النجاح صعب للغاية حتى يصبح سهلاً جداً

لا يوجد طريق واحد للنجاح، ومع ذلك، يوجد ارتباط بين الجهد والنجاح، لكنَّ هذا الارتباط ليس دائماً إيجابياً؛ لذا حدِّد المسار الذي تسلكه، وقد تكون على دراية بهذه الأمور، لكن بالنسبة إلى من تبقَّى منا، والذين يواجهون تحديات ويأملون أن يصبح الأمر أسهل يوماً ما، فهذه الأمور ليست حقائق بقدر ما هي أمل.



إنَّه الأمل أنَّنا قد انبدأ أولى الخطوات نحو هدفنا ونحققه؛ إنَّه الأمل الذي سوف نبذل من أجله جهداً كافياً لتحقيق النجاح، وفي النهاية، نتمنى أن يكون الناس على حق؛ إذ إنَّ الأمر صعب حتى يصبح سهلاً.

ولا يهم ما هو هدفك؛ فإذا كان هدفك سامياً بما يكفي وجديراً بما يكفي، فسيكون من الصعب تحقيقه، وإذا لم تكن قد حققت ذلك من قبل، فلا يوجد أي شيء في تفكيرك يضمن أنَّك ستتمكن من تحقيقه على الإطلاق، ومع ذلك، كي تحقق النجاح وهدفك، ستحتاج إلى بذل قصارى جهدك؛ إنَّها مقايضة تحتاج إلى التفكير فيها، فهل ما سوف تجنيه يستحق الجهد الذي سوف تبذله؟ وهل المقاومة المعروفة تستحق المكافأة المجهولة المحتملة؟

إقرأ أيضاً: كيف تحقق النجاح في حياتك العملية والشخصية

استراتيجية "باربيل" (Barbell) للنجاح:

يوجد نوعان من النجاحات في العالم؛ وهما النجاح التدريجي، والنجاح بطريقة "باربيل" (Barbell)، والتي تعني الاستثمار التدريجي قصير الأمد وطويل الأمد؛ وليس متوسط الأمد.

وفي المقابل، فإنَّ الحياة مليئة بالتناقضات؛ إذ يوجد نقيض للنجاح ألا وهو الجهد، وبالنسبة إلى هذين النوعين من النجاحات، فإنَّ مستوى وطبيعة الجهد اللازمين لكل منهما هو النقيض الطبيعي للآخر.

خذ الوظيفة في شركة على سبيل المثال؛ إذ إنَّ هذا ما يُعرَف باسم "النجاح التقليدي"، لكن في هذا المقال، سنشير إليه على أنَّه نجاح تدريجي. يتمتع هذا المسار الوظيفي بمسارات نجاح سلسة ومتصاعدة؛ وذلك لأنَّه يُحقَّق من خلال الترقيات التدريجية وارتفاعات في الأجور والزيادات في المسؤولية والتأثير؛ إذ إنَّ المخاطر - باستثناء فقدان الوظيفة - منخفضة، ومستوى النجاح القابل للتحقيق يعكس ذلك.

بخلاف ذلك، فإنَّ مستوى العمل والجهد المطلوب لتحقيق مستويات أعلى من النجاح التدريجي يتناقص مع مرور الوقت لأنَّك تكون على "المسار السريع"، أو عندما تجمع المرؤوسين للقيام بالعمل الشاق الذي بدأت به حياتك المهنية، وبالتأكيد قد تكون المسؤولية أكبر مع مرور الوقت، ولكنَّ مستوى الجهد ينخفض.

انسَ أمر هذه الوظيفة في الشركة، وخذ بدلاً من ذلك شخصاً يعمل عملاً حراً أو رب عمل أو رائد أعمال؛ فسنجمع هؤلاء الثلاثة معاً - على الرغم من اختلافهم من الناحية التقنية - لأنَّ العلاقة بين العمل الذي يقومون به والمكافأة التي يتلقونها هي نفسها إلى حدٍّ كبير، وبالنسبة إلى هذه الأنواع من النجاحات البسيطة، فإنَّ نسبة النجاح في هذه الأعمال مرتفعة، ومقدار العمل المطلوب مقابل تحقيق النجاح ضخم نسبياً.

فكِّر في البدء كشخص مستقل دون دليل أعمال أو عملاء محتملين، وتخيَّل بدء عمل تجاري صغير بتكاليف عامة ثابتة ودون إيرادات، وتصوَّر نفسك كرجل أعمال في مجال التكنولوجيا تستثمر ملايين الدولارات وليست لديك حصة في السوق يمكن الحديث عنها، فإنَّ فرصة الفشل عالية، ومن ثم فإنَّ مستوى الجهد المطلوب لتحقيق النجاح مرتفع أيضاً.

لكن إذا كنتَ قادراً على تخطي العقبات والحصول على نتيجة الجهد المبذول، فإنَّ النجاح يكون هائلاً مقارنةً بانخفاض مقدار الجهد المطلوب، ففكِّر في نمط الحياة المهني؛ إذ قد يستغرق الأمر عاماً أو أكثر لتنظيم قائمة بالعملاء الدائمين، لكن بمجرد أن تكسب ولاءهم وتثبت قيمتك، يمكنك وضع عملياتك موضع التنفيذ لتقليل وقت عملك وزيادة كفاءة الأعمال.

ينطبق هذا على الجميع؛ إذ يتمتع أي شخص - سواء كان يعمل لحسابه الخاص أم رائد أعمال في مجال التكنولوجيا - بفرصة بذل جهد كبير في بداية عمله، وجني مكافآت ضخمة نسبياً في النهاية.

شاهد بالفيديو: 18 نصيحة سريعة تساعدك على تحقيق النجاح

الاعتقاد بصحة استراتيجية "باربيل" (Barbell) للنجاح:

يبدو أنَّ الناس سيختارون استراتيجية "باربيل" (Barbell) للنجاح؛ فمن الممكن أن تقوم بعمل جيد خلال العشرينيات من العمر حتى تتمكن من السفر حول العالم في الثلاثينيات من العمر، ولكنَّنا نعلم بشكل بديهي أنَّ الأمر ليس كذلك؛ إذ إنَّ نسبة أكبر بكثير من العمال تختار النجاح التقليدي على استراتيجية "باربيل" (Barbell) للنجاح، لكن لماذا؟

يكمن الجواب في المخاطرة، فتوجد فرصة أنَّك ستضع أقصى قدر من الجهد المبذول عند استخدام استراتيجية "باربيل" (Barbell) فقط لتفشل في النهاية، ومن ناحية أخرى، يُعَدُّ النجاح التقليدي أقل خطورة إذ إنَّ المسار أوضح بكثير، وبالتأكيد قد يكون لديك مستوى معيَّن من مخاطر الأمان الوظيفي، ولكنَّك على الأقل تعلم أنَّ المدير يصبح مديراً أول، الذي يصبح بعد ذلك مديراً تنفيذياً وهكذا.

من ناحية أخرى، فإنَّ استراتيجية "باربيل" (Barbell) للنجاح غامضة غموضاً أكبر؛ إذ يبدو الأمر كما لو كان لديك هذا الكم الهائل من العمل والتوتر أمامك، ومن المستحيل رؤية ما يوجد على الجانب الآخر، ولا يوجد طريق واضح للنجاح؛ فربما تعتقد أنَّه على الجانب الآخر لا يستحق كل هذا العناء، أو ليس موجوداً أصلاً، أو ربما يكون موجوداً ولكنَّه صعب المنال.

إقرأ أيضاً: كيف تبدأ رحلة النجاح؟ 8 خطوات تضمن لك بداية رائعة

في الختام:

قد يوجد المزيد من المخاطر الكامنة في استراتيجية "باربيل" (Barbell) للنجاح، ولكنَّ المكافآت أكبر نسبياً، وإذا كان الأمر هاماً بالنسبة إليك، فلن يكون لديك خيار، وعليك أن تؤمن بأنَّ ما يقوله الناس صحيح - أي: "إنَّه صعب فقط حتى يصبح سهلاً" - إذا كنت تعتقد أنَّ هذا صحيح، وإذا كنتَ تعتقد أنَّ ما سوف تجنيه يستحق الجهد، فلن يكون لديك قرار لاتخاذه؛ بل فقط إجراء يجب اتخاذه؛ فعليك أن تبدأ بتجاوز العقبات.

المصدر




مقالات مرتبطة