ما هي المجموعات الشمسية ولماذا سميت بهذا الاسم؟
المجموعات الشمسية هي النظام الكوكبي الذي يتكون من الشمس وجميع ما يَدور حولها من أجرام بما في ذلك الأرض والكواكب الأخرى، ويَشمل النظام الشمسي أجراما أخرى أصغر حجما هي الكواكب القزمة والكويكبات والنيازك والمذنبات، إضافة إلى سحابة رقيقة من الغاز والغبار تعرف بالوسط بين الكوكبي، كما توجد توابع الكواكب التي تسمى الأقمار والتي يَبلغ عددها أكثر من 150 قمرًا معروفًا في النظام الشمسي معظمها تدور حول العمالقة الغازية.
وهناك العديد من أجرام النظام الشمسي التي يمكِن رؤيتها بالعين المجردة غير الشمس والقمر، ومن الكواكبِ هذه الأجرام عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل، وأحيانًا ألمع الكويكبات والمذنبات العابرة أيضًا، بالإضافة إلى النيازك، التي يمكن رؤيتها حين تدخل جو الأرض وتحترق مكونةً الشهب.
عدد كواكب المجموعة الشمسية:
يبلغ عدد الكواكب الشمسية ثمانية كواكب، مرتبة على الشكل الآتي من الأقرب إلى الأبعد عن الشمس وهي، عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، ونبتون، وهذهِ الكواكب صنفت إلى كواكب داخلية صغيرة وتسمى بالكواكب الصخرية، وهذه التي تحاط بحزام من الكويكبات، وتشكل كلا من عطارد، الزهرة، الأرض، والمريخ، وكواكب عمالقة غازية تحاط بحزام كايبر المؤلف من أجرام جليدية، وتشكل جميعها النظام الشمسي الخارجي، وهي المشتري، زحل، أورانوس، ونبتون، وقد تم إقصاء كوكب بلوتو، وتم تعريفه على أنه كوكب قزم، وذلك حسب تعريف الاتحاد الدولي للكواكب.
ما هي كواكب المجموعة الشمسية بالترتيب؟
الكواكب وفق تعريف الاتحاد الفلكي الدولي هم أجرام سماوية مختلفة الحجوم، تدور في مدار إهليلجي حول نجم كبير وهو في مجرتنا -مجرة درب التبانة- الشمس. ولكل مجموعة شمسية عدد من الكواكب، أما في مجرتنا حتى الآن لم يتم رصد سوى 8 ثمانية كواكب ترقص في حركة دورانية كل منها في مدار خاص بها حول الشمس، وهذه الكواكب هي:
عطارد:
وهو أقرب الكواكب إلى الشمس وأصغرها، حيث يبلغ قطره خمسي قطر الأرض، وأصغر من الأرض بحوالي 60%، وأكبر من القمر بحوالي 30%، يشبه كوكب عطار القمر في العديد من النواحي، فهو مثلا لا يملك أي غلاف جوي، وسطحاهما قديمان وكثيرا الفوهات. وكوب عطارد هو كوكب خامل بيولوجيًا في الوقت الحاضر، والآثار الجيولوجية الوحيدة عليه هي بعض البراكين التي تدفقت على سطحه قليلًا في أيامه الأولى فقط.
كما وأن هذا الكوكب لا يملك أي غلاف جوي تقريبًا لهذا فهو خامل من ناحية الطقس، وكشفت الأبحاث شيئ في غاية الأهمية وهي أن عطارد يحتوي على جليد قرب قطبه، وذلك على الرغم من حرارته الشديدة، إلا أن هذا الجليد يقبع في قعر الفوهات العميقة فيه والتي لا يصل إليها ضوء الشمس على الإطلاق.
تعتبر رؤية عطارد صعبة جدًا من الأرض، وذلك لقربه من الشمس ووهجهِ القوي، الا أن هناك أوقات معينة فقط من السنة يمكن رؤية عطارد فيها بدون مقارب وبالعين المجردة، وذلك عندما يكون قريبًا من الأفق بعد الغروب أو قبل شروق الشمس مباشرةً.
ويجدر بالذكر بأنّ عطارد يمتلك غلافًا خارجيًا يتكون من 42% أكسجين، 29% صوديوم، 22% هيدروجين، 6% هيليوم، 0.5% بوتاسيوم، بالإضافة إلى كميات قليلة من الأرغون، ثاني أكسيد الكربون، النيتروجين، الزينون، الكريبتون، والنيون.
الزهرة:
يسمى هذا الكوكب بتوأم الأرض، وذلك لأنه يشبه الأرض من حيث الحجم والكتلة، وهو ثاني أقرب الكواكب إلى الشمس بعد عطارد، والزهرة كما يرى من الأرض هو أسطع جرم في السماء بعد الشمس والقمر، أي أنه ألمع من جميع النجوم والكواكب الأخرى، يظهر الزهرة أطوارا كالقمر أثناء دورانه حول الشمس، وهو يبدو كذلك لأن مداره يقع داخل مدار الأرض.
ويختلف الزهرة عن باقي الكواكب الأخرى، بأنه يدور حول نفسهِ من الشرق إلى الغرب، وبمعنى آخر أن الشمس تشرق عليه من الغرب، ولا يمتلك الزهرة أي أقمار، مثل عطارد.
وهناك طبقة سميكة جدًا من السحب في جو الزهرة، وهي التي تسبب ظاهرة البيت الزجاجي التي تجعله ساخنا جدًا، إذ تتجاوز درجة حرارة سطحه حوالي 400 درجة مئوية، وهذا ما جعله من أسخن الكواكب في المجموعة الشمسية.
وقد سمي كوكب الزهرة بالعديد من الأسماء، مثل: آلهة الحب والخصوبة عند الإغريق، آلهة الجمال أو فينوس عند الرومان، آلهة النعيم عشتار عند البابليون، الكوكب الأبيض الجميل عند الصينيون القدامى.
الأرض:
تعتبر الأرض من أكبر الكواكب الداخلية من حيث الحجم، وهي ثالث الكواكب بعدًا عن الشمس، وهي الكوكب الوحيد المعروف في الكون حتى الآن والذي توجد عليه الحياة، وذلك نتيجة عدة أسباب مثل، بعدها المناسب عن الشمس، واحتوائها على الماء الذي يعتبر من مقومات الحياة الأساسية، وتمتلك الأرض غلافا جويًا جيدًا، كما وتحتوي على العديد من الظواهر الجوية كالسحب، الرياح، والبرق، كما وأنها تتميز عن الكواكب الصخرية الأخرى باحتوائها على غلاف مغناطيسي يحمي غلافها الجوي من جسيمات الرياح الشمسية.
وتحتوي الأرض على بعض الظواهر الجيولوجية المختلفة كالحمم البركانية، حركة الصفائح التكتونية والتعرية، وتتميز الأرض بنشاطها الجيولوجي الذي ما زال متسمرا إلى يومنا هذا على عكس الكواكب الأخرى.
المريخ:
ويسمى هذا الكوكب بجار الأرض، وذلك لأنه الكوكب الحي الآخر بعد الأرض، وهو رابع الكواكب بعدًا عن الشمس، ويظهر المريخ في سماء الأرض مثل القرص البرتقالي اللامع، وهناك بعض الأدلة على أن الماء كانت تدفق في هذا الكوكب في يوم ما منذ القدم، وذلك لوجود بعض الخنادق والقنوات والأدوية على سطحهِ، وفسر العلماء وجودها بسبب حفر المياه لها، كما وأن وصول أحد النيازك من المريخ إلى الأرض دليل على وجود حياة في هذا الكوكب إلا أن هذا الموضوع مازال غير مؤكد إلى يومنا هذا.
كما وأن كوكب المريخ يحتوي على غلاف جوي قليل الكثافة مقارنةً بالأرض، إلى أنه غير كاف للسماح بتكوين الرياح والسحب والعواصف، بالإضافة إلى امتلاكه لقطبين متجمدين وتتغير مساحتهما بحسب مرور الفصول، كما ويمتلك كوكب المريخ قمرين هما فوبوس وديموس، وهما لا يشبهان قمر الأرض على الإطلاق، فهما أصغر بكثير منه وأشكالهما غير منتظمة.
اقرأ أيضاً: 6 ظواهر غامضة في المجموعة الشمسيّة
المشتري:
وهو أكبر كواكب النظام الشمسي، حيث يبلغ قطره حوالي 11 ضعف قطر الأرض، وحوالي عشر قطر الشمس، وهو ألمع من جميع النجوم، وألمع الكواكب بعد الزهرة. وكوب المشتري هو عملاق غازي، ولا يملك سطحا صلبًا، أي أن سطحه يتألف من سحب كثيفة ملونة باللون الأبيض، البني، الأحمر، والأصفر.
والسحب الموجودة فيه مقسمة ضمن مناطق مضيئة تسمى الأنطقة، وأخرى مظلمة تسمى الأحزمة، وكلها تدور حول الكوكب بشكل موازي لخط الأستواء، ويتميز بسرعة دورانه حول نفسهِ، فهو يتم دورة كل عشر ساعات تقريبًا.
يوجد على سطح المشتري العديد من الظواهر الجوية، كالرياح السريعة، البرق، والعواصف العديدة، كما ويحتوي المشتري على مجال مغناطيسي قوي، وتبلغ قوته ضعف مجال الأرض.
كما ويتكون الغلاف الجوي في المشتري من 89% ذرات هيدروجين، و10% هيليوم، بالإضافة لكميات قليلة جدًا من الميثان، الأمونيا، الإيثان، والماء.
زحل:
يعتبر زحل أيضًا عملاق غازي كالمشتري، وثاني أكبر الكواكب في النظام الشمسي، ويبلغ قطره 10 أضعف قطر الأرض، ويشتهر هذا الكوكب بالحلقات السبع الرقيقة التي تدور حوله بوضوح كبير ويمكن مشاهدتها من الأرض.
ويمكن للإنسان أن يشاهد كوكب زحل من الأرض بالعين المجردة كنجم لامع، ولكن لا يمكن رؤية حلقاتهِ دون المقراب، ويمتلك زحل مجالا مغناطيسيا قويا، ولكنه أضعف من مجال المشتري، ويتميز هذا الكوكب بضعف الظواهر الجوية فيه.
وقد اكتشف العلماء في زحل بعض البقع البيضاء الغريبة، وعدة أنطقة وأحزمة، كما ورصد العلماء برق وعواصف رعدية في زحل لأكثر من مرة، هذهِ العواصف التي استمرت لعدة شهور متواصلة.
ويتكون الغلاف الجوي في زحل من 96% ذرات هيدروجين، و3% هيليوم، وكميات قليلة جدًا من الميثان، الأمونيا، الإيثان، وغيرها من المواد الأخرى.
أورانوس:
وهو عملاق غازي وسابع الكواكب بعدًا عن الشمس ويبلغ قطره أكثر من 4 أضعف قطر الأرض، وهو أول كوكب يكتشف في العصور الحديثة، يملك أورانوس مجالا مغناطيسيًا قويًا، كما ويمتلك حلقات رقيقة حوله، ولكن من غير الممكن رؤيتها من الأرض، ولديهِ أيضا أكثر من 25 قمرا في مدار حوله.
وجو كوكب أورانوس يتكون من سحب زرقاء، وخضراء، يقال أن تحتها محيط من الماء السائل، ولكنه لا يحتوي على حياة على الإطلاق، ولا توجد فيه أي ظواهر جوية مميزة، ولم يتم اكتشاف أي عواصف عليه.
نبتون:
كوكب نبتون هو عملاق غازي وأبعد الكواكب عن الشمس على الإطلاق، حيث يبلغ بعده 30 ضعف بعد الأرض، وهو الكوكب الوحيد الذي لا يمكن أن يرى على الإطلاق من الأرض دون مقراب.
يبلغ قطر نبتون 4 أضعاف قطر الأرض، ويمتلك 15 قمرًا، والعديد من الحلقات الرقيقة حوله، ويختلف الفلكيون حول الشخص الحقيقي الذي اكتشف هذا الكوكب، وذلك لأن هذا الموضوع مر عبر سلسلة طويلة من الحسابات والأرصاد التي قام بها أشخاص مختلفون عبر السنوات.
ويعتبر مجال نبتون المغناطيسي ضعيفا، ولا يمتلك سطحا صلبًا، إذ أن سطحه يتألف من طبقة من السحب السميكة الزرقاء، وتوجد تحتها طبقة سائلة ونواة صخرية.
ويتميز نبتون برياحه القوية التي تصل سرعتها حوالي1,100 كم في الساعة، كما ورصد العلماء بعض العواصف عليه سابقا، أشهرها البقعة المظلمة العظيمة والتي تشبه بقعة المشتري.
معلومات منوعة حول المجموعات الشمسية:
- الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أكبر من الخط القطري لكوكب بلوتو.
- إن البراكين التي تحدث على كواكب المجموعة الشمسية بفعل الماء المتجمد، يخلق الضغط الكافي لحدوث انفجار البراكين.
- حافة النظام الشمسي تعادل حوالي 1000 مرة أبعد من كوكب بلوتو.
- هناك الكثير من العناصر الأساسيّة على كوكب الأرض، تعتبر عناصر نادرة الوجود على مستوى الكون.
- يوجد على سطح الأرض صخور يعود أصلها لكوكب المريخ ووصلت إلى الأرض بفعل النيازك الكبيرة.
- الكواكب الصغيرة كغيرها من الكواكب الكبيرة في امتلاكها لأقمار خاصة بها تدور حولها.
- كوكب عطارد هو أقرب الكواكب باتجاه الشمس، وكوكب الزهرة هو ثاني أقرب الكواكب نحو الشمس، ولكن رغم ذلك فإن كوكب عطارد يعتبر أكثر برودة من كوكب الزهرة.
- يتميز كوكب المشتري بامتلاكه أكبر محيط موجود ضمن المجموعة الشمسية على الإطلاق.
- يتميّز كوكب بلوتو بأن مداره حول الشمس يتقاطع مع مدار نبتون.
خاتمة:
لآلاف السنين، تابع علماء الفلك نقاط الضوء التي بدا أنها تتحرك بين النجوم. أطلق عليها اليونانيون القدماء اسم الكواكب (المتجولين)، عرفت عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل في العصور القديمة، وقد أضاف اختراع التلسكوب حزام الكويكبات وأورانوس ونبتون وبلوتو والعديد من أقمار هذه العوالم. واليوم، شهد فجر عصر الفضاء إطلاق العشرات من المسابير لاستكشاف نظامنا، وهي مغامرة لا تزال مستمرة حتى اليوم.
قدمنا في هذا المقال، أهم معلومات عن المجموعة الشمسية والكواكب السيارة التي نرى بعضها بالعين المجردة سابحة في الفضاء، تزين السماء الدنيا وتشغل أسرارها وكينونتها بال علماء الفلك.
أضف تعليقاً