القواعد العشر للسفر بطريقة شبه مجانية
في هذا المقال، يقدم لنا المدوِّن إيثان موريس تجربته الشَّخصية للسَّفر بأقل التَّكاليف، بدءاً من أساليب السَّفر، وصولاً إلى العادات التي يقوم بها أثناء رحلاته.
لقد أمضيتُ غالبيّة العامين الماضيين وأنا أتنقل من مكانٍ لآخر، وأتقنت بعض المهارات للقيام بسفرٍ غايةٍ في الرخص. فقد ركبت دراجة هوائيَّة وتنقلت فيها في أنحاء الولايات المتحدة، وعشت في المكسيك مثلي مثلَ أيِّ مواطن فيها، وعملت كمساعد قبطان ضمن سفينة سياحية، وخضت العديد من المغامرات الأخرى بميزانية متقشِّفةٍ للغاية.
أنا لست غنياً، ولا يأتيني أيُّ دخلٍ سلبي (الدخل الذي يأتي من دون عمل فعلي - passive income). إلا أنَّني جنيت بضعة مهارات واستراتيجيات وعدداً من مصادر الدَّخل أثناء تنقُّلاتي، والتي جعلت السَّفر عندي رخيصاً لدرجةٍ لا يمكن تصديقها. أفترض أنَّك يمكن أن تدعوني "هاكر الأسفار". فمثلاً: لقد أمضيت في الصَّيف الماضي شهرين ونصف في جزيرة هاواي بتكلفةِ 669 دولاراً -بما فيه السَّفر جواً- ومن دون وضع ميزانية أو التَّقتِيرِ في صرف الأموال.
لهذا أقدم إليك 10 قواعد أحاول اتباعها، والتي ينتج عنها بعض الرحلات القليلة التَّكلفة للغاية:
أولاً: لا تدفع ثمن الرَّحلات الجويَّة
نعم هذا صحيح. فأنا في معظم الوقت، أطير مجاناً. إذ إنَّ شركات بطاقات الائتمان تمنح مكافآت ضخمة على شكل أميال مجانية مقدَّمة من شركات الطيران، وذلك عند الاشتراك أو إنفاق مبلغ معين من المال على بطاقات الائتمان الخاصَّة بالسَّفر. فإذا أحسنت استغلال مثل هذه الفرصة، يمكنك كسب تلك الأميال مجاناً واستبدالها برحلاتٍ مجانية. لقد كانت مكافأة آخر بطاقة قمت بتسجيلها عبارةً عن ما يكفي من النِّقاط المخصصة للسَّفر ذهاباً وإياباً من الولايات المتحدة إلى أوروبا أو جنوب شرق آسيا.
ثانياً: تخلَّ عن فكرة الإقامة في الفنادق
لا داعي في أغلب الأوقات لأن تدفع مقابل حصولك على مكانٍ للإقامة. فهناك الكثير من الطُّرق لتجنب دفع ثمن ذلك. فإذا كنت جريئاً، أحضر معك خيمةً ونم فيها، وهو ما قمت به بنجاح عدَّة مرَّات أثناء ركوب درَّاجةٍ هوائيَّة والتَّجوُّل في أنحاء الولايات المتَّحدة. أو إذا كنتَ - مثل معظم الناس - تفضل أن تكون محاطاً بجدران من حولك، فاستخدم خدمة كاوتش سورفينغ من أجل الإقامة مجَّاناً بضيافة السُّكان المحليين. وإذا كان لديك منزل يمكنك تبادله مع شخص آخر في مكانٍ بعيدٍ لبضعة أشهر، فاستخدم خدمة هوم إكستشاينج وتبادل أماكن الإقامة مع أحدهم. أمَّا إذا كنت ستدفعُ لا محالة، فاستخدم خدمة AirBnb بدلاً من الإقامة في فندق، وهو ما قد يكون أقلَّ كلفةً لك. كما أنَّ "مساكن الشباب - Hostels" أرخص بكثير من الفنادق، ومكانٌ رائعٌ للقاء المسافرين الآخرين ومشاركة المغامرة معهم.
إقرأ أيضاً: 21 سراً لن تخبرك بها الفنادق
ثالثاً: استخدم أرخص وسائل النَّقل التي من الممكن أن ترتاح لها
لا بدَّ أنَّني قد تطفلت على السَّائقين لأكثر من 100 مرة خلال شهرين ونصف في جزيرة هاواي، إنَّ هذا الأمر شائعٌ جدَّاً ومجانيٌّ تماماً. أمَّا في المكسيك، فلم أرتَح لفكرة القيام بذات الشَّيء، لكنَّ التنقل في أحد باصات النَّقل العام (الذي يُسَمِّيه المكسيكيُّون "كوليكتيفو colectivo") كان يُكلِّفُني أقلَّ من دولارين أمريكيين للتنقل بين المدن السَّاحليَّة التي تفصل بينها مسافة ساعة بالسيارة. كما أنَّ الحافلاتِ غالباً ما تكون وسيلة نقلٍ رخيصة وموثوقة أيضاً.
رابعاً: تنقَّل مشياً على الأقدام، عندما يكون ذلك ممكناً
لا تركب سيارة أجرة إذا كنت قادراً على المشي في البلد الذي تكون فيه. فاَلمشي سيكون أمراً رائعاً بالنسبة لك، ويعطيك إحساساً أفضل بالمكان. وأفضل ما في الأمر: هو أنَّه مجاني. فأنا مثلاً على استعدادٍ لأن أمشي ثلاثة أو أربعة أميال وفي كل الاتجاهات في بعض الأماكن. فهذا بديلٌ رائعٌ عن ركوب سيارة أجرة، ويُحوِّلُ رحلتك إلى نوعٍ خاصٍّ من المغامرة والاستكشاف. أما إذا كُنتَ تقيم في بلدٍ ما لبضعة أشهر، فاشترِ درَّاجةً مُستَعمَلَة، والتي يمكنك إعادة بيعها في نهاية إقامتك واسترداد أموالك. كما يمكن للتَّجول في المناطق الرِّيفيَّة النائية وأنت تحمل حقيبة ظهرٍ على كتِفَيك، أن يكون مغامرةً رخيصة جدَّاً أيضاً.
خامساً: لا تَضَع أشياءَ كثيرةً في حقيبة سفرك
لا ترهق نفسك! فإنَّ حزم حقيبة خفيفة سيوفر عليك نقوداً عند دفعك لرسوم الأمتعة في رحلات الطيران، ويجعل التَّنقُّلَ مشياً أسهل بكثير. أوصي شخصيَّاً باستخدام حقائب الظهر لأنها تمنحك متعة وراحة في المشي بضعة أميال أكثر من حمل الحقيبة اليدوية المعروفة.
سادساً: جرِّب تبادل العمل، إنَّه رائع
يمكن لبعض المواقع الالكترونية مثل WWOOF و HelpX أن تقومَ بِتهيئتك للعمل بدوام جزئي، مقابل المسكن والطَّعام في أي مكان في العالم تقريباً. لقد اشتركت الصَّيفَ الماضي، في أحد برامج WWOOF في هاواي؛ وفي مقابل 20 ساعة أسبوعيَّاً من العمل في الحقول، حصلت على مقصورتي الخاصة و 60 دولاراً في الأسبوع مقابل الطعام. كما أنَّ الأشخاص الذين يقومون بهذا النَّوع من العمل رائعون جداً. بالإضافة إلى أنَّها طريقةٌ رائعةٌ لاختيار وجهةٍ تحلم بها وأنت واثقٌ أنَّه سيكون لديك أصدقاءٌ يشاركونك مغامرتكَ حال وصولك إلى وجهتك.
سابعاً: اتَّبع الأشخاص المناسبين
أنا آكل حيث يأكل السُّكان المحليون، وَأتسوق حيث يتسوقون، وأقطنُ حيث يقطنون. فالمناطق السَّياحية غالية الثمن. أنا لا أقول أنَّه يجب عليك أن تتجنّبها، لكن يجب أن تتجنب إنفاق أموالك فيها. لذا عندما تخوض في أرضٍ جديدة تجهلها، اتبع الحشد المناسب (السكُّان المحليين، لا السُّيَّاح).
ثامناً: اطه طعامك بنفسك
إنَّ شراءَ وطهيَ طعامك، أرخص بكثير من الخروج لتناول الطعام. لذا قم بشراء البقالة من الأسواق المحلية، واطبخ طعامك كلما أمكنك ذلك.
تاسعاً: كُل واشرب قبل الذَّهاب لأي مناسبة
عند ذهابك إلى أيِّ نوعٍ من التَّجمُّعات أو المهرجانات أو الرَّحلات، تناول الطعام أو الشراب في المنزل سلفاً قبل الذهاب. فإذا كنت ستنفق 10 دولارات مقابل شطيرةٍ من الهوت دوغ في مهرجانٍ موسيقي، فتناول الطَّعام مباشرةً قبل الخروج، واشتري شطيرةً واحدة بدلاً من ثلاثة. أمَّا إذا كنت ستذهب إلى المقهى ليلاً، فاشرب قبل أن تغادر واشتري نوعاً واحداً أو اثنين من الشَّراب بدلاً من عدة أنواع.
عاشراً: امتلك بُعد نظر
إنَّ التَّخطيط لجوانب كبيرة من رحلتك مسبقاً يمكن أن يساعدك كثيراً. فإذا كنت ترغب في السّفر إلى أوروبا في شهر مايو، تقدَّم بطلبٍ للحصول على بطاقة الائتمان الصَّحيحة المخصَّصة للسَّفر، قبل شهرين من ذلك الموعد. أمَّا إذا كُنتَ ترغب في العمل في آلاسكا في الصَّيف، فابدأ البحثَ عن وظائف في شهر مارس، وليس قبل أسبوع من ذهابك. يُعدُّ ترتيب أمورك الهامَّة في وقت مبكر أمراً ضرورياً، ولكن كل شيء آخر يمكن أن يكون عفوياً وكما يحلو لك.