القادة وقوانين الثراء العشر

من مميزات القادة النابغين، أنَّهم يفكرون دائماً بعقليات مختلفة، وهذا ما أعنيه بعقلية الثراء؛ فهذا المصطلح لا يعني الثراء بمفهومه المادي؛ بل ينطبق على كل ما يتعلق بالثراء؛ حيث يوجد أنواع كثيرة من الثراء، كالثراء المعنوي، والثراء الفكري، والثراء العاطفي، والثراء المادي، وينبغي على القائد أن يكون حريصاً على الثراء؛ لذا نذكر جملة من القوانين لعقلية الثراء لدى القادة الملهمين:



القانون الأول "الاستزادة":

وهي الحرص على الاستزادة من كل شيء، سواء كان فكرياً أم مادياً؛ حيث تقول الحكمة "شجرة الحياة والفاكهة، إذا أردت تغيير الفاكهة عليك أن تغير الجذور؛ لذا اهتم بما هو خفي لتغير ما هو مرئي"؛ ومعنى هذا أنَّه عليك تغيير قناعاتك الخفية حول المفاهيم التي تعوقك عن الوصول إلى حلمك، والأفضل من هذا كله قوله الله عز وجل: "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ" فقانون الاستزادة يعني أن يعرف الشخص أنَّ ما حباه الله عز وجل من نعم إنَّما هو فضل وتوفيق من رب العالمين، ووجب عليه الشكر وعدم التجبر، وهنا يتحقق الوعد الإلهي لأزيدنَّكم.

القانون الثاني "التركيز على النتائج":

وهو من الأمور الهامة؛ حيث يجب عليك التركيز على النتائج وليس على الأسباب، ولكي تصل إلى النتائج المأمولة في حياتك، يجب العمل عملاً موجهاً، حيث إنَّ التوجيه الجيد يقودك إلى الأفكار الهامة، وهي بدورها تقودك إلى المشاعر، والأخيرة تُترجَم إلى أفعال، وفي هذه الحالة تصل إلى النتائج التي تريدها.

إقرأ أيضاً: 5 أمور يجب التركيز عليها لتحقيق النجاح

القانون الثالث "الوعي":

يمثل الوعي حجر الزاوية لدى القادة، فهو أن تدرك ما تريد، وكيف تحققه من خلال مراقبة أفكارك، وأفعالك، لتعيش بناءً على اختيار حقيقي تتخذه في اللحظة الحالية بدلاً من أن يتحكم بك توجيه في الماضي.

القانون الرابع "حياتك من صنع أفكارك":

القادة يؤمنون أنَّ في إمكانهم عمل أي شيء، طالما أنَّه في حدود الإمكانات البشرية، وأنَّه لا يوجد مستحيل في هذه الحياة، أما الفقراء ولا أعني بالفقير المادي؛ بل الفقير في كل شيء -من أشد أنواع الفقر الفقر الفكري والثقافي- فهؤلاء الفقراء يؤمنون أنَّ حياتهم تسير رغماً عنهم، ولا يستطيعون تغييرها؛ لذا يجب عليهم التوقف فوراً عن لعن الظلام، وأن يشاركوا في إيقاد شمعة ويبدؤوا بالتغيير، فالتغيير هو الشيء الثابت في الحياة.

القانون الخامس "قيمتك فيما تقدِّمه":

يعرف القائد تماماً أنَّ قيمته الحقيقية في القيمة المضافة التي يقدِّمها إلى الآخرين، وليس في الوقت الذي يُصرَف، فالخبير الذي يأخذ ألف دولار في الساعة بناءً على استشارة، لا يتساوى مع العامل الذي يأخذ 10 دولارات في الساعة على الجهد البدني الذي يبذله؛ وعليه فالقادة الأثرياء فكرياً ومادياً ملتزمون بإضافة قيم حقيقية إلى خبراتهم، أما الفقراء فكرياً فهم ملتزمون بالعيش على الكفاف، والسبب في عدم حصول بعض الأشخاص على ما يريدون، هو أنَّهم لا يعلمون ماذا يريدون، وغياب الالتزام غياباً كاملاً وحقيقياً بتحقيق الهدف.

القانون السادس "أحلامك تكون بقدرك":

القادة الأثرياء دائماً ما يحلمون أحلاماً كبيرة، ويعملون على تحقيقها، ولا يكتفون بصغائر الأمور، وما قصة الحاجب المنصور أبي عامر عنا ببعيد؛ حيث كان جندياً نكرة في جيش الأندلس، وكان حلمه أن يكون والي الأندلس وتحقق له ذلك، وغيرها من القصص الملهمة التي تُترجِم الحلم على أرض الواقع.

القانون السابع "إضافة قيمة إلى الآخرين":

القائد الذي لا يستطيع أن يكون كالسحابة أينما حلَّ نفع، فيحتاج إلى إعادة تقييم نفسه في ميزان القيادة؛ فالقيادة تعني التوجيه والعطاء اللامحدود بحب وأريحية، فمن الأهداف العظيمة للقائد ذي الثراء الفكري والعقلي أن يعلم أنَّ هدفه يكمن في تحقيق قيمة للحياة، بإضافة قيمة إلى الآخرين، فكل منا لديه مواهب وأشياء يبرع فيها، فلا بد من مشاركتها واستخدامها مع الآخرين.

إقرأ أيضاً: لمَ يجب على القادة أن يُعطوا أكثر مِمَّا يأخذوا

القانون الثامن "الكل رابح":

الأشخاص الذين يفكرون بعقلية الكل رابح، وأنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، هنيئاً لهم بصفاء النفس، وراحة البال، والطمأنينة والتقدُّم بثبات ورسوخ.

القانون التاسع "قانون الوفرة":

من أهم القوانين للقادة الذين يتمتعون بعقلية الثراء قانون الوفرة، وخلاصته أنَّ العطايا والفرص كثيرة لا تعد ولا تحصى، وأنَّ الخير سيأتيك لا محالة، فقط عليك الأخذ بالأسباب والعزيمة في الأمر؛ فبحسب قانون الوفرة أنت تؤمن أنَّك لا تحتاج للحصول على وظيفة أو ترقية أو منصب إلى قتال أو ضغائن؛ بل فقط ابذل جهدك واسعَ إلى الأمر وسيأتيك لا محالة، فقانون الوفرة يرسخ قاعدة أنَّ كلما أعطيت أكثر أخذت أكثر وأكثر، وأنَّ عطاءك مردود إليك بصور مختلفة، وأخيراً فقانون الوفرة مرتبط ارتباطاً أساسياً بالتوكل على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

القانون العاشر "كن مستعداً":

تقول الحكمة: أن لا تأتي الفرصة وأنت مستعد، خير من أن تأتي وأنت غير مستعد، فالناجحون يركزون على الفرص، والفاشلون يركزون على المعوقات، والقادة يعجبون بالقادة والملهمين مثلهم، أما الفاشلون فيقتدون بمَن هم مثلهم.

القادة الذين يتمتعون بعقلية الثراء يرتبطون بالناجحين مثلهم، ويعملون على تطوير استراتيجيات ووسائل تساعدهم على تحقيق أهدافهم وتعمل على نموهم، ويعملون على ترويج أنفسهم وقيمهم ومبادئهم وفق خطط مدروسة ومراحل محددة، تضمن لهم النجاح والتميز والثراء بصورته الكبرى.

فالفرص أكثر من أن تحصى، فقط تحتاج إلى عقلية الثراء التي تكتشفها وتحوِّلها من مادة خام إلى فرصة حقيقية تمثِّل قيمة مضافة إليك وإلى من حولك.

عقلية الثراء دائماً تركز على الحلول وليس العقبات؛ فإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.

عقلية الثراء دائماً ما تتصرف بعيداً عن الخوف، وتحب المغامرات المحسوبة، وتؤمن بالتحدي الممكن الذي يهزم الخوف ويحقق ميزات إضافية لا يمكن تحقيقها إلا بأداء فيه تحدٍّ وقدرات فعالة على تخطي العقبات.

عقلية الثراء تؤمن بأهمية الاستمرار في التعلُّم والنمو، والانتقال من مرحلة حالية إلى مراحل متقدِّمة لم تكن لتصل إليها إلَّا من خلال التغيير الداخلي وتغيير طرائق التفكير الحالية، فمن أراد النجاح في شيء؛ عليه أن يغير الوسائل وطرائق الوصول لا أن يغير الهدف ذاته.

شاهد بالفيديو: 7 صفات أساسيّة يتميّز بها القائد المتواضع

نختم مقال قوانين الثراء العشرة للقادة، بذكر قواعد هامة في أيقونة النجاح وهي:

القواعد السبع للنجاح (7Rules of Success):

هذه القواعد السبع ذكرتها "فيونا هارولد" في كتابها "القواعد السبع للنجاح" (7Rules of Success):

1. القاعدة الأولى "كن شغوفاً Be Passionate":

فالشغف هو القوة المحركة والدافعة التي تقف خلف كل الإنجازات الإنسانية الرائعة فبدون أن نعشق ما نقوم به لن تكون لدينا نجاحات، وأعمالنا الناجحة يجب دائماً أن تُوقَّع باسم الشغف.

2. القاعدة الثانية "مارس ثقتك بنفسك":

عندما ينتهي طريقك إلى النجاح أو يتوقف بك عند حد فتأكد أنَّ هذا هو السقف الذي أخذتك إليه ثقتك بنفسك، ولكي تحقق المزيد، ارفع سقف ثقتك في ذاتك عالياً.

3. القاعدة الثالثة "اعمل أكثر Do More":

كل الناجحين وبدون استثناء يعملون أكثر من الأشخاص العاديين، وهنا نجد قاعدة الـ 15 دقيقة، فلو حافظت يومياً على 15 دقيقة لممارسة أي هواية أو قراءة أي كتاب في مجال تخصصك؛ تصبح خبيراً.

4. القاعدة الرابعة "جازف أكثر Take More Risks":

لا يأتي النجاح إلا بعد تجارب، ومَن منا تخلو تجاربه من الفشل؟ والمجازفة تعني هنا عدم الخوف من الفشل.

5. القاعدة الخامسة "كن ملهماً للآخرين Inspire Others":

كن ملهماً لغيرك؛ وذلك لأنَّك لا تعيش وحدك ولا تعمل وحدك، وإن كنت ممن يحرصون على تحقيق النجاح؛ عليك أن تبقى مشبعاً بالطموح حتى تشعَّ على غيرك.

إقرأ أيضاً: ما الذي يجعل القائد مصدراً للإلهام؟

6. القاعدة السادسة "ثابر Persevere":

الحماس الدائم يشعل فينا المثابرة والمواظبة وعدم التوقف في منتصف الطريق، فالدؤوب هو من يصل إلى ما يريد مهما كان ضعيفاً، فقطرة الماء تحفر الصخر ليس بالقوة؛ إنَّما بالتكرار.

7. القاعدة السابعة "كن معطاءً Be Generous":

لا تعد الساعات التي عملت بها، وتأكد أنَّك بتلك الساعات لا تعطي لعملك فقط؛ بل تعطي لنفسك، فبقدر ما نعمل نحيا.

على أمل اللقاء بكم في مقالات أخرى.

 

كتبه الدكتور إسماعيل بكر، خبير اللغة الألمانية، واستشاري تدريب وتطوير إداري وقيادي.




مقالات مرتبطة