القوة الخارقة في سؤال "ماذا لو؟"

يمكن تشبيه العقل البشري بملعب أو ساحة قتال أو سجن، فالأمر يتعلَّق بما يُسمى بـ "التأطير"، وهو قدرة العقل على التقاط فكرة ما وتوجيه التركيز على كل التفاصيل المتعلقة بها؛ فالتأطير هو استجابة العقل للصورة الذهنية التي تمتلكها، فإن رأيته سجناً أو ملعباً سيكون كذلك.



السؤال المُنقِذ:

يعاني بعض الأشخاص باستمرار أفكاراً سلبية تعوقهم وتسبِّب لهم قلقاً مزمناً، ومن الأسئلة المفيدة لتحرير العقل من هذه الأفكار السلبية سؤال: "ماذا لو؟"، وقد يبدو هذا السؤال بسيطاً؛ لكنَّ نتائجه رائعة؛ لأنَّه يساعد على تنظيم طريقة التفكير والارتقاء بها وضبطها.

ربما سمعت عن قوة التصنُّع أو التصرف وكأنَّ الذي تريده تحقَّق، ومع ذلك يرى أشخاص كثيرون أنَّ هذه الطريقة دون فائدة؛ لأنَّ السلوك الأساسي يكون متأصِّلاً لدرجة تصعُب مقاومته؛ ومن ثَمَّ يفشلون في التصرف بطريقة مناقضة، لكن عندما تطرح سؤالاً يبدأ بـ "ماذا لو؟" ستفتح في ذهنك آفاقاً جديدة للتفكير.

على سبيل المثال إذا رغبت في أن تفكر بطريقة إيجابية وتجد صعوبة في ذلك، بدلاً من أن تقول: "لا أستطيع"، اسأل: "ماذا لو استطعت؟"؛ فهذا السؤال يشكِّل تحدياً للعقل وتحفيزاً له لينجح في عملية التغيير، ويجب أن تمتلك الدافع لذلك، فاسأل نفسك:

  • ماذا لو استطعت التعلم بسرعة؟
  • ماذا لو استطعت دراسة الرياضيات، وما هي المجالات التي ستُفتَح أمامي حينها؟
  • ماذا لو أخطأت بشأن القدرات الهائلة التي أمتلكها؟
  • ماذا لو استطعت الإقلاع عن التدخين لمدة أسبوع وتوفير النقود؟

أجبر نفسك على تكرار السؤال حتى تجد إجابة مناسبة فقد لا تظهر لك من المرة الأولى، وبعد فترة ستبدأ بملاحظة أشياء عديدة أولها إحساسك بإمكانية تحقيق الشيء الذي تريده.

التغلب على الشكوك:

قد تراودك بعض الشكوك بأنَّ هذا كلَّه ليس أكثر من مجرد تمثيل؛ لكنَّ العلماء أثبتوا أنَّ العقل لا يفرق بين الحقيقة والخيال، وهذا ما ساعد بعض الرياضيين على تحقيق أفضل النتائج من خلال التدريب الذهني.

يمكنك الحد من المقاومة الذهنية والشكوك المتعلِّقة بهذه الطريقة عن طريق السؤال الآتي: "ماذا لو أدى التظاهر بتلك الأفعال إلى تغيير جذري في طريقة تفكيري، وجعل تلك التصرفات جزءاً أساسياً من شخصيتي وحياتي اليومية؟".

قد يشكِّل هذا راحة مؤقتة، إضافة إلى ذلك يجب أن تحدِّد الصعوبات التي تعوقك عن تحقيق ما تريد وتسأل نفسك: ماذا لو استطعت التغلُّب على ذلك التحدي أو الظرف الصعب؟"، فابدأ بتخيل أنَّ ما تتمناه قد حصل بالفعل، فهذه الطريقة تفتح آفاقاً ذهنية جديدة.

شاهد بالفديو: 6 نصائح بسيطة تساعدك على التخلص من مخاوفك

  • ماذا لو تغلَّبتُ على الخوف الذي يمنعني من التقدم بقوة نحو أهدافي وأحلامي؟
  • ماذا لو استطعت أن أحب الآخرين بصرف النظر عن أفعالهم؟
  • ماذا لو امتلكتُ الاستعداد والقدرة على تغيير أي معتقد أو قناعة أمتلكها؟

توجد صيغة ذهبية وفاعلة جداً تُسمى بـِ "السؤال المعجزة" ألَّفها المُعالِج النفسي "ستيف دي شازر" (Steve De Shazzer) وهي كالآتي: "ماذا لو حصلت معجزة واستيقظت صباحاً على قدرات هائلة للتعلم تُمكِّنني من استيعاب المعلومات وتوظيفها بسرعة وسهولة، وما هي أولى الدلائل على تلك المعجزة؟".

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على عقليّة لا أقوى على فِعل ذلك

قد يبدو هذا السؤال بسيطاً؛ لكن له القدرة على إحداث نقلة نوعية في التفكير، إضافة إلى أثره العلاجي والإبداعي في العقل؛ لأنَّه يتيح له المجال ليتعرَّف إلى احتمالات أفضل، اسأل نفسك:

  • ماذا لو كُنتُ شخصية مرموقة في المجتمع؟
  • ماذا لو كُنتُ ذا شأن هام في هذه الحياة؟
  • ماذا لو امتلكتُ القدرة على التعلم السريع التي تُمكِّنني من الحصول على درجة الماجستير خلال عامين بدلاً من ثلاثة أعوام؟
  • ماذا لو امتلكتُ القدرة على التعرُّف إلى النوايا الطيبة للأشخاص، بدلاً من الشعور بالانزعاج من تصرفاتهم؟

في الختام:

الإيجابية هي شعور جميل يساهم في تحويل حياة الإنسان لجنة مليئة بالسعادة والفرح والسرور، بعيداً عن التفكير بكل المنغصات التي تسبب له الحزن والكآبة والسوداوية. ولتفادي الوقوع مجدداً في هذه الأفكار، يجب علينا كل يوم بتذكر التحديات التي تغلبنا عليها، إضافة إلى الإنجازات حققَتها في السابق.




مقالات مرتبطة