الفرق بين القيادة والإدارة، ولماذا يكافح معظم الناس في الوصول للمناصب؟

سيساعدك فهم طريقة الوصول إلى المناصب على زيادة فرصتك في الوصول إليها بالفعل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الخبير في مجال القيادة غوردون تريدغولد (Gordon Tredgold)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في الإدارة.

حسناً، أَعتَرف بذلك؛ أنا مهووس بالسيطرة.

لكنَّ هذه السمة خدمتني خدمةً كبيرةً في مسيرتي المهنية؛ حيث إنَّها دفعتني إلى تسلق سلم الإدارة بسرعة، مما جعلني مهووس بالسيطرة أكثر من ذي قبل، في الحقيقة مهووس بالسيطرة هوساً مفرطاً؛ حيث كنت مدير برامجٍ مطلوباً، وجُلبت للتعامل مع المشاريع الفاشلة والإدارات ذات الأداء الضعيف، لقد عدُّوني خبيراً وحصلت على أجر كبير مقابل تلك المهارة والخبرة.

ولكن بعد ذلك توقف نمو مسيرتي المهنية، وصلت إلى أعلى مستوى يمكنني الوصول إليه بالنسبة إلى خبرتي.

لا تصبح ضحية لمبدأ بيتر:

ما ساعدني على النمو بسرعة أصبح الآن مُقيِّداً؛ أي أنَّ هنالك حد لما يمكننا التحكم به، وبمجرد أن تتجاوز الوظيفة هذا الحد، يصعب علينا الحصول على المستوى نفسه من التأثير، ولقد تعلمت درساً قاسياً حتى اكتشفت ذلك، مثل معظم الأشخاص الذين يعانون مع هذا التغيير؛ حيث واصلت الحصول على مشاريع أكبر وأكبر مع نطاق سيطرة أوسع حتى وصلت إلى النقطة التي كنت أقود فيها الفِرق في مجال لم يكن لدي أي خبرة فيه أو فيما كانوا يقومون به، وكان علي في هذا الوضع أن أثق بهم، وأن أتخلى عن السيطرة وأثق بقدراتهم.

لكنَّني لم أرغب في فعل ذلك؛ حيث عملت ضد كل ما أؤمن به عن نفسي وما جعلني ناجحاً؛ لذلك حاولت التركيز على أن أصبح خبيراً في هذه المجالات الجديدة؛ حتى أحظى بالمستوى نفسه من التحكم والمستوى نفسه من النجاح كما كنت من قبل،وكانت النتيجة فشلاً ذريعاً.

لقد قضيت في تنفيذ المشروع وقتاً أطول من اللازم وأنفقت عليه أموالاً تفوق الميزانية المحددة، وخيَّبت أمل العملاء، وكل ذلك شوَّه السمعة التي بنيتها، لقد أصبحتُ ضحية لمبدأ بيتر، وتم ترقيتي إلى مستوى يتجاوز كفاءتي، ووصلت إلى الفشل، على الرغم من أنَّ هذا لم يكن مريحاً بالنسبة إلي، إلا أنَّني أدركت أنِّي لست الوحيد الذي يعاني بسبب هذا الانتقال في المستويات الإدارية؛ وفقاً لشركة غالوب (Gallup)، تُرَقِّي الشركات الأشخاص ذوي الخبرات الخاطئة بنسبة 82% من الحالات، مما قد يكون له تأثير مدمر على مشاريعك ونجاح عملك.

شاهد بالفيديو: السمات الثمانية للقيادة الرشيدة عند الأزمات

مستويات القيادة الخمسة:

التحدي هو أنَّ هناك خمسة مستويات للقيادة هي:

1. المستوى الأول "القائد غير الرسمي":

هو الشخص الذي، على الرغم من عدم امتلاكه للمنصب، يتطلع إلى قيادة الموقف والسيطرة عليه، وتقديم التوجيه والتعليمات.

2. المستوى الثاني "القائد الذي يشارك في العمل الفعلي":

هو قائد يساهم مساهمة مباشرة في النجاح ويشترك اشتراكاً كبيراً في تحقيق النتائج، وغالباً ما يتحمل الكثير من الأعباء.

3. المستوى الثالث "القائد الخبير":

يظل هذا القائد مشاركاً في العمل الفعلي إلى حد ما؛ حيث يساعد على تشكيل المشروع، ويقود المشروع قيادة مباشرة، ويوجه الفريق بخبرته بصفته مدير المشروع.

4. المستوى الرابع "القائد المشرف":

في هذه المرحلة، تتغير القيادة، لا يتعلق الأمر بمساهمتك في النتائج؛ بل يتعلق بقدرتك على انتقاء أعضاء الفرق، وبناء الفرق، وإعدادهم للنجاح حتى لو كانوا يعملون في مجال خارج نطاق خبرتك.

5. المستوى الخامس "القائد الطموح":

هذا هو أعلى مستوى من القيادة، ينصبُّ التركيز هنا على خلق الثقافة وبناء بيئة ومنظمة تسعى إلى النجاح المستدام.

إقرأ أيضاً: كيف تصعد المستويات الخمسة للقيادة وتتربع عليها؟

لكل مستوى تحدياته وصعوباته الخاصة، ولكنَّ الانتقال الأكبر والأصعب هو من قائد خبير إلى قائد مشرف، في جميع التحولات الأخرى، يتعلق الأمر فقط بعمل المزيد من الشيء نفسه ولكن على نطاق أوسع، لكنَّ القفز من المستوى الثالث إلى المستوى الرابع يتطلب تغييراً في مجموعة المهارات لديك، في الواقع، تحتاج تقريباً إلى نسيان المهارة التي أوصلتك إلى المستوى الثالث واستبدالها بمجموعة جديدة من المهارات، تحتاج أيضاً إلى إدراك أنَّ السيطرة مجرد وهم وأنَّك بحاجة إلى التركيز على بناء قدرتك على التأثير.

عليك تطوير مهارات الأشخاص التي ستحتاج إليها لإشراكهم في العمل وتشجيع وتحفيز الأشخاص الذين يعملون في اختصاص ليس لديك معرفة أو خبرة فيه، عليك أن تسلِّم السيطرة لفريقك وأن تثق بهم وتؤمِن بقدرتك على قيادتهم، هذا هو المكان الذي يجعل الأمر معقداً، والذي تحتاج فيه إلى التخلي عن غرورك، ونسيان معدل الذكاء الخاص بك والتركيز على تحسين ذكائك العاطفي (Emotional Intelligence) لتحقيق أقصى استفادة من فريقك.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتحسين ذكائك العاطفي

لم يعد الأمر يتعلق بمساهمتك؛ بل بإشراك فرقك وإعدادهم للنجاح ومنحهم المجال لتحقيق ذلك، الحقيقة المحزنة هي أنَّ الكثيرين إما لا يمتلكون المهارات أو الثقة بمهاراتهم، ويؤدي بهم الأمر إلى أن يضاعفوا من محاولاتهم للسيطرة، هذا هو المكان الذي يظهر فيه المديرون الضعيفون، يريدون معرفة كل شيء عن كل جانب، إنَّها طريقتهم في محاولة الحفاظ على السيطرة والوصول إلى نتيجة:

لا تكن البطل؛ اصنع الأبطال:

حتى لو نجح الأمر - وهو لم ينجح في الواقع - فهذه الطريق ليست نهجاً قابلاً للتطوير، هناك حد لعدد الأشخاص الذين يمكنك إدارتهم إدارة دقيقة، وحياتك المهنية الآن مقيدة بشكل مباشر بمدى سيطرتك، لقد حددت سقف حياتك المهنية على مستوى القائد الخبير من المستوى الثالث.

لكنَّ هناك حلاً؛ وهو أنَّك بحاجة إلى فهم دورك الجديد، فلم يَعُد الأمر يتعلق بكونك البطل؛ وإنَّما يتعلق بإنشاء المزيد من الأبطال وفرق الأبطال، يتعلق الأمر بمشاركة السيطرة والسماح للآخرين بالازدهار، فإذا كان في إمكانك القيام بذلك، يمكنك الانتقال من دور القائد الخبير إلى أن تصبح قائداً مشرفاً وملهماً وتستمر في صعود سلم القيادة.

المصدر




مقالات مرتبطة