الكواكب الأرضية (الكواكب الداخلية): تعريف وحقائق مثيرة للاهتمام

الكواكب عبارة عن أجسام فلكية مظلمة تدور حول نجم أو بقايا نجم كبيرة بما يكفي لتكون لها جاذبيتها الخاصة، وليست كبيرةً بما يكفي لإنشاء اندماج نووي حراري وجوار نظيف من الكواكب، وخلال سنوات عديدة من دراسة الكواكب ونظامنا الشمسي اكتشف علماء الفلك وجود أنواع مختلفة من الكواكب.



يمكن تقسيم الكواكب إلى تصنيفين رئيسين:

1. الكواكب الداخلية (أو الكواكب الأرضية):

هي الكواكب الموجودة داخل حزام الكويكبات، مثل عطارد والزهرة والأرض والمريخ.

2. الكواكب الخارجية (أو عمالقة الغاز):

هي الكواكب خارج حزام الكويكبات، مثل كوكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون.

الكوكب الأرضي هو كوكب يتكون في الغالب من صخور السيليكات أو المعدن بسطح صلب، وتُعرف الكواكب الأرضية أيضاً باسم الكواكب التيلورية أو الصخرية، فالمصطلح (Terrestrial) مشتق من الكلمة اللاتينية للأرض (Terra)، وهذا هو سبب تسمية الكواكب الأرضية أيضاً بالكواكب "الشبيهة بالأرض"؛ وذلك نظراً للتشابه في بنية كوكب الأرض.

الكواكب الأرضية لها نفس النوع من البنية؛ إذ يتكون اللب المركزي في الغالب من الحديد مع غطاء من السيليكات حول القلب، فالبراكين وتأثيرات المذنب هي الأسباب التي تجعل الكواكب الأرضية لها أغلفة جوية ثانوية، ويمكن أن تحتوي الكواكب الأرضية أيضاً على أقمار بعضها لديه القليل وبعضها الآخر ليس لديه قمر على الإطلاق، فللمريخ قمران فوبوس وديموس، والأرض لها قمر واحد فقط، بينما عطارد والزهرة ليس لهما أي قمر.

توجد العديد من الكواكب الأرضية خارج نظامنا الشمسي، لكن معظم الكواكب التي يتم اكتشافها خارج نظامنا هي كواكب غازية عملاقة لسهولة ملاحظتها، فقد ساعدت مهمة "كبلر" الفضائية العلماء على اكتشاف المئات من الكواكب الأرضية المحتملة منذ عام 2005، وتتراوح كتلتها بين كتلة الأرض ونبتون، وقد أُطلق على هذه الكواكب في الغالب اسم "الأرض الفائقة".

(Gliese 876d) هو كوكب أرضي تبلغ كتلته 7 إلى 9 أضعاف حجم الأرض؛ إذ يقع (Gliese 876d) خارج نظامنا الشمسي ويقع على بعد نحو 15 سنةً ضوئيةً من كوكبنا، ومنذ عام 2007 تم اكتشاف ما لا يقل عن 3000 كوكب مرشح، وأصغر الكواكب الأرضية المكتشفة هو (Gliese 581e)، وتبلغ كتلته 1.9 كتلةً أرضيةً، وهذا الكوكب قريب جداً من نجم؛ لذا فإنَّ الحياة عليه ممكنة جداً، والكوكب الأرضي الذي تم تأكيده أولاً هو (Kepler 10b)، وكتلة هذا الكوكب 4 كتل أرضية ويقع على بعد 460 سنة ضوئية من الأرض.

تصنيف الكواكب الأرضية:

1. كواكب السيليكات:

الكواكب الأكثر شيوعاً في النظام الشمسي، وتتكون في الغالب من عباءة صخرية مصنوعة من السيليكون ولب حديدي.

2. الكواكب الحديدية:

نوع من الكواكب الأرضية ولكنَّها موجودة فقط من الناحية النظرية، فمعظمها مصنوع من الحديد بنصف قطر صغير، والكواكب الحديدية قريبة من نجم، ويُعتقد أنَّها تتشكل في منطقة ذات درجة حرارة عالية، ويمكن أن يكون عطارد من الكواكب الأرضية التي لها قلب معدني؛ أي ما يعادل 60-70% من كتلتها.

3. كواكب الكربون:

تُعرف أيضاً باسم "كواكب الماس"، وهي نوع نظري آخر من الكواكب الأرضية، ولديها قلب معدني تحيطه عادةً معادن أساسها الكربون، ولا توجد أمثلة عن هذه الكواكب في نظامنا الشمسي، لكن توجد أمثلة عن الكويكبات الكربونية.

4. الكواكب معدومة النواة:

ينتمي هذا النوع أيضاً إلى النوع النظري للكواكب الأرضية؛ إذ تتكون هذه الكواكب من صخور السيليكات ولكنَّها لا تحتوي على قلب معدني، بخلاف الكواكب الحديدية، كما يُعتقد أنَّ الكواكب معدومة النواة تتشكل بعيداً عن نجومها. ولا توجد أمثلة عن الكواكب معدومة النواة في نظامنا الشمسي، لكن توجد كويكبات ونيازك عديمة النواة وهي شائعة جداً.

أنواع الكواكب الأرضية في النظام الشمسي:

توجد أربعة كواكب أرضية في نظامنا الشمسي وهي عطارد والزهرة والأرض والمريخ.

1. كوكب عطارد:

أصغر كوكب أرضي في نظامنا الشمسي هو عطارد، وهو أصغر بثلاث مرات من الأرض؛ وذلك نظراً لوجود غلاف جوي رقيق؛ إذ تتأرجح درجات الحرارة على عطارد بين الاحتراق والتجمد، ويتكون عطارد في الغالب من الحديد والنيكل وله قلب من الحديد.

كما يحتوي على مجال مغناطيسي صغير جداً؛ 1% فقط من مجال الأرض، وتهيمن الفوهات العميقة والطبقات الرقيقة من السيليكات على سطحه بسبب غلافه الجوي ومسافته القريبة من الشمس، ولا يمكن أن توجد الحياة على عطارد كما نعرفها.

2. كوكب الزهرة:

الكوكب الثاني في نظامنا الشمسي هو كوكب الزهرة، وهو تقريباً نفس حجم الأرض؛ إذ يحتوي الغلاف الجوي لكوكب الزهرة على أحادي أوكسيد الكربون السميك وهو شديد السمية، كما يحافظ هذا الغلاف الجوي السميك على الحرارة بداخله، وهذا يجعل كوكب الزهرة أكثر الكواكب سخونةً في نظامنا الشمسي، وقد تهيمن البراكين والأودية على سطحه، ومن الصعب جداً تخيل الحياة كما نعرفها على كوكب الزهرة.

3. كوكب الأرض:

الأرض هي ثالث كوكب في نظامنا الشمسي وهي أكبر كوكب أرضي، فكوكب الأرض هو الوحيد الذي يحتوي على مياه سائلة، ولها سطح صخري به وديان وجبال، كما أنَّ لبها معدني؛ إذ يحتوي الغلاف الجوي للأرض على بخار الماء، وهو مفيد جداً في جعل درجات الحرارة معتدلةً، ولها أربعة فصول مناخية تتأثر فيها معظم المناطق على سطحها، وكلما كانت المناطق أقرب إلى خط الاستواء كانت الحرارة عالية، وكلما ابتعدنا باتجاه القطبين انخفضت درجة الحرارة لتصبح عند القطبين شديدة التجمد.

لكن حالياً تتعرض الأرض لظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة ازدياد انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثنائي أوكسيد الكربون وأحادي أوكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري بكميات لا تستطيع الطبيعة التخلص منها، وهذا يجعل المناخ متقلباً وتكثر حالات الجفاف وشح الأمطار وارتفاع الحرارة التي أدت إلى خلل في التوازن البيئي والنظام البيئي عموماً.

4. كوكب المريخ:

المريخ هو الكوكب الذي يمتلك أكبر الجبال في نظامنا الشمسي (78000 قدم أو 23.7 كم فوق السطح)؛ كما أنَّ المجال المغناطيسي للمريخ أصغر من المجال المغناطيسي للأرض، وهذا يشير إلى أنَّ المريخ له قلب صلب.

على الرغم من عدم وجود دليل للحياة على المريخ الآن، فمن الممكن أن تكون على المريخ حياة، ويوجد دليل على وجود الميثان الذي يمكن أن ينتج عن طريق التطورات الحية وغير الحية، ومن المعروف أنَّ المريخ به جليد وماء أيضاً.

خصائص الكواكب الأرضية:

للكواكب الأرضية بعض الخصائص وأبرزها:

1. الأقمار:

تمتلك بعض الكواكب الأرضية أقماراً مثل الأرض التي تمتلك قمراً واحداً، والمريخ الذي يمتلك قمرين (فوبوس وديموس وهما أقرب إلى كونهما كويكبين منه إلى كونهما أقماراً)، بينما عطارد والزهرة لا يمتلكان أيَّة أقمار تدور حولهما، وبخلاف الكواكب الغازية لا تمتلك الكواكب الأرضية أيَّة حلقات كوكبية كالتي تحيط بكوكب زحل مثلاً.

2. غلاف جوي ثانوي:

تمتلك الكواكب الأرضية أغلفةً جويةً ثانويةً، إضافة إلى الأغلفة الأساسية نتيجة وجود البراكين أو اصطدامات النيازك والمذنبات، بخلاف الكواكب الغازية التي لها غلاف جوي واحد.

3. بنية الكواكب:

جميع الكواكب الأرضية لها لب معدني من الحديد غالباً يحاوطه وشاح من السيليكات، وتمتلك معالم تضريسيةً مشتركةً كالجبال والوديان والبراكين والصدوع وغيرها.

4. كثافة الكواكب:

كثافة الكواكب الأرضية كبيرة مقارنةً بالكواكب الغازية، وتبلغ أكثر من 3 غ/سم3 وتُعَدُّ أكبر من الكثافة العامة للمياه 1 غ/سم3.

إقرأ أيضاً: 16 معلومة لا تعرفها عن الفضاء الخارجي

حقائق مثيرة للاهتمام عن الكواكب الأرضية:

فيما يأتي بعض الحقائق المثيرة للاهتمام عن الكواكب الأرضية:

  1. "الكواكب الداخلية" هو اسم آخر للكواكب الأرضية بسبب قرب مدار نظامها الشمسي من الشمس.
  2. يعتقد العلماء أنَّ النظام الشمسي قد تشكل منذ نحو5 مليار سنة.
  3. لا يوجد نظام حلقات لأيٍّ من الكواكب الأرضية في النظام الشمسي؛ إذ يعتقد العلماء أنَّ الكواكب كانت لها حلقات سابقاً ولكنَّها اختفت في النهاية.
  4. المريخ كوكب أرضي وربما كانت عليه حياة في الماضي، لكن لا يوجد أي دليل على وجود حياة على عطارد أو الزهرة، والأرض هي الكوكب الأرضي الأكثر ملاءمةً للحياة.
  5. يحتوي كل كوكب أرضي في نظامنا الشمسي على لبٍّ مركزي مصنوع في الغالب من الحديد، والطبقة التي تلي القلب هي "الوشاح"، وعادةً ما يتكون الوشاح من صخور السيليكات.
  6. الكواكب الأرضية تدور حول نجوم أخرى أيضاً؛ إذ اقترحت وثائق من مهمة "كبلر" أنَّ هناك ما يصل إلى 40 مليار كوكب في مجرة ​​درب التبانة يشبه الأرض.
  7. يشار إلى الكواكب الأرضية أيضاً باسم الكواكب "الصخرية".
  8. الجبال والحفر والبراكين والأودية هي أسطح نموذجية للكواكب الأرضية.
  9. الأرض هي أكبر كوكب أرضي.
  10. تدور الكواكب الأرضية بشكل أبطأ من الكواكب الغازية، وهذا يجعلها مدورةً أكثر في الأقطاب.
  11. سيريس وبلوتو كواكب قزمة تشبه الكواكب الأرضية، ولديها سطح صلب.
  12. قمرا كوكب المشتري (Io) و(Europa) لهما بنية أساسية مشابهة للكواكب الأرضية.
إقرأ أيضاً: أهم المعلومات عن الكواكب الشمسيّة الداخليّة والخارجيّة

في الختام:

الكواكب الأرضية هي الكواكب الأكثر ملاءمةً للحياة كما نعرفها، فلا يوجد سوى 4 كواكب أرضية في نظامنا الشمسي، لكن توجد الحياة على الأرض فقط، منذ عام 2005 ومهمة "كبلر" الفضائية خارج نظامنا الشمسي رصدت المئات من الكواكب الأرضية المحتملة التي تشبه الأرض.

يثير هذا الكثير من الأسئلة والألغاز المحتملة عن الحياة خارج الأرض، كما تم التخطيط للعديد من المهام الفضائية في المستقبل، وقد تجيب هذه البعثات عن المزيد من الأسئلة عن الكواكب الأرضية، ومن يدري ما يمكن العثور عليه إذا أرسلنا بعثاتٍ مأهولة ومسباراً إلى كواكب أرضية أخرى!




مقالات مرتبطة