المسؤولية الاجتماعية سلاحك السري للتوظيف

يُعَدُّ جيل الألفية أكبر جيلٍ في سوق العمل في الولايات المتحدة منذ عام 2015، ومع تخرُّج الجيل القادم من الجامعات، تتطلع العديد من المؤسسات إلى استغلال الفرص كافة لضمان الحصول على أفضل المواهب؛ لذا يجب على المتخصصين في الموارد البشرية أن يكونوا مستعدين للمنافسة.



وتبعاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن "مكتب إحصاءات العمل" في "الولايات المتحدة" (Bureau of Labor Statistics)، فإنَّ انخفاض معدل البطالة يشير إلى أنَّ التنافس على الحصول على موظفين من هذا الجيل سيكون شديداً.

عندما تفكِّر إدارات التوظيف في التعاقد مع جيل الألفية، فإنَّ الاستراتيجيات الأولى التي قد تتبادر إلى الذهن تتضمن وجبات غداءٍ مجانية، وسياسات إجازةٍ سخية، ومرونةً في العمل من المنزل، والسماح بوجود الحيوانات الأليفة في المكتب. إلا أنَّها قد تتجاهل بذلك واحدةً من أكثر رسائل التوظيف فاعليةً: وهي إتاحة الفرصة للموظفين لتقديم الأفضل، والإسهام في الارتقاء بأهداف العمل.

وفقاً لاستطلاعٍ أجرَته شركة "ديلويت ميلينيال" للخدمات المهنية (Deloitte Mellinnial) لعام 2017؛ أبدى جيل الألفية رغبةً في العمل لدى شركة لها تأثيرٌ إيجابيٌ في المجتمع. والأمر الأهم الذي عبَّر عنه المشاركون هو استعدادهم - بصفتهم موظفين - للبقاء مع أرباب عملهم إذا ما شعروا أنَّ وظائفهم ذات معنى، وأنَّهم قادرون من خلالها على إحداث فَرق.

شاهد: 9 طرق تجعلك متألقًا في مقابلات التوظيف

منح الموظفين إحساساً بالقوة:

وجد استطلاع شركة "ديلويت" (Deloitte) ذاته، أنَّ جيل الألفية يتحمَّل المسؤولية تجاه العديد من القضايا في مكان العمل وفي العالم أجمع، ولكنَّهم يشعرون أيضاً أنَّ تأثيرهم في إحداث تغييرٍ حقيقي محدودٌ جداً؛ لذا عندما يوفر لهم مكان العمل فرصاً لتقديم أفضل ما لديهم، "فمن المرجح جداً القول إنَّهم يستطيعون التأثير في قضايا المساواة الاجتماعية والبيئة وسلوك الشركات الكبرى، وحتى التوجهات العامة لسياسات بلدانهم".

بهذه الطريقة، يقدِّم أرباب العمل لجيل الألفية ما يريدونه، وهو الشعور بالقوة؛ وهذا يعني أنَّه من الهام منحُ الموظفين فرصاً للمساهمة في القضايا المصيرية بالنسبة إليهم؛ لذا يجب أن يأخذ أرباب العمل الوقت الكافي لاستبيان آراء الموظفين عن أكثر القضايا التي تهمهم، والطرائق التي يرغبون من خلالها في المساهمة في تلك القضايا.

ستعمل هذه المعرفة على تعزيز التعاون بين قسم المسؤوليات الاجتماعية للشركة وقسم الموارد البشرية لإنشاء برامج العطاء والتطوع للموظفين، التي يرغب الجميع - من بينهم جيل الألفية على وجه الخصوص - في أن يكونوا جزءاً منها؛ وهذا بدوره سينمِّي الشعور بوجود هدفٍ يسعَون إليه، وتحديداً بالنسبة إلى أولئك الذين يتطلعون لإحداث تغييرٍ ملموس.

إظهار التأثير:

تتطور المسؤوليات الاجتماعية للشركات لتصبح مهاماً أكثر تعقيداً وأكثر توجُّهاً نحو تحقيق النتائج في الشركة، وفي حين كانت تقتصر مهام برنامج مسؤوليات الشركة على تفقُّد ما إذا أبلى الموظفون بلاءً حسناً، أو قدموا الأفضل للمؤسسة؛ يبحث الموظفون في الوقت الحاضر، وكذلك المستهلِكون والجهات المانحة والجهات الفاعلة الأخرى عن تأثيرٍ ملموس.

إنَّ هذا الأمر هامٌ لجيل الألفية أهمية خاصة؛ فمعرفةُ أنَّ رب العمل قد تبرَّع بمبلغ 10000 دولار أمريكي لمنظمةٍ غير ربحية تعمل على تأمين مياه صالحة للشرب غير كافٍ بالنسبة إليهم؛ بل يريدون معرفة عدد الأشخاص القادرين على الحصول على المياه النظيفة، وكيف تحسَّنت حياتهم نتيجةً لذلك.

سواء كان برنامج المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة يتضمن العمل التطوعي، أم برامج عطاءٍ للموظفين، أم برامج منحٍ مشتركة، فإنَّ القدرة على تبيان النتائج ورواية قصة لها تأثير هي المفتاح لجذب مواهب جيل الألفية.

ومع استمرارِ إدارات الموارد البشرية في تطوير استراتيجيات توظيف خاصة بجيل الألفية، فمن الضروري أن تضع في حسبانك أهمية القدرة على إحداث تغييرٍ في حسم قرار جيل الألفية بالعمل لدى الشركة.

وقد وجد استطلاع قامت به شركة "كون كوميونيكيشن" (Cone Communication) لدراسة مشاركة الموظف من جيل الألفية في العمل لعام 2016، أنَّ ثلاثة أرباع جيل الألفية أبدوا استعداداً فعلياً للقبول بخفض أجورهم مقابل العمل لمصلحة منظمةٍ تُعنى بالوعي الاجتماعي.

وهذا يعني، بالنسبةِ إلى الموارد البشرية، العمل عن كثب مع قسم المسؤوليات الاجتماعية للشركة لإنشاء برامج تحث على المشاركة من خلال الاستثمار في الموظفين وتحقيق نتائج ملموسة، كما يعني أيضاً العمل مع فِرَق التوظيف لإظهار قدرة مؤسساتها على التأثير في الصالح الاجتماعي؛ وذلك من خلال المحادثات التي تجريها مع المواهب الواعدة.

إقرأ أيضاً: صقـل المواهـب

في الختام:

أنت تريد ومؤسستُك توظيف أفضل المواهب مع منح الموظفين أيضاً الشعور بأنَّ وظائفهم ذات معنىً وهدف؛ وتسليط الضوء على الصالح الاجتماعي الذي تقدمه مؤسستك للموظفين المحتملين سيعود بالربح على جميع الأطراف.

المصدر




مقالات مرتبطة