الماء الزرقاء في العين: أعراضها ومخاطرها وعلاجها

العين عضو حساس جداً لا يمكن الاستغناء عنه أو إهماله؛ فمن خلال العيون نرى العالم المحيط بنا ونستمتع بجمال الطبيعة؛ لذا إنَّ الحفاظ على صحتها أمر ضروري جداً، فقد تصاب العيون بالكثير من الأمراض منها البسيط ومنها الصعب الذي يؤدي إلى فقدان البصر، ومن الأمراض التي نسمع عنها بكثرة "الماء الزرقاء" في العين.



تعريف الماء الزرقاء في العين:

يقصد به طبياً داء الزرق أو الجلوكوما؛ وهي عبارة عن مجموعة من الأمراض التي تصيب العصب البصري وهو المسؤول عن إيصال المعلومات إلى الدماغ نقلاً من العين، فعند الإصابة بداء الزرق يبدأ العصب البصري بالتلف بشكل تدريجي؛ وذلك بعد إصابته بأمراض عدة، مثل قلة التروية الدموية للعصب البصري والارتفاع في ضغط العين، ويكون هناك فائض من إنتاج السوائل أو خلل في تصريف هذه السوائل التي تنتجها العين، لكن في بعض الحالات لا ينتج داء الزرق عن ارتفاع ضغط العين، عندها لا يمكن معرفة أسباب الإصابة به، كما يمكن الإصابة به نتيجة عملية جراحية للعين أو ورم سرطاني أو أدوية لمعالجة أمراض أخرى في العين.

أنواع الماء الزرقاء في العين:

  1. داء الزرق مفتوح الزاوية وهو أكثر الأنواع شيوعاً.
  2. داء الزرق مغلق الزاوية والذي يُعَدُّ حالة طارئة في طب العيون وليس شائعاً.
  3. داء الزرق الخلقي؛ وهو مرض نادر جداً يحدث عند الرُّضَّع والأطفال بعمر صغير لا يتجاوز السنة غالباً؛ وذلك بسبب التطور غير الطبيعي لزاوية العين خلال فترة الحمل.

ما هي أعراض الماء الزرقاء في العين؟

تختلف الأعراض باختلاف الحالة:

أعراض داء الزرق مفتوح الزاوية:

عند الإصابة به لا تظهر أعراض مبكرة للمرض؛ وذلك لأنَّه يأتي ببطء شديد ولا يُحدِث ألماً، فيمكن أن تمضي سنوات عدة قبل اكتشاف الإصابة بالمرض، فيصبح المريض فجأة غير قادر على رؤية الكلمات؛ مثلاً في أثناء القراءة أو فقدان رؤية الأشياء من جانب العينين، وفي حال ظهرت أعراض فسوف تكون كما يأتي:

  1. ظهور بقع عمياء عند الرؤية الجانبية أو في مجال الرؤية المركزي وغالباً تظهر البقع في كلتا العينين.
  2. في المراحل المتقدمة من المرض تصبح الرؤية نفقية.

أعراض الزرق مغلق الزاوية:

  1. صداع شديد.
  2. ألم في العين يأتي فجأةً.
  3. شعور بالغثيان.
  4. رؤية غير واضحة ومشوشة.
  5. هالات حول الأضواء.
  6. احمرار في العين.

أعراض الزرق الخلقي:

  1. حساسية العين للضوء بشكل مفرط.
  2. دماع العينين.
  3. حجم العيون غير متساوٍ؛ إذ تظهر عين حجمها أكبر من الأخرى.
  4. الحكة المستمرة وتهيج العيون، أو تشنج الجفون، أو ضبابية في البصر.
  5. حَوَل العينين، أو قصر البصر، أو فقدان البصر الجانبي.

شاهد بالفديو: 8 حالات تحتاج فيها إلى مراجعة طبيب العيون فوراً

هل الماء الزرقاء خطيرة؟ وما هو علاج الماء الزرقاء في العين؟

تُعَدُّ الماء الزرقاء مرضاً خطيراً لا يمكن إهماله؛ وذلك لأنَّه يؤدي في نهاية الأمر إلى العمى، وحتى مع العلاج فإنَّ الدراسات تقول إنَّ 15% من الأشخاص المصابين بالماء الزرقاء قد يصابوا بالعمى في عين واحدة على الأقل خلال 20 عاماً لاحقاً، وهناك العديد من الإجراءات العلاجية المتَّبَعة التي تقلل إلى حد كبير من خطورة المرض، وتختلف هذه الإجراءات بحسب حالة المريض، ويمكن تقسيم علاج الماء الزرقاء في العين إلى نوعين؛ علاج دوائي، وعلاج جراحي.

العلاج الدوائي للماء الزرقاء في العين:

1. قطرات عينية تسمى قطرات "نظيرة البروستاجلاندين" التي تساعد على الزيادة في تدفق سوائل العين عن طريق إرخاء عضلات التراكيب الداخلية للعين، وهذا يقلل من الضغط داخل العين، ولها أعراض جانبية مثل:

  • تشوش الرؤية.
  • تغير في لون جفن العين.
  • شعور بوجود شيء داخل العين أو حرقة أو ألم وحكة في العين.
  • زيادة في عدد وطول الرموش وتجعدها.

2. قطرات عينية تسمى قطرات "حاصرات بيتا" التي تعمل على التقليل من كمية السوائل التي تفرزها العين، فيقلل ذلك من الضغط داخلها، ولها أعراض جانبية مثل:

  • الانخفاض في ضغط الدم.
  • مشكلات في التنفس.
  • الاكتئاب.
  • الإرهاق وتباطؤ نبضات القلب؛ لذلك من الضروري معرفة المشكلات الصحية التي يعاني منها المريض وخاصة مرض القلب.

3. قطرات عينية تسمى قطرات "محفِّزات ألفا" أو "ناهضات ألفا" وتساعد على زيادة تصريف السوائل إلى خارج العين وتقليل السوائل التي تفرزها العين، ولها أعراض جانبية مثل:

  • شعور بالحرقة في العين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • جفاف الفم.
  • صداع أو دوار؛ لذلك يُحذَّر من القيادة عند استخدام هذا النوع من القطرات.

4. قطرات عينية تسمى قطرات "مثبطات الأنهيدراز الكربوني" التي تقلل من كمية السوائل التي تنتجها العين؛ وهذا يقلل من الضغط داخلها، وأعراضها الجانبية هي:

  • الشعور بلسعات في العين.
  • الشعور بطعم سيئ في الفم.

توجد حبوب من "مثبطات الأنهيدراز الكربوني" تُعطى في حال لم تعطِ القطرات الاستجابة الكافية.

5. القطرات المركبة؛ وهي قطرات عينية تحتوي على نوعين من الأدوية، فبذلك توفر سهولة في الاستخدام وتقلل من تعرض العين للمواد الحافظة الموجودة في القطرات، بالإضافة إلى التقليل من التكاليف المادية على المريض.

6. الأدوية القابضة للحدقة التي تزيد من تصريف السوائل إلى خارج العين للتقليل من الضغط داخل العين، ونادراً ما تُستخدم ولها أعراض جانبية مثل:

  • تشوش الرؤية.
  • قصر البصر.
  • تتسبب هذه الأدوية في انفصال الشبكية في حالات نادرة.

7. المركبات عالية التركيز الأسموزي، وتؤخذ عن طريق الوريد أو الفم؛ وذلك عندما يعاني المريض من ارتفاع شديد في ضغط العين ينبغي السيطرة عليه بشكل فوري، وتُستخدم هذه المركبات فقط مرة واحدة في الحالات الطارئة.

8. الأدوية الحديثة التي تم اكتشافها في السنوات الأخيرة والتي يُفرض استخدامها بدقة كما وصفها الطبيب؛ وذلك لأنَّ إهمال جرعة واحدة منها قد يتسبب بتدهور في العصب البصري.

مدة بقاء الأعراض الجانبية للأدوية:

الأدوية التي تحدثنا عنها سابقاً تختفي أعراضها في كثير من الحالات بعد فترة من الزمن.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح للحفاظ على صحة العينين

العلاج الجراحي: هل يمكن إجراء عملية جراحية لعلاج الماء الزرقاء؟

ويقسم العلاج الجراحي إلى قسمين:

1. جراحة الليزر:

تساعد على تصريف سوائل العين، ومن ثمَّ تقليل ضغط العين، ويتضمن العلاج الليزري قسمين هما:

  • رأب التربيق الذي يُعَدُّ علاجاً في حالة الزرق مفتوح الزاوية وهو المنتشر بكثرة؛ إذ تقوم أشعة الليزر بتغيير زاوية تصريف السوائل لتصبح أكثر ملاءمةً لخروج السوائل، والمدة التي تستغرقها العملية لا تتجاوز 15 دقيقة، بالإضافة إلى أنَّ هذا الإجراء غير مؤلم ويتم في عيادة الطبيب دون الحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى.
  • قطع أو بضع القزحية الذي يُستخدم في علاج الزرق مغلق الزاوية، ويتم خلاله إحداث ثقب صغير في قزحية العين ليتم تغيير المجرى الطبيعي للسوائل، فيسهل انتقالها إلى نظام تصريف السوائل؛ وهذا يقلل ضغط العين.

2. العمليات الجراحية التقليدية:

يتم اللجوء إليها عند فشل العلاج باستخدام الليزر وقطرات العين وتتضمن:

  • استئصال الشبكة التربيقية أو ما يُعرَف بترشيح سائل العين، وهو من أكثر العمليات الجراحية انتشاراً بحالة الزرق مفتوح أو مغلق الزاوية؛ إذ يتم إحداث ممر في صلبة العين من أجل سحب السوائل الزائدة وتصريفها.
  • استئصال الصلبة؛ إذ يتم استئصال جزء من صلبة العين من أجل التخفيف من ضغط السائل فيها؛ وهذا يقلل من ضغطها.

علاج الزرق الخلقي:

في حالة داء الزرق الخلقي، فالخيار الأول للعلاج هو الجراحة؛ وذلك بسبب خطورة أدوية التخدير على الأطفال، لكن إن تعذَّر إجراء الجراحة بشكل فوري، قد يصف الطبيب قطرات عينية للطفل المريض أو دواء عن طريق الفم، وفي بعض الحالات يُعطى الاثنان معاً ليتم التحكم بضغط السوائل، والفحص المبكر والعلاج ضروري جداً للوصول إلى أقصى قدر من الرؤية السليمة.

شاهد بالفديو: أهم النصائح للوقاية من أمراض العين المختلفة

العناية بعد إجراء العملية الجراحية:

  1. يتم وضع غطاء على العينين في أثناء النوم لمنع أيَّة إصابة غير إرادية للعين، ويستمر ذلك لمدة أسبوعين على الأقل، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون الرأس مرفوعاً في أثناء النوم.
  2. لا يمكن للمريض قيادة السيارة لمدة أسبوعين.
  3. عدم ممارسة نشاطات ثقيلة، مثل التمرينات الرياضية أو الجري أو السباحة لفترة من الزمن؛ إذ تتم استشارة الطبيب قبل العودة إلى ممارسة هذه النشاطات.
  4. عدم استخدام العدسات اللاصقة لمدة لا تقل عن ثمانية أسابيع بعد العملية.
  5. الالتزام بتناول الأدوية وقطرات العين الموصوفة من قِبل الطبيب، ومن الجيد اتباع نظام غذائي صحي لاستعادة العافية بشكل أسرع.
إقرأ أيضاً: 10 تدابير وقائية لحماية صحة العين

طرائق الوقاية من الإصابة بالماء الزرقاء في العين:

  1. فحص العيون بانتظام؛ إذ تساعد الفحوص الشاملة على اكتشاف الإصابة بمرض الماء الزرقاء في مراحله الأولى قبل إحداث ضرر كبير للعين، ويوصي الأطباء بإجراء فحص شامل كل 5 أعوام في حال كان عمرك أقل من 40 عاماً، ومن عام إلى ثلاثة أعوام في حال كان العمر بين 40 و65 عاماً، أما عندما تتجاوز 65 عاماً تصبح معرضاً بشكل أكبر؛ لذلك يقرر طبيب العيون مواعيد إجراء الفحوصات، وفي حال كان هناك إصابات سابقة في العائلة، فسوف تحتاج إلى إجراء فحوصات العين بشكل متكرر أكثر؛ وذلك لأنَّ مرض الزرق عادةً ما تتوارثه العائلة.
  2. ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام؛ وذلك لأنَّ النشاط الرياضي اليومي يساعد على التقليل من ضغط العين، وتوجد تمرينات خاصة للعين تحافظ على صحتها وتقلل من إصابتها بالأمراض.
  3. الابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن التي تحتوي على الغبار والأتربة؛ وذلك لأنَّها تهيج العين وتسبب حدوث الالتهابات.
  4. تجنب فرك العينين؛ وذلك لأنَّها عادة خاطئة تسبب مشكلات صحية للعين.
  5. بعض الأعمال أو الرياضات أو الأدوات الكهربائية تؤذي العينين؛ لذلك من الضروري ارتداء واقٍ للعينين.
  6. عند استخدام الأدوية أو القطرات العينية من الضروري الالتزام بالتعليمات الطبية؛ وذلك لأنَّ الاستخدام الخاطئ أو الجرعات الزائدة قد تلحق الضرر بالعين.
  7. الغذاء الصحي هو الركيزة الأساسية لصحة العيون، فيجب أن يكون الغذاء متنوعاً وغنياً بالفيتامينات وخاصة فيتامين "A" الذي يؤدي نقصه إلى مشكلات في النظر، ويوجد في الفواكه والخضار وخاصة الجزر، ومن الفيتامينات الهامة لصحة العيون أيضاً فيتامين "C" الموجود في الفلفل والحمضيات بشكل كبير وفيتامين "E" الموجود في المكسرات والأسماك.
  8. يجب على الأشخاص الذين يستخدمون الحاسوب لفترة طويلة منح أعينهم فترة من الراحة خلال العمل.

في الختام:

العين عضو هام جداً في الجسم فهي درة ثمينة لا تُقدَّر بثمن، فإن شعرت بأي أعراض مما ذكرناه آنفاً، فلا يجب التأخر عن زيارة الطبيب تفادياً للأمراض لاحقاً وخاصة مع التقدم بالعمر؛ وذلك لأنَّ الدراسات تقول إنَّ العيون تشيخ مع تقدُّم العمر والحفاظ على صحتها يبدأ من سن مبكرة.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7




مقالات مرتبطة