من التغييرات بمرور الوقت.

3. اختبارات تصوير القلب:

تساعد اختبارات التصوير مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) طبيبك على التحقق ممَّا إذا كان قلبك يعمل على نحو صحيح، قد تحتاج أيضاً إلى اختبار الجهد الذي يساعد طبيبك على تحديد مقدار الضرر الذي يلحق بقلبك أو إذا كان سبب النوبة القلبية هو مرض الشريان التاجي. 

إقرأ أيضاً: 8 نصائح هامة للحفاظ على صحة القلب

ما الذي يسبب نوبة قلبية؟

السبب الأكثر شيوعاً للنوبة القلبية هو مرض الشريان التاجي، وهو أكثر أنواع أمراض القلب شيوعاً، ويحدث هذا عندما لا تتمكن الشرايين التاجية من حمل ما يكفي من الدم الغني بالأوكسجين إلى عضلة القلب، في معظم الأحيان يحدث مرض الشريان التاجي عندما تتراكم مادة شمعية تسمى اللويحة داخل الشرايين؛ ممَّا يؤدي إلى تضيق الشرايين، يسمى تراكم هذه اللويحة بتصلب الشرايين، وقد يحدث هذا على مدى سنوات عديدة، ويمنع تدفق الدم إلى أجزاء من عضلة القلب، وتراكمها يسبب أحيانا الذبحات الصدرية. 

في النهاية قد ينكسر جزء من اللويحة داخل الشريان، يؤدي هذا إلى تكوين جلطات دموية، وإذا أصبحت الجلطة كبيرة بما يكفي قد تمنع تدفق الدم إلى قلبك، وإذا لم يُعالَج الانسداد بسرعة يبدأ جزء من عضلة القلب في الموت.

أسباب أخرى للنوبة القلبية:

ليست جميع النوبات القلبية بسبب تصلب الشرايين، عندما تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى نوبة قلبية يُطلَق عليها اسم احتشاء عضلة القلب في غياب مرض الشريان التاجي الانسدادي (MINOCA)، يُعَدُّ MINOCA أكثر شيوعاً بين النساء والشباب والأقليات العرقية، بما في ذلك ذوي البشرة الداكنة والإسبان / اللاتينيين والآسيويين.

الحالات التي قد يسبب MINOCA لها تأثيرات مختلفة في القلب:

  • قد لا تسد اللويحات الصغيرة في الشرايين الأوعية الدموية؛ لكنَّها يمكن أن تنفتح أو تتآكل طبقتها الخارجية، قد يتسبب هذا في تكوين جلطات دموية على هذه اللويحات، ويمكن لجلطات الدم بعد ذلك أن تحدَّ من جريان الدم عبر الشرايين الإكليلية، ويُعَدُّ تكوين لويحات صغيرة أكثر شيوعاً عند النساء، والأشخاص الذين يدخنون، والأشخاص الذين يعانون أمراض الأوعية الدموية الأخرى.
  • يؤدي حدوث تشنج مفاجئ وخطير في الشريان التاجي إلى إعاقة تدفق الدم عبر الشريان حتى لو لم يكن هناك تراكمٌ للويحات، والتدخين هو عامل خطر لتشنج الشريان التاجي، فإذا كنت تدخن فقد تكون أكثر عرضة للتشنج الناتج عن البرودة الشديدة أو المواقف العصيبة للغاية، قد تسبب بعض العقاقير كالكوكائين تشنجاً في الشريان الإكليلي.
  • يحدث انسداد الشريان التاجي عندما تنتقل سدادة دموية متجلطة عبر مجرى الدم وتعلق في أحد الشرايين الإكليلية المغذية للقلب، هذا يمكن أن يمنع تدفق الدم عبر الشريان، وهو أكثر شيوعاً عند الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني أو الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم، مثل قلة الصفيحات أو الحمل.
  • يحدث تسلخ الشريان التاجي التلقائي (SCAD) عندما يتمزق جدار الشريان التاجي، وقد تتشكل جلطة دموية عند التمزق، أو يمكن للأنسجة الممزقة نفسها أن تسد الشريان، كما من الممكن أن يحدث التسلخ التلقائي للشريان التاجي (SCAD) بسبب الإجهاد والنشاط البدني الشديد والحمل. 

قد تسبب حالات أخرى أعراضاً تشبه النوبة القلبية، وسينظر طبيبك في جميع نتائج اختبارك لاستبعادها.

ما الذي يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية؟

توجد عوامل خطر تزيد من فرصة الإصابة بأمراض الشرايين الإكليلية وبنوبة قلبية.

عوامل الخطر التي يمكنك التحكم فيها:

عادات نمط الحياة، مثل:

  • نظام غذائي غير صحي، بما في ذلك تناول كثير من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة أو الصوديوم.
  • قلة النشاط البدني المنتظم.
  • التدخين.
  • حالات طبية أخرى، مثل:
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم أو الانسمام الحملي (ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل).
  • ارتفاع نسبة السكر في الدم أو مرض السكري.
  • ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم.
  • زيادة الوزن والسمنة.

إذا كانت لديك ثلاثة أو أكثر من هذه الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، فإنَّها تسمى متلازمة التمثيل الغذائي.

عوامل الخطر التي لا يمكن السيطرة عليها:

  • العمر: يرتفع تهديد الإصابة بأمراض القلب عند الرجال الذين تجاوزوا الـ 45 وعند النساء اللواتي تجاوزن الـ 55 (أو بعد سن اليأس).
  • التاريخ العائلي المرضي لحدوث أمراض الأوعية والقلب: يكون لديك خطر أكبر إذا شُخِّصَ والدُك أو أخوك بمرض الشريان التاجي قبل سن 55 عاماً، أو إذا شُخِّصَت والدتُك أو أختُك بمرض الشريان التاجي قبل سن 65 عاماً.
  • الالتهابات من بعض أنواع البكتيريا والفيروسات.

هل يمكنك منع النوبة القلبية؟

يمكنك تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية من خلال تغيير السلوكات التي ربَّما تزيد من المخاطر أو معالجة أي مرض معروف للشريان التاجي، تساعد التغييرات في نمط الحياة الصحي بما في ذلك الأكل الصحي للقلب، والبقاء نشيطاً، والإقلاع عن التدخين، وإدارة الإجهاد، والحفاظ على وزن صحي، على الوقاية من أمراض القلب، حتى إذا كنت مصاباً بالفعل بمرض الشريان التاجي فإنَّ هذه التغيُّرات يمكنها التقليل من خطر الإصابة بنوبة قلبية.

الأدوية:

قد يمنع الإسبرين أو الأدوية الأخرى المميعة من تكوين المزيد من الجلطات الدموية، لكن من الممكن أن يتسبب الإسبرين عند بعض الأشخاص في حدوث نزيف في المعدة.

يعمل النتروجليسرين أو النترات على تسهيل ضخ قلبك للدم ورفع مستوى تدفقه داخل الشرايين الإكليلية، ويعالج النتروجليسرين أيضاً الألم الصدري، قد تحصل أيضاً على أدوية أخرى لألم الصدر. 

تساعد الأدوية الحالَّة للخثرات التي تسمى أيضاً مفتتة الجلطات على إذابة الجلطات الدموية التي تسد الشرايين التاجية، وقد تسبب هذه الأدوية مشكلات نزيف، وقد تُعطى هذه الأدوية إذا لم تتمكن من الوصول إلى مستشفى يمكنه إجراء تدخل تاجي من خلال الجلد، كالقثطرة. 

العلاج بالأوكسجين:

العلاج بالأوكسجين هو العلاج الذي يوفر لك غاز الأوكسجين لتتنفسه من خلال قناع الأوكسجين أو القنية أو التنبيب الرغامي في المستشفى والمراكز الطبية أو البيت. 

إقرأ أيضاً: أنواع أمراض القلب وأعراضُها (2)

إجراءات غازية لعلاج النوبة القلبية:

قد تحتاج إلى أحد الإجراءات الآتية:

1. القثطرة القلبية:

يُعَد التدخل بالقثطرة من خلال الجلد (PCI) الذي يدعى باسم قثطرة الشريان الإكليلي، إجراءً غير جراحي، يستخدمه المتخصِّصون لفتح الوعاء الدموي الذي تضيَّق أو سُدَّ نتيجة تراكم الجلطات أو اللويحات باستخدام بالون لفتح المجرى أو تركيب شبكة داعمة للوعاء. 

2. دعامات الشرايين:

الدعامة عبارة عن أنبوب شبكي صغير يترك ممرات مفتوحة في الجسم، مثل الشرايين الضعيفة أو الضيقة، والدعامات هي إجراء طفيف التوغل، والمضاعفات الأكثر شيوعاً بعد إجراء الدعامة هي انسدادها أو تجلط الدم فيها، قد تحتاج إلى تناول بعض الأدوية، مثل الإسبرين والأدوية الأخرى المضادة للصفائح الدموية لمدة عام أو أكثر بعد تلقي دعامة في الشريان لمنع حدوث مضاعفات خطيرة مثل جلطات الدم. 

3. تطعيم مجازة الشريان التاجي (CABG):

تحويل مسار الشريان الإكليلي هو إجراء لتحسين تدفق الدم الضعيف إلى القلب، ويُستخدَم غالباً عند تضيُّق الشرايين الإكليلية التي تغذي أنسجة وخلايا القلب بالدم أو انسدادها التي تسمى الشرايين التاجية، وقد تقلل هذه الجراحة من خطر حدوث مضاعفات خطيرة للأشخاص المصابين بنوع من أمراض الشرايين الإكليلية الانسدادية، يمكن أيضاً استخدام المجاز لتحويل مسار الشريان الإكليلي في الحالات الحرجة، مثل النوبة القلبية الشديدة.

شاهد بالفيديو: نصائح لمرضى القلب في العيد

في الختام:

النوبة القلبية هي حالة مهددة للحياة، ويجب على أيِّ مريض يشتكي من أعراضها الوصفية، كالألم الصدري والتعرق البارد والألم في اليد اليسرى وضيق النفس أن يُراجِع أقرب طبيب أو مستشفى لتدبيرها في أقصى سرعة؛ فالوقت هو العامل الأساسي في الإنقاذ، متمنين السلامة للجميع. 




مقالات مرتبطة